دعاء الشعب مستمر ليل نهار، ولا إجابة لها! يطرح سؤلا مهما: هل يقبل الله تعالى إجابة الشعوب المستضعفة الخائفة الساكنة المتكاسلة عن الحركة والفعل ودفع تكاليف الإيمان والحرية والكرامة؟

أهداف المقال:

1 ـ تصحيح ممفاهيم الدعاء والإصلاح والتغيير والنصر.
2 ـ توجيه القناعات والميول إلى التحرر من الخرافات والتصورات الخاطئة عن الدعاء والتغيير والإصلاح والنصر، والوعي والتمسك بالمفاهيم والقوانين والأسباب الصحيحة لإجابة الدعاء والتغيير والنصر.


3 ـ تعزيز الوعي بالواجب فعله تجاه قضلية فلسطين وفك حصار غزة ونصرة المقاومة.

المدخل:

ماذا يعني الدعاء بالنجاح والتفوق، لطالب لا ينتظم في الدراسة ولا يذاكر!؟ إنه دعاء الأبله البلد.. أبله لأنه لم يفهم قوانين وأسباب الحياة، و بليد لأنه لم يأخذ بأسباب النجاح الواجبة:

1 ـ بل كسل وضعف وتخلف عن الاستيقاظ مبكرا والذهاب للدراسة وتحمل البرد والمطر وربما صعوبة المواصلات وعناء طول المشي إلى المدرسة.

2 ـ وضعف فهم وتخطيط أولوياته وحسن إدارة موارده، وربما خٌلت استقامته فانحرف سلوكه وضيع وقته وذهنه وأهدر طاقته ولم يتبقى له وقت ولا قدرة للمذاكرة.

3 ـ وضعف تفكيره ووهنت همته وعزيمته وجهده وجهاده في تحمل أعباء الدراسة وطلب العلم من جهد الفهم والاستيعاب وعناء التطبيق العملي، وتكرار التناول لضمان الحفظ بالمنطق العقلي المادي المجرد.

ـ ماذا لو أُجيب دعاء الأبله البليد وأصبح من الناجحين؟ ما هو معنى ذلك وما هي تداعياته على المجتمع والحياة؟

1 ـ ظلم بين لمن جهد وجاهد للنجاح، لتساوي العاقل المفكرالمجتهد مع الأبله البليد، مما  يحرق قلوب  المجدين المجتهد ين بنار الظلم، وتداعياته في إثارة الحقد والحسد والتباغض بين الناس، ويدفع الطلاب إلى عدم المذاكرة وانتشارالجهل والغش .

2 ـ تقدم الأبله البليد إلى المراحل التالية من الدراسة ثم إلى التوظف والعمل وهو أبله جاهل بليد فتفسد مجالات ومناحي العمل والحياة ويفسد ويخرب المجتمع برمته.

3 ـ تشوه ثقافة وهوية هذا المجتمع الذي يمثله هؤلاء البلهاء البلداء حيث يصبح مجتمعا أبلها بليدا وحاشى لدين وهوية الإسلام أن توسم بهذا.

4 ـ خلل في مفاهيم وخطط ونظام المجتمع والحياة والكون.

5 ـ ارتباك واضطراب في عقول الناس حول كيفية إدارة الحياة، ومن يدير الكون وهل له إله يديره بعلم وحكمة وقوانين وعدل أم أنها حياة وكون بلا إله، أو ألهة متعددة تتصارع فيما بينها!؟ بما يدفع الناس إلى الشرك والكفر والإلحاد.. إنها محاولة لتغيير القوانين الإلهية فى إدار الكون، وتجاوز منهج الله في الحياة، إنه دعاء البلهاء البلداء.

