???? لماذا حميدتي؟! لماذا السودان ؟!
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
ربما يتسائل البعض، ولهم كامل الحق في ذلك: لماذا تربط أي دولة تريد أن تحافظ على سمعتها وصورتها الايجابية، نفسها بشخصية مجهولة الأصل والهوية، وعليها ملايين الملاحظات، ومتهمة بجرائم إبادة جماعية، مثل محمد حمدان دقلو “حميدتي، وتدخل نفسها في حالة عدائية مع عدة شعوب بأكملها، وهل الأمر يستحق؟!
مع الأسف، نعم الأمر يستحق ذلك!
منطقة الساحل الأفريقي، وهو الحزام الأفقي الممتد بعرض القارة الأفريقية من المحيط الأطلسي غربًا حتى البحر الأحمر شرقًا، يزخر بالعديد من الموارد الطبيعية التي لا مثيل لها في العالم.
كذلك تتميز هذه المنطقة، بأهمية جيوسياسية بجانب أهميتها الجيو-اقتصادية، حيث تسيطر على أهم طرق نقل الغاز الطبيعي إلى أوروبا، وهو ما يوفر للقارة العجوز حاجاتها من الغاز والخامات بما يغنيها عن الاحتياج لروسيا، وبأسعار معقولة، بجانب حماية القارة من موجات الهجرة المزعجة، وإعادة بناء البنية التحتية في منطقة بحاجة لكل شيء،
تخيل نفسك دولة لديها أموال كثيرة، وتريد أن تشكل إمبراطورية اقتصادية تحقق أرباح طائلة، وتلعب دور على الساحة الدولية يمنحها مكانة أكبر بكثير من حجم حدودها وقدرات جيرانها الأكبر، ويجعل من بقاءها واستقرارها وازدهارها (مصلحة لكافة القوى العالمية المؤثرة) تمامًا كما أن بقاء إسرائيل، هو الشيء المتفق عليه داخل منظومة الغرب الجماعي،
في هذه الحالة، لديك فرصة مثالية، المستعمر القديم فرنسا، دخل الروس ولعبوا دور كاسحة الألغام لطرده، لكن موسكو لا تمتلك الأموال ولا الديناميكية الكافية لملء هذا الفراغ، ووجودها يزعج الولايات المتحدة وأوروبا وبقية منظومة الغرب الجماعي، هنا يمكنك أن تقدم نفسك للغرب الجماعي بأكمله، دعوني أخرج الروس عبر منحه بعض المكاسب من خلال علاقاتي معه، وأسد الفراغ وأنا جزء منكم بدلاً من الفوضى أو ترك المنطقة للصينيين والروس والإيرانيين، وسألعب دور الوكيل لمصالحكم في إطار علاقة تفيدني وتستفيدون منها،
لكن نجاح هذا المشروع، يصطدم بعقبتين هامتين. الأولى، ضعف الموارد البشرية لدى هذه القوى الطامحة. الثانية، عدم وجود قدرات عسكرية. وفي هذه الحالة يلعب حميدتي، دور حيوي وهام للغاية، حيث يمتلك بحكم خلفيته قدرة على حشد من 2 إلى 5 مليون مقاتل من عرب الشتات الموزعين في المنطقة من موريتانيا إلى السودان، الذين دمر التقسيم الاستعماري، والدولة القومية الحديثة بحدودها وقوانينها منظومة هذه القبائل الاقتصادية، وبسهولة يمكن أن يجندهم لتحقيق حلم تشكيل “كونفدرالية عربية في الساحل الأفريقي”، كذلك حميدتي، لا يمكن أن يتمرد على مشغليه، كونه شخص منبوذ داخل مجتمعه، وبدون دعم خارجي، وعمل شركات الـ PR، لا يساوي شيء في الخارج، كذلك عليه العديد من أدلة الإدانة والإبتزاز، التي تضمن أن يكون عميل طيع!
لماذا السودان؟!
