جيش الاحتلال يقدم خطة للأمم المتحدة بهدف تفكيك وكالة الأونروا
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا حصريا، كشفت فيه ع تقديم دولة الاحتلال الإسرائيلي مقترحا إلى الأمم المتحدة من أجل حل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، في وقت حذر فيه مسؤولو الإغاثة أن نقل صلاحيات أونروا لمنظمة أخرى تابعة إلى الأمم المتحدة سيكون كارثيا وبخاصة وسط المجاعة التي تتشكل في قطاع غزة.
وقالت في التقرير الذي أعده مراسلها في واشنطن جوليان بورغر ومراسلتها في إسطنبول روث مايكلصن، وترجمته "عربي21"، إن "إسرائيل قدمت مقترحا إلى الأمم المتحدة لتفكيك أونروا، وكالتها في المناطق الفلسطينية ونقل فريقها إلى وكالة بديلة لكي تقوم بإيصال شحنات الطعام وعلى قاعدة واسعة إلى غزة، وذلك بحسب مصادر في الأمم المتحدة".
وأضافت أن المقترح قدمه في الأسبوع الماضي رئيس هيئة الأركان المشتركة في جيش الاحتلال الإسرائيلي الجنرال هيرزل هاليفي لمسؤولي الأمم المتحدة في "إسرائيل"، والذين قاموا بتحويله إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غويتريش، حسب مصادر مطلعة على الأمر.
وذكرت أن "أونروا لم تكن مشاركة في المحادثات حيث رفض الجيش الإسرائيلي التعامل معها منذ الاثنين الماضي، وبناء على مزاعم، لم يتم إثباتها بعد، وأن بعضا من العاملين في الوكالة مرتبطون بحماس والجهاد الإسلامي في غزة".
ولفت التقرير إلى مزاعم الاحتلال الإسرائيلي أنه "مستعد لإدخال كميات كبيرة من المساعدات إلى غزة وأن العامل المحدد أمام القيام بهذا هي قدرة الأمم المتحدة. مع أن قرارها عدم التعامل مع أونروا يؤثر وبشكل كبير على القدرة هذه". ولم يتطرق التقرير إلى تعمد الاحتلال استهداف منتظري المساعدات الإنسانية في قطاع غزة وعرقلة دخول مواد الإغاثة رغم تفاقم المجاعة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه "بناء على الشروط المقدمة الأسبوع الماضي، سيتم نقل ما بين 300- 400 موظفا في أونروا إلى واحدة من مؤسسات الأمم المتحدة مثل برنامج الغذاء العالمي أو منظمة تقام خصيصا لتوزيع الطعام في غزة. أما بقية الموظفين في الوكالة فسيتم نقلهم على مراحل ومن ثم تحويل أرصدتها".
وقالت إن دولة الاحتلال "لم تقدم تفاصيل عن المقترح ولم تجب على من سيدير الخطة الجديدة أو من سيوفر الأمن لقوافل الإغاثة". وتعلق الصحيفة أن اونروا التي تقدم الخدمات للفلسطينيين منذ عام 1950 تم تجاهلها في النقاشات، مع أنها أكبر لاعب في الخدمات الإنسانية في المناطق الفلسطينية.
ونقل التقرير عن مديرة الشؤون الخارجية في "أونروا"، تمارا الرفاعي، قولها إن "أونروا لم تكن مطلعة بشكل منهجي على الحوارات المتعلقة بتنسيق الإغاثة الإنسانية إلى غزة".
ولفت إلى أن مسؤولين في الأمم المتحدة يرون أن الخطة الإسرائيلية هي محاولة لإظهار أونروا وكأنها العائق أمام وصول المساعدات وأنها لا تريد التعاون حالة استحكمت المجاعة في غزة. وفي يوم الخميس، أمرت محكمة العدل الدولية التي تنظر في اتهامات ارتكاب إسرائيل إبادة في غزة، إسرائيل بـ "اتخاذ كل الإجراءات الضرورية والفعالة" والتأكد من وصول مساعدات واسعة إلى غزة و "بتعاون كامل مع الأمم المتحدة".
