مسقط- الرؤية

يعد مرض السل من أكثر الأمراض المعدية فتكا في العالم، إذ إنه يتسبب في وفاة أكثر من 4100 شخص وإصابة 28 ألف شخص يوميا، وتسببه جرثومة بكتيريا السل التي تصيب الجهاز التنفسي أو بعض الأعضاء الأخرى كالجهاز العصبي والجهاز الهضمي والجهاز الليمفاوي والعظام، وينتقل من شخص لآخر بالتعرض للرذاذ المعدي المنبعث من الشخص المصاب في أثناء العطس أو السعال أو الكلام أو الغناء.

وقالت الدكتورة فاطمة اليعقوبية  من قسم السل والأمراض التنفسية الحادة بمركز مراقبة الأمراض والوقاية منها، إن أعراض هذا المرض تتمثل في الحمى والسعال الذي يكون مصحوبا أحيانا بخروج الدم لمدة أسبوعين أو أكثر والتعرق الليلي ونقص الوزن وانعدام الشهية، بالإضافة إلى أعراض أخرى.

وأضافت: "هناك نمطان معروفان لمرض السل بعد الإصابة به، الأول هو السل النشط وهو ظهور الأعراض بعد التعرض لبكتيريا السل وتكمن خطورته في تفاقم المضاعفات إذا لم يُكشف عنه ويُعالج، والثاني هو السل الكامن وفيه يصبح الشخص حاملا لبكتيريا السل دون ظهور الأعراض وتكمن خطورته في إمكانية تحوله للنوع النشط إذا لم يُعالج".

وأشارت اليعقوبية إلى أن إجراءات الوقاية من هذا المرض تتمثل في التوجه للمؤسسة الصحية فور الشعور بالأعراض لتسريع الكشف عنه وعلاجه وتتبع المخالطين له وعلاج المصاب بالسل النشط أو تقديم العلاج للمصابين بالسل الكامن، مع ضرورة الالتزام بالخطة العلاجية التي تصل إلى 6 أشهر من تناول العقاقير، وقد تتجاوز هذه المدة بناء على العضو المصاب واستجابة المريض وتبعا لإرشادات الطبيب المعالج، كما ينبغي الالتزام بالإجراءات الوقائية في أثناء وجود المريض داخل المؤسسة الصحية كتوفير غرفة العزل وارتداء كمام التنفس الخاص من قبل طاقم العلاج أو عند وجوده بين أفراد العائلة أو في الأماكن العامة كاستخدام المنديل أو باطن كوع اليد عند العطس أو السعال ومداومة غسل اليدين أو تعقيمهما.

ووفقا لمعايير منظمة الصحة العالمية، فإن سلطنة عمان ذات معدل منخفض في الإصابة بحالات السل بمعدل أقل من 10 لكل 100000 من السكان منذ عام 2012، حيث تناقص المعدل العام خلال السنوات من 2008 إلى 2018 مع زيادة طفيفة بسبب تغيير سياسة فحص الوافدين عند القدوم، ثم شهد تراجعا خلال جائحة (كوفيد-19) عامي 2020-2021.

وعقب ذلك شهد المعدل العام زيادة في السنتين الماضيتين، إذ بلغ لكل الحالات في سلطنة عمان  9.5 لكل 100000 من السكان في عام 2023، وتعزى هذه الزيادة لارتفاع معدل الإصابة في غير العمانيين  الذين يأتي معظمهم من دول عالية الإصابة بمرض السل، أما العمانيون فإن معدل إصابتهم بقي ثابتا منذ 2018 مما يستدعي النظر في الآليات الممكنة لإحراز الانخفاض الملحوظ.

وتشير إحصائيات عام 2023 إلى أنه سُجلت 490 حالة سل من بينهم 99 حالة سل بين العمانيين بزيادة مطردة لحالات السل في غير العمانيين منذ عام 2019، وشكلت حالة سل رئوي مؤكدة مخبريا 76% من إجمالي الحالات، في حين وصلت النسبة لغير العمانيين 94.3% حالة سل رئوي مؤكدة، أما السل المقاوم للأدوية فقد سُجلت 3 حالات في عام 2023 كما سُجلت 18 حالة وفاة في 2023.

