"السل" المرض الأكثر فتكا في العالم.. وجهود عمانية حثيثة لخفض معدلات الإصابة وتحسين مستوى الخدمات الصحية
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
مسقط- الرؤية
يعد مرض السل من أكثر الأمراض المعدية فتكا في العالم، إذ إنه يتسبب في وفاة أكثر من 4100 شخص وإصابة 28 ألف شخص يوميا، وتسببه جرثومة بكتيريا السل التي تصيب الجهاز التنفسي أو بعض الأعضاء الأخرى كالجهاز العصبي والجهاز الهضمي والجهاز الليمفاوي والعظام، وينتقل من شخص لآخر بالتعرض للرذاذ المعدي المنبعث من الشخص المصاب في أثناء العطس أو السعال أو الكلام أو الغناء.
وقالت الدكتورة فاطمة اليعقوبية من قسم السل والأمراض التنفسية الحادة بمركز مراقبة الأمراض والوقاية منها، إن أعراض هذا المرض تتمثل في الحمى والسعال الذي يكون مصحوبا أحيانا بخروج الدم لمدة أسبوعين أو أكثر والتعرق الليلي ونقص الوزن وانعدام الشهية، بالإضافة إلى أعراض أخرى.
وأضافت: "هناك نمطان معروفان لمرض السل بعد الإصابة به، الأول هو السل النشط وهو ظهور الأعراض بعد التعرض لبكتيريا السل وتكمن خطورته في تفاقم المضاعفات إذا لم يُكشف عنه ويُعالج، والثاني هو السل الكامن وفيه يصبح الشخص حاملا لبكتيريا السل دون ظهور الأعراض وتكمن خطورته في إمكانية تحوله للنوع النشط إذا لم يُعالج".
وأشارت اليعقوبية إلى أن إجراءات الوقاية من هذا المرض تتمثل في التوجه للمؤسسة الصحية فور الشعور بالأعراض لتسريع الكشف عنه وعلاجه وتتبع المخالطين له وعلاج المصاب بالسل النشط أو تقديم العلاج للمصابين بالسل الكامن، مع ضرورة الالتزام بالخطة العلاجية التي تصل إلى 6 أشهر من تناول العقاقير، وقد تتجاوز هذه المدة بناء على العضو المصاب واستجابة المريض وتبعا لإرشادات الطبيب المعالج، كما ينبغي الالتزام بالإجراءات الوقائية في أثناء وجود المريض داخل المؤسسة الصحية كتوفير غرفة العزل وارتداء كمام التنفس الخاص من قبل طاقم العلاج أو عند وجوده بين أفراد العائلة أو في الأماكن العامة كاستخدام المنديل أو باطن كوع اليد عند العطس أو السعال ومداومة غسل اليدين أو تعقيمهما.
ووفقا لمعايير منظمة الصحة العالمية، فإن سلطنة عمان ذات معدل منخفض في الإصابة بحالات السل بمعدل أقل من 10 لكل 100000 من السكان منذ عام 2012، حيث تناقص المعدل العام خلال السنوات من 2008 إلى 2018 مع زيادة طفيفة بسبب تغيير سياسة فحص الوافدين عند القدوم، ثم شهد تراجعا خلال جائحة (كوفيد-19) عامي 2020-2021.
وعقب ذلك شهد المعدل العام زيادة في السنتين الماضيتين، إذ بلغ لكل الحالات في سلطنة عمان 9.5 لكل 100000 من السكان في عام 2023، وتعزى هذه الزيادة لارتفاع معدل الإصابة في غير العمانيين الذين يأتي معظمهم من دول عالية الإصابة بمرض السل، أما العمانيون فإن معدل إصابتهم بقي ثابتا منذ 2018 مما يستدعي النظر في الآليات الممكنة لإحراز الانخفاض الملحوظ.
وتشير إحصائيات عام 2023 إلى أنه سُجلت 490 حالة سل من بينهم 99 حالة سل بين العمانيين بزيادة مطردة لحالات السل في غير العمانيين منذ عام 2019، وشكلت حالة سل رئوي مؤكدة مخبريا 76% من إجمالي الحالات، في حين وصلت النسبة لغير العمانيين 94.3% حالة سل رئوي مؤكدة، أما السل المقاوم للأدوية فقد سُجلت 3 حالات في عام 2023 كما سُجلت 18 حالة وفاة في 2023.
