انسحبت القوات الإسرائيلية الاثنين من أكبر مجمع مستشفيات في غزة، مستشفى الشفاء، بعد عملية عسكرية مكثفة استمرت أسبوعين، تاركة وراءها مباني متفحمة وجثثا متناثرة في المجمع المترامي الأطراف.

وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة إنه بعد الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة ونيران الدبابات فإن "حجم الدمار داخل المجمع والمباني المحيطة به كبير للغاية".

وقالت الوزارة إنه تم انتشال عشرات الجثث، بعضها متحلل، من داخل مجمع الشفاء الطبي ومحيطه"، مضيفة أن المستشفى أصبح الآن "خارج الخدمة تماما.

وقال طبيب لوكالة فرانس برس إنه تم انتشال أكثر من 20 جثة، بعضها سحقته المركبات المنسحبة.

واندلعت المعارك أيضًا حول مستشفيات أخرى في غزة بعد مرور ما يقرب من ستة أشهر على الحرب التي أشعلتها هجمات حماس في 7 أكتوبر والتي دمرت مساحات شاسعة من القطاع الساحلي المحاصر.

وقال المكتب الصحفي لحكومة حماس إن الجيش فجر أكثر من 20 منزلا خلال 24 ساعة في مدينة خان يونس الجنوبية حيث تدور معارك حول مستشفيي الناصر والأمل.

المعركة تدمر المستشفى

ونفذ الجيش الإسرائيلي، خلال الأسبوعين الماضيين، ما وصفه بـ”النشاط العملياتي الدقيق” في مجمع الشفاء، قبل أن يعلن الاثنين انسحاب قواته.

وكان المشهد الذي خلفه الضحايا عبارة عن مشهد دمار، حيث تحطمت النوافذ، وتحولت الجدران الخرسانية إلى اللون الأسود، وحمل المتطوعون الجثث المكفنة عبر الأراضي القاحلة الرملية.

وتعرضت المنطقة المحيطة بالمجمع لعشرات الضربات الجوية والقصف في الصباح وسط إطلاق نار كثيف قال المكتب الإعلامي لحكومة حماس إنه كان بمثابة غطاء للقوات والدبابات المنسحبة.

ونشر الجيش في الأيام الأخيرة لقطات لمقاتليه وهم يتحركون في أروقة المستشفى، وصورا لأعداد كبيرة من البنادق الهجومية والقنابل اليدوية وأسلحة أخرى قال إنه تم انتشالها من جناح الولادة.

وقال الجيش إن 200 من نشطاء حماس والجهاد الإسلامي قتلوا في القتال في الشفاء وما حولها، ونفت حماس العمل من مستشفى الشفاء وغيره من المرافق الصحية.

احتجاجات الشوارع في إسرائيل

وحذرت وكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الإنسانية من أن العديد من سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة على شفا المجاعة، وقامت الدول المانحة بنقل الغذاء بالشاحنات وإسقاطه جوا بشكل متقطع.

وذكر موقع Vesselfinder.com أن سفينة ثانية تحمل مواد إغاثة عبر البحر الأبيض المتوسط ​​كانت قبالة ساحل غزة يوم الاثنين، بعد أيام من مغادرتها قبرص.

وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي قال مكتبه إنه خضع لعملية فتق "ناجحة" يوم الأحد، بتدمير حماس، بما في ذلك في مدينة رفح بأقصى جنوب غزة.

وقال مكتبه في بيان إن رئيس الوزراء "في حالة جيدة وبدأ في التعافي".

ويتعرض نتنياهو لضغوط متزايدة من عائلات الرهائن ومؤيديهم وكذلك المتظاهرين المناهضين للحكومة، الذين اكتسبت مسيراتهم الليلية في الشوارع قوة واجتذبت عدة آلاف إلى الشوارع.

وكان رئيس الوزراء اليميني على خلاف أيضا مع الولايات المتحدة أكبر حليف لاسرائيل التي اعترضت على خططه لغزو رفح بسبب ازدحام المدينة بحوالي 1.5 مليون نسمة.

وقال مصدر إسرائيلي لوكالة فرانس برس إنه بعد أن ألغى نتنياهو في وقت سابق زيارة وفد حكومي إسرائيلي إلى واشنطن لبحث عملية رفح، فمن المقرر عقد اجتماع الاثنين عبر الفيديو.

وقال المصدر الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: "قد يكون هناك اجتماع شخصي في وقت لاحق هذا الأسبوع".

