علي جمعة وسعاد صالح: يجوز نقل كلية الخنزير إلى الإنسان
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
شهدت الساعات القليلة الماضية تصريحات هامة من الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، ومفتي الديار المصرية السابق، والدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، بشأن حكم نقل الأعضاء من الخنازير لـ الإنسان.
فقد أجاب الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، ومفتي الديار المصرية السابق، عن سؤال أحد الحضور حول أن “بعض الجراحين نجحوا في نقل قلب من الخنزير إلى جسم إنسان، وهذا جعل كثيرا من العلماء يحرمونه، فما الحكم الشرعي فيه، خاصة إذا كان الإنسان في حاجة إليه؟”.
وقال الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، خلال حلقة برنامج "نور الدين"، المذاع خلال شهر رمضان 2024: "الخنزير عند الجماهير هو حيوان نجس ومحرم أكله، والإمام مالك يرى أن كل حى طاهر".
وأضاف: "إنقاذ حياة إنسان بجزء من حيوان حتى لو كان الخنزير، وتحسين صحته، وهذا لا بأس عليه، ففى هذا الأمر ليس فيه اعتداء على أحد، لكن الإنسان قارب على الهلاك يبقى بالنص القرآني يجوز هذا"، مستشهدا بقول الله سبحانه وتعالى: "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (172) إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ".
وفي نفس السياق ردت الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، على سؤال هل يجوز نقل أو زراعة الأعضاء من الخنازير للإنسان، بعد حالة الجدل الكبير الذي حدثت في الفترة الأخيرة.
وقالت أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، إن هناك أمرا غريبا بسبب هذا الموضوع، وفي نفس الوقت هناك أية من كتاب الله وهناك اختلاف بين الفقهاء، وأن الله خلق الإنسان على صنفين أولهم من هم لديهم استنباط الحكم من النص وهناك من هم لديهم اجتهاد.
ولفتت إلى أن الله قال " وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ".
زراعة الأعضاء من الخنازير للإنسان حلال حلال
وأضافت أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، خلال حوار ببرنامج أصعب سؤال، تقديم الإعلامي مصعب العباسي، أن استنباط الحكم من النص، يعتبر فرض كفاية، وأن كل منطقة لديها قواعد وطبيعة، ولكن بشكل منتهي، زراعة الأعضاء من الخنازير للإنسان حلال حلال.
ولفتت إلى أن الثوابت في الدين محدودة منها الصلاة والمواريث، والعبادات، المعتقدات والزكاة، ولكن هناك أشياء ظنية والشريعة تتسم بـ المرونة والشمول، وهناك فارق بين الشريعة والفقه.
وأشارت إلى أن كلام الله:حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ" فنقل الأعضاء ليس تناول ولكن إنقاذ حياة بشر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشریف علی جمعة
إقرأ أيضاً:
حول الآيات| كيف تحرر الشريعة الإنسان من القيود إلى التفكير الحر؟
في حلقة من برنامج تفسير القرآن الكريم للدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهورية السابق، تناول فيها تفسير الآيتين 219 و220 من سورة البقرة، مسلطًا الضوء على دور التفكير وأهميته في حياة المسلم، والعواقب السلبية للغفلة عنه. وركز على المفاهيم التي تحث عليها الشريعة الإسلامية، مثل الحرية، الابتعاد عن المحرمات كالميسر والخمر، وكيفية تحقيق التفكير المستقيم.
الآيتان 219 و220 من سورة البقرة
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ، فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [سورة البقرة:219-220].
أهمية التفكير الحرأشار جمعة إلى أن الله سبحانه وتعالى أمر الإنسان بالتفكر كوسيلة لإدراك الحقائق والتمييز بين المهم وغير المهم. وعندما يغفل الإنسان عن التفكير السليم، ينشغل بأمور غير ذات قيمة.
وأضاف أن الحرية الحقيقية ليست في "التفلت"، بل في التفكير الحر المستقيم الذي لا يؤدي إلى الضلال أو الإلحاد، مؤكدًا أن الكفر يحول الإنسان إلى أسير شهواته.
الخمر والميسر: خطر مزدوج على الإنسانتحدث الدكتور علي جمعة عن التحريم الإلهي للخمر والميسر، وشرح أضرارهما العميقة على العقل والمال.
الخمر: يؤدي إلى إدمان يُفقد الإنسان قدرته على التحكم في إرادته ويزيل عقله.الميسر: يسبب إدمانًا ماليًا، حيث يجرّد الإنسان من ماله ويقوده إلى الفقر والمشكلات الاجتماعية. وأكد أن هذه المحرمات ليست فقط لأضرارها المباشرة، بل لأنها تسلب الإنسان حريته وإرادته.العتق والحرية في الشريعةأوضح جمعة أن الشريعة الإسلامية تتشوف إلى تحرير الإنسان من كل ما يقيده، سواء كان ماديًا أو معنويًا. الحرية الحقيقية ليست الانسياق وراء الشهوات أو التقليد الأعمى، بل هي في القدرة على التفكير المستقيم وتحقيق التوازن بين الدين والدنيا.
دعوة للتفكر المستقيماختتم الدكتور علي جمعة حديثه بدعوة المسلمين إلى التفكر بوعي، مشيرًا إلى أن التفكير الصحيح هو ما يحمي الإنسان من الوقوع في شراك الجهل أو الشهوات، ويقوده إلى حياة مليئة بالحرية الحقيقية. وأكد أن التمسك بتعاليم الشريعة، مثل الابتعاد عن المحرمات، يسهم في تحقيق سلام داخلي وارتقاء فكري.
هذا التفسير يعكس حرص الشريعة الإسلامية على بناء إنسان متوازن في فكره وسلوكه، يدرك قيمة الحرية الحقيقية في ظل تعاليم الإسلام.