مراقبون: الاقتصاد وغزة أسباب خسارة العدالة والتنمية بانتخابات تركيا المحلية
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
أنقرة- أظهرت نتائج الانتخابات المحلية التركية التي جرت، أمس الأحد، في 81 ولاية، تقدم حزب الشعب الجمهوري في عموم البلاد بنسبة 37.7% مسجلا بذلك إنجازا لم يحققه منذ انتخابات عام 1997.
وحل حزب العدالة والتنمية في المرتبة الثانية بنيله 35.5% من إجمالي الأصوات، وكان المركز الثالث من نصيب حزب الرفاه مجددا بنسبة 6.
.
نجح حزب الشعب الجمهوري المعارِض الأكبر، في توسيع نطاق نفوذه المحلي بشكل ملحوظ، إذ فاز بإدارة 35 بلدية، بعد أن كان يسيطر على 21 فقط، في المقابل، تراجع العدالة والتنمية الحاكم، إلى 24 بلدية من أصل 39 كان قد فاز بها في الانتخابات الماضية.
ضربةونجح الشعب الجمهوري في الإبقاء على قبضته على بلديات المدن الرئيسية في إسطنبول وأنقرة وإزمير، في خطوة تشكل ضربة لطموحات العدالة والتنمية الذي كان يأمل في استعادة نفوذه في هذه المدن الكبرى.
وحصل مرشح المعارضة في إسطنبول ورئيس البلدية الحالي أكرم إمام أوغلو على 51.9% من الأصوات مقابل 39.6% لمرشح تحالف الشعب مراد قوروم.
وفي أنقرة، نال مرشح الشعب الجمهوري منصور يافاش 60.3% من أصوات الناخبين، مقابل 31.6% لتورغوت ألتينوك مرشح تحالف الشعب.
كما تمكنت المعارضة من السيطرة على الأغلبية داخل المجالس البلدية لكل من أنقرة وإسطنبول، مما يشير إلى تغيير ملموس في المشهد السياسي التركي، خاصة أن هذين المجلسين كانا تحت إدارة تحالف الجمهور الحاكم خلال الفترات الانتخابية السابقة.
كما شهدت الانتخابات تقدما ملحوظا لبعض الأحزاب الصغيرة، حيث فاز حزب مساواة وديمقراطية الشعوب بـ 10 ولايات، والرفاه مجددا بولايتين والجيد بولاية واحدة.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان -في خطاب ألقاه من شرفة المقر الرئيسي للعدالة والتنمية في أنقرة- إن النتيجة تشكل "نقطة تحول"، وتعهد بمراجعة أداء الحزب في الفترة القادمة، وبتحليل نتائج الاقتراع، مؤكدا أن حزبه سيجري بكل شفافية وشجاعة النقد الذاتي ويعمل على إصلاح الأخطاء.
وفي تحليلها للمشهد السياسي التركي، تؤكد الصحفية التركية ملك أفجي، للجزيرة نت، أن النتائج المفاجئة التي شهدتها الانتخابات، ينبغي أن تُفهم كإشارة تحذيرية للحزب الحاكم أكثر منها انتصارا مباشرا لحزب الشعب الجمهوري.
وقالت إن الامتناع اللافت لناخبي العدالة والتنمية عن المشاركة في الانتخابات يمثل رد فعل تلقائي على جملة من السياسات التي نُفذت في الأعوام الأخيرة، لا سيما فيما يتعلق بالأوضاع الاقتصادية ومعدلات التضخم المتزايدة.
تأثير محدودكما كان للاستياء من الزيادات النسبية البسيطة التي أُقرت لرواتب المتقاعدين -برأي الصحفية أفجي- دور بارز في هذا التراجع الواضح في دعم الحزب، الأمر الذي يكتسب أهمية خاصة في ضوء تجاوز عدد المتقاعدين في البلاد 15 مليون نسمة.
وتضيف "الانتخابات البلدية، بطبيعتها، تمتلك تأثيرا محدودا نسبيا على الحياة السياسية العامة مقارنة بالرئاسية والبرلمانية. وهذا قد يفسر لماذا نرى انخفاضا في حماس الناخبين للمشاركة فيها والتصويت وفق الولاءات الحزبية التقليدية".
وتتابع "وبالنظر إلى النتائج، فمن الواضح أن العدالة والتنمية قد تعرض لخسارة كبيرة، لكنها لا ترقى إلى مستوى تهديد الاستقرار السياسي في البلاد، فالرئيس أردوغان ما زال في منصبه، والتحالف الحاكم يحتفظ بأغلبية برلمانية، مما يعني أن النظام السياسي العام لم يتأثر بشكل جذري جراء هذه الانتخابات".
وترى أفجي، أن حزب العدالة والتنمية بات جاهزا للاستعداد لمرحلة تجديد وإصلاح شاملة تجهيزا للانتخابات الرئاسية عام 2028.
