تعجّ الأسواق اليمنية بالسلع المقلَّدة والمغشوشة، لتتحول إلى مصدر للإثراء السريع لبعض التجار، وسط اتهامات للسلطات المعنية بالتقاعس عن كبح هذه الظاهرة التي تتمدد وسط تردي القدرات الشرائية لمعظم المواطنين.

 

ويُعَدّ شهر رمضان فرصة موسمية مهمة اعتاد بعض التجار استغلالها بطرق متعددة لتسويق المنتجات الفاسدة والمنتهية أو قريبة الانتهاء، والتي لم تعد صالحة للتداول والاستخدام.

 

يقول رئيس جمعية حماية المستهلك اليمنية، فضل منصور، لـ"العربي الجديد" إن "بعض التجار ضعاف النفوس يقومون بعرض وبيع سلع مغشوشة ومقلدة وقريبة الانتهاء، مستغلين إقبال المستهلكين على شراء احتياجاتهم لشهر رمضان".

 

كذلك، تُعرَض السلع الغذائية وتُتَداوَل بطرق غير سليمة على أبواب المحال التجارية وفي الأسواق الشعبية داخل أسواق العاصمة صنعاء والمحافظات، وفق منصور، الذي يؤكد أنّ هذه السلع تتعرّض لأشعة الشمس والبرودة بالوقت نفسه، وتصبح غير صالحة للاستهلاك نتيجة تغير في صفاتها الكيميائية والفيزيائية، وذلك بالرغم من مطالبات الجمعية للجهات المختصة بمنع تداول السلع الغذائية وعرضها على أبواب المحالّ التجارية، وفي الشوارع تحت أشعة الشمس ولكن دون فائدة.

 

وتدعو جمعية حماية المستهلك اليمنية، المستهلكين إلى عدم شراء مثل هذه السلع أياً كان نوعها، لكونها أصبحت غير صالحة للاستهلاك، وإلى الشراء من المحالّ التجارية التي تلتزم عرض السلع وتخزينها في أماكن جيدة وغير معرضة للشمس.

 

يشير رئيس حماية المستهلك إلى أن ما تشهده الأسواق، يتزامن مع ضعف شديد في القدرات الشرائية وارتفاع أسعار بعض السلع نتيجة ما يحدث في البحر الأحمر وخليج عدن من اضطرابات، الذي أثر بارتفاع أجور النقل والتأمين المتعدد للسفن والبضائع.

 

ويواجه البلد العديد من الأزمات، منها انهيار سعر صرف الريال، والتقلبات الحادة في تداولاتها، ولا سيما في مناطق الحكومة، وارتفاع التضخم، واشتداد الاضطرابات الاجتماعية وتسببها في تراجع أداء القطاعات الاقتصادية المختلفة.

 

ووفق بيانات أممية، فإن أكثر من 21.6 مليون شخص، أي 75% من سكان اليمن، يحتاجون إلى مساعدات، منهم 17 مليون شخص في فقر مدقع نتيجة انعدام الأمن الغذائي.

 

ويرصد "العربي الجديد" انتشاراً واسعاً لظاهرة التقليد للكثير من العلامات التجارية، خصوصاً لدى التجار الجدد الذين يرى رئيس جمعية حماية المستهلك اليمنية أنهم يطمحون إلى الإثراء السريع على حساب المستهلكين.

 

وتتسع قائمة هذه السلع لتشمل المنتجات الغذائية والملابس والأجهزة الكهربائية والإلكترونية ومواد البناء وكذلك الأدوية، حيث أصبحت تشكل نسبة طاغية وقياسية من حجم التجارة في اليمن.

 

ويتهم خبراء ومدافعون عن حماية المستهلك القطاع التجاري الخاص باستغلال الأوضاع الراهنة، ولا سيما في موسم رمضان، وإغراق الأسواق بالسلع المقلدة والمخزنة التي تكون غالباً منتهية أو قريبة الانتهاء وغير صالحة للتداول والاستخدام.