ويرى مسؤولون في داخل الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الدولية أن المقترح هو "ذروة حملة تشنها إسرائيل لتدمير أونروا". ونقلت الصحيفة عن مسؤول في الأمم المتحدة قوله: "لو سمحنا بهذا، فهذا منزلق يجعل إسرائيل تديرنا مباشرة والأمم المتحدة متواطئة بتدمير أونروا التي ليست فقط أكبر مزود للإغاثة الإنسانية بل ومعقل مكافحة التطرف في غزة"، مضيفا و"سنكون طرفا في الكثير من الأجندات السياسية لو سمحنا بهذا".
وقالت الرفاعي إن "حجم الكيان الصغير المقترح لتوسيع المساعدات سيعرقل من قدرته على تقديم العون لغزة وبشكل فعال وفي وقت تعتبر فيه الحاجة ماسة".
وأضافت أن "هذا ليس انتقادا لبرنامج الغذاء العالمي، لكنهم لو بدأوا بتوزيع الطعام في غزة غدا، فسيستخدمون شاحنات أونروا وإيصال الطعام إلى مخازنها ومن ثم توزيع الطعام ونقله إلى ملاجئ أونروا" و"سيحتاجون بالتالي إلى نفس البنية التحتية التي نملكها بما في ذلك القوى البشرية".
وتعتبر أونروا من أضخم مؤسسات الإغاثة في غزة بطاقم مكون من 13,000 موظفا وقت اندلاع العدوان، منهم 3,000 يمارسون مهامهم اليوم، إلى جانب عشرات الألاف من الموظفين في الضفة الغربية المحتلة ومناطق أخرى في الشرق الأوسط.
وإلى جانب توزيع الطعام والحاجيات الأساسية، توفر الوكالة المدارس والمراكز الصحية والملجأ. وقالت الرفاعي في حديثه للصحيفة: "لا نقدم فقط الطعام، فلدينا مراكز صحية عاملة في غزة ونقدم استشارة يومية لـ 23,000 شخصا وقدمنا 53,000 لقاحا للأطفال ومنذ بداية الحرب. وهذا بحد ذاته مجال لا يمكن لأي وكالة أخرى تقديمه الآن". وأضافت "من المهم أننا نركز على الطعام بسبب المجاعة، ونحن نحذر من فقر التغذية، لكن أونروا هي أكبر من مجرد توزيع الطعام".
ويزعم الاحتلال أن 11% من موظفي أونروا مرتبطون بحركة حماس والجهاد الإسلامي، وأن 30 شخصا شاركوا في هجمات السابع من تشرين الأول /أكتوبر الماضي.
وشدد التقرير على أن دولة الاحتلال "لم تقدم أدلة مقنعة عن تورط موظفي الوكالة والذي قاد إلى تعليق الولايات المتحدة 450 مليون دولار تساهم فيها بمالية الوكالة، وتبعتها 16 دولة، في وقت يعاني فيه 2.3 مليون فلسطيني من خطر المجاعة".
وأقر الكونغرس الأمريكي قانون نفقات شمل على بند يمنع تمويل الولايات المتحدة للوكالة الدولية في المستقبل، فيما استأنفت دول أخرى التمويل مثل كندا وأستراليا والاتحاد الأوروبي الدعم.
وأعلنت الأمم المتحدة عن تحقيقين، الأول يقوم بالتحقيق في مزاعم الاحتلال، حيث لم تظهر الأخيرة تعاونا ولم تقدم أدلة بشأن مزاعمها. أما التحقيق الثاني، فتترأسه وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاثرين كولونا وتدعمه ثلاث مراكز أبحاث في شمال أوروبا لمراجعة نزاهة الوكالة.
وقدمت كولونا تقريرا مؤقتا في 20 آذار /مارس الجاري، قالت فيه إن أونروا لديها "آليات مهمة وإجراءات للتأكد من حياديتها، مع أن هناك بعض المجالات المهمة الواجب معالجتها".
وقالت الصحيفة، إن خلف الأضواء في الأمم المتحدة، دعمت الولايات المتحدة الجهد الإسرائيلي لتفكيك مهام أونروا، لكن الجهود هذه واجهت مقاومة من الدول المانحة وغويتريش الذي قدم دعمه الكامل لها، بحسب دبلوماسيين.
وفي زيارة لمخيم لاجئين بالأردن، الأسبوع الماضي، قال الأمين العام للأمم المتحدة إن "علينا القيام بكل جهد لإبقاء الخدمات الفريدة التي تقدمها أونروا لأننا نبقي على الأمل متدفقا"، مضيفا أنه "من القسوة بمكان وغير المفهوم وقف خدمات أونروا للفلسطينيين".