ثم يضيف إلى بلاهته وبلادته جهلا مركبا إضافيا، واستهزاءا بقوانين ومنهج الله تعالى في النجاح والتفوق وتغيير وتطوير حياته وهو لا يريد أن يدري، فينصب يديه للدعاء يا رب أسألك بكل اسم هو لك أن توفقني وتنجحني وتجعلني من المتفوقين الأوائل! هكذا بكل بلاهة وبلادة وخداع للذات ومحاولة لخداع الله تعالى، تماما هذا هو حالنا حين نكتفي بالدعاء بالنصر للمجاهدين الصامدين في غزة، وتحرير فلسطين والأقصى وإنجاز تحولات كبيرة في الصراع بين الحق والباطل مخالفين ومتجاوزين بذلك :

اولا ـ الإلتزم والأخذ بقوانين ومنهج الله تعالى في إجابة الدعاء والنصر والتغيير.

ثانيا ـ الخلط بين قوانين الدعاء الخاص بكل فرد على حدة، والدعاء الخاص بمجموع المجتمع والأمة في إجابة الدعاء .

قوانين وسنن الله تعالى لا تتبدل بضعف جيل أو أجيال المسلمين

قد يظن البعض أن قوانيين وسنن الله تعالى في الإصلاح والنصر والتغيير قد تتغير بحسب قوة أو ضعف الأمة، وأن ما تعانيه الأمة منذ قرن ونصف من ضعف وتخلف وهوان وتبعية ربما سيبرر التدخل الإلهي العاجل لحل هذه الأزمة، لكن رد القرآن الكريم واضح وحاسم ومحدد:

أ ـ (إنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) الرعد11 في بيان إلى دستور الكون في المجتمعات والأمم.

بـ ـ (لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ.) النساء 123، فى بيان إلى قانون التغيير فى المجتمعات والأمم.

ت ـ (سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا) الأحزاب 62، (سُنَّةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِى قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبْدِيلًا) الفتح 23 في بيان طلاقة وثبات القوانين الإلهية.

اختلاف دعاء الأفراد لأنفسهم عن الدعاء للمجتمعات والأمم

أولا ـ دعاء الفرد لنفسه وأهله:

دعاء الفرد لنفسه مرهون بعلاقته مع الله تعالى وبنوع ومحتوى الدعاء ووقته وظرفه ومكانه وبطيب مطعمه من حرام أو شبهة أو مكروه.

ـ (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) غافر60
ـ وفي الحديث القدسي: من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه. رواه مسلم
ـ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل، قيل: يا رسول الله ما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوت، وقد دعوت فلم أر يستجاب لي، فيستحسر عند ذلك ويَدَع الدعاء .

ـ وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلبه غافل، ويستحب معه اختيار الأوقات والأماكن والظروف المستحبة للدعاء.

ـ تُلِيَتْ هذهِ الآيةُ عِندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا) البقرة 168 فقام سعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ، فقال: يا رسولَ اللهِ ادعُ اللهَ أنْ يجعَلَني مُستَجابَ الدَّعوةِ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: (يا سعدُ، أَطِبْ مَطْعَمَكَ تَكُنْ مُستَجابَ الدَّعوةِ، والَّذي نفْسُ مُحمَّدٍ بيدِهِ إنَّ العبدَ لَيَقذِفُ اللُّقمةَ الحرامَ في جَوفِهِ ما يُتقبَّلُ منه عملٌ أربعينَ يومًا، وأيُّما عبدٍ نَبَتَ لحمُهُ مِن سُحْتٍ، فالنَّارُ أَوْلى به).

ثانيا ـ دعاء الفرد والمسلمين مجتمعين للمجتمع والأمة والإصلاح والتغيير

فيما يتعلق بالشأن العام فإجابة دعاء المسلمين بالنصر مرهون بقوانين وأسباب التغيير من الإصلاح والقيام بواجب الإصلاح والإعداد لامتلاك القوة والأخذ بأسباب التدافع وإدارة الصراع مع أعداء الله في السيطرة على العالم وتعبيد الناس لغير الله، وأن يكون الغالب على المجتمع قوة العقل وصحة وسلامة طرق التفكير والوعي بذاتهم الإيمانية وهويتهم الإسلامية الخاصة المميزة المتمايزة عما سواها من الأديان والهويات، بمعنى أن يحل مجتمع العقلاء النبهاء العاملين المجاهدين الممثلين الحقيقيين لدين ومنهج الله تعالى  محل مجتمع الباهة والبلادة والإستضعاف والتبيعة .

