أحمد عمر هاشم يرد على التشكيك في رحلة المعراج بآية من القرآن: «لم تكن رؤيا»
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
يواصل الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، خواطره حول سور وآيات القرآن الكريم ويتحدث اليوم عن سور النجم والقمر والرحمن والواقعة والحديد والمجادلة، والرد على مزاعم حول رحلة المعراج للنبي صلى الله عليه وسلم.
وقال الدكتور أحمد عمر هاشم في برنامجه اليومي اقرأ المذاع على قناة صدى البلد، إن سورة النجم بدأت بقول الله سبحانه وتعالى « وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ»، مضيفا أن رب العزة أقسم بالنجم الثريا كما يقسم بمخلوقاته ما شاء فهو خالقها.
ولفت عضو هيئة كبار العلماء، إلى أن آية «مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ» جاءت بعدما أسرى الله برسوله محمد صلى الله عليه وسلم ثم عٌرج به إلى سموات الأعلى، وفي ذك ردا على من يقولون أن المعراج كان بالروح أو كانت مناما، مؤكدا أن رحلة المعراج أثبتها القرآن الكريم في تلك الآية.
وأشار إلى أن الله سبحانه وتعالى بدأ سورة القمر بقوله تعالى «اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ»، موضحا أن اقتربت الساعة يعني يوم القيامة كما جاء في سورة النحل «أَتَىٰ أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ» لتحقق الوقوع.
وأكد الدكتور أحمد عمر هاشم، أن القمر انقسم في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى نصفين ورأوه رأي العين معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، مضيفا أن سورة الرحمن بدأت بقوله تعالى «الرَّحْمَٰنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4) الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5) وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ» وذلك بالكيفية التي أردها الله سبحانه وتعالى لمخلوقاته ونحن على يقين بأن جميع المخلوقات تسبح بحمد الله.
وتابع أن سورة الواقعة بدأت بقوله تعالى «إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (2) خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ (3) إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (4) وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (5) فَكَانَتْ هَبَاءً مُّنبَثًّا (6) وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً (7) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (8) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (9) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ»، موضحا أن الواقعة هي اسم من أسماء يوم القيامة، بينما جاء أصحاب الميمنة لأنهم سبقوا بالفضل والرحمة والعبادة والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى.
وأكمل أحمد عمر هاشم، أن سورة الحديد جاء مطلعها لتنزيه الساحة الإلهية عن أي نقد بقوله تعالى «سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»، أي جميع المخلوقات تسبح بعظمة خالقها.
وأردف أن سورة المجادلة جاءت لتوضح كيف سمع الله سبحانه وتعالى قول امرأة تجادل رسول الله في زوجها الذي تركها، مضيفا أن المرأة قالت لرسول الله: «بطني لولدي كان وعاء وثديي له سقاء إلا أنه ظاهر مني» فجاء الأمر الإلهي بحل هذه المشكلة في قوله تعالى «قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ».
اقرأ أيضاًختام فعاليات مسابقة الأزهر الشريف السنوية لحفظ القرآن الكريم
الأزهر الشريف يحتفل بالذكرى الـ 14 لتولي الإمام الأكبر أحمد الطيب المشيخة (إنفوجرافيك)
أزهر الشرقية يحتفل بذكرى تأسيس الجامع الأزهر الشريف
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأزهر الأزهر الشريف رحلة الإسراء والمعراج رحلة المعراج الله سبحانه وتعالى صلى الله علیه وسلم أحمد عمر هاشم بقوله تعالى أن سورة أ ص ح اب
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: قارون أعظم مثال ضربه الله للمعاندين في القرآن الكريم وكان مصيره الخسف
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان الإنسان ضعيف ويلجأ إلى الله في الشرق والغرب على ما يدعيه من إلحاد، ومن موت الإله، ومن خرافة الأديان، يظهر ذلك اللجوء إلى الله عند الفزع والخوف والضرر، قال تعالى : (وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ) [الزمر :8]، فعندما شاع الإيدز في بلاد الغرب قالوا : إنها لعنة السماء، وتكلموا عن اصطدام الإنسان بحائد القدر، يعني صرحوا بالعجز مع الله، هم يسمونها (حائط القدر) وربنا يسميها المعاجز.
واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ان من أكبر الأمثلة التي ضربها الله في كتابه للمعاجزين (قارون) الذي ظن أنه ما به من قوة ومال هو استحقاق له، وأنه على علم عنده، وأنه لا يمكن أن يزول، فنسى الله، فأنساه الله نفسه، قال تعالى : (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُوْلِى القُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لاَ تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الفَرِحِينَ * وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الفَسَادَ فِى الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ المُفْسِدِينَ * وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الفَسَادَ فِى الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ المُفْسِدِينَ* قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِى أَوَ لَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلاَ يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ المُجْرِمُونَ }.
فماذا كانت عاقبة ذلك المعاند ؟ قال تعالى : (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ * وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الكَافِرُونَ* تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوًا فِى الأَرْضِ وَلاَ فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ).
(أوتيته على علم عندي) لم تكن هذه مقالة قارون وحده، وإنما هي مقالة كل إنسان مغرور بالدنيا وبما آتاه الله منها، قال تعالى : (فَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ).
فالمعاجزة إذن حالة وهمية يتوهم فيها الإنسان المغرور أمورًا منها : أنه له قوة أصلا وله ملك ذاتي، ولا يعلم أن القوة جميعا لله، وأن الله المالك وحده، ثم يتوهم أن ما يظهر عليه من قوة هي من الله، ومن ملك هو لله، توهم أن ذلك لا يمكن أن يزول منه، ويتوهم أنه قادر على إبقائه وحراسته، ثم يتوهم بعد ذلك أن هذه القوة التي توهم أنها ذاتية وأنها باقية أنها تقوى على معاندة أمر الله.