وتأتي صلاحيات وتفويض أونروا من الجمعية العامة للأمم المتحدة التي بيدها قرار مصير الوكالة.
ولفتت الصحيفة إلى أن مسؤولين في الأمم المتحدة يرون أن أونروا هي الوحيدة التي تملك المصادر والتي يثق بها الفلسطينيون لتقديم الخدمات إلى غزة. كما أن محاولة خلق منظمة جديدة لأسباب سياسية ووسط القصف الإسرائيلي والمجاعة التي تتشكل سيكون لها آثار كارثية.
وقال كريس غانيس، المتحدث السابق باسم أونروا: "أمر يثير الغضب مشاركة مسؤولين في الأمم المتحدة مثل برنامج الغذاء العالمي في محادثات لتفكيك أونروا" و "الجمعية العامة هي من تحدد صلاحيات أونروا والجمعية العامة هي التي تغيرها وليس الأمين العام أو دولة عضو" في الأمم المتحدة.
تجدر الإشارة إلى أن "الأونروا" تأسست بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية للاجئين في مناطق عملياتها الخمس، الأردن، وسوريا، ولبنان، والضفة الغربية، والقطاع، إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل لمشكلتهم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الاحتلال غزة الأونروا امريكا غزة الاحتلال الأونروا صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الأمم المتحدة للأمم المتحدة إلى غزة إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
افتتاح المقر الدائم لوكالة الفضاء الإفريقية في مصر.. وزير الخارجية: استضافة مصر لمقر الوكالة نقلة نوعية في مسيرة القارة.. رئيس وكالة الفضاء المصرية: خطوة تاريخية نحو مستقبل علمي مشترك لأفريقيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
احتفلت مصر ومفوضية الاتحاد الإفريقي اليوم الأحد 20 أبريل 2025 بافتتاح المقر الدائم لوكالة الفضاء الإفريقية، والذي تستضيفه مدينة الفضاء المصرية، في خطوة تؤكد التزام الدولة المصرية ونجاحها في دعم مسيرة التنمية الإفريقية، من خلال تسخير تكنولوجيا الفضاء لخدمة أهداف القارة في التقدم والاعتماد على الذات.
افتتاح مقر وكالة الفضاء الأفريقيةافتتاح مقر وكالة الفضاء الأفريقيةوجاء افتتاح مقر وكالة الفضاء الأفريقية بحضور عدد من المسئولين رفيعي المستوى، على رأسهم الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين، الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وموسى فيلاكاتي مفوض الزراعة والتنمية الريفية والاقتصاد الأزرق والبيئة المستدامة والمفوّض بالإنابة لقطاع التعليم والعلوم والتكنولوجيا والابتكار بالاتحاد الإفريقي والدكتور شريف صدقي الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، والدكتور تيديان واتارا رئيس مجلس وكالة الفضاء الإفريقية، ونخبة من المسئولين المصريين والأفارقة والأجانب ورؤساء وكالات الفضاء الدولية.
مؤتمر "نيو سبيس إفريقيا 2025"مؤتمر نيو سبيس أفريقيا 2025يأتي هذا الافتتاح بالتزامن مع انطلاق فعاليات مؤتمر "نيو سبيس إفريقيا 2025"، الذي تستضيفه مصر لمدة أربعة أيام، ويعد منصة دولية رفيعة تجمع نخبة من قادة صناعة الفضاء، إلى جانب ممثلي الشركات والمستثمرين والمهتمين بهذا القطاع الاستراتيجي.
وتعكس استضافة مصر للمقر الدائم لوكالة الفضاء الإفريقية رؤية طموحة لتعزيز التعاون الإفريقي في مجال تكنولوجيا الفضاء، وهي إحدى المؤسسات التابعة للاتحاد الإفريقي التي تهدف إلى تنفيذ استراتيجية الفضاء القارية، كجزء من أجندة الاتحاد 2063، لبناء قارة متقدمة ومزدهرة.
وتسعى الوكالة الإفريقية إلى تطوير القدرات الفضائية للدول الإفريقية وتمكينها من الاستفادة من تكنولوجيا الأقمار الصناعية في مجالات متعددة تشمل مراقبة الأرض، الاتصالات، الملاحة، إدارة الكوارث، الزراعة، الموارد الطبيعية، التعليم، والصحة.