كما أن الأنباء الواعدة عن توقعات تحسن الوضع الاقتصادي خلال السنوات المقبلة، وبداية اتخاذ خطوات جادة نحو تنفيذ رؤية تركيا المئوية، يبشر بأثر إيجابي مباشر على حياة المواطنين، مما قد يمنح الحزب دفعة قوية ويعيد ترتيب أوراقه بما يخدم أهدافه الإستراتيجية ويعزز من موقفه في الساحة السياسية التركية، تضيف الصحفية.
ويرى المحلل السياسي أورهان كيان أن الفوز الذي حققه حزب الشعب الجمهوري كان مدعوما بشكل كبير بتحالفات إستراتيجية غير معلنة، وبإستراتيجيات انتخابية مدروسة تلامس احتياجات الناخبين بدقة، كما أن حملات الحزب تميزت بتركيزها على هموم الناس وأزماتهم اليومية بدلا من الإفراط في الاحتفاء بإنجازاته.
ويضيف أن إستراتيجية العدالة والتنمية الحاكم في الاقتصار على تحالفه مع حزب الحركة القومية وعدم التوسع في التحالفات، أثرت سلبا على نتائجه الانتخابية.
سببان رئيسيان لخسارة حزب العدالة والتنمية في الانتخابات البلدية. ولكل سبب تفاصيله.
الأول: الوضع الاقتصادي السيء وخطة وزير المالية الكارثية التي انعكست سلبا وبشكل كبير على حياة الناس.
والثاني: خذلان غزة رغم موقف الشارع المحافظ المتعاطف جدا مع مأساتها.
والصور لا تحتاج إلى مزيد… pic.twitter.com/7huHohztvR
— عبدالعظيم محمد (@AbduladheemM) March 31, 2024
الموقف من غزةوبالإشارة إلى إسطنبول، يرى المحلل كيان أن اختيار مراد قوروم كمرشح للتحالف كان "خطأ إستراتيجيا نظرا لافتقاره للكاريزما والتواصل الفعال مع الجمهور، مما أضعف فرص الحزب"، معتقدا أنه لو تم ترشيح أحد الأسماء الأخرى المعروفة لكانت النتائج ربما اختلفت إلى حد ما.
وتوقع أن يعمل الشعب الجمهوري على إعادة تنظيم صفوفه وبناء جسور الثقة مع المواطنين في الأقاليم التي حقق فيها مكاسب جديدة، مكثفا جهوده استعدادا للحملات الانتخابية المقبلة لتعزيز موقعه وتحقيق الأغلبية اللازمة للوصول إلى سدة الحكم في تركيا.
شهدت تركيا قبيل الانتخابات حملات ضغط شعبي تدعو الحكومة إلى قطع التبادل التجاري مع إسرائيل بشكل فوري والتدخل بكافة الوسائل الممكنة لدعم أهالي قطاع غزة.
غير أن عدم تفاعل الحكومة مع المطالب بشكل مرضي، دفع محللين لاعتبار امتناع بعض المواطنين عن المشاركة في الانتخابات أو التصويت لأحزاب أخرى، سببا من أسباب خسارة الحزب الحاكم للعديد من المدن التي كانت تتبع لسيطرته.
ويعتقد المحلل السياسي محمود يازجي أن عدم استجابة الحكومة التركية بفاعلية وسرعة لمطالب المواطنين بشأن الوضع في غزة قد دفع الناخبين إلى التعبير عن استيائهم من خلال الاقتراع، وهو ما تجسد في انتشار صور عبر منصات التواصل الاجتماعي تعكس استياء الجمهور من موقف تركيا تجاه القطاع.
ويضيف أن بعض الأحزاب ذات التوجهات المحافظة مثل الرفاه مجددا وهدى بار استغلت هذه القضية لجذب الأصوات، رغم أن الحزب الحاكم كان بإمكانه إغلاق هذا المجال أمامهم من خلال اتخاذ إجراءات أكثر حزما بشأن القضية الفلسطينية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات حزب الشعب الجمهوری العدالة والتنمیة فی الانتخابات
إقرأ أيضاً:
تركيا تناقش الملف السوري مع الإدارة الأمريكية.. «الشيباني»:الشعب يحتاج فرصة لإثبات نجاحه
أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، خلال مشاركته في مؤتمر “ميونيخ للأمن” في ألمانيا، أن “الحكومة الجديدة ستمثل السوريين بجميع أطيافهم لأن التنوع في سوريا مصدر قوة، لافتا إلى أن التعيينات ستتم بناء على المصلحة الوطنية”.
وقال الشيباني: “السوريون سيشعرون أن الحكومة الجديدة تمثلهم بكل أطيافهم.. لن نقسم حكومتنا إلى مجموعات طائفية والتعيينات تتم بناء على الجدارة والمصلحة الوطنية”.