 

 

 

 

 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: القوات الإسرائيلية مستشفيات مستشفى الشفاء

إقرأ أيضاً:

عشرات القتلى والجرحى في غارات إسرائيلية على غزة

غزة (الاتحاد)

أخبار ذات صلة مقتل 595 طفلاً و308 نساء في غزة منذ مارس تحذيرات حقوقية من «هلاك وشيك» لسكان القطاع

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن أكثر من 90 شخصاً لقوا حتفهم في غارات إسرائيلية على غزة خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية، فيما تكثف إسرائيل هجماتها لزيادة الضغط على «حماس» كي تفرج عن الرهائن المحتجزين لديها والتخلي عن السلاح. وقالت الفرق الطبية إن القتلى يشملون 15 شخصاً على الأقل، قضوا ليلاً، وبينهم نساء وأطفال، وكان بعضهم يتخذ من منطقة إنسانية مخصصة ملجأ. وأضافت الفرق الطبية أن 11 شخصاً، على الأقل، قتلوا في مدينة خان يونس بجنوب القطاع، كان العديد منهم في خيمة بمنطقة المواصي، حيث يعيش مئات الآلاف من النازحين. 
وكانت إسرائيل خصصت المواصي منطقة آمنة، فيما قتل أربعة آخرون في عمليات قصف منفصلة في مدينة رفح، بما في ذلك أم وابنتها، بحسب المستشفى الأوروبي، حيث جرى إحضار الجثامين. وتعهدت إسرائيل بتكثيف هجماتها على غزة، واحتلال «مناطق أمنية» كبيرة داخل القطاع.
إلى ذلك، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الأربعاء الماضي، أن بلاده ستواصل منع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة كوسيلة للضغط على «حماس».
ويأتي الحصار فيما تحوّل إسرائيل مساحات واسعة من غزة إلى مناطق عازلة أرغمت مئات الآلاف من الفلسطينيين على النزوح منها.
وأظهرت آخر حسابات أجرتها منظمات استناداً إلى خرائط أصدرها الجيش الإسرائيلي، أن إجمالي المساحة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية تزيد على 185 كيلومتراً مربعاً، أي نحو 50% من قطاع غزة. ورغم تأكيد الوسطاء على استمرار جهودهم الرامية للتوصل إلى اتفاق، إلا أن الموقفين الأخيرين لحركة حماس الفلسطينية وإسرائيل من عروض الوسطاء يثيران مخاوف بشأن إغلاق باب الأمل أمام وقف الحرب على قطاع غزة قريباً.
ففي ردهما على مقترح أخير من الوسطاء، أعلنت إسرائيل أنها لن توقف الحرب على غزة قبل تحقيق أربعة شروط، وهي إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين، وخروج حركة حماس كلياً من الحكم، وتجريد قطاع غزة من السلاح بشكل كامل، وإبعاد العشرات من قادة الحركة إلى الخارج.
أما حركة حماس، فأعلنت رفضها لتجزئة تبادل الأسرى، وإصرارها على ربط إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين بوقف الحرب، مع رفضها شروط الإبعاد ونزع السلاح.
وقالت مصادر دبلوماسية مطلعة على المفاوضات، إن الردود الأخيرة تُعلق الجهود الدبلوماسية لفترة قادمة، وتبقي الكلمة الأخيرة للحرب، بما تتضمنه من استهداف للمدنيين الفلسطينيين قتلاً وترحيلاً وتجويعاً، دون تدخل خارجي فاعل لوقف هذه الممارسات، التي تصفها المؤسسات الحقوقية الدولية بأنها «جرائم حرب».

مقالات مشابهة

  • مقترح جديد للهدنة بغزة.. 7 سنوات من السلام مقابل الأسرى والانسحاب الإسرائيلي
  • إذاعة الجيش الإسرائيلي: مقتل قيادي بارز مرتبط بحماس والجماعة الإسلامية في الغارة التي استهدفت سيارة قرب الدامور جنوبي بيروت
  • إسحاق بريك: الجيش الإسرائيلي لم يحقق أي إنجاز وتلقى هزيمة مؤلمة من حماس
  • إسحق بريك: الجيش الإسرائيلي مني بهزيمة موجعة في غزة ولم يحقق أهدافه
  • عاجل - الجيش الإسرائيلي يستعد لعملية توغل كبرى في غزة: خطة تفصيلية وتشدُّد في التصعيد
  • موقع "والا" الإسرائيلي: الجيش الإسرائيلي يعدّ العدة لعملية توغل كبرى في قطاع غزة
  • “واللا”: الجيش الإسرائيلي يستعد لمناورة “مستقبلية كبرى” يمكن خلالها تقسيم غزة إلى قسمين
  • الجيش الإسرائيلي يعدّ لـ«عملية توغل كبرى» في غزة وخطة لتقسيم المدينة
  • "والا" يكشف عن خطة الجيش الإسرائيلي في غزة لتصعيد الضغط العسكري
  • عشرات القتلى والجرحى في غارات إسرائيلية على غزة