وزير الخارجية: استضافة مصر لمقر وكالة الفضاء الإفريقية نقلة نوعية في مسيرة القارةوزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبد العاطيأكد وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبد العاطي أن استضافة مصر لمقر وكالة الفضاء الإفريقية تأتي انطلاقًا من إيمانها العميق بدورها الريادي في القارة والتزامها بدعم جهود التكامل الإفريقي، موضحًا أن الدولة المصرية بذلت جهودًا مكثفة لإنشاء الوكالة، التي تمثل تجسيدًا لرؤية "إفريقيا التي نريد" ضمن أجندة التنمية 2063.
وأعرب الوزير عبد العاطي - في كلمته الافتتاحية - عن الاعتزاز باستضافة مصر لهذا الصرح العلمي القاري، مؤكدًا أن هذه الخطوة تُعد محطة فارقة في مسيرة العمل الإفريقي المشترك، ونقلة نوعية في امتلاك أدوات المستقبل، خاصة في مجالات تكنولوجيا وسياسات الفضاء.
وأوضح الوزير عبد العاطي أن الوكالة ستكون منصة لتعزيز التعاون بين الدول الإفريقية في الاستخدامات السلمية للفضاء، وتبادل الخبرات، وبناء القدرات، إضافة إلى توحيد المواقف الإفريقية في المحافل الدولية، وخاصة في إطار الأمم المتحدة، وأشار إلى أهمية انفتاح الوكالة على التعاون مع المؤسسات البحثية والجامعات ووكالات الفضاء الدولية، بما يسهم في ترسيخ قاعدة إفريقية قوية في علوم وتكنولوجيا الفضاء.
وشدد على أن استضافة مصر لمقر الوكالة لم تأتِ من فراغ، وإنما تعكس إيمان مصر العميق والتزامها الراسخ بتعزيز التعاون بين دول القارة في شتى المجالات.
وأشار إلى أن مصر بذلت جهودًا فنية ومادية حثيثة، على مدار السنوات الماضية، لإنجاح مشروع الوكالة وإخراجه إلى النور، مؤكدًا أن "ما نشهده اليوم هو حصاد ثمرة التعاون المثمر بين الحكومة المصرية والاتحاد الإفريقي"، والذي تُوج بافتتاح الوكالة الإفريقية للفضاء.
وزير التعليم العالي: افتتاح الوكالة لحظة تاريخية في تاريخ أفريقياوزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور محمد أيمن عاشورأكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور محمد أيمن عاشور، أن افتتاح وكالة الفضاء الإفريقية لحظة تاريخية تجسد روح التعاون والتكامل بين دول القارة في مجالات التعليم والبحث العلمي والتكنولوجيا.
وأعرب الوزير عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث التاريخي المميز، والإعلان عن افتتاح وبدء تشغيل وكالة الفضاء الإفريقية، وهو الحلم الذي طالما انتظرناه، وتحقق اليوم على أرض الواقع بموقع متميز جنبًا إلى جنب مع وكالة الفضاء المصرية، مشيرًا إلى أن هذا الحدث يجسد روح التعاون والتكامل بين دول القارة، في مجالات التعليم والبحث العلمي والتكنولوجيا، خاصة في قطاع علوم وتكنولوجيا الفضاء.
وأوضح أن صناعة الفضاء أصبحت من أسرع الصناعات نموًا على مستوى العالم، مسلطًا الضوء على التقارير الدولية التي أكدت ضرورة أن تتحرك القارة الإفريقية بخطى واثقة نحو الاستثمار الجاد في هذا القطاع الحيوي؛ لضمان أن يكون لها موطئ قدم ونصيب عادل من هذه الصناعة الواعدة وعوائدها المتزايدة.
وأكد أن دول القارة الإفريقية تذخر بشبابها الواعد، وتمتلك أكبر نسبة من الشباب على مستوى العالم، لافتًا إلى أن هذه الطاقات الشابة، إذا تم تدريبها وتأهيلها جيدًا، فيمكن لها أن تتحول إلى محرك حقيقي لصناعة الفضاء الإفريقية، وإلى ركيزة أساسية لتحقيق قفزة نوعية في مجالات العلوم والتكنولوجيا.