القوانين الإلهية فى إجابة دعاء المسلمين في صراعهم مع الكفر ولو علا عليهم مؤقتا 

كيف نعمل وندعو لنصرة غزة وفلسطين والأمة الإسلامية؟

1 ـ قوة الإيمان والمفاصلة المعلنة

الإيمان الحقيقي بالله تعالى، الإيمان المتحرر من الشرك بالله تعالى بالخوف من أعداء الله تعالى وإعلان الاستضعاف ومسالمتهم وموالاتهم والصمت عليهم وإخفاء العداء لهم وتمييع العلاقة معهم وإخفاء التمايز عنهم والتقاطع معهم، والتحايل على المشهد وتغييب المفاصلة بين الإيمان والكفر.

هذه القوة المؤمنة حقا التي تعتز بالله تعالى ربا وبالإسلام دينا تعلن ذلك ومفاصلته عن الأديان  والهويات  الأخرى التي تواجههم وتعتدي عليهم، وتحاول فرض نفسها على العالم، بضرورة المفاصلة وإعلان المواجهة الواضحة الصريحة مع الكفر والطغيان والإستبداد، وبذلك فقط تكون الحرب بين مؤمنين وكفار، بين  الله تعالى وأعداء الله تعالى، حيث يوجد طرفان منفصلان واضحان كما تبين الآيات :
{لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله} المجادلة22
{لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين} النساء144
 {لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء} الممتحنة1
{لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء} آل عمران28

ومن ثم أصبح هناك طرفان: طرف أول هم المؤمنون ممثلون لمنهج وإرادة الله تعالى، وطرف ثان هم الكفار أعداء الله تعالى من الطغاة والمستبدين والمعتدين المحاربين لله تعالى، عندئذ يمكن الدعاء استدعاء القوة الإلهية النافذة ليتدخل الله تعالى لنصرة أوليائه وممثلي دينه الحقيقيين. (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ‌وَيَوْمَ ‌يَقُومُ ‌الْأَشْهَادُ ‌‌* يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) غافر 51- 52

2 ـ الجمع بين الصلاح والإصلاح الحقيقي

 (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ) هود 117

ـ التدين والصلاح القيمي والأخلاقى الحقيقي لا التدين المزيف.
ـ والتدين والصلاح الشامل لا الشعائري.
ـ والتدين والصلاح الخالص لذات الله تعالى لا المزيف لتحقيق المنفعة والسطوة والشهرة.
ـ والقيام بواجب الإصلاح الحقيقي للتمكين لمنهج الله لا لجهات أو أفراد ما.
ــ الإصلاح الحقيقي بشروطه المؤسسية الحقيقية لا المؤسسية المزيفة بخللها التنظيمي وضعف نظامها القيادي.
ـ الإصلاح الحقيقي بالعقل والحكمة ومكر المكر لله تعالى، وليس بالبلاهة والدروشة والتواكل.
ـ والإصلاح الحقيقي بمنهج التغيير القرآني ونموذجه المحمدي الحقيقي، لا بمنهاج ونموذج مغايرمُبَتَدع المستضعف المسالم الذى يداهن ويشارك الكافر الطاغية المستبد .
ـ الإصلاح الحقيقي للذات المؤسسية الإصلاحية فكريا وبشريا وماديا وتقديم النموذج المعياري القدوة الحسنة المعزز معنويا وماديا وخبراتيا لأهلية الإصلاح العام، والمبهر الجاذب الفاتح لعقول وقلوب وقناعات المجتمعات والأمم.

