يمن مونيتور/ من أسامة الفقيه

للسنة العاشرة على التوالي يستقبل النازحون شهر رمضان وسط ظروف صعبة وتحديات عديدة، تسببت بها جماعة الحوثي منذ انقلابها على الدولة أواخر العام 2014، في ظل تدهور الوضع المعيشي وانقطاع المساعدات الغذائية والايوائية عنهم.

وفي مخيم نجد قسيم بمديرية المسراخ جنوب مدينة تعز يعيش النازحون ظروفا قاسية، في خيام ضعيفة، وبداخلها ينامون على فرش مهترئة وتفتقر لأدنى مقومات الحياة وسبل الوقاية.

فايزة محمد (45 عاما) نازحة نقلت من مخيم البيرين إلى مخيم نجد قسيم تقول ل (يمن مونيتور) إذا تعشينا لا نتسحر بهذه الكلمات لخصت فائزة قصة أسرة تعيش في أحد مخيمات النزوح التي طالها النسيان في ظل غياب دور المنظمات الإنسانية والدولية.

وتابعت. لا نجد ما نأكله على الفطور، وحتى الآن لم تصلنا أي مساعدات إنسانية، نقلنا من مخيم البيرين إلى مخيم نجد قسيم بسبب مضايقة أهالي المنطقة يريدوننا أن نخرج من هناك كون الأرض تعود لهم، وليس الغذاء فقط الذي نعاني من صعوبة الحصول عليه، الماء أيضا نضطر لانتظاره منذ الصباح، وأمنياتنا هذه الأيام أن نحصل على سلة غذائية تمكننا من توفير وجبة لأطفالنا، نعيش في خيم مهترئة لا تقينا من حرارة الشمس ولا من تقلبات الطقس وخاصة مع حلول موسم الشتاء، لا نمتلك قوت فطارنا أو ما يسد رمق جوعنا.

وتفيد أن زوجها يخرج كل يوم عند طلوع الشمس يجوب السوائل والأسواق يبحث عن معدن ليبيعه مقابل توفير وجبة الإفطار له ولعائلته.

وتضيف. ما يقوم به زوجي لا يكفي لتوفير متطلباتنا لذلك نضطر للخروج مجبرين إلى السوق أنا وأطفالي لطلب المساعدة من أهل من أجل توفير ولو بعض ما يساعدنا في وجبة الفطور والعشاء.

تتابع: نعود المساء بكيلو دقيق وبعض الفلوس وعلبة فاصوليا، ونمشي أمورنا، وإذا تعشينا ما نتسحرش وكل واحد معه ببيته ثمانية أطفال من فين يجيب لهم، حسب قولها.

ويقول مصدر حقوقي لـ “يمن مونيتور”، إن أكثر من 80 أسرة من النازحين في مخيمات البيرين، نقلوا إلى مخيمات أخرى، منها إلى مخيم نجد قسيم، وهذا يعود بسبب انقطاع المساعدات الإنسانية عنهم.

وأوضح المصدر أن أكثر من 30 أسرة نقلت من مخيم البيرين إلى مخيم نجد قسيم، بسبب مضايقة مالكي الأرض يريدون منهم الخروج منها.

وضع مأساوي صعب

وفقا لتقرير الأمم المتحدة التي نشرته خلال الشهر الماضي، أن أكثر من نصف سكان اليمن بحاجة إلى الخدمات الإنسانية وخدمات الحماية لعام 2024

وفصلت بأن أكثر من 18 مليون يمني/ ة بحاجة إلى هذه المساعدات الإنسانية، ونحو 12.4 مليون يمني/ ة يفتقدون القدرة على الوصول إلى مياه الشرب الآمنة، و 17.6 مليون يمني/ ة يواجهون انعدام الأمن الغذائي الشديد.

وأوضحت أن هناك 4.5 ملايين يمني/ ة نازح/ ة داخليا، تتطلب الاستجابة الإغاثية 2.7 مليار دولار لدعم 11 مليون شخص في جميع أنحاء البلاد.

وأضافت أن معاناة أطفال اليمن الذين يمرون بالسنة العاشرة من الحرب الأهلية المستمرة، منها 1.3 مليون طفل/ ة نازح/ ة يواجهون نقصا في الموارد، وأكثر من. 4.5 ملايين طفل/ ة خارج المدرسة ويفتقدون الفرص التعليمية، وأكثر من 600 ألف طفل/ ة من ذوي الإعاقة يفتقرون إلى الدعم الملائم لاحتياجاتهم.