مدينة الفضاء المصريةوأوضح الوزير أن المدينة الفضائية التي قامت الدولة المصرية بإنشائها كمجمع لتكنولوجيا الفضاء، تضم وكالة الفضاء المصرية جنبا إلى جنب مع وكالة الفضاء الإفريقية، وبها كل البنية التحتية اللازمة لمركز تجميع واختبار الأقمار الصناعية والتي تصل إلى ما يزيد عن 1 طن، وكذلك مركز التشغيل الفضائي ومحطات الاستقبال للبيانات من الأقمار الصناعية في المدينة الفضائية، بما تضمه من إمكانيات عالية ومستقبلية مثل إنشاء منطقة حرة ومنطقة للشركات ومنطقة صناعية لصناعة الفضاء، بما يعزز تكامل وتوحيد الجهود، لبرامج الفضاء بالدول الإفريقية لتعظيم الاستفادة لجميع دول القارة.
ووصف الوزير افتتاح وكالة الفضاء الإفريقية بـ"اللحظة التاريخية" فهذه الوكالة ليست مجرد مؤسسة علمية، بل خطوة إستراتيجية نحو بناء مستقبل أكثر تقدما وازدهارا لشعوب القارة، معربًا عن أمله في أن تكون الوكالة أداة فعالة لتحقيق التحول الرقمي، ودعم التنمية المستدامة، وتعزيز التقدم التكنولوجي في جميع أنحاء القارة.
رئيس وكالة الفضاء المصرية: افتتاح وكالة الفضاء الإفريقية خطوة تاريخيةالرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية الدكتور شريف صدقيأكد الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية الدكتور شريف صدقي أن تدشين وكالة الفضاء الإفريقية يمثل علامة فارقة في تاريخ القارة، وبداية مرحلة جديدة من التعاون المشترك لاستكشاف آفاق الفضاء، مشددا على أن تأسيس الوكالة داخل مدينة الفضاء المصرية يعكس التزام مصر العميق تجاه دعم وتطوير قطاع الفضاء في إفريقيا، وأوضح أن افتتاح وكالة الفضاء الإفريقية خطوة تاريخية نحو مستقبل علمي مشترك للقارة.
وأشار صدقي إلى أن هذا الافتتاح لا يجسد فقط إنشاء مؤسسة جديدة، بل هو تحقيق لحلم طالما راود المهتمين والعاملين في مجال الفضاء بالقارة، لافتا إلى أن الوكالة ستكون منارة للابتكار والتعاون والتقدم لصالح جميع الدول الإفريقية، بما يتماشى مع "أجندة إفريقيا 2063" نحو "إفريقيا التي نريدها".
وأوضح أن الوكالة تضطلع بتنفيذ السياسة والاستراتيجية الفضائية الإفريقية التي أقرها رؤساء الدول والحكومات في يناير 2016، منوها بأن مصر، خلال رئاستها للاتحاد الإفريقي في عام 2019، خصصت مبلغ 10 ملايين دولار لدعم الوكالة، وتضاعف هذا الدعم اليوم ليصل إلى 20 مليون دولار.
وقال الدكتور صدقي إن مصر وفرت أحدث الإمكانيات والتجهيزات التكنولوجية داخل وكالة الفضاء المصرية لخدمة أهداف الوكالة الإفريقية، وتعزيز التعاون في مجالات استكشاف الفضاء وتطبيقاته.
ولفت إلى أن مصر قادت العديد من المبادرات القارية، من أبرزها برنامج التدريب الفضائي الإفريقي الرائد، الذي نُفذ على مدى أربع سنوات متتالية بالتعاون مع وزارة الخارجية، ممثلة في الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، حيث تم تدريب 71 مهندسا وباحثا متخصصا من 34 دولة إفريقية على تقنيات الفضاء المتقدمة.
وسلط الضوء على مشروع القمر الصناعي التنموي الإفريقي، الذي تطوره مصر بالشراكة مع كل من كينيا، أوغندا، غانا، نيجيريا، والسودان، ويهدف إلى توفير بيانات دقيقة تسهم في مواجهة تحديات التغير المناخي.
واختتم الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية كلمته بالتأكيد على أن وكالة الفضاء الإفريقية تمثل رؤية لإفريقيا موحدة، تسعى لاستغلال إمكانات الفضاء لصالح شعوبها، مع الالتزام بالتعاون متعدد الأطراف بين الدول الإفريقية، والانفتاح على الشراكات الدولية لضمان الاستخدام السلمي والمستدام للفضاء الخارجي.
