تحدّث موقع “بيزنس انسيدر” الأميركي، اليوم الخميس، عن مدى استعداد الولايات المتحدة في حال اندلاع حرب مع الصين. وذكر الموقع أنه “بينما يأمل العالم في تجنّب صراع واسع النطاق بين الولايات المتحدة والصين، تستمر العلاقات بين القوتين العظميين في التدهور”. وأورد أنّ “السياسيين والخبراء والقادة العسكريين الأميركيين بدأوا الآن طرح السؤال: ما مدى استعداد الولايات المتحدة إذا أصبحت التهديدات من بكين أكثر خطورة؟”.

وأشار الموقع الأميركي إلى أنّ “الولايات المتحدة بدأت في تحضير اقتصادها لصراعٍ محتمل مع الصين، لكنه عمل مستمر، ولم ينتهِ بعد”، مؤكداً أنّ “الاشتباك سيكون مدمّراً”. وبحسب ما تابع، يقول الخبراء إنّ الولايات المتحدة عليها العمل لزيادة استعدادها العسكري، مشيراً إلى أنه ستكون للحرب أيضاً عواقب وخيمة على الصين وحلفاء الولايات المتحدة في غرب المحيط الهادئ. وكما لفت الموقع إلى أنّ الرئيس جو بايدن قال إنّ الولايات المتحدة ستدافع عن تايوان إذا هاجمتها الصين، موضحاً أنّ ذلك “هو خروج عن سياسة الغموض الاستراتيجي للإدارات السابقة”. وأضاف أنّه “بصفتهما خصمين رئيسيين، يمكن أن تجد الولايات المتحدة والصين نفسيهما في حالة حرب لأسباب أخرى، مثل عسكرة الصين لبحر الصين الجنوبي، حيث غالباً ما تجد السفن والطائرات العسكرية الأميركية والصينية نفسها على مقربة”. ووفق الموقع، أكد مسؤولو المخابرات الأميركية أنّ الصين هي “التهديد الأكثر أهمية للأمن القومي للولايات المتحدة”، مشيراً إلى أنّ خبراء أكدوا أنّ الصراع مع بكين سيؤدي إلى “هجوم” من التهديدات العسكرية التي لم تكن الولايات المتحدة مستعدة لها. كذلك، لفت إلى أنه “من المرجح أن تدمّر الحرب الجيوش المعنية وتغرق الاقتصاد العالمي في خطر، وهو سيناريو قاتم له عواقب بعيدة المدى”، مؤكداً أنّ أي حرب مع الصين يمكن أن تُخاض على جبهات متعددة، من الجو والبحر إلى الويب والأسواق المالية. ورأى الموقع أنه “في حين أنّ الولايات المتحدة لديها الكثير من المزايا، فإنّ سنوات من نقص الاستثمار والرضا عن النفس تركت أميركا تفتقر إلى العديد من المجالات الرئيسية التي ستحتاج إلى تعزيزها لمواجهة التهديدات من الصين بنجاح”. وبحسب ما تابع، يتفق كبار المسؤولين، مثل الجنرال الأميركي مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، على أنّ الولايات المتحدة بحاجة إلى تعزيز استعدادها. وأضاف أنه “في حين أنه سيكون من التهور التنبّؤ بنتيجة الحرب بين الولايات المتحدة والصين، فإنّ احتمال حدوثها قد جعل الخبراء يحذرون بالتأكيد من أنّ الولايات المتحدة غير مستعدة”. يُشار إلى أنّه في الشهر الفائت، أفادت صحيفة “بوليتكو” الأميركية بأنّ لجان مجلس النواب الأميركي أجرت على مدى السنوات القليلة الماضية أكثر من محاكاة لحربٍ محتملة مع الصين، مشيرةً إلى أنّها “ستكون حرباً دموية مروّعة”. وفي آذار/مارس الفائت، وصفت مجلة “فورين بوليسي” في مقال لها الحرب المحتملة بين الصين والولايات المتحدة الأميركية بأنّها ستكون “كارثية”.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: الولایات المتحدة مع الصین إلى أن

إقرأ أيضاً:

عاجل:- تصاعد الحرب التجارية يعيد طائرة "بوينغ 737 ماكس" من الصين إلى الولايات المتحدة

عادت طائرة من طراز "بوينغ 737 ماكس" كانت مخصَّصة لصالح شركة طيران شيامن الصينية، إلى الولايات المتحدة اليوم الأحد، في مؤشر جديد على تعمق الأزمة التجارية بين الصين والولايات المتحدة، أكبر اقتصادين في العالم.

وهبطت الطائرة، التي كانت تحمل شعار شركة شيامن إيرلاينز، في مطار بوينغ فيلد بمدينة سياتل الأمريكية، بعد أن كانت من المقرر أن تُستكمل عمليات تصنيعها النهائية وتسليمها في منشأة بوينغ بمدينة تشوشان الصينية.

أستاذ اقتصاد دولي: أمريكا خسرت في الحرب التجارية مع الصين قيود تصدير الرقائق الأمريكية قد ترتد سلبًا.. خبراء يحذرون

ويُعد هذا التطور الأخير حلقة جديدة في سلسلة التوترات المتصاعدة بين واشنطن وبكين، لا سيما في ظل فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا زيادة جديدة على الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات الصينية، بلغت 145%، وهو ما دفع الصين للرد بفرض رسوم بنسبة 125% على السلع الأمريكية.