وأطلقت سلطنة عمان الإستراتيجية الوطنية للقضاء على السل في 24 مارس 2021 وستنفذ على مراحل لخفض نسبة الإصابة إلى أقل من 100 لكل مليون شخص بحلول عام 2035 وذلك للوصول إلى ما يسمى بمرحلة ما قبل القضاء على السل بخفض الإصابة بنسبة 90 بالمئة وخفض الوفيات بنسبة 95 بالمئة قياسا إلى الوضع الوبائي لعام 2015.
وترتكز الإستراتيجية الوطنية على الوقاية والتشخيص والعلاج والتعزيز التي ستطبق في الأنشطة الآتية: تعزيز قدرات الطاقم الطبي في حصر المخالطين وفحص الفئات ذات الخطورة كالوافدين والمصابين بالعوز المناعي وتوفير الفحوصات المخبرية ذات الفاعلية والحساسية الكبرى، وتوفير العلاج المناسب وتعزيز الوعي المجتمعي وتشجيع البحث العلمي لتجويد الخدمات المقدمة للمرضى.
ونظرا لجهود سلطنة عمان الحثيثة المتمثلة في انخفاض معدلات الإصابة وارتفاع مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمصابين والمخالطين، فقد استشهدت منظمة الصحة العالمية بها بوصفها إحدى التجارب المثيرة للاهتمام في إقليم شرق المتوسط.
وتشارك سلطنة عمان دول العالم كل عام الاحتفال بذكرى اليوم العالمي للسل في 24 مارس لإذكاء وعي الجمهور بالعواقب الصحية والاجتماعية والاقتصادية المدمرة للسل وتكثيف الجهود الرامية إلى إنهائه والقضاء عليه، ويأتي شعار هذا العام "نعم.. يمكننا القضاء على السل"، كما نظمت وزارة الصحة العديد من الفعاليات لإذكاء الوعي المجتمعي والمحلي.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
محافظ السويس يبحث طلبات السائقين وتنظيم العمل وتحسين الخدمات بالمواقف
عقد اللواء أح/ طارق حامد الشاذلي، محافظ السويس، صباح اليوم اجتماعًا موسعًا مع سائقي موقف المرج، وذلك بقاعة الاجتماعات بديوان عام المحافظة، بحضور الدكتور عبد الله رمضان، نائب المحافظ، واللواء أحمد الإسكندراني، السكرتير العام للمحافظة، والعميد أحمد علاء، رئيس حي السويس والعميد محمد عبد المنعم، مدير لجنة الإشراف على المواقف.
وخلال الاجتماع، ناقش المحافظ عدداً من القضايا الحيوية التي تهم السائقين والمواطنين، وعلى رأسها تنظيم حركة العمل داخل الموقف الأقليمي لسيارات الأجرة، وضمان الإلتزام بالتعريفة الرسمية، وتحقيق الانضباط في التعامل مع الركاب. كما شدد على أهمية تقديم خدمة آمنة ومنظمة تليق بأبناء السويس.
وأكد اللواء طارق الشاذلي أنه حريص على تحقيق التوازن بين مصلحة السائق والمواطن، مشيرًا إلى أن الهدف هو الوصول لمنظومة نقل متطورة تحقق العدالة للجميع. كما أوضح أن المحافظة ستعمل على تشكيل لجنة متخصصة لتحديد المسافة الفعلية بين السويس والقاهرة، على أن تضم أعضاء من الجانبين، من محافظة السويس ومحافظة القاهرة، لضمان الشفافية والدقة في التقييم. وشدد على أن العمل سيستمر وفقًا للتعريفة الحالية لحين صدور القرار النهائي من اللجنة.
وخلال اللقاء، فتح المحافظ حوارًا مباشرًا مع السائقين، حيث استمع إلى آرائهم ومشكلاتهم ومقترحاتهم، مؤكدًا أن باب المحافظة مفتوح دائمًا للتواصل مع جميع الأطراف، وأن الهدف من هذه اللقاءات هو إيجاد حلول واقعية وسريعة للمشكلات الميدانية.
وأضاف الشاذلي أن لجنة الإشراف على المواقف ستكثف جهودها خلال الفترة المقبلة لمتابعة الأوضاع بالمواقف وضمان الالتزام بالتعليمات، والتعامل الفوري مع أية شكاوى أو تجاوزات، وذلك في إطار خطة شاملة لتطوير منظومة النقل بالمحافظة.
وقد أبدى السائقون ارتياحهم لتفاعل المحافظ واستماعه لهم، معربين عن استعدادهم للتعاون الكامل في سبيل تحسين جودة الخدمة المقدمة للمواطنين