حيث تعيش أسر النازحين بمختلف نواحي البلاد في وضع مأساوي صعب، حيث تعاني مرارة العيش وقساوة الظروف للعام العاشر على التوالي، منذ سيطرة مليشيا الحوثي على العاصمة صنعاء وانقلابها على مؤسسات الدولة.

في هذا السياق يقول الحاج فؤاد حسن (57 عاما) أحد النازحين من محافظة الحديدة الذين توافدوا إلى مخيم ”نجد قسيم “ التابع ل مديرية المسراخ غربي محافظة تعز في حديثه ل (يمن مونيتور) نزحنا من مدينة الجراحي في 13 مارس/ آذار أنا وأسرتي المكونة من ”من سبعة أفراد“ بسبب الظروف المعيشية الصعبة، وصلنا إلى هذا المخيم بحمد من الله، آملين أن تمتد إلينا يد العون ونحصل على مساعدات تقينا مرارة التشرد، وتعيننا على قضاء شهر رمضان المبارك.

يشكو الحاج فؤاد ل (يمن مونيتور)، ظروفه المعيشية وكيف يقضون شهر رمضان الكريم وهم معدومو الحيلة، لا يمتلكون أدنى مقومات الحياة،” وصلنا إلى هنا ولا نمتلك مصروف قوت يوم واحد، ولا لدينا كيلو دقيق للأطفال يأكلونه، لكننا مضطرون“

الحاج فؤاد ومثله العديد من النازحين في مخيم نجد قسيم يواجهون شهر رمضان بالمزيد من من المعاناة وهم يرزحون تحت وطأة الحرب والنزوح والحرمان، هو وأسرته، حسب قوله.

ومنذ انقلاب المليشيات الحوثي، حولت شهر الخير والإحسان إلى معاناة وفقر وحرمان، لا تراعي في مواطن إلا ولا ذمة كما عهدها اليمنيون على مدى الأزمان.

معاناة النزوح

تزداد وطأة المعاناة أكثر على الأسر النازحة في مخيمات النزوح بمحافظة تعز مع حلول شهر رمضان المبارك، حيث تعيش آلاف الأسر في مخيمات متهالكة تفتقر لأدنى مقومات الحياة الكريمة ويرزحون تحت وطأة الفقر والحرمان، حيث فقد الكثير من النازحين مصادر دخلهم وقدرتهم على توفير سبل العيش، ناهيك عن توفير ما يطفئ البهجة في نفوسهم للعيش بحياة كريمة خلال شهر رمضان.

في حديث متصل لرئيس اللجنة المجتمعية في مخيم النازحين نجد قسيم عصام غانم يقول ل (يمن مونيتور) في الآونة الأخيرة كان النازحون يتلقون المساعدات الإنسانية من قبل المنظمات، كان يأتي رمضان ويحصلون على مساعدات من عدد من المنظمات والجهات الداعمة، ولكن خلال هذا العام وخاصة مع حلول شهر رمضان، رغم الظروف الصعبة التي يواجهها النازحون وارتفاع أسعار المواد الغذائية، لم يتلقوا المساعدات خلال شهر رمضان من أي جهة.

مشيرا خلال العام هذا حصلنا على ضغوطات من قبل المجلس المحلي التابع لمديرية المسراخ، يريدون تبليغهم بشأن المساعدات التي يحصل عليها النازحون، حتى وإن كانت من قبل فاعل خير، يريدونها تأتي عن طريقهم، وإذ لم يتم تبليغهم يتم عرقلتنا أثناء استلام المساعدات وتوزيعها ويبهدلونا بهدلة حسب قوله

موضحا. يتجاوز عدد النازحين في المخيم (160) أسرة، بينهم (30) أسرة نزحوا إلى المخيم خلال الأشهر الماضية، وحوالي 20 أسرة نقلت من مخيمات المسراخ إلى مخيم نجد قسيم، والبعض الآخر من مخيمات المعافر، وحوالي 10 أسر من محافظة الحديدة.

وأضاف النازحين الذين أتو نقلوا إلى مخيمات النازحين بنجد قسيم، منهم لم يحصلوا على المساعدات الإنسانية بالمخيمات التي كانوا يسكنون فيها، ونتيجة الظروف التي يواجهنها هناك، اضطر بهم الأمر إلى أن ينقلوا إلى مخيم نجد قسيم ليحصلوا ولو القليل من المساعدات.