لابد من قيادة وجيل وشعب عاقل حكيم يستوعب تضليل وتزييف ومكر أعداء الله، ويمتلك من العقول والحكمة ما يصنع به مكرالمكر على أعداء الله ويتفوق عليهم ذهنيا حتى يكون أهلا لتمثيل دين الله تعالى ومن ثم نصر الله تعالى.عن النَّبيِّ ﷺ قَالَ: والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتَأْمُرُنَّ بالْمَعْرُوفِ، ولَتَنْهَوُنَّ عَنِ المُنْكَرِ، أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّه أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ، ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلا يُسْتَجابُ لَكُمْ  ) رواه الترمذي

ـ وقال ﷺ: لتأمرنَّ بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، ولتأخذنَّ على يد السفيه، ولتأطرنه على الحقِّ أطرًا أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعضٍ، ثم يلعنكم كما لعنهم.

ـ أَنَّ رجلًا سأَلَ النَّبِيَّ ﷺ أَيُّ الْجِهادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "كَلِمَةُ حقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جائِرٍ" رَوَاهُ النسائيُّ

ـ وقال ﷺ: إنما هلك الذين قبلَكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهمُ الشريفُ تركوه، وإذا سرق فيهمُ الضعيفُ أقاموا عليه الحدَّ، وأيمُ اللهِ لو أن فاطمةَ بنتَ محمدٍ سرقتْ لقطعتُ يدَها.

ـ وقال ﷺ: أوحى الله إلى ملك من الملائكة أن اقلب مدينة كذا وكذا عل أهلها، قال إن فيها عبدك فلانا لم يعصك طرفة عين، قال اقلبها عليه وعليهم، فإن وجهه لم يتمعر في ساعة قط.

ـ وقال ﷺ: "إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه؛ أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده"وفي حديث آخر يقول: "إذا رأيت أمتي تهاب أن تقول للظالم يا ظالم فقد تودّع منهم".

3 ـ فهم وإدراك العالم والواقع ومعطياته والواجب فعله في هذه اللحظة التاريخية

ـ فهم واقع الصراع مع أعداء الله المحاربين لدينه ولأويائه وللإسلام والمسلمين.
ـ تحديد الأعداء والموالين لهم.
ـ الوعي بمعطيات ووسائل وأدوات الصراع وما يجري من حرب بأشكال مختلفة عسكرية وإعلامية ونفسية وحرب تجويع وتفريغ الأرض من سكانها وإبادة شعب بكامله، وفي نفس الوقت حرب إعلامية لتضليل وغسيل مخ الشعوب والهائها وتغييبها عن القضية وواجب نصرة إخوانهم.
ـ لأن هذا الوعي سيكون هو المحرك الأساس للفعل الصحيح والدعاء القويم ويكون عملا ودعاءا قويما يمثل جزءا ومقوما أساسيا من إجمالي أدوات وأسلحة المسلمين في المعركة .

4 ـ الأخذ بأسباب القوة ببناء القدرات الشاملة القادرة على دفع الكفر والطغيان

الله تعالى لا يسمع ولا يقبل دعاء مجتمعات البلاهة والتكاسل والتخلف والتبلد عن الإستجابة لندائه ودعوته بالإعداد الشامل المفتوح بحسب تطور وسائل وأدوات القوة فى كل عصر..

(وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ) الأنفال 60

5 ـ قوة العقل والمكر الإلهي

هل يعقل أو يقبل أن دين الله تعالى ومعجزته القرآن الكريم الفكرية بامتياز والتي صنعت جيلا جديدا من عباقرة البشرية قضوا على أعظم امبروطورتين في التاريخ الفرس والروم، وحرروا الشعوب وأقاموا دولتهم الأممية العظيمة (إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ) المؤمنون 52 من شعوب وقوميات العالم في وحدة هوية عالمية غير مسبوقة، ونشروا نورهم وعدلهم على العالمين في أقل من ربع قرن من الزمان، هل يقبل أن يمثل دين الله قوما بلهاء يسهل غسيل أدمغتهم والتلاعب بهم وتضليلهم وقيادتهم كالقطيع وإداراتهم وتوجيههم إستراتجيا دون أن يدروا، على غير مصلحة دينهم وواقعهم ومستقبلهم؟

(كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُون) البقرة 151

ـ (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) الزمر 9

ـ  لَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ) البقرة 251
قانون مكر أعداء الله ومكر الله تعالى بعقول ويد أوليائه.