رئيس وكالة الفضاء الإفريقية: اختيار مصر كمقر للوكالة مصدر فخر واعتزازرئيس مجلس وكالة الفضاء الإفريقية الدكتور تيجيان أوتاراوفي هذا السياق، أعرب رئيس مجلس وكالة الفضاء الإفريقية الدكتور تيجيان أوتارا، عن اعتزازه العميق وفخره باختيار مصر كمقر دائم للوكالة، مؤكدا أن هذه الخطوة تعد تتويجا للدور الريادي الذي تلعبه مصر في دعم جهود التعاون الإفريقي بمجال الفضاء.
وأكد أوتارا أن التعاون الفضائي بين الدول الإفريقية لم يعد خيارًا، بل أصبح ضرورة استراتيجية، لافتا إلى أن وكالة الفضاء الإفريقية، بالتوازي مع مؤتمر "نيو سبيس أفريقيا"، يعملان على تطوير استراتيجيات موحدة لتعزيز القدرات التقنية والبحثية للدول الأعضاء، وتمكين الشباب الإفريقي من الوصول إلى أحدث التطبيقات والتقنيات الفضائية.
وأشار إلى أن الوكالة تسعى إلى بناء قاعدة علمية قوية قادرة على دعم خطط التنمية المستدامة بالقارة، منوها بأن وكالة الفضاء المصرية تلعب دورًا محوريًا في هذا المسار من خلال تقديم الدعم الفني والمعرفي ونقل الخبرات إلى مختلف دول القارة.
واختتم أوتارا كلمته بالتأكيد على أهمية استمرار التعاون القاري والدولي في مجال الفضاء، من أجل بناء مستقبل علمي مزدهر يعود بالنفع على الشعوب الإفريقية كافة.
جانب من الافتتاحمدير وكالة الفضاء الإماراتية: ندعم التعاون الفضائي الإفريقيأكد المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء سالم بطي سالم القبيسي، دعم دولة الإمارات للتعاون الفضائي الإفريقي، مشددا على أهمية الشراكات الدولية في تعزيز القدرات الفضائية للقارة.
وأعرب مدير الوكالة الإماراتية عن سعادته بافتتاح الوكالة الإفريقية، مشيرا إلى حرصه على المشاركة في فعاليات افتتاح الوكالة في إطار التزام الإمارات بتعزيز التعاون مع الدول الإفريقية في مجال الفضاء والتكنولوجيا، والتأكيد على دورها الفاعل في دعم المبادرات الإقليمية والدولية التي تسهم في تطوير قطاع الفضاء على مستوى القارة.
خبير أقمار صناعية: وكالة الفضاء الإفريقية تعزز ريادة مصرأكد الدكتور أحمد فرج المتخصص في مجال الأقمار الصناعية ورئيس لجنة الفضاء وعضو المجلس الأعلى بنقابة المهندسين المصرية، أن وجود مقر وكالة الفضاء الإفريقية على أرض مصر داخل المدينة الفضائية يعد ذا بعد استراتيجي مهم، مشيرا إلى أن مصر تُعد بوابة القارة الإفريقية، وأن هذا الوجود يعزز من الدور الريادي لمصر في نشر وتوطين تكنولوجيا الفضاء في إفريقيا.
وقال فرج، في تصريح صحفي بمناسبة افتتاح وكالة الفضاء الإفريقية، إن الوكالة، التابعة للاتحاد الإفريقي، تمثل جهة الاتصال الرئيسية لتعاون القارة مع أوروبا والشركاء الدوليين الآخرين، وتتمثل أهدافها الأساسية - كما ورد في قانون إنشائها - في تعزيز البعثات الفضائية بجميع أنحاء إفريقيا، وضمان الوصول الأمثل إلى البيانات والمعلومات والخدمات والمنتجات الفضائية.
وأضاف أن قيادة الوكالة تتألف من نخبة من الرواد في مجالي علوم وسياسات الفضاء، ممن يحملون التزاما واضحا بتعزيز دور القارة الإفريقية في استكشاف الفضاء على المستوى العالمي.
وأشار إلى أن مجلس الفضاء الإفريقي، الذي تم تدشينه خلال الدورة العادية الـ37 لجمعية الاتحاد الإفريقي، يعد عنصرا أساسيا في هيكل الحوكمة للوكالة، حيث يتولى قيادة وإدارة عمليات الوكالة، ويضم 10 أعضاء يمثلون كافة مناطق القارة الخمس لضمان التمثيل المتوازن في صناعة القرار.
