سودانايل:
2024-10-05@10:29:55 GMT

سماسرة الاستنفار الكيزاني !!

تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT

مرتضى الغالي
قبل هذا (الرقص العاري) الذي يدور الآن في الساحة السودانية (بفضل انقلاب البرهان وحرب الكيزان) لم نكن نظن أن السودان هذا الوطن الغالي الجميل الذي (طرب النيل لديه فتثنى) تسكن فيه مثل هذه الشخوص التي ترتدي أزياء السياسة وتدعو إلى استمرار الحرب في إساءة بالغة للمعايير الدنيا من عزّة النفس وأعراف المواطنة.

.!!
إنهم يدعون إلى استمرار الحرب بعد كل ما جرى..!! ويستغلون ظروف الحرب الحالية بكل بشاعتها من اجل المكاسب الشخصية والاسترزاق والتقاط الفتات من تحت أحذية الانقلاب ولحى الكيزان..!
لم نكن نظن أن اكتساب لقمة العيش وكسرة الخبز يتطلب كل هذا الثمن الباهظ من إهدار كرامة البشر الذين كرّمهم المولى عزّ وجل..و حملهم في البر والبحر وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلا..!
آخر تقليعة هو ظهور (هؤلاء المتاعيس) في لباس الزي العسكري للقوات المسلحة وهم لا يستحقون شرف ارتدائه..لأن تدافعهم نحو هذه (الزفة الكدابة) لا يريدون به مناصرة الجيش ولا حماية الوطن والمواطنين..إنما هو دأبهم كل مرّة.. يأخذون لكل حالة لبوسها..!!
إنهم يريدون (لغفة جديدة أو لغفتين) من المال السائب أو الوظيفة التي تسمح بالمال السائب..!
بدأ التدبير لانقلاب البرهان فذهبوا إلي القصر في (اعتصام الموز الأول) وإذا بخطيبهم (أنكل توم هجو) الذي ينسب نفسه إلى الإرث الاتحادي نصير الديمقراطية يقول (ما بنرجع..ما بنرجع إلا البيان يطلع) يقصد صدور بيان الانقلاب..!! وهي عبارة رغم قبح مقصدها فهي عبارة ركيكة رخيصة وفيها (ريحة خيابة) لا تليق..! ولا يمكن أن تصدر من شخص يحترم نفسه، أو يخشى مظنة العيب والعار..!
وعندما أعلن الانقلاب عن نيته في تكوين "حكومة تكنوقراط" كما قالوا...أسرعوا ولبسوا الكرافتات والبرانيط..وعندما انفض (مولد الاستوزار) ركبوا الآن (موجة الاستنفار) وقاموا على عجل بارتداء الزي العسكري أملاً في وظائف قادمة في (جمهورية الأطلال والخرابات البرهانية الجديدة)..!
وإذا لم يحصلوا على منصب وزير أو معتمد أو مدير مكتب فعلى أقل تقدير لهف (ميرة رمضان والعيد) أو اصطياد شهادات إعفاءات (قابلة للبيع) من حكومة إبراهيم جبريل..!
ولكن يبقى السؤال: هل التوم هجو (تكنوقراط)..؟!!
يبدو أن أعمال البقالة و(بيع الهمبرغر وزجاجات الشعير) في دولة المهجر ليست على ما يرام...! أو أنها تحتاج إلى (لكزة) لإنعاش رأس المال..ومواصلة بيع الممنوعات (من تحت الطاولة)..!
إنهم دائما تحت الطلب...في تسجيل شاهده السودانيون جميعهم بالأمس (بما فيهم الأطفال تحت 18 عام) وقف هذا الرجل- يا للعيب - ملوحاً لأولياء نعمته ومذكراً إياهم بأن لا ينسوه...وهو يقول: لقد كنا معكم في 25 أكتوبر (يعني انقلاب البرهان) وكنا معكم في 15 ابريل (يقصد إعلان الحرب)..!
هذا هو الرمز الاتحادي الليبرالي و(البقال اليوناني الشاطر) يقف في صف الانقلابيين والكيزان..ويعرض نفسه علناً في (سوق المزاد) ويذكرهم بتأييده للانقلاب على الحكم المدني..وللحرب التي نجحت في قتل وتهجير السودانيين..!
اردول وعسكوري واشراقة سيد والتوم هجو (على سبيل المثال وليس الحصر..فمعهم أشباه) لماذا لا يرتدون الزي العسكري التمويهي من اجل المعايش وهم يرون بأعينهم أن (أي شي ممكن مع البرهان)..!
لقد زاد عشمهم في (الاستوظاف) والاسترزاق بعد أن رأوا تعيينات البرهان الأخيرة لرؤساء وأعضاء مجالس إدارات الجامعات والتي جاءت بمن ليس لهم أدني علاقة أو آصرة أو (سبوبة) من أي نوع تربطهم بالجامعات أو التعليم أو العلم ..(لأنهم يقفون في الضفة المضادة للعلم والمعرفة)..!
لقد حقق البرهان اكبر إهانة يمكن أن تلحق بالجامعات وبقيمة العلم والتعليم منذ أيام )توما الأكويني( وعلى امتداد عهود البطالسة والرعامسة..!
ولكن ماذا تتوقع إذا كان الذي يقوم بتعيين إدارات الجامعات هو البرهان أو ياسر العطا وإبراهيم جابر ومالك عقار..؟!
تلك السيدة تنسب نفسها أيضاً إلى التيار الاتحادي الديمقراطي في السياسة..وما أن تسمع بآي انقلاب حتى (تلفح توبها) وترتدي (زي اللحظة) وتقدم نفسها للخدمة باعتبار أنها خبيرة في التعاون الدولي..!
لعن الله التعاون الدولي إن كان لا يتحقق إلا تحت الانقلابات وفي (أزمنة السجم والرماد) والخضوع لإمرة الكيزان الذين لا يكرهون في الدنيا شيئاً مثل كراهيتهم للتعاون الدولي والتضامن الإنساني..!!
ما هذه )البضاعة الحقيرة( التي تقوم هذه )المخلوقات العجيبة( بتسويقها للأنظمة الانقلابية والشمولية ولدعاة الحرب..؟!
كلما حاقت بالوطن كارثة أو مصيبة أو (كُبة) إلا وهي عندهم (فرصة) يجب استغلالها>>و(ليمونة) يجب امتصاصها ومصرها إلى آخر ذرة من العُصارة..!
لماذا يحب هؤلاء القوم كل ما ينطوي على (عدم الاحترام) وعلى السقوط الأخلاقي..الله لا كسّبكم..!