السودان، ليس هو المستهدف في حد ذاته، لكن قيمة وأهمية السودان في كونه النقطة الأخيرة بمنطقة الساحل، المشرفة على البحر الأحمر، وعقدة الوصل أو الربط بين الساحل والقرن الأفريقي، والمعبر الطبيعي للوصول إلى ليبيا ومنها إلى أوروبا، والأهم الدولة الأكثر تقدمًا في منطقة الساحل، وبمثابة الحلم لكل قبائل الشتات، ليحلوا محل السكان الأصليين، مع امتلاكه بجانب إثيوبيا لمنابع النيل، وهو ما يضمن إخضاع الطرف الأقوى في المنطقة القادر على التصدي لهذه المشروع (مصر) التي تم اخضاعها بالديون، والآن المياه وهي سر وجودها، واستغلال وجود عدم تنسيق بالشكل الكافي بين القاهرة والرياض، وفي حال السيطرة على السودان، فقد تم اطباق الحصار المطلق على القاهرة، وضمان عدم امتلاكها لأي أدوات ضغط على إثيوبيا، وبناء عليها مقايضتها بقبول ما يحدث في السودان مقابل تسهيل حصولها على المياه والسيف مسلط على رقبتها عبر امتلاك إثيوبيا وحلفائها للمحبس، وامكانية غلقه في أي وقت لو تغير الوضع السياسي المصري مستقبلاً،
فيما بعد، ستشكل قوات حميدتي، مورد بشري هام، لإعادة توزيعها في إطار “فيالق أفريقية”، تخدم المشاريع المزمع القيام بها من خطوط نفط وغاز ومزارع ومستوطنات بشرية غربية وغابات مغلقة ومحميات طبيعية للسياحة ومناجم ومزارع، وكذلك لحماية الموانيء في البحر الأحمر والجزر اليمنية في المحيط الهندي،
هذه نبذة بسيطة عن أساس الصراع الحالي على السودان لا في السودان، لحين شرحه بشكل مفصل، في حلقات أنوي تقديمها على اليوتيوب بعنوان “خمسة جيوبوليتيك”،
أخيرًا، هل يمكن لوم أي قوة حتى لو صغيرة الحجم والمساحة والسكان على طموحها لتكون قوى عظمة في المنطقة؟ بالتأكيد لا، والطموح حق مشروع لكل دولة، وفي العلاقات الدولية تقاس الدول بأفعالها لا أحجامها، ربما يمكن لومها على أنها تنتهج ما أسميها سياسة “شايلوك” أي تعمد الإضرار بمصالح الآخرين حتى لو لم يكن هناك حاجة لذلك، وهنا المعضلة، ولكن اللوم الأكبر يوجه لمن يصفون أنفسهم بأنهم “كبار” لكنهم لم يفعلوا ما يقتضيه موقعهم وتاريخهم، وتركوا كل هذا الفراغ، فلا تثريب على من قرر الدخول والعمل على الأرض، ليستغل الأوضاع لصالحه!!
أما من يسطحون الصراع على أنه مجرد خلاف بين جنرالين في السودان أو صراع بين ديمقراطية وعسكرية، فهم حقًا أكثر تفاهة من حتى إضاعة الوقت في نقاش أطروحاتهم، فهم إما “مغفل مفيد” أو “مستفيد”!
كتب (أحمد دهشان)
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
الشبكة يتابع تهديدات فتق نتنياهو وأرواح حميدتي السبعة
وفي مفارقة تعكس هوس القوى الدولية بإعادة تشكيل الخرائط، كشفت الحلقة عن فرمان أميركي يهدد بتحويل المحكمة الجنائية الدولية إلى "فرع لستاربكس" ما لم تلغِ أحكامها ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بينما تدرس واشنطن تحويل التهجير القسري إلى "حل بيئي" لتفادي إصلاح البنية التحتية.
أما في إسرائيل، فقد حذّر الطاقم الطبي المشرف على حالة نتنياهو الصحية من أن متابعة عمليات تبادل الأسرى قد تؤدي إلى تفاقم مشاكله الجسدية، مشيرا إلى أن الفتق لن يصمت عند مشاهدة الدفعة السادسة.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4السعوديون يتساءلون: هل استأصل الأطباء عقل نتنياهو بدل بروستاته؟list 2 of 4غزة والبنتاغون وبايدن.. ترامب يواصل مسلسل التصريحات المثيرة للجدلlist 3 of 4نتنياهو يجري عملية جراحية وينقل لوحدة رعاية محمية تحت الأرضlist 4 of 4ترامب يتعهد بإنهاء الحروب وطرد ملايين المهاجرين ويعلن الطوارئend of listوتصاعدت السخرية من تصريحات إسرائيلية متناقضة، حيث طالب نتنياهو بالإفراج عن جثث الأسرى بدل الأحياء، بينما وصف إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي المستقيل الدولة بأنها "أصبحت نكتة"، في إشارة إلى تدهور المصداقية داخليا ودوليا.
