"رؤوس لا تخص تماثيلها”.. خبير آثار يكشف وجود خطأ كبير بترميم طريق الكباش بالأقصر
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
مشروع حفر وتنقيب وترميم طريق المواكب الكبري وهو الطريق الشهير إعلاميًا باسم «طريق اللكباش» هو أحد أهم وأكبر وأعظم المشاريع فى تاريخ الاثار المصرية القديمة والذي شهد عملية ترميم كبرى وتم افتتاحه بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي إبان تولي الدكتور خالد العناني حقيبة وزارة السياحة والآثار، وذلك في عام 2021 م.
ومن ناحيته أثار الدكتور منصور بريك وهو أحد الأثريين المعدودين في مصر والعالم، قضية شائكة ألا وهي أن ترميمات طريق الكباش بها خطأ تاريخي كبير يجب الإشارة إليه، بل ويجب سرعه تعديله، حيث طالب بفك رؤوس الكباش لأن تركيبها بهذا الوضع خطأ تاريخيًا.
الخطأ الكبيروأشار الدكتور منصور بريك إلى أن هذا الخطأ في تماثيل القطاع الواقع أمام معبد خونسو، وتاريخيا هذا القطاع هو الوحيد الذي شيده الملك أمنحتب الثالث 1400 – 1353 ق.م والتماثيل هنا تعكس تطور الفن في عصر هذا الملك حيث شُكلت على هيئة كبش رابض ضخم ويقف أمام صدر كل كبش تمثال صغير للملك، وأعتقد أن تماثيل هذا القطاع ربما كانت تزين الطريق لمعبده الجنائزي فى البر الغربي ثم قام الكاهن بانجم الأول الذي أكمل معبد خونسو بنقلها لتزين واجهة المعبد.
أخناتون يحطم تماثيل والدهوأضاف بريك أنه عندما تولى أخناتون الحكم بعد والده ونزاعه الديني الكبير مع كهنة أمون رع قام بنشر رؤوس تماثيل هذا القطاع وتحطيمها تمامًا لأنها تمثل رمزًا لآمون رع مع عدم تحطيمه لتماثيل والده التي تقف أمام صدر التماثيل، ثم تولى الحكم من بعده ابنه توت عنخ امون والذي أعاد مكانة آمون رع لوضعها السابق بل وشرع فى إنشاء أهم قطاع في طريق الكباش وهو الذي يربط ما بين الصرح العاشر من معبد الكرنك إلى معبد موت ونحت التماثيل على شكل جسم أسد كرمز لاله الشمس رع ورأس كبش كرمز للاله أمون على قواعد فخمة تشبه المقاصير مزينة من أعلى بالكورنيش المصري.
من صاحب كشف طريق الكباش؟وجاء من بعد الملك حور محب ليكتب اسمه على قواعد تلك التماثيل وكذلك رمسيس الثاني ثم بانجم الأول وبالمناسبة هذا القطاع مصور على جدران المقبرة رقم 2 فى دير المدينة وتلك المقبرة ترجع لعصر الاسرة 19، وكشف هذا القطاع المرحوم الدكتور محمد الصغير وعثر على أغلب تماثيل وقواعد ذلك القطاع محطمه إلا التمثال الرقم 21 فى الصف الغربي حيث عُثر عليه كاملا ملقي في أحد آبار المياه الواقعة إلى الشمال من قاعدته واستطاع المرحوم الدكتور محمد الصغير من ترميم العديد من التماثيل والقواعد فى هذا القطاع.
وقد عثر الدكتور المرحوم الصغير، على بعض من رؤوس تماثيل الكباش فترك اثنين منهما بجوار الصف الشرقي من تماثيل هذا القطاع ورأس فى مدخل معبد موت ونقل الباقي إلى مخازن الكرنك وعندما كنا نتحدث عن المشروع لم نفكر في إعادة ترميم تلك الرؤوس نظرًا لصعوبة تلك العملية.