 

ويقول إن القطاع الخاص يتمتع بعلاقات تعاون وشراكة مع جمعية حماية المستهلك، لما فيه مصلحة المستهلك ودعم المنتجات الوطنية والصناعة المحلية ذات الجودة والمواصفات المعتمدة، مضيفاً أن "حماية المستهلك هي أيضاً حماية للتاجر، فهما معاً خط أحمر كما حدده القانون، حيث إن التلاعب بغذاء الناس ودوائهم خط أحمر وجريمة يعاقب عليها".

 

لكن محمد صلاح نائب رئيس الغرفة التجارية والصناعية المركزية في أمانة العاصمة صنعاء، ينفي ذلك في حديث لـ" العربي الجديد"، قائلاً "ليس صحيحاً أن التجار يقومون بإخراج المواد والسلع المقربة على الانتهاء أو منتهية الصلاحية، لأننا كتجار نلتزم بالمواصفات القياسية اليمنية التي تصدرها الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة وهي تمتلك صلاحيات واسعة في الرقابة على دخول السلع من المنافذ الجمركية ولا تسمح بدخول بضائع غير مطابقة مطلقاً".

 

يضيف صلاح، أن هناك جهات رقابية صحية تتابع السلع في السوق وهي تقوم بعملها جيداً كصحة البيئة وأجهزة الرقابة التابعة لوزارة الصناعة والتجارة والسلطات المحلية، وهذه محدد عملها في القانون وتعرف اختصاصاتها وتقوم بعملها جيداً، فلا داعي لأي مخاوف كما يرى، داعياً إلى "التعقل وعدم شيطنة القطاع الخاص وإظهاره بمظهر سلبي".

 

في السياق، تقول هيئة المواصفات والمقاييس وضبط الجودة في صنعاء، إنها بدأت بالتوعية بدليل سلامة المستهلك، التي تجعل المستهلك والتاجر شريكين في الصحة والسلامة للسلع كافة.

 

ويشير مسؤولون في الهيئة تحدثوا لـ"العربي الجديد"، إلى قرب إطلاقها لمنصة تسجيل السلع المستوردة التي ستمكن التجار من تسجيل سلعهم المستوردة لدى الهيئة قبل الاستيراد لكي توافيهم الهيئة رقمياً بكل التفاصيل عن الاشتراطات والمواصفات المطلوبة لتلك السلع، ما يسهل عليهم عملية الاستيراد وعمليات الفحص والمطابقة قبل الإفراج، وهو ما سيقلل التكلفة عن التجار، ويسهم في رفع معارفهم بالسلع ويحفظ رأسمالهم من المخاطر.

 

كذلك تقول وزارة الصناعة والتجارة في صنعاء، إنها تنفذ عمليات رقابة يومية على الأسواق للحفاظ على الاستقرار السعري والتمويني وحماية المستهلك من الاستغلال والغش، خصوصاً في المواسم الاستهلاكية.

 

وأكدت الوزارة في بيان لها أخيراً أنها على تنسيق مستمر مع القطاع الخاص بشأن توفير الخيارات المناسبة للمواطنين من السلع الاستهلاكية وبأسعار مناسبة.

 

وأضافت أن "المعروض الكبير من السلع المختلفة يؤكد نجاح خطط الوزارة بالتعاون مع المنتجين والمستوردين في توفير بدائل السلع المشمولة بقرارات مقاطعة البضائع الأميركية ومنتجات الشركات الداعمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي".

 

وبينما يتربح تجار من انتشار السلع المقلدة والمغشوشة، تدعو العديد من مؤسسات القطاع الخاص الإنتاجية إلى ضرورة كبح هذه الظاهرة للحفاظ على الرأسمال الوطني.

 

ويؤكد المحلل الاقتصادي محمد الرماح، لـ"العربي الجديد"، أن هذه الظاهرة لا تقلّ خطورة عن بقية الأزمات الاقتصادية والمؤسسية وغيرها من الأزمات التي تعاني منها البلاد بسبب الصراع الداخلي، إذ تعتبر انتهاكاً واضحاً للحقوق التجارية التي تحفظها وتكفلها القوانين والتشريعات، إضافة إلى كونها أحد أسباب مغادرة رأس المال الوطني وإيقاف التوسع في الإنتاج الصناعي والتهرب الضريبي وانخفاض سعر العملة نتيجة لزيادة الطلب على العملات الأجنبية بهدف استيراد السلع وتهريبها إلى الداخل.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: جمعیة حمایة المستهلک العربی الجدید القطاع الخاص

