حملت لقاءات الأمين العام لجامعة الدول العربية على مدار الأيام الماضية خلال استقباله وزراء خارجية عدد من دول العالم، عدة رسائل استمرارا لجهود الجامعة العربية لوقف الحرب الغاشمة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، ووقف حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.

ومنذ صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2728 في 25 مارس الماضي للمرة الأولى منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بزعم الرد على عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي، لم ينجح مجلس الأمن في إصدار أي قرار على مدار أكثر من 170 يوما سوى هذا القرار بعد امتناع مندوب الولايات المتحدة الأمريكية عن التصويت، مما سمح للقرار بالخروج للنور، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية وصفته ب"غير الملزم"

وينص القرار الذي تمت الموافقة عليه على أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس يجب أن يكون فورياً وتحترمه جميع الأطراف خلال شهر رمضان، ما يفضي إلى وقف دائم ومستدام لإطلاق النار، بجانب المطالبة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

الجامعة العربية ترحب بالقرار 

وفي أول رد للجامعة العربية على قرار مجلس الأمن عقب إصداره رحب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بنجاح مجلس الأمن في استصدار قرار يطالب ولأول مرة بوقفٍ فوري لإطلاق النار في غزة، مؤكدا أن القرار جاء متأخراً، وبعد ما يزيد عن خمسة أشهر من العدوان الإسرائيلي الهمجي والوحشي على سكان القطاع.

الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط 

وشدد أبو الغيط على أن العبرة هي بتنفيذ القرار على الأرض ووقف العمليات العسكرية والعدوان الإسرائيلي بشكل فوري وكامل، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية عبر الطرق البرية المعتادة، وبما يخفف من كارثية الوضع الإنساني المتدهور في غزة، ويُجنب أهلها خطر المجاعة المحدقة، وهو ما لم يحدث حتى الآن.

تأكيدات لـ أبو الغيط بضرورة تنفيذ القرار 

وحرص الأمين العام لجامعة الدول العربية في جميع لقاءاته على ضرورة تكثيف العمل لتنفيذ قرار مجلس الأمن، وهو ما أكد عليه أبو الغيط خلال استقباله نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية نيوزيلندا "وينستون بيترز" على ضرورة تنفيذ القرار الصادر عن مجلس الأمن بشأن وقف إطلاق نار فوري في غزة، والعمل على إنهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية ووقف نزيف الدم الذي استمر شهوراً داخل القطاع، والعمل على إغاثة السكان وإدخال المساعدات الإنسانية وفق آلية مستدامة وموثوقة.

أبو الغيط يستقبل وزير خارجية نيوزيلندا

ووفقا للمتحدث الرسمي باسم جامعة الدول العربية فإن اللقاء مع نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية نيوزيلندا تناول عددا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، حيث أشاد أبو الغيط بموقف نيوزيلندا الرافض للعدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة والمطالب بوقف فوري ودائم لإطلاق النار.

أبو الغيط  يناشد نيوزيلندا الإعتراف بدولة فلسطين 

وناشد الأمين العام للجامعة الوزير النيوزيلندي اتخاذ قرار بالاعتراف بدولة فلسطين كون ذلك طريقاً لتحقيق التسوية السلمية على أساس حل الدولتين باعتبار أن الاعتراف ونيل فلسطين العضوية الكاملة للأمم المتحدة يمهد للتفاوض بين الطرفين على أرضية من التكافؤ والندية، بخلاف الوضع الحالي. 

وخلال لقاء أبو الغيط مع وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اللورد طارق أحمد، ركزعلى الحرب العدوانية على غزة، حيث أعرب أبو الغيط عن تقديره لتصويت بريطانيا لصالح قرار مجلس الأمن الأخير بشأن وقف إطلاق النار في غزة، مشددا على ضرورة تنفيذ القرار على الأرض لوقف العملية العسكريّة الإسرائيلية بشكل كامل، ودخول المساعدات الإنسانية بشكل فوري إلى القطاع لتخفيف حدة الكارثة الإنسانية والمجاعة التي تحدق بالسكان.

أبو الغيط يستقبل اللورد طارق أحمداتفاق عربي بريطاني على أهمية تنفيذ قرار مجلس الأمن

وركز أبو الغيط على أهمية تضافر الجهود الدبلوماسية بعد وقف العملية العسكرية للبناء على قرار مجلس الأمن لتحقيق الاستقرار وتوفير أفق سياسي لبزوغ الدولة الفلسطينية، مشددا على أن اتساع رقعة الاعتراف العالمي بالدولة تعد الطريق السليم لبدء مسار التسوية على أساس صحيح، وداعيا بريطانيا لاتخاذ قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية كخطوة في الاتجاه الصحيح من أجل تحقيق السلام على أساس حل الدولتين.