murtadamore@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

المعهد الديمقراطي: ندوب الحرب التي دامت عقد من الزمان لا تزال تلازم كل جوانب الحياة في اليمن

قال المعهد الديمقراطي إن ندوب الأزمة في اليمن التي دامت قرابة عقد من الزمان لا تزال تلازم كل جوانب الحياة في البلاد.

 

وذكر المعهد في تقرير حديث له إن أكثر من أربعة ملايين شخص نزحوا داخليا، وتضررت البنية التحتية العامة الأساسية أو دمرت بالكامل، مما ترك الملايين دون إمكانية الوصول إلى المياه النظيفة والرعاية الصحية والتعليم.

 

وأضاف "يجب على الشركات ورجال الأعمال، الذين يوفرون فرص العمل وسبل العيش، التعامل مع البنية التحتية المتضررة، والاضطرابات على طول سلاسل القيمة الحيوية، وعدم الاستقرار في القطاع المصرفي، بالإضافة الى عدد من المشاكل الأخرى.

 

وأكد أن مؤسسات الدولة المركزية المسؤولة عن توفير هذه الخدمات الأساسية والبنية التحتية الاقتصادية العامة والاستقرار التنظيمي، قد تشظت في حين تقلصت الموارد المالية بشكل كبير أو اختفت تماما.

 

وذكر أن تخفيف تأثير هذه الصدمات تم من خلال وكالات الأمم المتحدة بدعم من المجتمع الدولي. ولكن بعد عقد من الزمان، لم يعد هذا مستدامًا، ليس فقط لأن التمويل للمساعدات الإنسانية لليمن يتناقص بسرعة، ولكن لأنه يمكن أن يؤثر سلبًا على قدرة مؤسسات الدولة على الاستجابة لاحتياجات مجتمعاتها.

 

وبحسب المعهد الديمقراطي فإن "هذا منحدر خطر، لأنه عندما يفقد المواطنون الثقة بالمؤسسات لتوفير الخدمات الأساسية، تفقد المؤسسات شرعيتها، وينهار العقد الاجتماعي الذي يقوم عليه السلام".

 

 


مقالات مشابهة

  • بين الحاضر والماضي... رحلة النزوح اللبنانية التي لم تنتهِ "ألم يرفض النسيان"
  • ما الذي يدفع مثقفين تقدميين لدعم جيش الحركة الإسلامية ..!!؟؟ محاولات للفهم ..
  • فشل الإجراءات الجديدة للحد من سماسرة مواعيد تأشيرة فرنسا و مغاربة يكابدون المعاناة
  • حجم المياه الذي وصل لبحيرة ناصر من حصة السودان حتى اليوم ومنذ بداية الحرب في إبريل 2023 يزيد عن (25 مليار متر مكعب)
  • ما الذي قاله قائد أنصار الله عبد الملك الحوثي عن الضربة الصاروخية الإيرانية التي أرعبت “إسرائيل”؟
  • قائد الثورة يكشف تفاصيل حساسة بشأن الهجوم الإيراني على كيان العدو والمواقع التي تم استهدافها وما الذي حدث بعد الضربة مباشرة
  • المعهد الديمقراطي: ندوب الحرب التي دامت عقد من الزمان لا تزال تلازم كل جوانب الحياة في اليمن
  • العرب المُستبَاحَة
  • و أنت عائد إلى بيتك فكر في تلك المدينة الصامدة التي غيرت مجرى الحرب
  • صاحب معرض سان إبرام يكشف أسرار وأسعار "الزي الكهنوتي"