وفي سياق متصل، نوه فرج بأن المدينة الفضائية، التي تحتضن مقر وكالة الفضاء الإفريقية، تبلغ مساحتها 123 فدانًا، ويُخطط لأن تضم 23 مبنى، من بينها مبنى وكالة الفضاء المصرية، ومبنى وكالة الفضاء الإفريقية، ومبنى تصميم وتطوير الأنظمة الفضائية.
ولفت إلى أن المرحلة الأولى من مشروع المدينة تتضمن وكالة الفضاء المصرية، وأكاديمية الفضاء، ومركز تجميع واختبار الأقمار الصناعية، الذي يُعد الأكبر من نوعه في إفريقيا والشرق الأوسط، بالإضافة إلى محطة التحكم في الأقمار الصناعية، وجزء من مبنى المعامل، ومقر وكالة الفضاء الإفريقية.
وأكد أن هذه المرحلة تمثل حجر الأساس لعمل وكالة الفضاء خلال السنوات العشر المقبلة، حيث تحقق الاستدامة في هذه المرحلة التي تستهدف توطين تكنولوجيا تصنيع الأقمار الصناعية في مصر.
وكشف عن خطط طموحة لتدشين أكاديمية للفضاء، وقبة سماوية، ومكتبة متقدمة للمعلومات الفضائية، إلى جانب صالة اجتماعات وفندق لاستضافة الوفود الأجنبية.
وسلط فرج الضوء على مركز تجميع واختبار أنظمة الأقمار الصناعية باعتباره من أبرز مكونات المدينة الفضائية، مشيرًا إلى أنه جاء كمنحة من الحكومة الصينية لنظيرتها المصرية، ويُعنى بتجميع واختبار الأقمار الصناعية حتى وزن 700 كيلو جرام، مع إمكانية إجراء اختبارات ميكانيكية وبيئية دقيقة، فضلًا عن إمكانية تجميع واختبار قمرين في الوقت نفسه، وأوضح أن الأقمار تصل إلى المركز كنُظم فرعية مفككة، ويقوم المتخصصون داخل المركز بتجميعها واختبارها وفق أعلى المعايير التقنية.
وكالة الفضاء الإفريقية توقع مذكرات تفاهموعلى هامش الاحتفالية، تم توقيع مذكرات تفاهم بين وكالة الفضاء الإفريقية ووكالة الفضاء الأوروبية، ووكالة الفضاء الإماراتية، ووكالة روسكوزمكس الحكومية الروسية للأنشطة الفضائية؛ لتعزيز التعاون والتكامل وتبادل الخبرات وبناء القدرات لتحقيق رؤى وطموحات القارة الإفريقية.
مصر مقر دائم لوكالة الفضاء الأفريقيةوتعود جذور تأسيس الوكالة إلى يناير 2016، حينما اعتمد رؤساء الدول والحكومات الإفريقية خلال الدورة الـ26 لجمعية الاتحاد الإفريقي سياسة واستراتيجية الفضاء الإفريقية، وهذا القرار التاريخي أرسى إطارا موحدا لاستخدام تكنولوجيا الفضاء من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، والتعامل مع تحديات تغير المناخ، والنمو الاجتماعي والاقتصادي في القارة.
وقد تم إقرار قانون وكالة الفضاء الإفريقية عام 2017، واضعا الأساس القانوني والتنظيمي للإشراف على أنشطة الفضاء بالقارة، كما حدد القانون أهدافا استراتيجية واضحة، من بينها تطوير تكنولوجيا الأقمار الصناعية، وتعزيز التعليم في علوم الفضاء، وبناء شراكات مع مؤسسات الفضاء الدولية.
وفي عام 2019، أعلن المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي عن اختيار مصر لاستضافة المقر الدائم للوكالة، بعد منافسة قوية مع دول إفريقية أخرى من بينها نيجيريا وإثيوبيا وغانا وناميبيا، وجاء هذا الاختيار بالتزامن مع تولي مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي، ما شكل اعترافا بدورها الريادي وقدراتها في مجالات البحث العلمي وتكنولوجيا الفضاء.
وقدمت مصر ملفا متكاملا لاستضافة المقر، تضمن بنية تحتية متطورة، ووجود كيانات متخصصة كوكالة الفضاء المصرية ومدينة الفضاء، إلى جانب الدعم السياسي من القيادة المصرية، وفي يناير 2023.. تم توقيع اتفاقية استضافة المقر الرسمي بالقاهرة بحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور أيمن عاشور، ومفوض الاتحاد الإفريقي للتعليم والعلوم والتكنولوجيا والابتكار الدكتور محمد بلحسين، حيث أكد الوزير أن هذه الخطوة تدعم مكانة مصر الرائدة في مجال الفضاء وتعزز من قدرتها على تلبية احتياجات القارة.