وخلال اللقاء اتفق أبو الغيط والوزير البريطاني على أهمية تطبيق قرار مجلس الأمن الداعي إلى وقف إطلاق النار، وضرورة إدخال المساعدات عبر الطرق البرية، التي لا يمكن تعويضها عن طريق البحر أو الجو، وناقشا مطولا مستقبل قطاع غزة في الإطار الأشمل لتطبيق حل الدولتين. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الاحتلال الاسرائيلي الأمين العام لجامعة الدول العربية الجامعة العربية الحرب في غزة الدول العربية الشعب الفلسطيني العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة جامعة الدول العربية المساعدات الإنسانیة قرار مجلس الأمن الدول العربیة الأمین العام تنفیذ القرار إطلاق النار أبو الغیط وقف إطلاق قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

أبو الغيط في إفتتاح المؤتمر السابع للبرلمان العربي: المنطقة العربية تعيش اخطر مراحلها

أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية في كلمته في المؤتمر السابع للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية إن المنطقة العربية تعيش لحظة قد تكون الأخطر في تاريخها الحديث، فالقضية الفلسطينية، بما لها من مكانة في قلب كل عربي، تتعرض لخطة تصفية عبر تهجير الشعب بعد تخريب الأرض وابتلاعها، تخريب الأرض في غزة وابتلاعها في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

وقال إن طرح الترحيل ليس جديداً من جانب قوة الاحتلال، وإن كان يحزننا أن تنضم إليه قوة عالمية كبرى، بعد أن كان محصوراً في اليمين المتطرف الإسرائيلي.

وأوضح أن الطرح كما تعلمون مرفوض عربياً ودولياً لأسباب ثلاثة: فهو غير قانوني وغير أخلاقي وغير واقعي.

وأضاف إن صوتنا العربي الجماعي له أهمية استثنائية في هذه المرحلة الحاسمة، ونتطلع جميعاً إلى القمة التي ستُعقد في القاهرة مطلع الشهر القادم للتعبير عن هذا الموقف الجماعي، واضحاً وحاسماً، وتطرح بدائل عملية وواقعية، وأيضاً إنسانية وتتفق والقانون الدولي، بدائل لإعمار غزة بوجود أهلها وبجهود أهلها وبدعم عربي ودولي.

وأعرب عن تطلعه لموقف برلماني عربي موحد لدعم صمود الشعب الفلسطيني، ورفض مشروع التهجير، ودعم المبادرات البديلة، والعمل على الترويج لهذه الرؤية في المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية، وأثق في أن خطة التحرك البرلمانية العربية الموحدة، التي ينتظر صدورها عن هذا المؤتمر، ستشكل ركناً مهماً داعماً للموقف العربي من هذه القضية المركزية بالنسبة لدولنا وشعوبنا.

وأشار الى تصاعد الغضب لدى الرأي العام العربي خلال ستة عشر شهراً من الحرب الوحشية، حرب الإبادة والتطهير العرقي على قطاع غزة، إن ما فعله الاحتلال بهذا الإجرام غير مسبوق، وهذا التحدي السافر لأبسط معاني الإنسانية والقانون، فما فعله الاحتلال أدى - من حيث لا يدري - إلى تعميق الرفض والكراهية لدى أجيال جديدة عبر العالم العربي ربما لم تكن تعلم الكثير عن هذا الصراع الطويل، إن الاحتلال، عبر الإمعان في البطش والإجرام، يقوض إمكانيات التعايش في المستقبل ويضرب أساس السلام والاستقرار في المنطقة ولا شك أن البرلمانات، باعتبارها صوت الشعوب، تعكس هذه الاتجاهات من الرأي العام العربي، لكي يدرك العالم أننا لا نقبل بسلام يؤسس على منطق القوة والترهيب، وإنما وحده السلام العادل هو ما يؤسس لتعايش واستقرار مستدام.

وقال إن الجامعة العربية لازالت تتمسك برؤية الدولتين باعتبارها الطريق الوحيد لسلام شامل في المنطقة، فلا سلام ولا أمن لطرف دون آخر من دون إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.. وكل ما يُطرح من أفكار ورؤى، تقوم على ظلم الفلسطينيين أو الإجحاف بهم أو بالدول العربية، لن يؤدي سوى لإطالة أمد الصراع، ومضاعفة معاناة الشعوب، كل الشعوب في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • أميركا تريد عرض مشروعها حول أوكرانيا على مجلس الأمن
  • واشنطن تريد تصويتاً لمجلس الأمن في الذكرى الثالثة لحرب أوكرانيا
  • وزارة الأشغال: جهود مكثفة لجرف الثلوج
  • مجلس الأمن يدين رواندا وام23 ويدعو للانسحاب من الكونغو الديموقراطية
  • أبو الغيط: المنطقة العربية تعيش اللحظة الأخطر في تاريخها بسببب القضية الفلسطينية
  • أبو الغيط في إفتتاح المؤتمر السابع للبرلمان العربي: المنطقة العربية تعيش اخطر مراحلها
  • استجابة للمواطنين.. جهود مكثفة لحل أزمة النظافة بالإسكندرية وتحسين المظهر الحضاري (صور)
  • لأول مرة..مجلس الأمن يدين رواندا بالاسم لدعمها حركة متمردة في الكونغو
  • مجلس الأمن يدين رواندا ويطالبها بسحب قواتها من الكونغو فورا
  • حماس للجامعة العربية: لا تمرروا أي مشاريع ضد الشعب الفلسطيني