وحيث كنت اتابع استكمال العمل فى المشروع استوقفي خبر صحفى يقول إنه تم العثور على أربعة رؤوس كباش أثناء العمل فى مشروع طريق الكباش وعند مطالعتي للصور المرفقة مع التقرير الصحفي لاحظت أنها تشبه تلك الرؤوس التى كشف عنها المرحوم الدكتور محمد الصغير ولكن قلت حينها ربما كشفوا عن رؤوس جديدة بعد إزالة نجع أبو عصبة خلف الصف الغربي من القطاع الواقع أمام الصرح العاشر، وتم افتتاح مشروع طريق الكباش في احتفال مهيب ورائع شرفه بالحضور السيد رئيس الجمهورية فى٢٥ توفمبر ٢٠٢١م
تركيب رؤوس كباش على تماثيل لا تخصهاوقال بريك منذ أسبوعين كنت أطالع صور مشروع طريق الكباش علي شبكة الانترنت وصعقت من صور لبعض تماثيل الكباش بالقطاع أمام معبد خونسو بالصف الغربي حيث تم تركيب رؤوس الكباش التى كانت مكتشفه بالقطاع العاشر والذى أنشأه الملك توت عنخ امون على رؤوس تماثيل جده أمنحتب الثالث بطريقة غير مهنية وغير علمية خاصة وأن تلك الرؤوس حجمها أصغر من تماثيل الكباش في هذا القطاع وكانت تشكل جزء من تمثال على هيئة أسد وليست كبش
وأكد بريك قائلًا إن تدمير طريق الكباش الذي كان على مدار تاريخ طويل حدث في عصر أخناتون هو جزء مهم جدًا من تاريخ الطريق وتاريخ طيبة القديم ويجب الحفاظ عليه.
كما أوضح بريك أن توت عنخ أمون لو كان يريد ترميم تلك الكباش فى عصره كان قد قام بذلك وكنا سنلاحظ اثار الترميم فى التماثيل حيث كان سينحت رؤوس الكباش مرة اخري وتثبيتها على رقبة تماثيل جده بعمل جزء بارز اسفل الرأس وحفر جزء مقابل غائرفى الرقبة لتثبيت الرأس بطريقة التعشيق وهي طريقة مصرية قديمة لترميم التماثيل ولكنه تركها هكذا وأنشأ القطاع الممتد من الصرح العشر حتى معبد الالهه موت.
مطالبةوطالب بريك بإعادة فك رؤوس تلك الكباش من فوق تماثيل كباش أمنحوتب الثالث وعرضها فى متحف الأقصر أو بجوار القطاع الذي تنتمي إليه حفاظا على تاريخ طيبة القديم
من هم مكتشفو طريق الكباش تفصيليًاوقال بريك أن هناك علماء كبار سبقونا فى الكشف هذا الطريق تفصيلا فكلنا يعلم أن الطريق كان قد تم الكشف عنه بواسطة كل من:
- المرحوم الدكتور زكريا غنيم عام ١٩٤٩م ومن بعده استكمل العمل المرحوم الدكتور -محمد عبدالقادر عام ١٩٥٨-١٩٦١ ثم -المرحوم الدكتور محمود عبدالرازق ١٩٦٤م والمرحوم الدكتور محمد الصغير ١٩٨٤-٢٠٠٢م وكان من اهم ما كشف عنه الدكتور محمد الصغير هو القطاع الذي يربط ما بين الصرح العاشر ومعبد موت وهو ما سنتحدث عنه لاحقا.
- كما قام بالتنقيب فى القطاع أمام معبد خونسو والذي كان ظاهرا وواضحا من قبل فى الثمانينات الأستاذ مجدي الملا والأستاذ عبدالحميد معروف..
- حتى قمت وبمساعدة عظيمه وإنجاز كبير للدكتور سمير فرج محافظ الأقصر السابق والذي استطاع بصبره وحنكته الإدارية من إزالة جميع التعديات التى كانت على مسار طريق الكباش من بيوت لعل كان أخطرها عزبة الصفيح ونجع البهاجه ونجع ابوعصبه وكذلك زراعات ودور عبادة ومباني حكومية عديدة وعمل معي فريق من الاثريين والمرممين والمهندسين والفنانين ومديري معبد الاقصر والكرنك إبراهيم سليمان وسلطان عيد.
وكان هذا الفريق له الفضل الكبير بعد الله سبحانه وتعالى في إتمام الكشف الطريق وترميمه وتجهيزه للافتتاح الرسمي بالفترة من ٢٠٠٥ وحتى ٢٠١١م ولمدة سبعة سنوات متواصلة دون توقف على مدار العام استطعنا إتمام الكشف كامل الطريق ولم يكن يتبقي لنا سوي الصف الشرقي من طريق الكباش فى القطاع أمام معبد خونسو حيث كان يتطلب الكشف عنه إزالة بيوت نجع أبوعصبة.