وأطلقت سلطنة عمان الإستراتيجية الوطنية للقضاء على السل في 24 مارس 2021 وستنفذ على مراحل لخفض نسبة الإصابة إلى أقل من 100 لكل مليون شخص بحلول عام 2035 وذلك للوصول إلى ما يسمى بمرحلة ما قبل القضاء على السل بخفض الإصابة بنسبة 90 بالمئة وخفض الوفيات بنسبة 95 بالمئة قياسا إلى الوضع الوبائي لعام 2015.

وترتكز الإستراتيجية الوطنية على الوقاية والتشخيص والعلاج والتعزيز التي ستطبق في الأنشطة الآتية: تعزيز قدرات الطاقم الطبي في حصر المخالطين وفحص الفئات ذات الخطورة كالوافدين والمصابين بالعوز المناعي وتوفير الفحوصات المخبرية ذات الفاعلية والحساسية الكبرى، وتوفير العلاج المناسب وتعزيز الوعي المجتمعي وتشجيع البحث العلمي لتجويد الخدمات المقدمة للمرضى.

ونظرا لجهود سلطنة عمان الحثيثة المتمثلة في انخفاض معدلات الإصابة وارتفاع مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمصابين والمخالطين، فقد استشهدت منظمة الصحة العالمية بها بوصفها إحدى التجارب المثيرة للاهتمام في إقليم شرق المتوسط.

وتشارك سلطنة عمان دول العالم كل عام الاحتفال بذكرى اليوم العالمي للسل في 24 مارس لإذكاء وعي الجمهور بالعواقب الصحية والاجتماعية والاقتصادية المدمرة للسل وتكثيف الجهود الرامية إلى إنهائه والقضاء عليه، ويأتي  شعار هذا العام "نعم.. يمكننا القضاء على السل"، كما نظمت وزارة الصحة العديد من الفعاليات لإذكاء الوعي المجتمعي والمحلي.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

محافظ الغربية يُشدد على ضرورة التواجد الميداني اليومي وإزالة المخلفات وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين

ترأس اللواء أشرف الجندي، محافظ الغربية، اجتماعًا موسعًا مع رؤساء المراكز والمدن والأحياء بحضور الدكتور محمود عيسى نائب المحافظ و اللواء أحمد أنور، السكرتير العام للمحافظة و المهندس علي عبد الستار السكرتير العام المساعد، لمناقشة عدة قضايا هامة تتعلق بالخدمات العامة في المحافظة، حيث تم التركيز على أهمية التواجد الميداني اليومي لرؤساء المدن والمراكز لمتابعة المشكلات بشكل مباشر وفاعل.

وفي بداية الاجتماع، شدد المحافظ على ضرورة أن يكون كل رئيس مركز أو مدينة حاضرًا في الشارع ويتابع مشكلات المواطنين مباشرة، قائلاً: “نحن في مرحلة دقيقة تتطلب تحركًا سريعًا. يجب أن نكون على الأرض لحل المشكلات بشكل فوري وفعال، ولا يكفي العمل من المكاتب فقط.”

وأكد الجندي أن التقاعس أو التأخير في الاستجابة لمطالب المواطنين لن يتم التسامح معه، مشيرًا إلى أن المرحلة الحالية تتطلب قرارات فاعلة وحلولًا سريعة لتحسين الخدمات وتلبية احتياجات المواطنين. وأوضح أن رؤساء المدن يجب أن يكونوا جزءًا من الحلول اليومية، ويجب عليهم متابعة المشكلات فور ظهورها وعدم السماح بتراكم الأزمات.

فيما يخص منظومة النظافة، وجه المحافظ بتكثيف الجهود لرفع كفاءة النظافة في الشوارع، حيث أشار إلى ضرورة إزالة المخلفات بشكل دوري ومنع تراكمها في الشوارع، خاصة في المناطق الحيوية. وأضاف: “النظافة جزء أساسي من المظهر الحضاري، ومن مسؤوليتنا أن نوفر بيئة صحية وآمنة للمواطنين. يجب أن يكون لدينا خطط يومية لنظافة الشوارع وحملات مستمرة لإزالة الإشغالات في الأسواق والمناطق المزدحمة.” كما شدد على ضرورة الاهتمام بإزالة أي إشغالات قد تعيق حركة المواطنين والمركبات، مشيرًا إلى أن ذلك يشكل جزءًا من المسؤولية الأساسية لرؤساء الوحدات المحلية.