ـ (وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا ۖ يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ ۗ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّار) الرعد42

ـ (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ) الزخرف54 ـ ( إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ) القصص 8

ـ (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) آل عمران ٥٤

ـ (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ الانفال 30

ـ (وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ) ابراهيم 46 

ـ(وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ) النمل 50

لابد من قيادة وجيل وشعب عاقل حكيم يستوعب تضليل وتزييف ومكر أعداء الله، ويمتلك من العقول والحكمة ما يصنع به مكرالمكر على أعداء الله ويتفوق عليهم ذهنيا حتى يكون أهلا لتمثيل دين الله تعالى ومن ثم نصر الله تعالى.  (النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) الانفال 10

ألجموا نزوات العواطف بنظرات العقول، ولا تصادموا نواميس الكون فإنها غلابة، ولكن غالبوها واستخدموها وحولوا تيارها، واستعينوا ببعضها على بعض، وترقبوا ساعة النصر، وما هو منكم ببعيد.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه دعاء مسلمون رأي دعاء استجابة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أعداء الله الله تعالى دین الله ـ وقال ﷺ ع ل م ون ى الله

إقرأ أيضاً:

لـمـاذا أنـا هـنـا؟

هل تشعر بأنك تعيش في الحياة بلا رؤية أو هدف؟ أو لديك أهداف لكنّك لا تدري ما إذا كانت مرتبطة بالمعنى والغرض من حياتك أم لا؟ ونحن نعيش في هذه الحياة الدنيا، نرى بها دخولا وخروجا، فتارة نستقبل ضيوفا، وتارة نودّع أحبابا. ما حقيقة وجودنا في هذه الحياة؟ وما الغاية منها؟ وكيف نصل إليها؟

الزمن يمضي بوتيرة سريعة والعمر يقترب من النهاية.. والحياة رحلة طالت أم قصرت.. المهم كيف حالي في هذه الرحلة؟ ما المعنى والغرض من حياتي؟ وهل بوصلة حياتي تسير في الاتجاه الصحيح أم منحرفة عنه؟ وإلى أين؟ أسئلة عظيمة وحساسة..

تفكرت في هذا الكون العظيم فوجدت آيات عظيمة في الآفاق... تقلب الليل والنهار -سبحان الله- وكل هذا في مصلحة حياة الإنسان.. وتفكرت في نفسي فوجدت العجب العجاب من هذا القلب الذي لا ينقطع نبضه، ومن هذا المخ الذي احتار العلماء في تعقيده بالرغم من وزنه البسيط، إلا إنه يحتوي على خلايا عديدة جدا يصعب على الإنسان تخيله... وغيرها من الآيات العجيبة في تركيبة هذا الإنسان وفي سائر مخلوقات الكون. قال تعالى: «سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ» سورة فصلت 35.

وتفكرت في جميع المخلوقات ولم أرَ مخلوقا آخر مُكّرما عن هذا الإنسان الذي أكرمه ربُ العِزة والجلال عن سائر الخلق بكرامات عديدة منها التنقل باختياره بين البر والبحر والجو، والأكل والشرب بما تشتهيه النفس، وكثير من النِعم الظاهرة والباطنة. قال تعالى: «وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا» سورة الإسراء 70.

وتفكرت في الحيوانات صغيرة الحجم والكبيرة التي ذلّلها الله للإنسان ليستفيد من لحومها وركوبها. قال تعالى: «وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ» سورة يس 72.

