تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، أطلق مركز دبي للتوحُّد حملته السنوية الثامنة عشر للتوعية بالتوحُّد تحت شعار “ثقة الآباء، تمكين للأبناء”، والتي تستمر فعالياتها لمدة شهر كامل تزامناً مع اليوم العالمي للتوعية بالتوحُّد الذي يوافق الثاني من أبريل من كل عام وفقاً لما أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة وذلك في إطار المساعي العالمية الرامية إلى نشر الوعي حول اضطراب طيف التوحد.

وقال هشام عبدالله القاسم رئيس مجلس إدارة مركز دبي للتوحد: “في إطار المساعي العالمية الرامية إلى نشر الوعي حول اضطراب طيف التوحد، تشارك الإمارات دول العالم الاحتفاء باليوم العالمي للتوعية بالتوحد مستندة، كعادتها في كل مناسبة بهذا الخصوص، إلى سجل لا يقارن من تمكين أصحاب الهمم وتأهيل المجتمع لدمجهم في مكوناته كعناصر فاعلة ومنتجة، وهو ما يؤكد الأهمية القصوى التي توليها القيادة الرشيدة لتمكين أصحاب الهمم وضمان حقوقهم باعتبارهم جزءاً لا يتجزأ من مسيرة التنمية المستدامة”.

وبهذه المناسبة، أعرب القاسم عن جزيل شكره وعميق امتنانه لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، على رعايته الكريمة في كل عام للحملة السنوية للتوعية بالتوحد، مشيداً بحرص سموه على تمكين أصحاب الهمم، وتوفير سُبل الدعم كافة لهم، لتحقيق تطلعاتهم، والارتقاء بإمكاناتهم، تعزيزاً لمكانة دولة الإمارات العربية المتحدة التي تعد من الدول الرائدة في دمج أصحاب الهمم وتحقيق سعادتهم.

وحول أهداف الحملة، قال محمد العمادي، المدير العام لمركز دبي للتوحُّد وعضو مجلس إدارته: “في إطار أجندة دبي الاجتماعية 33، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، تحت شعار «الأسرة أساس الوطن»، تم اختيار رسالة الحملة لهذا العام لتواكب تطلعات قيادتنا الرشيدة فيما يتعلق بسعادة الأسرة وترابطها، وذلك من خلال تسليط الضوء على أهمية تعزيز علاقة الوالدين بأبنائهم ذوي التوحد”.

وأكد العمادي بأن العلاقة الايجابية بين الوالدين وأبنائهم ذوي التوحد تشكل مصدر قوة وتمكين لهم، مشدداً على أن الإيمان بقدراتهم والاعتزاز بهم يساهم في تمكينهم ودمجهم في المجتمع ضمن مكونات اجتماعية تتسم بالشمول وتتمتع بالرفاهية والأمن والاستقرار الأسري.

ووفقاً للعمادي، تتضمن الحملة عدداً من الفعاليات والأنشطة التي تهدف إلى نشر الوعي أبرزها جلسات التوعية الرمضانية، وورش عمل لتوعية المعلمين في مدارس إمارة دبي، ومحاضرات توعوية للمؤسسات العامة والخاصة حول متطلبات البيئة الصديقة لذوي التوحد، وجلسات مجانية للكشف المبكر والتقييم الشامل لذوي التوحد والاضطرابات النمائية، بالإضافة إلى عرض رسائل الحملة على مختلف وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة بالإضافة إلى دور السينما، وعبر الشاشات الرقمية في الأماكن العامة وفي المستشفيات والمراكز الصحية، مشيراً إلى أن عدد الشاشات المشاركة تجاوز عددها 2000 شاشة مشاركة في أنحاء الدولة، تتضمن محطات الوقود التابعة لشركة اينوك، وأفرع تعاونية الاتحاد، ومتاجر كل من أسواق وجيان، وعدد من المراكز التجارية والطرق الرئيسية والميادين الحيوية في إمارة دبي.

وأشاد العمادي بدعم القيادة الرشيدة المتواصل للمبادرات والبرامج الهادفة لتعزيز مستوى اندماج أصحاب الهمم من ذوي التوحد بالمجتمع، مثمناً دور شركاء المركز من الجهات الحكومية والخاصة لدعمهم الدائم والمعهود للحملة، مؤكداً أهمية تكاتف تلك الجهود في تحقيق أهداف السياسة الوطنية لتمكين أصحاب الهمم.

