الشراقوة «أهل الكرم».. وجبات يومية لإفطار ركاب القطارات

عندما تذهب لمكان ويُعرف أنك شرقاوى، تسمع جملة «الشراقوة كرماء وعزموا القطر»، وهذه المقولة ليست مجرد كلام بل واقع وحقيقة فرغم ورودها فى الفن الشعبي، إلا أن التاريخ يؤكد ذلك عندما توقف القطار فجأة أمام قرية إكياد بمركز فاقوس بمحافظة الشرقية فى شهر رمضان، وسارع الأهالى بتقديم طعام الإفطار وقت صلاة المغرب، وبعد هذا المواقف وصف أهل الشرقية بالكرم والجدعنة والواجب.

ورغم مرور سنوات عدة على هذا الحدث العظيم، إلا أننا وجدنا مايؤكد على إستمرار الكرم والجود داخل المجتمع الشرقاوي، فها هو «أبو شامة مصطفى»، يضرب أروع الأمثلة فى الكرم والتأكيد على جذوره منذ القدم وحتى الأن، واتضح ذلك جليا من خلال قيامه بالإشتراك مع مجموعة من الشباب لتقديم وجبة إفطار لركاب القطار يوميا خلال شهر رمضان المبارك.

وقال أبوشامة مصطفى فى تصريحات خاصة لـ «الأسبوع»" فكرة إفطار ركاب القطار دارت في ذهني أثناء قيامى بأداء العمرة، حيث كان زوج شقيقتي يقوم بعمل وجبات أمام باب السلام عند المسجد النبوي ثم يقوم بتوزيعها علي الصائمين، وفي العام التالي توجهت للقاهرة للحصول علي تأشيرة العمرة وكان ذلك في شهر رمضان وعند عودتى ركبت القطار المتوجه من القاهرة إلى مسقط رأسي بأبوحماد، وعند تحرك القطار من محطة الزقازيق إلى محطة أبوحماد رفع أذان المغرب، ونظرت حولى فلم أجد شخصا بالقطار معه شيء حتى زجاجة مياه، فحزنت لذلك وكم تمنيت أن يكون معي زجاجات مياه أوعصير لإعطائها لهم، وكان ذلك في عام ٢٠٠٠م، ومن وقتها نذرت لله أن أفطر ركاب القطار طوال شهر رمضان، حيث قمت فى اليوم التالي بتجهيز أكياس من المياه والعصيروالبلح، وانطلقت للتوزيع على ركاب القطار، وشاهدني إثنين من الأصدقاء فطلبوا مني المشاركة وذهبنا للتوزيع علي الركاب، ثم بدأت الفكرة تتطور فقمنا بتجهيز 250 وجبة تحتوي على عصير وزجاجات مياه وتمر ووجبة خفيفة.

وأضاف أبوشامه "منذ ذلك الحين وحتى الأن ونحن نقوم بتجهيز زجاجات مياه وعصير وباتيه وسندوتشات، حيث نصلي العصر يوميا ونذهب إلى محطة القطار بأبوحماد ونقوم بتوزيع فريق العمل من الشباب على أبواب القطار، وننتظر يوميا وصول القطار القادم من الإسماعيلية بمحطة أبوحماد، حيث ينطلق الشباب كالبرق فور توقف القطار لتوزيع الوجبات على الركاب

وأكد الشاب يحي عبيد " على مدار سنوات وانا أشارك فى إفطار ركاب القطار، وعند صعودنا للقطار ترفع اكف الضراعة بالدعاء لنا بالستر والمغفرة والحفظ والصون، وهذا العمل الذي نقوم به لاننتظر جزاء أو شكورا من أحد بل نبتغي الأجر والثواب من الله، ونسأل الله أن يمد في أعمارنا ونداوم على ذلك.

وأشار عمرو شعبان الصعيدى " أقوم بالمشاركة فى إفطار الركاب على المحطة من خلال تقديم زجاجات المياه، وسعادتي لا توصف بهذا العمل ونتعاون فى الخير، وادعوا الجميع للمشاركه في أعمال البر مرضاة لله.

المصدر: الأسبوع