ما هي دور وكالة الفضاء الأفريقية؟وتعد وكالة الفضاء الإفريقية مركز الاتصال الرئيسي لتعاون إفريقيا مع أوروبا والشركاء الدوليين في مجال الفضاء، وتسعى إلى ضمان الحصول العادل على بيانات وخدمات الأقمار الصناعية، وتنفيذ بعثات فضائية إفريقية ذات طابع استراتيجي. ويشكل مجلس الفضاء الإفريقي، الذي أعلن عن تأسيسه خلال الدورة العادية الـ37 لجمعية الاتحاد الإفريقي، ركيزة حوكمة الوكالة، ويتكون من 10 أعضاء يمثلون مختلف مناطق القارة لضمان التوازن الإقليمي والجندري في اتخاذ القرار، وقد تم تعيين الدكتور تيديان واتارا من كوت ديفوار رئيسا للمجلس، والدكتورة راكيا باباماجي من نيجيريا نائبة له، كما ضم المجلس ممثلين من دول عدة مثل ملاوي وناميبيا والمغرب وجيبوتي ورواندا والجزائر والكاميرون.
وتشكل بيانات الأقمار الصناعية وتقنيات الفضاء الأخرى ركيزة أساسية في دعم جهود القارة للنهوض اقتصاديا وتحقيق التنمية المستدامة، بما يتماشى مع رؤية إفريقيا 2063، وتزداد أهمية هذه التقنيات مع تفاقم التحديات المناخية مثل الجفاف والفيضانات وإزالة الغابات، حيث توفر البيانات الفضائية معلومات دقيقة تساعد في اتخاذ قرارات رشيدة في إدارة الموارد ومواجهة الأزمات.
كما تلعب الوكالة دورا متناميا في تطوير تقنيات الاتصالات ومراقبة الأرض، مما يساهم في سد الفجوة الرقمية داخل القارة، خاصة في المناطق النائية والمحرومة، وتسهم هذه الجهود في تحسين جودة التعليم، وتسهيل الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية، من خلال تكنولوجيا التطبيب عن بعد.
وتحرص وكالة الفضاء الإفريقية على بناء قدرات بشرية إفريقية متخصصة في علوم الفضاء، من خلال التعاون مع الجامعات ومراكز البحث العلمي والقطاع الخاص، لتدريب جيل جديد من العلماء والمهندسين ورواد الأعمال، القادرين على قيادة مستقبل الفضاء الإفريقي.
ومع انطلاق مسيرتها من مقرها الجديد في مصر، تعتمد وكالة الفضاء الإفريقية في نجاحها على التعاون الوثيق بين الحكومات الإفريقية، والشركاء الدوليين، والجهات الفاعلة في الصناعة والأوساط الأكاديمية.. وبفضل هيكل حوكمة فعال ورؤية واضحة، ينتظر أن تسهم الوكالة في إحداث نقلة نوعية في مسيرة التنمية الإفريقية، وترسيخ مكانة القارة كلاعب رئيسي في صناعة الفضاء العالمية.
الشعار الرسمي لوكالة الفضاء الإفريقيةكشفت وكالة الفضاء الإفريقية عن تفاصيل شعارها الجديد، وأشارت الوكالة إلى أنه في إطار سعيها لتأسيس هوية بصرية تمثل طموحاتها في مجال الفضاء، كانت قد أطلقت مسابقة لتصميم شعارها الرسمي دعت فيها الشباب الأفارقة الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاما، كان من بين متطلبات التصميم استخدام ألوان الاتحاد الإفريقي، وفاز بها المصمم الكاميروني ريمي فاضيل بويليت، حيث تم اختيار تصميمه ليكون الشعار الرسمي للوكالة.
وأوضحت أن الشعار الجديد يعكس التراث الثقافي الإفريقي والطموحات التكنولوجية للقارة بالإضافة إلى التزامها باستخدام الفضاء لتحقيق التنمية المستدامة، ويتضمن التصميم عناصر ترمز إلى التعاون والوحدة بين الدول الإفريقية في مجال استكشاف الفضاء.