اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، الاثنين، السلطات الإيرانية بقمع البهائيين وقالت إن ما تمارسه بحق هذه الطائفة لمجرد انتمائهم إلى جماعة دينية يرقى إلى "مستوى الاضطهاد الذي يُشكّل جريمة ضد الإنسانية".

ونشرت المنظمة تقريرا مطولا من 49 صفحة يوثق "انتهاك السلطات الإيرانية المنهجي للحقوق الأساسية لأعضاء الطائفة البهائية عبر القوانين والسياسات التمييزية التي تستهدفهم".

وتشمل هذه الانتهاكات، بحسب هيومن رايتس ووتش، اعتقالهم وسجنهم تعسفيا، ومُصادرة ممتلكاتهم، وتقييد فرص الدراسة والعمل المتاحة لهم، وحتى حرمانهم من الدفن بطريقة تحفظ الكرامة.

وأشارت المنظمة إلى أن البهائيّين هم أكبر أقليّة دينيّة غير معترف بها في إيران "وكانوا هدفا لقمع قاس مسنود من الدولة منذ تأسيس ديانتهم في القرن التاسع عشر". 

وتقول: "بعد ثورة 1979، أعدمت السلطات الإيرانيّة أو أخفت قسرا مئات البهائيين، منهم قادة في هذه الطائفة، وفقد آلاف آخرون وظائفهم ومعاشاتهم التقاعدية أو أجبِروا على مغادرة منازلهم أو البلاد". 

وتضيف: "منذ 1979، رسّخت الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانية قمعها للبهائيين في القانون وفي السياسات الحكومية الرسمية. تفسّر السلطات القضائيّة قوانين الأمن القومي الغامضة في إيران على أنّها تصنّف البهائيين كأقليّة دينيّة محظورة، وتعتبرهم تهديدا للأمن القومي". 

تُظهر وثائق المحاكم الإيرانيّة أن السلطات القضائيّة تُصنّف الديانة البهائيّة على أنها "طائفة منحرفة" وأتباعها على أنهم أعضاء في "جماعة غير قانونيّة"، بحسب "هيومن رايتس ووتش". 

واعتبر نائب مديرة الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش، مايكل بيج، أن "القمع المنهجي الذي تمارسه الحكومة الإيرانية ضد البهائيين يلقي بظلاله على كل جانب من جوانب حياتهم، وهو شهادة مؤلمة على معاملتها التمييزية للأقليات الدينية والعرقية، ولا يترك أي جانب من جوانب حياتهم بمنأى عن الظلم"، مطالبا بـ"زيادة الضغوط الدولية على إيران لإنهاء هذه الجريمة ضد الإنسانية". 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: هیومن رایتس ووتش

إقرأ أيضاً:

كيف ينعكس وقف إطلاق النار في غزة على الملفات الإيرانية؟

طهران- يشكل وقف إطلاق النار في غزة تحولا بارزا في سياق القضية الفلسطينية، وتداعياته تتجاوز حدود القطاع المحاصر لتطال التوازنات الإقليمية والدولية، خاصة في الملفات الإيرانية الحساسة.

ومع أن إيران تضع دعم المقاومة الفلسطينية في قلب سياساتها الإقليمية، تجد نفسها أمام مرحلة مفصلية في كيفية استغلال هذه التهدئة لمصلحة إستراتيجياتها الكبرى.

ويعتبر الملف النووي الإيراني، الذي يشهد جولات تفاوضية مع القوى الكبرى، أحد أبرز التحديات التي تواجهه طهران في هذه اللحظة، خصوصا مع احتمالات استئناف المفاوضات مع إدارة ترامب القادمة.

في الوقت ذاته، تسعى إيران إلى إعادة ترتيب علاقاتها مع الأوروبيين في إطار الاتفاق النووي، مع تركيز خاص على الملفات الأمنية والاقتصادية.

أما بما يتعلق بعلاقات إيران مع الدول العربية، فإن تطورات الوضع في غزة قد تفتح المجال أمام إعادة النظر في مواقف طهران الإقليمية، خاصة في ظل محاولات تحسين العلاقات مع بعض الدول الخليجية في مواجهة التحديات المشتركة.

وبالنسبة لتموضع إيران الإقليمي، يبقى دورها في الشرق الأوسط محورا رئيسيا في السياسة الإيرانية، لكن هذا الاتفاق قد يضعها أمام خيارات دقيقة في تعزيز نفوذها في المنطقة أو اتخاذ مواقف أكثر مرونة تواكب التحولات الجديدة.

إنهاء الحروب

يعتقد أستاذ العلوم السياسية مصطفى نجفي أن وقف إطلاق النار في غزة يمكن أن يشكل فرصة مناسبة لتقليل النزاعات والتوترات الإقليمية، مضيفا أنه إذا انتهت حرب غزة التي تعتبر نقطة انطلاق للعديد من الصراعات، فقد تؤثر على مراكز النزاع الأخرى أيضا، خاصة أن دونالد ترامب أعلن أنه يسعى إلى إنهاء الحروب في المنطقة.

إعلان

وتابع في حديثه للجزيرة نت قائلا إن نهج إدارة ترامب تجاه الشرق الأوسط، وإيران، وطموحات نتنياهو واليمين المتطرف في إسرائيل، بالإضافة إلى حقوق الفلسطينيين، قد يؤدي إلى وضع مختلف تماما.

وإذا قرر ترامب تبني سياسة صارمة تجاه إيران، والتماشي مع الطموحات العسكرية والأمنية لإسرائيل، وتجاهل حقوق الفلسطينيين، واتخاذ موقف عدائي تجاه محور المقاومة، فإن المنطقة بلا شك ستواجه مرحلة جديدة من عدم الاستقرار، وربما حتى تواجه حربا شاملة، حسب النجفي.