وأشار إلى أن “الشعب السوري يحتاج إلى فرصة لتمثيل نفسه”، مضيفا: “شعبنا مصمم على تحقيق المصالح الوطنية ونحتاج إلى إعطائنا الفرصة لإظهار نجاحنا”.
وأضاف: “نؤمن أن التنوع في سوريا مصدر قوة.. التنوع في سوريا يدعم قوتنا والعالم سيفاجأ بوعي السوريين في قضية تمثيل أنفسهم”.
وأكد الشيباني أن “السلطة لن تكون بيد شخص واحد بل ستكون بيد الشعب السوري، مؤكدا أن “تحقيق الانتصار على يد السوريين بلا تدخل دولي هو أكبر إنجاز تحقق”.
وأوضح أن “العقوبات المفروضة على سوريا تكبل أيدي الشعب، لافتا إلى أن الحكومة الحالية “ورثت من نظام الأسد نظاما مدمرا”.
وكشف الشيباني عن “خطوات ناجحة” قامت بها الإدارة السورية الجديدة، من بينها الاتفاق مع المجموعات المسلحة للدخول في الجيش الوطني.
الشيباني: الشعب هو من سيقرر مراجعة العلاقات السورية مع روسيا
أكد وزير الخارجية في الحكومة الانتقالية في سوريا أسعد حسن الشيباني، خلال المؤتمر، أن “الشعب السوري هو من سيقرر مراجعة علاقات سوريا مع روسيا”.
وقال في إجابة على سؤال حول مستقبل القواعد العسكرية الروسية في سوريا والعلاقات بين البلدين، إن “قرار مراجعة العلاقات مع روسيا سيتخذه الشعب السوري، إذا حصلنا على الضوء الأخضر من شعبنا، فسوف نتخذ القرار”.
تركيا: بدأنا التحدث مع إدارة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” بشأن سوريا
أفاد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، بأنه “بحث مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، آخر التطورات في سوريا، خلال لقائهما على هامش “مؤتمر الأمن” في ميونيخ”.
وأكد فيدان،، أن هناك فرصة حقيقية لأول مرة لحل المشكلات في سوريا بعد أكثر من 10 سنوات من عدم الاستقرار، مشيرا إلى أن تركيا تدعم وحدة وسيادة سوريا، كما لفت إلى أن الإدارة السورية الجديدة تدرك التحديات التي تواجه البلاد”.
وقال وزير الخارجية التركي، إن “الإدارة السورية الجديدة اتخذت خطوات صحيحة عند تعاملها مع قضية الاستقرار وتوحيد المجموعات المسلحة، مضيفا أن بلاده نقلت كل مطالب المجتمع الدولي والإقليمي للإدارة الجديدة في سوريا وقد استجابت بشكل جيد جدا”.
وشدد فيدان على “أن هدف إسطنبول هو الحفاظ على الأراضي السورية ووحدتها، مضيفا أن تركيا تعمل على مساعدة سوريا على إعادة الإعمار ودعم الاقتصاد وبناء المؤسسات”.
سوريا.. اعتقال قيادي في “داعش” خطط لاغتيال أبو ماريا القحطاني ووجه خلية لاستهداف مقام السيدة زينب
أفاد مصدر في جهاز الاستخبارات السوري للوكالة السورية للأنباء “سانا”، بأنه “تم القبض على “أبو الحارث العراقي”، القيادي في تنظيم” داعش”
وقال المصدر في جهاز الاستخبارات السوري لـ”سانا”: “تمكنا من القبض على “أبو الحارث العراقي”، القيادي في تنظيم” داعش”، والذي كان يشغل مناصب مهمة في ما يسمى “ولاية العراق”، أبرزها ملف الوافدين ونائب مسؤول التجهيز، الذي يعتبر مسؤولا عن تجهيز الهجمات الإرهابية”.
وأضاف المصدر: “العراقي يقف وراء التخطيط لعدة عمليات، كان أبرزها اغتيال القيادي ميسر الجبوري (قيادي بارز في تنظيم “هيئة تحرير الشام” معروف باسم أبو ماريا القحطاني).. وعدد من الاغتيالات الأخرى”.
وتابع موضحا: “الخلية التي تم إحباط مخططها في استهداف مقام السيدة زينب في محيط العاصمة دمشق، كانت تعمل بتوجيه من القيادي أبو الحارث العراقي”.
وأكمل المصدر نفسه: “تأتي هذه العملية ضمن سلسلة العمليات النوعية لملاحقة خلايا تنظيم “داعش” في المنطقة، حيث اعتُقل عدد من أعضاء خلايا حاولت تنفيذ عمليات إجرامية في مناطق عدة”.
يذكر أنه في يناير الماضي، قال مصدر في جهاز الاستخبارات العامة “إن محاولة تنظيم “داعش” تنفيذ تفجير داخل مقام السيدة زينب بمحيط العاصمة قد أحبطت بالتعاون مع جهاز الأمن العام بريف دمشق”.