وتقدم العمادي بالشكر للجهات الراعية والداعمة للحملة، وخص بالشكر مجموعة وصل لإدارة الأصول الشريك الاستراتيجي للحملة، مثمناً دور كل من الشركاء الرئيسيين: بنك الإمارات الإسلامي، دبي القابضة، ودبي للاستثمار، ومؤسسة الأوقاف وإدارة أموال القُصَّر في دبي، وتعاونية الاتحاد، ومجموعة جي إي تي.

كما وجه العمادي الشكر للشركاء الداعمين، هيئة الطرق والمواصلات بدبي، وشرطة دبي، ومطارات دبي، وهيئة الصحة بدبي، ومؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، وهيئة تنمية المجتمع بدبي، وبلدية دبي، وهيئة الثقافة والفنون في دبي، والهيئة العامة للطيران المدني بدبي، وشركة بترول الإمارات الوطنية “اينوك”، ومركز دبي التجاري العالمي، ومكتبة محمد بن راشد ، وشركة الإمارات للاتصالات المتكاملة (دو).

كما أشاد بجهود الرعاة والداعمين، معرباً عن شكره لكل من مجموعة مستشفيات أستر، والقرية العالمية، ومجموعة جي إم جي، وذا جرين بلانيت، وسكي دبي، فندق ذا إتش دبي، وسلسلة المطاعم العالمية ناندوز، وشركة شي إن، مؤكداً أهمية تكاتف جهود أفراد ومؤسسات المجتمع في تحقيق أهداف السياسة الوطنية لتمكين أصحاب الهمم.

كما تقدم العمادي بالشكر لكل من داعمي الحملة اعلامياً ورقمياً وفي مقدمتهم المكتب الإعلامي لحكومة دبي وكذلك شبكة قنوات زي الفضائية التابعة لشركة زي للمشاريع الترفيهية، وشركة هايبرميديا للإعلانات، وشركة هيلز للدعاية والإعلان، ونوفو سينما، وجلف نيوز، ودار الخليج، ومجموعة ITP للنشر، مثمناً الجهود الإعلامية لشركة بلسم لتطوير الرعاية الصحية الداعمة للحملة والممثلة ببرنامج “بلسم” في إذاعة نور دبي.

وفي اطار الحملة، ينظم مركز دبي للتوحد بالتعاون مع هيئة تنمية المجتمع يوم الخميس المقبل (4 أبريل) أمسية رمضانية تتخللها جلسات حوارية تتناول محاورها أهمية الدعم الأسري وأساليب تعزيز علاقة الوالدين بأبنائهم ذوي التوحد والإيمان بقدراتهم والاعتزاز بهم في ظل بيئة اجتماعية سوية خالية من الاضطرابات النفسية والأسرية تساهم في تمكينهم ودمجهم في مجتمع يتسم بالشمول ويتمتع بالرفاهية والأمن والاستقرار الأسري، حيث تتضمن الأمسية المقامة في مجلس الخوانيج مسابقات وسحوبات وجوائز وذلك بحضور أهالي ذوي التوحد وعدد من ممثلي الجهات الحكومية ومراكز أصحاب الهمم.

كما ينظم المركز ضمن هذه الحملة عدداً من المحاضرات والورش للتوعية لتدريب موظفي المدارس الخاصة في إمارة دبي على النهج الأساسي للتعامل مع الطلاب ذوي التوحد، وبما يتوافق مع التشريعات والإجراءات والنظم السارية لدى كل طرف.

وتأكيداً على أهمية دعم الحملة، قال أشوك نامبوديري، الرئيس التنفيذي للأعمال التجارية الدولية في شركة زي للمشاريع الترفيهية: “على مدى أكثر من عشر سنوات، تعاونت شركة زي للمشاريع الترفيهية مع مركز دبي للتوحد لرفع مستوى الوعي حول اضطراب التوحد ، إذ من الضروري أن نسلط الضوء على إنجازات ذوي التوحد وأسرهم الذين يتغلبون على تحديات يومية، وكمسؤولية مجتمعية نتحملها، فإنه من المهم بالنسبة لنا أن نساهم بدعم هذه الفئة من خلال توظيف وسائل الإعلام لنشر الوعي حول التوحد لأكبر قدر ممكن من المجتمع من خلال التعاون مع مركز دبي للتوحد، وطموحنا هو إحداث التغيير المجتمعي وإيجاد مجتمع دامج خالٍ من الحواجز يضمن التمكين والحياة الكريمة لأصحاب الهمم وأسرهم”.

