نحتفل يوم الجمعة المقبل الخامس من شهر أبريل 2024، باليوم العالمى لليتيم الذي يوافق الجمعة الأولى من شهر أبريل من كل عام. وقد أوصى الله باليتيم، فى كتابه الكريم أكثر من 22 مرة. فرعاية الأيتام قمة الإنسانية، وبيوت المصريين عامرة، ممتلئة دومًا بالخير، قبلة للقلوب المحبة المخلصة تتجلى بداخلها تعاليم الدين من خلال إكرام اليتيم، طوال العام وفي رمضان خاصة، والنماذج كثيرة.
وخير البيوت عندما يكون فيه يتيم تُحسن معاملته، الكل يتسابق في الإحسان له. والأديان السماوية تدعو للاهتمام بهم وحفظ حقوقهم، بالإضافة إلى أنه حق إنساني أقرته منظومة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وتنميته إنسانيًّا. الدكتور علي الله الجمال (من علماء الأوقاف، إمام مسجد السيدة نفيسة) قال: الإسلام اعتنى بالأيتام، لما فيه من خير لهم لتعويضهم عن فقدان الأب والأم. ووجب علينا أن نُحسن إليهم ونرعاهم ونتكفل بهم، من أجل أن نحيا في
مجتمع تسوده معاني الرحمة وينتشر فيه التكافل لحياة كريمة تعمل الدولة على تطبيقها في الواقع.
وعلى مَن يرعى اليتيم أن يكون معه أمينًا، قال تعالى: ﴿وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ)، وصية من وصايا سورة الأنعام للتحذير من أكل مالهم. فالأيتام ضعاف معرَّضون للتعدي على حقوقهم ويقع ذلك بين الأقارب. والرسول يحذِّرنا من أكل مال اليتيم، لأنه من السبع الموبِقات، ويقول الحق سبحانه: ﴿فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾. والحفاظ على مال اليتيم وحسن رعايته وتربيته والإحسان إليه أمانة غالية ﴿إنّ الذِينَ يَأكُلُونَ أَمَوالَ اليَتَامى ظُلمًا إنّما يَأكُلُون في بُطُونِهِم نارًا وسَيصلَونَ سَعِيرًا﴾ (النساء:10)، ﴿ولا تَقربُوا مَالَ اليَتِيمِ إلا بِالتِي هِيَ أحسَنُ حَتّى يَبلُغَ أَشُدَّهُ وأوفُوا بِالعَهدِ إنّ العَهدَ كَانَ مَسئُولًا﴾ (الإسراء: 34).. موضحًا أن في رعاية اليتيم شرفًا وفخرًا، لأننا بذلك نساهم في بناء مجتمع قائم على حُسن التكافل والترابط والانسجام فيما بين عناصره، فما أعظمها من رسالة للحفاظ على الأيتام وحسن رعايتهم!! والاهتمام بهؤلاء الأيتام مهمة مشتركة بيننا جميعًا، لأنهم جزء أصيل من نسيج المجتمع، لنساهم في بناء مجتمع تسوده كل معاني الإنسانية. والرسول من أوائل الذين لمسوا آلام اليتيم وأحزانه فدعانا للاهتمام به «أَنَا وَكافِلُ اليَتِيْمِ فِي الجَنَّةِ هَكَذا، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالوُسْطَى». وعلى القائمين على رعاية الأيتام توحيد الجهود لتوسيع مظلة الحماية الاجتماعية وشمولها ومراجعتها بشكل دوري، لتقديم دعم حقيقي للأيتام، في ضوء التنسيق بين الجهات المعنية والمؤسسات. ونحن نحتفي بيوم اليتيم في الأماكن المختلفة، يجب أن نتعامل معهم بلطف. وأغلب الأيتام فى هذا اليوم يمرُّون بحالة نفسية سيئة، نتيجة تعامل البعض معهم دون مراعاة للبعد الإنساني، فيتحول هذا اليوم للشقاء والتعاسة، بدلًا من رسم الابتسامة وإدخال السعادة على قلوبهم. والقرآن الكريم أكد على ضرورة الالتزام بالنواحي النفسية عند التعامل مع اليتيم، ﴿فأما اليتيم فلا تقهر﴾، فإياكم وقهر اليتيم، أو استغلال ضعفه، وهذا ما نراه بوضوح فى أطفال الشوارع، فاليتيم له حقوق لابد أن تُوفَّرله.. مشيدًا بدور الدولة والاهتمام برعاية الأيتام رعاية حقيقية ملموسة. وعلى الجميع أن يهتم أكثر بالأيتام كلٌّ في محيط سكنه ووسط أصدقائه، وأن ننشِّط من عمليات كفالة الأيتام بشكل منظم. وإذا كنت تريد أن تكون رفيقَ النبي ﷺ في الجنة وتكسب الحسنات أحسِنْ لليتيم، فرعاية الأيتام في رمضان قمة الإنسانية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية:
رعاية الأيتام
كلام في رمضان
يوم اليتيم
رعایة الأیتام
فی رمضان
إقرأ أيضاً:
الفنان حسن عبد المجيد ضيف بودكاست «كلام في الفن» على الوثائقية الأربعاء
تستضيف قناة الوثائقية الفنان حسن عبد المجيد، إذ يحل ضيفا على بودكاست «كلام في الفن»، من تقديم الكاتب الصحفى محمد العسيرى على قناة الوثائقية، يوم الأربعاء المقبل في تمام الساعة 10 مساء.
ويتحدث «عبد المجيد» عن مشواره الفني، والفلكور والتراث، مؤكدا أن مصر هي صاحبة الريادة في مجال الغناء، كما يتحدث عن تقديم دويتو مع المطرب حميد الشاعري، وخلال الحلقة يقدم باقة من أغانيه.
بودكاست «كلام في الفن» من إنتاج قطاع الإنتاج الوثائقي بشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، يركز على تناول تاريخ الأغنية المصرية، ويستعرض تطورها عبر الأجيال، وأهم محطاتها، وأنواعها، من خلال استضافة عدد من المطربين والملحنين والشعراء الغنائيين، الذين أسهموا في صناعة الأغنية المصرية بمختلف أشكالها، في مراحل زمنية مختلفة، أو قدموا تجارب إبداعية خاصة وجديدة، ويسردون تلك التجارب، وبداياتهم في عالم الغناء، وأبرز التحديات التي واجهتهم على مدار مشوارهم الفني.