وفي مشهد يعكس انفصام الخطاب السياسي، قدم رجل أعمال مصري خطة منافسة لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإعادة إعمار غزة عبر تحويلها إلى "نيوجرسي الشرق الأوسط"، مزودة بمجمعات ترفيهية وملاعب غولف، متجاهلا أن المدينة لم يتبقَ فيها باب سليم أساسا.
أما في دمشق، فقد تسببت دعوة الرئيس السوري أحمد الشرع لحضور قمة عربية طارئة بالقاهرة في دخول مجموعة من الإعلاميين المصريين إلى المستشفى بعد تعرضهم لصدمة مفاجئة، في حين أكد ماهر الأسد أنه "القيصر الحقيقي" وراء تسريبات جرائم الحرب، مطالبا بتعويضه نقدا أو "بتيجان ذهبية".
إعلان لن أموت في صمتوفي إطار السخرية من الشائعات المتكررة، تفوّق القائد السوداني محمد حمدان "حميدتي" على القطط بتجاوزه شائعة الوفاة الثامنة، مؤكدا للسودانيين "لن أموت في صمت.. وسأعلن وفاتي بنفسي"، بينما سجّل رقما قياسيا في سلسلة الهزائم، مع تأكيده أن "9 أرواح لا تكفي أمام هذه الانتكاسات".
أما الرئيس الأميركي، فقد هدد بفتح "أبواب الجحيم" على غزة إذا لم يتم تنفيذ شروطه، متجاهلا أن معظم الأبواب في القطاع قد دُمرت بالفعل جراء القصف المتواصل. وعلّق البرنامج بأن واشنطن تبدو مهتمة بإعادة "تأهيل الجحيم" ليكون أكثر ملاءمة للمشهد السياسي الراهن.
وفي تطور غير متوقع، رصدت الكاميرات مجموعة من الأسرى الإسرائيليين وهم يهتفون "الله أكبر" عند الإفراج عنهم، مما دفع نتنياهو للمطالبة بوقف إطلاق سراح الأحياء، والاكتفاء بتسليم الجثث.
وفي مشهد يعكس "حمى الاستعمار الجديد"، انتقد البرنامج خطط الولايات المتحدة لاحتلال غزة وقناة بنما وغرينلاند في آنٍ واحد، مشيرا إلى أن "إعادة رسم الخرائط باتت رياضة أميركية مفضلة".
وفي سياق متصل، سخر البرنامج من عرض إيلون ماسك شراء المحكمة الجنائية وتحويلها إلى محكمة تعمل بالذكاء الاصطناعي، مع تعهده بألا "تزعج إسرائيل"، في إشارة ساخرة إلى محاولات تطويع المؤسسات الدولية.
تهجير سكان كاليفورنياوفي قطاع غزة، اقترح ناشطون خطة مماثلة لتهجير سكان كاليفورنيا بحجة إعادة إعمارها بعد الحرائق والأعاصير. وطرح البرنامج تساؤلا ساخرا عما إذا كانت هذه الفكرة "مستلهمة" من الخطط الإسرائيلية أم مجرد مصادفة؟
وعلى خطّ مواز، سخر البرنامج من مخططات تحويل غزة إلى مشروع استثماري عالمي يحمل اسم "نيو جيرسي الشرق الأوسط"، حيث تضم المدينة المستقبلية كافيهات ومولات وملعب غولف ومجمع أديان "يتسع حتى لزاوية تأملية للملحدين".
ووسط هذه الرؤية "الطموحة"، تساءل البرنامج عن مصير السكان الأصليين، ليأتي الجواب سريعا "إذا لم يبقَ أحد، فالمشروع سيصبح واقعيا بلا شك".
إعلانوفي سياق السخرية من الإعلام الإسرائيلي، عرض البرنامج تقريرا عن "الإنجازات التاريخية" التي يروجها الاحتلال رغم الفشل الميداني. وأبرز كيف يتم الاستعانة بمؤثرين عرب للترويج لرواية إسرائيلية معدلة، مشيرا إلى أن "الترويج للانتصارات الوهمية أصبح مهنة قائمة بذاتها".
وسلط البرنامج الضوء على "الخطوط الحمراء" في المنطقة، والتي يتم تحديثها سنويا مثل أي تطبيق رقمي، وذكر البرنامج أن هذه الخطوط تشمل احتلال القدس وضم الجولان وعمليات التطبيع المستمرة، مما يطرح السؤال: هل بقي هناك أي خطوط لم يتم تجاوزها بعد؟
14/2/2025