وتابع بعد أن تغير مدير الوحدة التنفيذية في المخيم، لم نحصل على المساعدات سوى ل 15 نازحا فقط، وكانت عبارة عن مبلغ مالي يقدر ب 240 ألف ريال، المؤونة التي كان يحصل عليها النازحون من بر ودقيق، والحمامات السفرية والطرابيل، أصبح اليوم لم يحصلوا عليهم، تقدر تقول انقطاع المساعدات عن النازحين شبه كلي.

ويستدرك. بقوله إن خلال العام الجاري لم يحصلوا على الفراشات والبطانيات، كان في العام الماضي نحصل من قبل فاعلين الخير يوزعون لنا بطانيات وفراشات وحاجات أخرى، ولكن هذا العام حاصرونا في المجلس المحلي زيادة، لدرجة أنهم يريدون المساعدات التي تأتي من فاعل الخير، أن تأتي عن طريقهم.

وأختتم عصام حديثه بالقول. أنه احتجز لمدة أربعة أيام بسبب توزيعه المساعدات التي قدمها أحد فاعل الخير لعدد 160 أسرة، بقولهم تهميش دور المركز المحلي والوحدة التنفيذية في المحافظة.

 

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الحرب السلام اليمن النزوح المساعدات الإنسانیة یمن مونیتور شهر رمضان من مخیم أکثر من فی مخیم من قبل

إقرأ أيضاً:

المخللات في وجه تغير المناخ.. كيف تقلل من هدر الطعام؟

يعد هدر الطعام واحدا من أكبر التحديات البيئية التي نواجهها. فمع تزايد الإنتاج الغذائي العالمي، يُهدر نحو ثلث الطعام المنتج في العالم، مما يتسبب في ضياع موارد طبيعية هائلة ويزيد من الضغوط على البيئة، لا سيما وأن هدر الطعام أحد الأسباب الرئيسية لتغير المناخ. لكن قد تساهم عملية "التخليل" في تقليل الأزمة.

ويمثل هدر الطعام نحو 8-10% من إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة العالمية. فعملية التخلص من الطعام في المكبات تؤدي إلى انبعاث غاز الميثان، الذي يعد من أقوى غازات الدفيئة، مما يزيد من ظاهرة الاحترار العالمي.

كذلك يتطلب إنتاج الطعام كميات هائلة من المياه والطاقة والأراضي. عندما يُهدر الطعام، تُهدَر جميع هذه الموارد، مما يؤدي إلى زيادة الضغط على الأنظمة البيئية والموارد الطبيعية المحدودة في كوكب الأرض.

عملية التخمير تحول المركبات المعقدة في الطعام إلى أخرى تعزز قيمته الغذائية (بيكسلز) أزمة لا تُرى

ووفق أحدث إحصائيات الأمم المتحدة، أهدرت الأسر في جميع القارات أكثر من مليار وجبة يوميا عام 2022، في حين تضرر 783 مليون شخص من الجوع، وواجه ثلث البشرية انعدام الأمن الغذائي، في وقت لا يزال هدر الأغذية يضر بالاقتصاد العالمي، ويؤدي إلى تغير المناخ وفقدان الطبيعة والتلوث.

وفي العالم العربي، يفيد تقرير "مؤشر هدر الطعام" لعام 2024، أن الدول الأعلى دخلا هي الأقل هدرا للطعام. فكمية الطعام المهدور في قطر والسعودية تقارب 100 كيلوغرام للشخص الواحد سنويا، وهي في حدود 130 كيلوغراما في العراق ولبنان، بينما تتجاوز 170 كيلوغراما في سوريا وتونس ومصر.

ولعل ذلك ناشئ عن توافر الإنتاج الغذائي المحلي في معظم الدول العربية الأقل دخلا، وما يرافق ذلك من انخفاض الأسعار وصعوبات تصريف المنتجات ومشكلات النقل والتخزين، وفق مجلة "آفاق البيئة والتنمية".

إعلان

وتعتبر الولايات المتحدة واحدة من أكبر الدول المنتجة لهدر الطعام. ووفقا للإحصائيات، يُعتبر الطعام المهدور من أكثر المواد التي تُرسل إلى مكبات النفايات، إذ يشكل نحو 24% من إجمالي النفايات الصلبة في البلاد.

