نموذج عن الإرادة والشغف.. سيدة من السويداء تجمع بين الأدب والموسيقا وتأسس مشروعاً صغيراً
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
السويداء-سانا
في مجالات الكتابة الأدبية والموسيقا والمنتجات اليدوية قدمت الخمسينية وحيدة مسعود إنجازات متميزة في رحلة تعلم وإنجاز وتطوير مهارات لا تخلو من الصعوبات تجاوزتها بالإرادة والشغف بالعمل وحب العطاء، إلى جانب دورها في رعاية أسرتها وتربية بناتها الأربع.
نجحت ابنة السويداء وحيدة مسعود بدخول ميدان الأدب في وقت مبكر، حيث نشرت أولى قصائدها بعمر 16 عاماً، ثم تمكنت من إصدار ديوان شعري بعنوان (متمردة ولكن) عام 2018 ومجموعة قصصية مشتركة، فضلاً عن المشاركة بأنشطة أدبية بالمراكز الثقافية في السويداء ومحافظات أخرى، ومشاركة خارجية في أحد مهرجانات تونس عام 2019، وتحضر حالياً لإصدار ديوان شعري.
ما تقوم به وحيدة من كتابات أدبية لا يقل أهمية عن دخولها ميدان الموسيقا بالعزف على آلات العود والأورغ والكمان؛ لتصقل موهبتها أكثر عبر الدراسة في معهد الموسيقا العربية بالسويداء والتخرج فيه عام 2013.
وانطلاقاً من أن الإبداع بالعمل لا يتجزأ وبهدف إثبات ذاتها، توجهت وحيدة نحو الأعمال اليدوية وأسست مع إحدى صديقاتها مشروعاً متناهي الصغر، بعد خضوعها لدورات تدريبية في مجال تصنيع أنواع من مستحضرات التجميل وشموع الزينة.
تقول السيدة وحيدة في حديث لمراسل سانا: إنها أرادت عبر تعدد مجالات إبداعها الخروج من الدور التقليدي للمرأة إيماناً منها بأن العطاء وتنمية المهارات لا يعرف حدوداً أو عمراً.
عمر الطويل
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
شعراء وروائيون يحتفون بتجربة محمد أبوزيد في ديوان
أقامت دار "ديوان" حفل إطلاق لديوان الشاعر محمد أبوزيد "فوات الأوان" في مقر مكتبتها بوسط البلد.
قدم الحفل مدير النشر بالدار أحمد القرملاوي، مؤكداً على أن هذا الديوان يعبر عن قصيدة النثر أفضل تعبير، ويؤكد قدرتها على التقاط صور رائعة من الحياة العادية حولنا إذا كتبها شاعر متميز مثل أبوزيد.
وقدم الشاعر جرجس شكري دراسة وافية حول الديوان أكد فيها أن القارئ لا بد أن يتوقف أمام ثلاث نقاط أو ملاحظات قبل أن يتمادى في القراءة: العنوان، الغلاف، التمهيد أو التصدير، ولاحقاً الغلاف الأخير، فالعنوان وإن كان فصيحاً إلا أنه يحمل دلالات شعبية وفي سياق الحياة اليومية أقرب إلى العامية.
"فوات الأوان" معناه مضي الوقت، أو ضياع الفرصة، بعد أن تعذَّرت معالجة الأمور، وعلى القارئ أن يهيئ نفسه للقاء شاعر يبكي على أطلال الأشياء بل على أطلال هذه الحياة، ولكن ليس كما يفعل أسلافه القدامى الذين يبكون على أطلال المنازل وذكريات الحبيب.
وقال جرجس شكري إن الغلاف الذي يجمع بين الإنسان والروبوت يشير بقوة إلى محتويات الديوان، حيث يؤكد للقارئ أنه أمام بكائية معاصرة، قوامها التهكم واللعب، اللعب الذي هو أقرب إلى الطفولة فراح مصمم الغلاف أحمد اللباد أيضاً يلهو ويمزج بين الإنسان والروبوت في لوحة تقرأ وتعبِّر عن الديوان، أما التمهيد فقد جاء من ديوان سابق للشاعر وهو أيضاً لا يخلو من السخرية ويؤكد العنوان.
وتابع جرجس أن الخيال في هذا الديوان يلعب دور البطولة فهو بمثابة البنية العميقة لكل النصوص، وليس اللغة، أو المجاز أو الموسيقى أو الرؤية الفلسفية العميقة، حيث يتجاهل الديوان كل هذا بنسب متفاونة عن عمد ويعتمد على الخيال واللعب، متسلحاً بأسلوب البارودي أو المحاكاة الساخرة للعالم ومفرداته.
من جانبه قال الروائي محمد الفخراني: "في ديوانه ينشغل محمد أبو زيد بأسئلة عن الشِّعر وماهيته، شكلًا وموضوعًا، وتكنيكًا ولغة، يبحث عن هذا في تفاعل قصيدته مع قصائد الشعر القديم، وحالة الشِّعر في الوقت الحاضر، وما يمكن أن يكون عليه في المستقبل، في الأيدولوﭽي، والأسطورة، وحتى نظريات ومبادئ الفيزياء، وهي حاضرة هنا في ديوانه "فوات الأوان"، وبطبيعة الحال يبحث عن سؤاله في دواوينه كلها، وكل واحد منها يمثِّل تجربة جديدة، ورحلة خلال الرحلة المُطَوّلَة للسؤال، لكنه، الشاعر، يعرف أنه لا إجابة، وأنّ الشّعر يحمل في طبيعته اللايقين، والاحتمالية، وهما فكرتان رئيسيتان يطرحهما في هذا الديوان الذي يُمثّل انتقالة وإضافة نوعيّة مهمّة في تجربته".
من جانبها قالت الشاعرة نجاة علي: "الديوان فيه قدر كبير من التجريب في قصيدة النثر ورغبتها في مساءلة الأشكال الأدبية السابقة عليها، لأن كاتبها يكون عنده وعي ضدي، ودائماً يسائل كتابته، ويراجع مفهوم الشعر"، وأضافت: "أن يقرأ أحد الديوان ويقول إنه خالٍ من المجاز فهذه فكرة خاطئة تماماً، لأن المجاز له أشكال أخرى بخلاف الشكل التقليدي، وهو لدى محمد أبوزيد مجاز المشهد الكلي، والصور قادرة على أن تصنع الدهشة وتفتح الطريق لأفق التأويل، وكل قارئ يخرج بمعنى يخصه.
كما أن السخرية حاضرة بشكل جميل في القصائد، ولم تأتِ بشكل اعتباطي وإنما شكَّلت جزءاً من رؤيته، وهذه السخرية مكَّنته من أن يضع مسافة بينها وبين الأشياء ليراها جيداً".