افتتاح حديقة الحيوانات عالم السفاري بولاية إبراء ثاني أيام عيد الفطر
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
تفتتح ثاني أيام عيد الفطر المبارك المرحلة التجريبية الأولى لأكبر حديقة حيوان في سلطنة عمان والتي تحمل اسم (عالم سفاري) بولاية إبراء بمحافظة شمال الشرقية، التي أقيمت على مساحة 286 ألف متر مربع وتغطي كمرحلة أولى مساحة 120 ألف متر مربع وتعتبر واحدة من الواجهات السياحية المهمة في سلطنة عمان ومحافظة شمال الشرقية، وقد أقيمت بالجهود الذاتية الخاصة، حيث تضم حاليا ما يقارب الـ 300 من الحيوانات والطيور النادرة التي تم استجلابها من روسيا وقارتي إفريقيا وآسيا وبعض الدول العربية يتقدمها الدب الروسي باللون الأبيض والأسود والمها العربي والحمار الوحشي والنمر الأبيض واللام الأمريكي والفهود والتماسيح والسلاحف والغزلان.
10 سنوات من العمل المتواصل
ويؤكد خلفان بن سعيد المعمري مدير "عالم سفاري" بولاية إبراء أن بداية الفكرة كانت من 10 سنوات تقريبا من خلال الهواية التي يمارسها الوالد في تجميع هذه الحيوانات في المزرعة بحديقة خاصة للعائلة ومن ثم تطورت الفكرة ومرت بثلاث مراحل، الأولى تهيئة المكان تحت إشراف الوالد لمدة 4 سنوات، لتتحول المرحلة الثانية إلى فكرة إنشاء حديقة للحيوانات، حيث تبلورت الرؤية بشكل أفضل ووجدنا أنه بعد 3 سنوات من التجربة ليست مناسبة لنعمل تصورا جديدا للفكرة ونسعى معها للترخيص من الجهات المختصة بعدما وضعنا تصورا جديدا بفكر جديد، وانتظرنا 6 سنوات حتى حصلنا على التصريح المطلوب لتتغير معها الفكرة مرة أخرى بعد زيارتنا للكثير من الحدائق على مستوى الخليج وآسيا وإفريقيا بعد أن تعرفنا من خلالها على بعض الأفكار والمعوقات التي نحتاج إلى تلافيها، لذا كانت الصورة النهائية بالشكل الحالي الذي نعمل على استكماله حاليا.
مرافق مختلفة
وعن المرافق، أوضح مدير "عالم سفاري" قائلا: توجد قاعة متكاملة بها شاشة عملاقة لتعريف الزوار وطلاب المدارس بالمشروع وتنظيم بعض الفعاليات المختلفة كعروض حية للأفلام ومسابقات وتصوير لبعض الحيوانات وعروض للتماسيح مع وجود سيارات الجولف التي يمكن أن تأخذ الزوار في جولة تفقدية لأركان الحديقة، مشيرا إلى أن الحديقة تسعى إلى استقطاب طلبة المدارس من مختلف ولايات سلطنة عمان، كما سعينا إلى وجود قسم متكامل للشركات الصغيرة والمتوسطة وأصحاب الأعمال الحرفية والدخل المحدود لعرض منتجاتهم طوال العام.
3 أسس أساسية
وواصل المعمري حديثه أن حديقة الحيوان بولاية إبراء تأسست على 3 أسس أساسية وهي مرتكزات مهمة تتواكب مع "رؤية عمان 2040 "، لأن الفكرة الأساسية ليست حديقة حيوانات فقط وإنما أردنا إبراز الهُوية العمانية في المشروع من خلال التصاميم وشكل القلاع والحصون والدراويز والأقواس ووجود النخيل والأشجار من البيئة العمانية، والمرتكز الثاني كان الاهتمام بالجانب الجمالي من خلال زياراتنا للعديد من الدول التي تهتم بالجانب الجمالي للتصاميم، والجيل الحالي يهتم بشكل كبير بهذا الجانب، والذوق الجمالي هو المسيطر على التصاميم والألوان والبيئة والتقاسيم المختلفة، أما المرتكز الثالث فأردنا أن نوجد على مستوى سلطنة عمان قيمة إضافية للمشروع لأنه ليس مشروعا عاديا، بل فيه قيمة استثمارية بكل الجوانب وهي قيمة علمية واجتماعية وقيمة اقتصادية وبيئية.
