حصار مالي.. أزمة سيولة مالية تزيد من تعقيد حياة سكان قطاع غزة
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
تتعدد الأزمات أمام حياة الفلسطينيين في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على قطاع غزة من نحو ستة شهور، وأحدثها عدم توفر السيولة المالية وسط الغلاء الكبير في أسعار المواد التموينية الأساسية.
وفرض الاحتلال حصارا شاملا على القطاع تمثل بقطع المياه والكهرباء والوقود إلا من حالات قليلة، إضافة إلى منع دخول الأموال للبنوك، مع توقف حركة التصدير وعدم دخول أي أموال.
وترصد "عربي21" مظاهر انعدام السيولة المالية في قطاع غزة وتأثير ذلك على حياة السكان.
يقول كامل (43 عاما) إنه يمتلك مدخرات كافية في حسابه في البنك، لكنه لا يستطيع سحب أي منها بسبب عدم توفر سيولة في السوق السوداء، إضافة إلى الاكتظاظ غير المسبوق أمام ماكينة الصراف الآلي الوحيدة التي ما زالت تعمل في محافظة رفح.
ويوضح كامل لـ"عربي21" أن "كل ما سحبنا مبلغ سابقا كنا نعتقد أنه سيكفي لفترة طويلة وتنتهي الحرب، ثم بسبب ارتفاع الأسعار والحاجة إلى الشراء تنفد سريعا والحرب تستمر وتزداد صعوبة".
ويبين "من أجل سحب أموال من الصراف يجب قضاء يوم كامل على الأقل في طابور غير المنظم، ومن الممكن أن تنفد كمية الأموال المزود بها ومضطر للانتظار حتى اليوم التالي لحين تعبئته مرة أخرى".
ويضيف "عند الصرافين (محلات للمعاملات والتحويلات المالية) حتى عند الأشخاص الذين يمتلكون أجهزة الدفع عبر بطاقات الائتمان يتم طلب عمولة سحب تصل إلى 15 بالمائة من إجمالي المبلغ، بعدما كانت في بداية الحرب 2 أو 4 بالمائة فقط".
بدوره، يؤكد محمد (39 عاما) أنه تناوب هو ووالده والأخ الأصغر له في الوقوف على طابور الصراف الآلي من أجل سحب راتبه، قائلا: "هذا هو الدخل الوحيد المتبقي، ونحن نعتمد عليه كليا في مصاريفنا اليومية".
ويكشف محمد لـ"عربي21" أنه حاول لأيام سحب الراتب دون جدوى بسبب الازدحام الشديد وعدم توفر السيولة، قائلا: "وصلنا لمرحلة عدم وجود أي أموال معنا، لذلك اضطررنا إلى هذه الطريقة والوقوف في الشمس خلال الصيام، ثم المبيت على الرصيف حتى يصل لنا الدور، تمكنا أخيرا من السحب، لكن لا أعرف ماذا سأفعل الشهر المقبل وهل سيكون الصراف يعمل أصلا أم سيتوقف، إن شاء الله ربنا يفرجها ونخلص من هذه المعاناة".
أما في شمال قطاع غزة فتعد الأزمة أكبر من ذلك مع عدم وجود أي ماكينة صراف آلي قيد العمل، واعتماد الناس كليا على الاستدانة من بعضها أو التحويل بين المعارف في شمال وجنوب وحتى خارج قطاع غزة.
ويقول إسماعيل(34 عاما) إنه تمكن من الحصول على مبلغ مالي حوله أحد أصدقائه في جنوب قطاع غزة عبر تطبيق "بنكي" لأحد أقاربه، وهي عملية تسليم تمت بدون أي عمولة.
وذكر إسماعيل "لو قمت بإتمام هذه العملية عبر أحد الصرافين بعمولة كنت سأدفع 15 أو 20 بالمائة من المبلغ، وهذا مبلغ ضخم ونسبة العمولة غير موجود في كل العالم".
وبين قائلا: "صحيح هذا حرام واستغلال والكثير من التجار توقفوا عن العمل بسبب عدم رضاهم على أخذ هذه النسب العالية، لكن على الناس الفهم أن السبب الحقيقي في ذلك هو الاحتلال، والاحتلال فقط بسبب هذه الحرب وجرائمه المختلفة".
أما أبو سمير (56 عاما) الذي يعمل كصراف عملة وتعاملات مالية فيقول إنه استمر في العمل حتى فترة العمولات المعقولة في سبيل توفير أي مصدر دخل بدلا من صرف رأس ماله.