وبغض النظر عن الحملات الإعلامية الأخيرة في الأوساط "الصهيونية" والغربية التي تزعم ضعفها، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، يوضح المتحدث ذاته، قد أعدت نفسها لكلا السيناريوهين، حيث إنها مستعدة لدعم المسارات السياسية التي تسهم في تخفيف التوتر، وأيضا مستعدة للتصدي لأي عمل يستهدف مصالحها.

الرئيس بزشكيان وحكومته أظهرا نهجا إيجابيا ومنفتحا تجاه الحوار، حسب محللين (وكالة الأناضول) استمرار المتغيرات

وفيما يتعلق بالملفات الإقليمية لإيران، ذكر الخبير السياسي روزبه علمداري في حديثه للجزيرة نت نقطتين:

لم يصل الوضع إلى استقرار سياسي، ولا تزال التحركات وتغير مواقف اللاعبين مستمرة، وعليه، لا يمكن في الوقت الحالي إصدار حكم بشأن مستقبل القوة في الشرق الأوسط. طبيعة نفوذ طهران في المنطقة فكرية ومعنوية، وعلى عكس بعض اللاعبين الآخرين، فإن توظيف أو تعيين قوى بالوكالة لم يكن أبدا من أساليبها.

ورأى المتحدث ذاته أن الضرورات التي أدت إلى الحضور العسكري خلقت تصورا بأن تعرض حلفاء إيران حاليا لضغوط عسكرية وخسائر يعني تراجع نفوذها.

أما فيما يتعلق بصعود ترامب في هذه المرحلة، بحسب علمداري، ورغم أن المنطقة أصبحت في مرحلة ما بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول أكثر صعوبة، فإن هناك اختلافات عن ولايته الثانية تتمثل في:

إعلان  العلاقات بين إيران والسعودية ودول الخليج تحسنت في هذه المرحلة.  أظهر الرئيس بزشكيان وحكومته نهجا إيجابيا ومنفتحا تجاه الحوار، مما أزال الذرائع للتصعيد، كما أن المفاوضات مع أوروبا قد بدأت وتستمر بشكل بناء. أصبح واضحا لترامب أن أساليبه السابقة، مثل “الضغط الأقصى” عبر العقوبات والضغوط المختلفة، لم تحقق تأثيرا، وعليه أن يعيد التفكير في نهجه.

قوة كافية

من جانبها، قالت الباحثة السياسية عفيفة عابدي إن وقف إطلاق النار الذي بدأ اليوم في غزة كان مطلبا لإيران طوال الأشهر الـ15 الماضية.

وبشأن سوريا والتطورات التي أعقبت سقوط بشار الأسد، أوضحت عابدي للجزيرة نت أن الرؤية في إيران تختلف عن الرواية الغربية التي تزعم أنها تراجعت بفقدان سوريا، حيث إن إيران تعتقد أن سوريا خرجت من نطاق أولوياتها الإستراتيجية، وأصبحت عبئا مكلفا على منافسيها.

ورأت الباحثة السياسية أن سوريا تبقى ساحة خلاف بين أعداء إيران، فلا تزال إسرائيل تشعر بعدم الأمان من جهة سوريا، وكذلك تركيا والولايات المتحدة، حيث يمكن أن يتصاعد صراع النفوذ بين هذه الأطراف، في الواقع. وأن هذه الظروف، تضيف الباحثة، تتيح لإيران مراقبة التكاليف التي يتحملها منافسوها وأعداؤها في سوريا.

وإضافة إلى ذلك، ترى إيران أن وجودها في سوريا كان بهدف مكافحة داعش وضمان أمن الأماكن المقدسة، وليس فقط لدعم نظام بشار الأسد، بحسب عابدي، التي قالت إنه مع عودة تهديد ظهور داعش مجددا في سوريا، فإن هذا الخطر قد يؤدي بشكل أكبر إلى صراع على النفوذ بين تركيا والولايات المتحدة وإسرائيل وبعض الأطراف الإقليمية الأخرى، مما يجعل تكاليفه المباشرة بعيدة عن إيران.

ووفق الباحثة ذاتها، تعتقد إيران أنها، بفضل الخيارات المختلفة التي تمتلكها، لا تزال تتمتع بقوة كافية للتفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق نووي عادل. وتشير الدلائل، بحسبها، إلى أن الطرفين الأميركي والأوروبي يظهران رغبة متزايدة في التفاوض مع إيران.

إعلان

مقالات مشابهة

  • مفاجآت غير متوقعة: مسلسلات تتصدر المشاهدة على "Watch It" وتثير الجدل بين الجمهور! تقرير
  • كيف اختفت جثامين 2800 شهيد في غزة؟ تقرير يكشف عن أسلحة محرمة دولياً
  • قرار جديد في ليبيا بشأن المهاجرين و الأجانب
  • الخارجية الإيرانية: استئناف المفاوضات مع الغرب بشأن برنامجنا النووي متوفر
  • مستشار ترامب يكشف عن الموعد الحاسم لمواجهة إيران: قرارات ضخمة قادمة
  • يغني عن سمارت ووتش وبسعر لا يصدق.. خاتم ذكي جديد يغزو الأسواق
  • كيف ينعكس وقف إطلاق النار في غزة على الملفات الإيرانية؟
  • أورلاندو يكشف عيوب كولر الفنية مع الأهلي.. تقرير تحليلي
  • الاعتقالات والمصادرات والتهديدات: تقرير يفضح قمع حرية الصحافة بكردستان
  • تقرير حقوقي يكشف انتهاكات الحوثيين في البيضاء