تجدر الإشارة إلى أن المؤسسات المعنية بالتوحد في جميع أنحاء العالم تحتفي باليوم العالمي للتوعية بالتوحد من خلال تنظيم عدد من الانشطة والفعاليات ودعوة المؤسسات العامة والخاصة إلى إضاءة أهم معالم المدن والمباني باللون الازرق للمشاركة في الاحتفاء بهذا اليوم، وقد بادرت عدد من الجهات الحكومية والخاصة بإضاءة المباني والمنشآت التابعة لها والتي كان أبرزها برج خليفة، وبرج العرب، وبرواز دبي، ومكتبة محمد بن راشد، والقرية العالمية، وعين دبي.

يذكر بأن مركز دبي للتوحد سعى منذ إنشائه إلى تعزيز وعي المجتمع باضطراب طيف التوحد ليس بالتوعية بأعراضه فقط بل بتعريف الأفراد والمؤسسات بمتطلبات التعامل الملائمة مع الأشخاص ذوي التوحد من خلال إطلاقه للعديد من الحملات والبرامج التوعوية والتي كان من أبرزها الحملة السنوية للتوعية بالتوحد والتي سعى المركز لتنظيمها منذ 2006 متخذاً من اليوم العالمي للتوعية بالتوحد (2 أبريل) مناسبة مثالية لانطلاقها في كل عام.

وتم إنشاء مركز دبي للتوحد كمؤسسة غير ربحية في عام 2001 بموجب المرسوم رقم 21 لسنة 2001، ويتمثل أحد أهداف المركز الرئيسية وفقًا للمرسوم رقم 26 لسنة 2021 الصادر بشأن مركز دبي للتوحد، في المُساهمة في جعل الإمارة مركزاً رائِداً على مُستوى العالم في مجال تقديم برامج التربية الخاصّة والخدمات العلاجيّة التأهيليّة المُتخصِّصة المُعتمدة للأشخاص الذين تم تشخيصُهم بالتوحُّد.

وقد تم افتتاح المبنى الحالي للمركز عام 2017 كمنشأة نموذجية متكاملة المرافق بمساحة بناء تصل إلى 270,000 قدم مربع في منطقة القرهود بدبي ليزيد بذلك طاقته الاستيعابية للطلبة بنسبة 150% كأحد أكبر مراكز التوحد في المنطقة، إذ يتم استقبال ما يزيد عن 150 طفل في مرافق تم تهيئتها وتجهيزها بشكل متكامل لتتناسب مع احتياجاتهم. يحتوي على 40 غرفة صفية وعلى 22 عيادة للعلاج الحركي و18 عيادة لعلاج النطق والتخاطب وثلاث غرف متخصصة بالعلاج الحسي، وعدد من المعامل والمختبرات والمرافق والعيادات الطبية تم تصميمها جميعاً وفق أحدث المعايير العالمية المتخصصة لتوفير البيئة التعليمية المناسبة للأطفال المصابين بالتوحد.

يُشار إلى أن التوحُّد يُعد أحد أكثر الاضطرابات النمائية شيوعاً ويظهر تحديداً خلال الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل ويصاحب المصاب به طوال مراحل حياته، ويؤثر التوحُّد على قدرات الفرد التواصلية والاجتماعية مما يؤدي إلى عزله عن المحيطين به. إن النمو السريع لهذا الاضطراب ملفت للنظر فمعظم الدراسات تقدّر نسبة المصابين به اعتماداً على تقرير مركز التحكم بالأمراض في الولايات المتحدة الأمريكية (CDC) الصادر عام 2021 والذي يشير إلى وجود إصابة واحدة لكل 36 طفل، كما يلاحظ أن نسبة الانتشار متقاربة في معظم دول العالم.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: تمکین أصحاب الهمم محمد بن راشد ذوی التوحد الوعی حول من خلال