ويوضح أبو سمير "كنا نأخذ عمولة 1 أو 2 بالمائة فقط، ويتم تسليم المبلغ للميتفيد بعملة الشيكل، ونتعامل بسعر صرف البنك للتحويل بين العملات الأخرى وليس أقل من ذلك".
ويضيف "مع تآكل السيولة المالية بدأ البنك يعطينا ما يمكن استحسانه من التالف من العملة، التي كانت معدة لإعادتها إلى بنك إسرائيل لاستبدالها، ثم نفدت من السوق".
ويشير "مع استمرار عمل البنك بدأ يسلم الناس بعملة الدينار الأردني بدلا من الشيكل، طبعا الدولار مش موجود من زمان، وهيك المواطن بستلم دينار على سعر البنك المرتفع، ثم يقوم بصرفه بسعر السوق السوداء المنخفض، وهكذا يتم خسارة مبالغ كبيرة".
ويشرح أبو سمير "سعر البنك والشاشة حاليا 3.6 شيكل لكل دولار، بينما سعره في السوق السوداء يصل إلى 3.9 وهو فرق كبير غير مسبوق بغزة، وهذا ينطبق على الدينار أيضا".
ويقول "طول عمره الفرق بين البنك ومحلات الصرافة محدود وبسيط ولا يتجاوز الشيكل أو الاثنين في صرف كل مائة دولار، بس الوضع الحالي موت وخربان ديار، علشان هيك وقفنا شغل، حرام استغلال الناس، والكثير من تجار العملة، الذين أعرف أنه مازالت تتوفر لديهم سيولة توقفوا أيضا عن العمل".
ويكشف أبو سمير أسبابا أخرى لأزمة السيولة، قائلا: "تنسيقات السفر وشراء البضائع القليلة التي تدخل الأسواق عبر معبر رفح وتباع بأسعار عالية، هذه ملايين تخرج كل يوم ولا يتم تعويضها".
ويقول: "أعرف شخصا خسر أكثر من 2000 دولار عمولات ورسوم تحويل من أجل جمع مبلغ 16 ألف دولار من أجل جمعها بهدف دفعها لتنسيق السفر"، متسائلا: "مش هذا حرام؟".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الفلسطينيين غزة فلسطين غزة البنوك أزمة سيولة حصار مالي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة أبو سمیر من أجل
إقرأ أيضاً:
ناقد رياضي: أزمة ثقة في الأهلي بسبب عدم تحقيق الفوز آخر 3 مباريات
قال عثمان إبراهيم، الناقد الرياضي، إنّ لاعبي النادي الأهلي عليهم الفوز ببطولة لمصالحة جماهيرهم، وليس الفوز في مباراة، لافتًا، إلى أن قائد الفريق وحارس مرماه محمد الشناوي، قال إن اللاعبين يريدون الفوز ببطولة دوري أبطال أفريقيا هذا العام للعب في بطولة الإنتركونتننتال لتحقيق نتيجة أفضل مما حدث هذا العام.
مشكلة ثقة في فريق الكرة بالأهليوأضاف «إبراهيم»، خلال حواره على القناة الأولى والفضائية المصرية: «هناك مشكلة ثقة في فريق الكرة بالأهلي، فالفريق لم ينجح في الفوز بمبارياته الأخيرة، والنتائج شهدت تراجعا في الفترة الأخيرة، إذ لم ينجح الفريق في تحقيق الفوز في آخر 3 مباريات لعبها ما بين الدوري ودوري الأبطال وكأس التحدي».
ترتيب الأهلي في الدوريوتابع الناقد الرياضي، أنّ الأهلي لم يسجل أي هدف في آخر 3 مباريات، رغم صناعة الفرص، وهو ما أثر على ترتيب الفريق في الدوري، كما أنه أصبح وصيف مجموعته في دوري الأبطال، وخسر بضربات الجزاء في كأس التحدي أمام باتشوكا.
وحول مباراة اليوم ضد شباب بلوزداد في بطولة دوري أبطال أفريقيا، قال: «كولر لا يفضل المفاجآت فهو مدرب نمطي، يلعب بطريقة 433 ولا يغيرها، إلا أنه قد يغير في الأفراد، ويرى أن الفريق يصنع فرصا للتهديف في المباريات الماضية، لكن المشكلة تكمن في تحويل هذه الفرص إلى أهداف، ولكن الكرة اجوال كما قال المعلق الراحل محمد لطيف».