جهود خاصة للتصاميم
وأشار المعمري إلى أن كل التصاميم التي وضعت للسفاري هي بجهود خاصة، بعدما استشفينا الأفكار من خلال زياراتنا للحدائق الآسيوية والإفريقية والبحث في المواقع الإلكترونية، لذلك أردنا أن يكون هناك تنوع بين الجانب الأوروبي والإفريقي والآسيوي، لتلبية رغبات الزوار من مختلف الفئات العمرية، فاستجلبنا بعض الحيوانات المفترسة النادرة مثل الدب الروسي والنمر الأبيض ووضعناها في بيئة ملائمة مع وجود الأماكن الخاصة للتماسيح التي ستكون قريبة من الزوار.
توسع ومراحل
وقال خلفان المعمري إن هناك توسعات كبيرة ومختلفة في المستقبل بـ"عالم سفاري إبراء" منها استراحات وملاهٍ ونزل ومطاعم ومقاهٍ وحديقة مائية ومنطقة ألعاب و"سفاري" وما زلنا نحتاج إلى سنتين كاملتين لنستكمل الصورة النهائية للحديقة بكل أقسامها وتكويناتها.
وأوضح أن في المرحلة الأولى وخاصة في الافتتاح التجريبي، سيوفر المشروع فرص عمل لما يقارب الـ40 إلى 50 شابا وشابة من الكوادر الوطنية بعضهم بدوام جزئي والآخرون بدوام ثابت لإدارة مختلف المرافق، وعن التحديات التي واجهتها إدارة السفاري بولاية إبراء؟ أشار إلى أن مثل هذه الحدائق الكبيرة لابد أن تواجها تحديات مختلفة سوى كانت لوجستية أو إدارية ونسعى للتغلب عليها، حيث كان أبرزها توفير الرعاية اللازمة والبيئة المناسبة لاستقرار الحيوان وبقائه على قيد الحياة خاصة مع وجود مجموعة منها من قارات العالم المختلفة، إضافة إلى توفير المكان المناسب لتقضي العائلة يوما كاملا من خلال توفير مكان متكامل به كافة المرافق والخدمات، مع إضافة الجانب الجمالي في التصاميم من مقاهٍ ومطاعم وساحات التنزه وإقامة عروض الحيوانات، لذلك سيكون "السفاري" ليس أقفاصا للحيوانات فقط، بل مكانا راقيا وملائما للعائلة والزوار لقضاء أوقات طويلة وهو نموذج سياحي فريد، وهناك طموح لتطوير الحديقة بشكل أكبر.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: بولایة إبراء سلطنة عمان من خلال
إقرأ أيضاً:
الحيوانات تحتفل!
تتواصل الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني المظلوم، وتُظهر الكثير في المآسي، صورا تكشف مستوى ما صار عليه الشر في نفوس جزء كبير من العالم، وسلبية الجزء الآخر، واليمن استثناء.
على مدار الساعة واليوم- ومنذ (15) شهرا- تنقل الشاشات الحالة المأساوية التي تعيشها الأمهات الفلسطينيات واطفالهن في مختلف قطاع غزة، خصوصا مع موسم الأمطار والجو الشتوي، حيث لا ملجأ لهم إلا خيامهم المهترئة التي لا تقيهم برداً ولا تمنع عنهم تدفق مياه الأمطار. وبالتوازي انعدام الملابس والغذاء والدواء، يموت بعض هؤلاء المستضعفين من البرد وبعضهم من الجوع بالإضافة إلى من يموتون بسب المرض وعدم توفر العلاج.