سبحان الخالق العظيم الذي أبدع صنع هذه المخلوقات العظيمة! إنه حقا الخالق البديع العظيم المصور الشهيد القوي القادر، له صفات وأسماء عظيمة وعديدة ولا يشبهه أحد.

هنا تيقنت بأن الإنسان هو المخلوق الوحيد المكرم عن سائر المخلوقات، وتيقنت أن كل ما في السموات والأرض سخرها الله سبحانه وتعالى في مصلحة حياة هذا الإنسان. المهم إنني وصلت إلى قناعة ويقين بأن كل هذا التكريم وراءه تكليف عظيم. قال تعالى: «وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ» سورة الذاريات 56.

إنها العبادة... وقال تعالى: «وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَة....» سورة البقرة 30.

إنها الخلافة وعِمارة الأرض..واضح أن الله لم يخلقنا عبثا... التكريم مقابل التكليف والله المستعان. قال تعالى: «أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ» سورة المؤمنون 155. قال تعالى: « أَيَحْسَبُ الإنسانُ أن يُترَكَ سُدى» سورة القيامة 36.

إذا لزم علينا أن نتعرف على مهامنا ورسالتنا في الحياة بشيء من التفصيل من أجل نيل رضا الله سبحانه وتعالى، والفوز بالجنة والنجاة من النار - حيث الغاية العظيمة- مستعينين بالله ومنه وحده التوفيق والسداد، واتخاذ خطوات أو مراحل التخطيط الاستراتيجي الشخصي كسبيل للعيش وفق المعنى والغرض من الحياة، والوصول إلى الغاية العظيمة بإذن الله تعالى:

أولا: التشخيص الذاتي«أين أنا الآن؟» اكتشف ذاتي من مواهب وقدرات، نقاط قوة وضعف، الفرص المتاحة، المخاطر المواجهة؛ لأتمكن من معرفة موقفي الحالي من مهمتي ورسالة حياتي.

ثانيا: التهديف «ماذا أريد؟» أين أرى نفسي بعد مدة زمنية من الآن.... أحدد أحلامي وأحولها إلى رؤية وأهداف قابلة للتحقيق وإلا ستبقى أحلاما في الخيال.

ثالثا: تنفيذ خطة الأهداف «كيف أصل إلى ما أريد؟» أحدد المهام المساندة في تحقيق أهدافي الاستراتيجية وأشرع في تنفيذها باتخاذ الأسباب، مستعينا بالله سبحانه وتعالى التوفيق والسداد.

رابعا: التقييم والمراجعة للخطة «هل وصلت إلى ما أريد؟» تقييم الأداء بصفة دورية، ومراجعة التحديات إن وجدت.

بهذه الخطوات أكون قد أكملت تنفيذ خطة أهدافي. ويمكنني أن أرسم خطة جديدة أكثر إلهاما وتحديا لصنع نجاح أكبر. وإلى لقاء في المقالات القادمة حول المراحل السالف ذكرها.

مقالات مشابهة

  • دعاء النجاة من حب المال ومغريات الحياة الدنيا.. لتحصين القلب
  • عند الدعاء للميت.. تعرف على حكم مقولة اللهم اجعل مثواه الجنة
  • الدعاء المستجاب لإزالة الهم والحزن.. يريح القلب والبال
  • ذكر نبوي لقضاء الديون: دعاء يعينك على التوفيق
  • أدعية يوم الجمعة.. فضلها وأهميتها وكيفية الدعاء في هذا اليوم المبارك
  • دعاء المطر والرعد المستجاب.. «اللهم صيبا نافعا»
  • دعاء ليلة الجمعة.. أوقات مباركة وفرصة للخشوع
  • أمين الفتوى: ادع للظالم بالهداية وتجنب الانتقام حتى لا تجلب لنفسك الندم
  • أمين الفتوى: دعاء المظلوم لا يرد والأفضل يدعو للظالم بالهداية
  • لـمـاذا أنـا هـنـا؟