إقرأ أيضاً:

حماية بورسعيد المدنية تنقذ المنطقة التجارية من كارثة | تفاصيل

تمكنت قوات الحماية المدنية بمحافظة بورسعيد، برئاسة العميد شريف العربي، من السيطرة على حريق هائل اندلع داخل أحد المحال التجارية وامتد إلى عقار سكني مكون من ثلاثة طوابق، في منطقة شارع الشرقية والزقازيق التجاري، التي تتميز بالكثافة السكانية وصعوبة الوصول إليها بسيارات الإطفاء.

السيطرة على حريق هائل في منطقة سكنية تجارية ببورسعيد وإنقاذ المنطقة من كارثة محققة

تلقت غرفة العمليات بلاغًا بالحريق، وعلى الفور تم الدفع بـ 5 سيارات إطفاء وعدد كبير من الضباط، حيث نجحت القوات في الوصول إلى موقع النيران رغم ضيق المكان وصعوبة حركة المركبات، وتم التعامل بحرفية مع ألسنة اللهب قبل امتدادها إلى باقي المحال والعقارات المجاورة، مما حال دون وقوع كارثة كبرى.

خسائر مالية كبيرة

أسفر الحريق عن التهام محتويات المحل التجاري والعقار السكني، إلا أن جهود الحماية المدنية حالت دون سقوط ضحايا أو وقوع خسائر بشرية.


وتواصل الأجهزة المختصة إجراء الفحص لمعرفة أسباب اندلاع الحريق وحصر الخسائر، مع اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

رئيس جامعة بورسعيد يشارك طلاب من أجل مصر افطارهم الرمضانيالانتهاء من أولى مراحل إزالة مخلفات الرتش بمناخ بورسعيدتضامن بورسعيد تعقد 39 لجنة تظلمات لذوي الهممالسجن 10 سنوات لـ ديلر مخدرات مخلقة فى بورسعيدبورسعيد.. استعرضوا القوة بأسلحة بيضاء ونارية فعوقبوا بالسجن 3 سنواتمصرع فتاة في حريق داخل وحدة سكنية بزهور بورسعيدبورسعيد | السجن 5 سنوات لمتهمين قضم أحدهم أذن شخصمحافظ بورسعيد يطالب بمواصلة التعامل بحزم مع التعديات على أملاك الدولةمحافظ بورسعيد يوجه بسرعة تشغيل العناية المركزة و وحدة المناظير بمستشفي الصدرتعليم بورسعيد يكرم الفائزين في مسابقتي يومى المرأة العالمي والشهيد

تلقي اللواء تامر السمري مدير أمن بورسعيد بلاغا بالحريق، وجري علي الفور تشكيل فريق من إدارة البحث الجنائي برئاسة اللواء ضياء زامل مدير المباحث، وجار تحرير المحضر، وتباشر جهات التحقيق الإجراءات.

مقالات مشابهة

  • مع اقتراب العيد.. الرأي الشرعي في الأيمان الكاذبة لترويج السلع
  • الهيئة العامة للمنافسة توقع مذكرة تفاهم مع جمعية حماية المستهلك
  • حماية المستهلك بظفار تكثف الرقابة وتوسع خدماتها لرفع الثقة السوقية
  • لجنة الإعلام في البنوك السعودية توقع مذكرة تعاون مع ( حماية المستهلك ).
  • حماية المستهلك: تسوق أكثر شفافية وعدالة
  • اليوم العالمي لحقوق المستهلك.. توعية بالممارسات التجارية العادلة والأخلاقية
  • بأسعار مخفضة.. استمرار عمل أسواق اليوم الواحد في الدقهلية
  • الشركة الإسلامية اليمنية للتأمين تسلم الدفعة الأولى من مبالغ التعويضات لعدد من التجار المتضررين
  • حماية بورسعيد المدنية تنقذ المنطقة التجارية من كارثة | تفاصيل
  • أسيوط.. استمرار فتح منافذ لبيع الخضروات من المزارع إلى المستهلك مباشرة