في سياق آخر، تناول الاجتماع متابعة تطورات ملفات تقنين أراضي أملاك الدولة والتصالح على مخالفات البناء، والوقوف على الإجراءات التي تم اتخاذها للإسراع في إنهاء الموضوعات المتعلقة بهذا الملف.

كما ناقش قضية مخالفات البناء و التعدي على الأراضي الزراعية، حيث أكد المحافظ على ضرورة التعامل الفوري مع أي مخالفات منذ بدايتها، قائلاً: “التعدي على الأراضي الزراعية أو البناء المخالف لن نسمح له بالاستمرار. يجب التصدي لهذه المخالفات في المهد، وتطبيق القانون بشكل صارم.” وأضاف أن المحافظة لن تسمح بأي محاولات تعدي جديدة على الأراضي الزراعية أو أراضي أملاك الدولة، مؤكداً على التنسيق المستمر بين الجهات المعنية للحد من هذه الظواهر.

كما ناقش المحافظ الاستعدادات المكثفة لاستقبال العشر الأواخر من رمضان و عيد الفطر، حيث وجه بتكثيف جهود ضبط الأسواق وتنظيمها لضمان عدم التلاعب بالأسعار واستغلال المواطنين، مشددًا على ضرورة توفير السلع الأساسية بأسعار مناسبة وتوفير المنتجات المطابقة للمواصفات الصحية. وأكد على أهمية تنظيم حركة المرور وتسهيل وصول المواطنين إلى الأسواق والمرافق العامة خلال هذه الفترات.

وفيما يخص شكاوى المواطنين، أكد الجندي على ضرورة متابعة الشكاوى بشكل فوري، مشيرًا إلى أن شكاوى المواطنين يجب أن تُعطى الأولوية القصوى، مع التأكيد على ضرورة الاستجابة السريعة للمشاكل الميدانية. وقال: “التفاعل المباشر مع المواطنين وحل مشكلاتهم يعد من مسؤولياتنا الأساسية. يجب أن يكون لدينا استجابة فورية لأي مشكلة تواجه المواطن.

في ختام الاجتماع، وجه اللواء أشرف الجندي رسالة حاسمة إلى رؤساء المراكز والمدن والأحياء، حيث أكد على أن المرحلة الحالية تتطلب مجهودًا مضاعفًا، وأنه سيكون هناك تقييم مستمر للأداء بناءً على تحقيق رضا المواطنين وتحسين مستوى الخدمات المقدمة لهم. وأضاف: “التقصير أو التراخي في أداء الواجب لن يكون مقبولًا، وسنتخذ إجراءات صارمة ضد المقصرين.

مقالات مشابهة

  • محافظ الغربية يُشدد على ضرورة التواجد الميداني اليومي وإزالة المخلفات وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين
  • جهود حثيثة لوضع ظفار على خريطة السياحة الإقليمية والدولية بجميع المواسم
  • موارد عمان يطلق أبحاثًا مبتكرة لاكتشاف النباتات الغذائية والعلاجية
  • ندوة تستعرض دور سلطنة عُمان الإنساني وجهود تأمين إمدادات الغذاء
  • مكتب الصحة في حجة.. جهود حثيثة للارتقاء بمستوى الخدمات الطبية
  • الخطاب الديني في سلطنة عمان.. تعزيز للتسامح والاعتدال والتقارب
  • جولات تفقدية مفاجئة لمستشفيات المنوفية لمتابعة الجاهزية وتحسين الخدمات الصحية
  • مخزومي التقى سفير سلطنة عمان.. هذا ما تمّ بحثه
  • تأثر أجواء سلطنة عمان بأخدود من منخفض جوي
  • تأثر أجواء سلطنة عمان بأخدود من منخفض جوي .. عاجل