كما تشهد الدول النامية، وخاصة في أفريقيا وآسيا، هدرا في الغذاء يحدث في مراحل الإنتاج والتوزيع بسبب ضعف البنية التحتية، بما فيها نقص التخزين والتبريد.

حل قديم لمشكلة جديدة

وقد بدأت عملية التخليل، التي كانت تستخدم عبر التاريخ لحفظ الطعام، تكتسب شهرة جديدة كحل فعال لمكافحة هدر الطعام.

والتخليل هو عملية تحويل المواد الغذائية باستخدام الكائنات الدقيقة مثل البكتيريا والخمائر لتحويل الطعام إلى منتجات محفوظة ذات مدة صلاحية أطول.

ويقدم تخليل الطعام حلا مستداما يحول بقايا الطعام إلى منتجات غذائية ذات قيمة عالية وفوائد صحية. إذ يمكن تحويل الخضروات أو الفواكه المتضررة من النضوج إلى مخللات لذيذة، بينما يمكن تحويل بقايا الخبز إلى خميرة لإعداد أطعمة جديدة.

كذلك فإن قدرة التخليل على الحفاظ على الطعام فترات أطول دون الحاجة إلى استخدام الثلاجات أو المواد الحافظة الكيميائية تجعله حلا مناسبا لخفض الانبعاثات.

وأثناء عملية التخمير، تتحول المركبات المعقدة في الطعام إلى مركبات أبسط، مما يعزز قيمته الغذائية.

فالأطعمة المختمرة غنية بـ"البروبيوتيك"، وهي بكتيريا مفيدة تدعم صحة الأمعاء، مما يجعلها خيارًا صحيًا لأولئك الذين يسعون إلى تحسين نوعية غذائهم.

وفي المطبخ العربي، تُعتبر المخللات جزءا أساسيا من الوجبات اليومية، وتُستخدم للحفاظ على الخضروات والفواكه الزائدة بطريقة طبيعية وصحية. ومن أبرزها مخللات اللفت والثوم والفلفل الحار والزيتون وغيرها.

وفي المطبخ الآسيوي، تستخدم تقنيات مختلفة لحفظ الطعام وتعزيز نكهته. ومن أشهرها الكيِمشي الكوري، وهو مزيج من الملفوف والخضروات. إضافة إلى مخلل الزنجبيل الياباني الذي يقدم عادة مع السوشي.

إعلان

كما يمكن تخليل أنواع من اللحوم. ففي الصين، يعتبر اللحم المخلل من الأطباق التقليدية في بعض المناطق، حيث يُحفظ في محلول من الملح والخل فترات طويلة.

الكيمشي الكوري يقلل من هدر عدة أنواع من الخضروات (الألمانية) حل مستدام

ولا يقتصر التخليل فقط على تقليل الهدر البيئي، بل يمكن أن يلعب دورا مهما في تعزيز الأمن الغذائي.

ففي العديد من الدول التي يعاني الناس فيها من نقص في الوصول إلى غذاء آمن، يمكن أن يوفر التخليل وسيلة لحفظ المحاصيل المحلية وتحويل الفائض إلى منتجات غذائية يمكن تخزينها فترات أطول.

ويعد التخليل ممارسة مستدامة لمكافحة تغير المناخ بالمحافظة على الموارد الغذائية وتغيير عادات استهلاك الطعام.

مقالات مشابهة

  • كارثة كهرباء في عدن.. انقطاع 18 ساعة يومياً ومواطنون غاضبون مع صمت حكومي
  • انقطاع كامل للكهرباء في جزيرة بورتوريكو
  • المخللات في وجه تغير المناخ.. كيف تقلل من هدر الطعام؟
  • نقابة المحامين تعيد التعاقد مع معامل «البرج» و«المختبر» بعد انقطاع التعاون
  • سكان أم درمان يعيشون ظروفا قاهرة بسبب انقطاع الكهرباء
  • بعد انقطاع طويل.. هذا ما ستبحثه الجارتان بنغلاديش وباكستان في داكا
  • الأزمة تتفاقم .. حشود النازحين عند تكية توزع الطعام بمخيم النصيرات
  • حشود النازحين عند تكية توزع الطعام بمخيم النصيرات
  • فرنسا.. نشطاء يضربون عن الطعام تضامنا مع غزة
  • مناوي: المليشيا إستهدفت مخيم زمزم في التوقيت الذي كان ينبغي أن تصل فيه المساعدات