وكنا قد أنهينا الإتفاق مع الدكتور سمير فرج على بدء الإزالة على أن يتحمل المجلس الأعلى للاثار ميزانية تعويض الأهالي بل وقد تم تحديد الافتتاح الرسمي للطريق والذي كان سيكون فى نهاية فبراير ٢٠١١م ونظرا لقيام ثورة يناير ٢٠١١م توقف العمل فى المشروع، حتى تم إعادة استئناف العمل في ٢٠١٧م بعد إزالة نجع أبو عصبة لاستكمال الكشف الصف الشرقي الواقع أمام معبد خونسو والذي لم نستطع استكمال تنقيبه.
ونشرت أعمال التنقيب التى قمنا بها في عدة مقالات بلغات مختلفة وكذلك تم نشر كتابين يوثقان تلك الأعمال فى وزارة الآثار تحت عنوان، «طريق الالهة بين معابد الكرنك والأقصر»، والثاني تم نشره بالاشتراك مع جامعة بولى تكنكو الإيطالية فى عام ٢٠١٧م تحت عنوان، Sustainble Conservation and Urban Regeneration -Luxor Example..
فى هذا الكتاب تم توثيق جميع أعمال التنقيب والترميم للتماثيل التى استطعنا الكشف عنها وإلى بلغ عددها اكثر من ٢٦٤ تمثال كما تم رسم الطريق وحالة كل تمثال بخرائطGIS حيت استطاع فريق الترميم وباشراف فنى من الدكتور محمود مبروك من ترميم التماثيل التى كان يتم الكشف عنها وكذلك تجميع التماثيل التى كنا نكتشفها مكسورة ومحطمة إلى اجزاء واستخدام مونه مكونة من الرمل والجير حتى يسهل فكها فى حالة الكشف جزء اخر من التمثال.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: طريق الكباش الكباش الاقصر معابد الأقصر أبو عصبة رؤوس تماثيل المرحوم الدکتور طریق الکباش هذا القطاع الکشف عنه
إقرأ أيضاً:
الدكتور خالد عبدالغفار يستقبل وزير صحة جمهورية لاتفيا لبحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين فى القطاع الصحي
استقبل الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، اليوم الخميس، الدكتور حسام أبو مرعي، وزير صحة جمهورية لاتفيا، وسفير جمهورية لاتفيا لدى مصر، أندريس رازانس لبحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين فى القطاع الصحي.
وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن الوزير استهل الاجتماع بالترحيب بنظيرة اللاتفي مؤكدًا على أهمية تعزيز سبل التعاون المشترك بين الدولتين في مختلف المجالات الصحية، بما يضمن الإرتقاء بالمنظومة الصحية وتحقيق الأمن الصحي للشعوب.
وأضاف "عبدالغفار" أن الاجتماع تناول مناقشة سبل التعاون في مجال تدريب الكوادر البشرية من أطباء وتمريض على مختلف المجالات الصحية، من خلال برامج تدريبة متخصصة، في العديد من التخصصات من بينها (الرعاية الصحية الأولية، طب الطوارئ، الأورام، طب الأطفال، التصدي للأمراض المعدية والوبائية)، فضلاّ عن باقي المجالات الصحية وفقًا للاحتياجات، وذلك بما يضمن تعزيز وصقل مهارات الكوادر الطبية لتقديم أفضل خدمات طبية للمرضى في المنشآت الصحية.
وتابع "عبدالغفار" أن الاجتماع تناول مناقشة آلية تبادل الكوادر الطبية من الأطباء والفرق التمريضية، من خلال إرسال الفرق الطبية من مصر لدولة لاتفيا لتقديم ونقل الخبرات في مختلف المجالات الصحية وفقًا للاحتياجات، فضلًا عن استقبال كوادر طبية من دولة لاتفيا لتدريبهم في المنشآت الصحية المصرية على مختلف التخصصات الطبية، تحقيقًا للارتقاء في القطاع الصحي بالدولتين، وتحقيق الاستثمار في رأس المال البشري وصقل مهاراته.
ولفت "عبدالغفار" إلى مناقشة آليات تعزيز التعاون بين البلدين في مجال الصناعات الدوائية ونقل الخبرات المصرية في هذا الشأن لجمهورية لاتفيا، فضلًا عن بحث سبل تعزيز الشراكة في مجال رقمنة القطاع الصحي في البلدين.
حضر الاجتماع اللواء أشرف عبدالعليم، مساعد وزير الصحة لنظم المعلومات والتحول الرقمي، الدكتور أحمد سعفان، مساعد وزير الصحة والسكان لشئون المستشفيات، والدكتورة علا خير الله، رئيس قطاع تنمية المهن الطبية، والدكتورة مها إبراهيم، رئيس أمانة المراكز الطبية المتخصصة، والدكتورة سوزان، مدير إدارة العلاقات الصحية الخارجية.