طائرة عالقة في خضم الحرب التجارية

الطائرة التي عادت إلى الأراضي الأمريكية هي واحدة من عدة طائرات "بوينغ 737 ماكس" التي كانت تنتظر إتمام عمليات التصنيع في الصين لتسليمها إلى شركات طيران محلية، لكنها وجدت نفسها عالقة بين مطرقة العقوبات التجارية وسندان الإعفاءات الجمركية المنهارة.

وتبلغ القيمة السوقية للطائرة الواحدة من طراز "737 ماكس" نحو 55 مليون دولار، وفقًا لما ذكرته شركة IPA الاستشارية المتخصصة في صناعة الطيران، وهو ما يعني أن أي رسوم جمركية إضافية ستشكل عبئًا ماليًا ضخمًا على شركات الطيران الصينية الراغبة في استلام هذه الطائرات.

وقال محللون إن قرار عودة الطائرة إلى الولايات المتحدة يعكس حالة من القلق والارتباك تسود قطاع الطيران، خاصة في ظل انهيار نظام الإعفاء الجمركي الذي كان ساريًا منذ عقود بين الدولتين، وكان يُعتبر من الأعمدة الأساسية التي حافظت على مرونة حركة التبادل التجاري في قطاع صناعة الطائرات.

بوينغ في مواجهة أزمات متراكمة

وتأتي هذه التطورات في وقت حساس للغاية بالنسبة لشركة بوينغ الأمريكية، التي ما زالت تحاول التعافي من تداعيات توقف الطلب العالمي على طائرات 737 ماكس، والذي دام نحو خمس سنوات بسبب مشاكل فنية وسمعة اهتزت إثر حادثتي تحطم شهيرتين.

ويُعتبر طراز "737 ماكس" الأكثر مبيعًا لدى بوينغ، وكان يُعوّل عليه لتعويض الخسائر السابقة واستعادة ثقة الأسواق، إلا أن الأزمات التجارية الحالية تمثل عقبة إضافية في طريق تعافي الشركة، وتزيد من تعقيد جدول التسليمات الذي تحاول الشركة الالتزام به مع عملائها.

وتشير مؤشرات السوق إلى أن العديد من شركات الطيران الصينية باتت تفكر جديًا في تأجيل تسلم الطائرات تجنبًا لدفع رسوم جمركية مرتفعة. 

وهو ما أكده محللون ومسؤولون تنفيذيون في تصريحات صحفية، مؤكدين أن عدم الاستقرار في الرسوم الجمركية يؤثر سلبًا على القرارات الاستثمارية طويلة الأجل لشركات الطيران.

 

تداعيات أوسع على صناعة الطيران العالمية

تعكس هذه الواقعة أبعادًا أكبر تتعلق بـالضرر الذي قد تُحدثه الحروب التجارية في القطاعات الصناعية الكبرى، حيث كانت صناعة الطيران لسنوات من أكثر القطاعات تعاونًا وتبادلًا بين الدول، لكن التوترات الأخيرة بدأت تُعيد رسم خريطة هذه الصناعة الحيوية.

وتوقع خبراء أن تأخير تسليم الطائرات بسبب الرسوم الجمركية قد يؤدي إلى تعطيل جداول تشغيل شركات الطيران الصينية، التي تعتمد على الطرازات الحديثة لتوسيع شبكاتها ومنافسة نظيراتها العالمية، في وقت يشهد فيه العالم تعافيًا تدريجيًا من تبعات جائحة كورونا على قطاع السفر.

من جانب آخر، قد يُجبر هذا التصعيد الشركات الصينية على البحث عن بدائل محلية أو أوروبية، مثل طائرات إيرباص، مما قد يُشكل تهديدًا إضافيًا لمكانة بوينغ في الأسواق الآسيوية.

مقالات مشابهة

  • لاحتواء الطموحات الصينية.. الولايات المتحدة تسعى لاتفاق نووي مزدوج مع طهران والرياض
  • حماس: ندعو لحصار السفارات الأميركية والإسرائيلية حتى يتوقف العدوان
  • (نيويورك تايمز): الصين تحذر الدول من التعاون مع الولايات المتحدة ضدها في التجارة
  • الصين تخفض وارداتها من أهم سلع الولايات المتحدة وتوقف استيراد الغاز المسال
  • الصين تحذّر الدول من إبرام صفقات تجارية مع الولايات المتحدة على حسابها
  • طائرة بوينغ تعود إلى الولايات المتحدة من الصين بسبب حرب ترامب الجمركية
  • لماذا لا ينتصر ترامب على الصين؟
  • رسوم جمركية تعيد طائرة بوينغ من الصين إلى الولايات المتحدة
  • عاجل:- تصاعد الحرب التجارية يعيد طائرة "بوينغ 737 ماكس" من الصين إلى الولايات المتحدة
  • الصين: تصرفات الولايات المتحدة بفرض الرسوم الجمركية قد تؤثر على مجالات متعددة