تحذيرات من دوامة هائلة في القارة القطبية الجنوبية تهدد بانهيارات جليدية خطيرة
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
لندن-سانا
حذرت دراسة جديدة من تزايد سرعة دوامة هائلة من مياه المحيط الهادئ قرب القارة القطبية الجنوبية، حجمها أكبر بـ100 مرة من جميع أنهار العالم مجتمعة، الأمر الذي يهدد بحدوث انهيارات جليدية خطيرة.
ووفقاً للدراسة التي أجراها 40 عالماً من 12 دولة على متن سفينة الأبحاث جويدس سولوشن ونشرتها مجلة نيتشر البريطانية، وجد العلماء من خلال استخدامهم عينات الرواسب المأخوذة من المياه الأكثر بعداً، أن الدوامة المعروفة باسم “التيار المحيط بالقطب الجنوبي” تتباطأ في العصور الباردة مثل العصر الجليدي وتتسارع مع ظاهرة الاحتباس الحراري.
وأوضحت غيزيلا وينكلر إحدى العلماء المشاركين في الدراسة من مرصد لامونت دوهرتي للأرض في كولومبيا، أن تراجع أو انهيار الجليد في القطب الجنوبي يرتبط ميكانيكياً بتدفق التيار المحيط بالقطب المعزز وهذا ما نشهده اليوم في ظل ظاهرة الاحتباس الحراري.
ويعتقد العلماء أن الظروف اللازمة لتكوين الدوامة ظهرت لأول مرة بعد انفصال القارة القطبية الجنوبية عن أستراليا قبل 34 مليون سنة خلال التحولات التكتونية في عصر الإيوسين، لكن الدوامة لم تصل إلى موقعها الحديث إلا قبل 12 إلى 14 مليون سنة.
ويمثل التيار المحيط بالقطب الجنوبي أكبر نظام لتيارات المحيطات في العالم، ويؤثر على دورة المحيطات العالمية والمناخ واستقرار الغطاء الجليدي في القطب الجنوبي.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف أسرار فرو الدببة القطبية .. كيف تحصل على التدفئة اللازمة؟
اكتشف الباحثون أن فرو الدببة القطبية يحتوي على كمية أكبر من الدهون مما كان يُعتقد في السابق، وأن هذه الدهون هي السر وراء قدرة هذه الدببة على البقاء في واحدة من أقسى البيئات على وجه الأرض. الدهون، المعروفة أيضًا بالزهم، تتكون من الكوليسترول والأحماض الدهنية والمركبات التي تجعل من الصعب على الجليد أن يلتصق بفرو الدب القطبي.
وأوضح الباحث جوليان كارولان، مرشح الدكتوراه في كلية ترينيتي بدبلن، في بيان صادر عن البحث الجديد: "كان الزهم هو العنصر الرئيسي الذي يوفر تأثير مقاومة الجليد، حيث اكتشفنا أن قوة الالتصاق تأثرت بشكل كبير عندما تم غسل الشعر". وأضاف: "الفرو الدهني غير المغسول جعل من الصعب على الجليد أن يلتصق، بينما عندما تم غسل فرو الدب القطبي وإزالة الدهون بشكل كبير، أصبح أداؤه مشابهًا للشعر البشري، الذي يلتصق به الجليد بسهولة سواء تم غسله أم لا".
الدب القطبي يصطاد على جليد البحر في خليج هدسون في مانيتوبا، كندا. أظهرت الأبحاث الجديدة أن فرو الدب القطبي هو السر في عدم التصاق الجليد به.
وكان جوليان كارولان هو المؤلف الأول لهذه الدراسة، التي نشرت يوم الأربعاء في مجلة Science Advances.
دراسة الدببة القطبية والتفاصيل العلميةقام فريق من الباحثين الدوليين بتحليل فرو ستة دببة قطبية برية، ثم أجروا تحليلاً كيميائيًا للدهون الموجودة في الفرو. كما قيّموا مدى التصاق الجليد بالفرو، وإذا ما كان الماء يمكن أن يتساقط قبل تجمده، وكم من الوقت يستغرق الماء لتجميد على سطح معين. تمت مقارنة أداء فرو الدب القطبي مع شعر الإنسان والجلود المصممة خصيصًا من صنع الإنسان.
وقد أظهرت النتائج مفاجأة: الزهم الموجود في فرو الدب القطبي لا يحتوي على نفس المكونات الموجودة في شعر الإنسان أو في شعر بعض الحيوانات البحرية الأخرى مثل القضاعة البحرية. وهذا الاكتشاف يشير إلى أن وجود الزهم في الدببة القطبية أمر بالغ الأهمية من منظور مقاومة الجليد، مما يوفر رؤى جديدة حول كيفية بقاء هذه الحيوانات في بيئات قاسية.
وصرّح د. ريتشارد هوبز، أستاذ مساعد في كلية ترينيتي وباحث في مؤسسة العلوم الملكية ومركز أبحاث AMBER في أيرلندا، قائلاً: "لا يمثل هذا العمل فقط أول دراسة تتعلق بتكوين الزهم في فرو الدب القطبي، بل يحل أيضًا سؤالًا مهمًا حول لماذا لا تعاني الدببة القطبية من تراكم الجليد على فروها".
آفاق المستقبل
وأشار د. هوبز، المؤلف الرئيسي للدراسة، إلى أن الزهم قد يساعد في تطوير معاطف مضادة للتجمد يمكنها أن تحل محل المواد الكيميائية السامة التي لا تتحلل مثل PFAS. وهذا قد يشكل خطوة كبيرة نحو تحسين المواد المانعة للتجمد المستخدمة في مختلف الصناعات.
يُعتبر هذا البحث خطوة هامة لفهم أعمق للبقاء على قيد الحياة في البيئات القاسية، ويمكن أن يكون له تطبيقات عملية في المستقبل لتحسين تقنيات الحماية من الجليد والبرد.