سياسة صهيونية ممنهجة للإبادة بأكثر من شكل، ولا يمكن الحديث عن مسلحين في هذه المشاهد التي تنقلها القنوات، أو الحديث عن مخيمات لخزن أسلحة وإنما فقط مدنيين أبرياء، لا يجدون وقتاً حتى للقلق بشأن كيفية توفر الوجبة الغذائية القادمة، فالطائرات مستمرة في عمليات القصف وهم منتشرون في المساحات المتاحة فارين لا يعلمون إلى أين، ربما ما يعلمونه أنهم يبحثون عن طعام، أي طعام، وقد شحت وانعدمت حتى أوراق الشجر التي تناولوها في وقت ما.
تكشف المأساة الفلسطينية اليوم، أن العالم قد أباد في نفسه فعليا كل المشاعر الإنسانية وتلبَّس ثوب النفاق، فما عاد يتأثر لبكاء امرأة تنهض ليلا على تسرب المياه إلى خيمتها محاولة إنقاذ أطفالها، أو بكاء أخرى لا تجد ما تسد به رمق أطفالها أو تجلب لهم به الدفئ، أو تخفف من ألم طفل جريح أو مريض. عالم ما عاد يتأثر من مشاهد أشلاء الجثث في الشوارع تنهشها الكلاب لأن الكيان الصهيوني يمنع وصول الدفاع المدني والطواقم الطبية لانتشالها، وما عاد يتأثر بطفل يصرخ، يريد أن يلقي آخر نظرة على جثة والده الشهيد، بل وما عاد بمقدور هذا العالم تخيل مأساة مجتمع حين يَعْدَم كل وسائل الحياة.
هذا العالم المنافق- الذي يتحدث عن القيم، وعن الإنسانية والحقوق التي لم يستثن منها حتى الحيوان- يحتفل منذ أيام بأعياد الميلاد، بكل وسائل الترفيه والبهرجة، وبضمير ميت لم يكن مطلوباً منه إن كان حيا إلا التعبير عن إنسانيته تجاه ما يتعرض له الفلسطينيون، وعلى أقل تقدير احترام ما يتعرضون له، فلا ينظرون للأمر وكأنه حالة طبيعية، أو ينظرون إلى الثكالى الفلسطينيات والأطفال الذين فقدوا من يعيلهم، بازدراء رغم ما يعيشونه.
المدعو «ليف لارسون» مستشار أمريكي حل ضيفا على إحدى القنوات وقد أثير معه الوضع في غزة، فعكس قمة الوقاحة والحيوانية الأمريكية حين جعل من الابتسامة والسخرية بمثابة ردود على أسئلة المذيعة المصرية، فيروز مكي، التي طالبته صراحة بـ” احترام الأزمة التي نناقشها”، وقالت: «لا يمكنك أن تكون ساخرا عندما تتحدث عن طفل عربي أو فلسطيني يتم إبادته وقتله مع أمه وأبيه».
المؤلم أن يكون من هذا العالم، مثقفون عرب ومسلمون تماهوا مع ما يتصورونه حضارية وحداثة لدى الغرب إلى حد إنكار فداحة الفعل الصهيوني في غزة، وإذا تحدثت اليهم ردّوا عليك بالقول «المقاومة تتحمل المسؤولية»، وكأنهم بذلك وجدوا لهم شماعة وحسب لتعليق عجزهم وهوانهم، وكأن الفلسطينيين قبل طوفان الأقصى كانوا يعيشون رغد العيش، أو كأن نشرات الأخبار كانت تخلو من أخبار التنكيل الصهيوني المستمر الذي يمارس في حقهم.
وحدهم اليمنيون- شعب الإيمان والحكمة- كانوا عند مستوى القول والفعل، يعبرون عن صدق انتمائهم الديني والأخلاقي والإنساني، صنعوا المعجزات من لا شيء، وكسروا قواعد الخوف والخضوع، وأبهروا العالم بالثبات على الموقف حتى وهم لا يزالون يعيشون تداعيات العدوان والحصار، فأعلنوا معركتهم الإسنادية للشعب الفلسطيني، وليسوا في وارد الفعل أن يوقفوها إلا برفع الظلم عن الشعب الفلسطيني.