إقرأ أيضاً:

“مسؤولية” في “قضاء أبوظبي” يوعي بمخاطر الابتزاز الإلكتروني

أطلق مركز أبوظبي للتوعية القانونية والمجتمعية “مسؤولية” في دائرة القضاء، اليوم، حملة توعوية موسعة حول مخاطر “الابتزاز الإلكتروني”، والتي تستهدف نشر الوعي القانوني لدى فئات المجتمع بمخاطر تلك الجريمة بما يضمن حمايتهم ووقايتهم، لاسيما في ظل الانتشار الواسع لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

وتأتي الحملة التوعوية، التي تستمر على مدار شهرين، في إطار تنفيذ توجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، رئيس دائرة القضاء في أبوظبي، بتعزيز نشر الثقافة القانونية بين أفراد المجتمع للحفاظ على الأمن والاستقرار.

و تستهدف الحملة التعريف بأبرز المحاذير التي يجب على الأشخاص الانتباه لها عند التعامل مع شبكة الإنترنت، لضمان الاستخدام الآمن للوسائل التقنية بمختلف أنواعها، وتجنب أي محاولات قد تعرض سلامة الأفراد للخطر أو إيقاعهم ضحايا، أو كل ما من شأنه أن يؤدي إلى ارتكاب أفعال قد تعرضهم للمساءلة القانونية، إضافة إلى التعريف بالأساليب المستخدمة في ارتكاب تلك الجريمة وأسبابها وأضرارها، وسبل التصرف وقنوات الإبلاغ المباشرة التي تحافظ على السرية التامة للبلاغات.

كما تسلط الضوء على مخاطر الجريمة الإلكترونية، والعقوبات القانونية في هذا الصدد، فضلاً عن الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى وقوع الأفراد كضحايا للمبتزين إلكترونياً بسبب الاستخدام الخاطئ لمواقع التواصل، مع التركيز على توعية أولياء الأمور بأهمية متابعة أبنائهم لحمايتهم من جرائم الابتزاز وحتى لا يكون ضحية أو متهما، مع بيان المسؤولية القانونية المترتبة على تلك الأفعال وفق التشريعات والقوانين النافذة في الدولة.

وفي إطار تحقيق تلك الأهداف التثقيفية، تشتمل الحملة الموسعة على تنظيم عدد من الفعاليات الهادفة إلى رفع الوعي لدى مختلف فئات المجتمع، إلى جانب نشر العديد من المواد التوعوية عبر مختلف الوسائل الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية ومنصات التواصل الاجتماعي.

​يذكر أن المادة (42) من المرسوم بقانون اتحادي رقم (34) لسنة 2021 في شأن مكافحة الشائعات والجرائم الإلكترونية، تنص على أنه يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنتين والغرامة التي لا تقل عن 250 ألف درهم ولا تزيد على 500 ألف درهم، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من ابتز أو هدد شخص آخر لحمله على القيام بفعل أو الامتناع عنه وذلك باستخدام شبكة معلوماتية أو إحدى وسائل تقنية المعلومات.

وتشدد العقوبة إلى السجن مدة لا تزيد على عشر سنوات إذا كان التهديد بارتكاب جريمة أو بإسناد أمور خادشة للشرف أو الاعتبار وكان ذلك مصحوبًا بطلب صريح أو ضمني للقيام بعمل أو الامتناع عنه.وام


مقالات مشابهة

  • المركز الوطني للتعليم الإلكتروني يطلق مبادرة البرامج الجامعية القصيرة “MicroX”
  • مركز دبي للأمن الإلكتروني يختتم مشاركته في الملتقى العالمي لتعزيز الكفاءات السيبرانية في “ويلتون بارك”
  • بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم يفتتح غداً معرض “ويتيكس” 2024 في مركز دبي التجاري العالمي
  • تعليم الأحساء يطلق حملة التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية اليوم
  • “مسؤولية” في “قضاء أبوظبي” يوعي بمخاطر الابتزاز الإلكتروني
  • رحلة ملهمة لأم طفل مصاب بالتوحد: صبر وبحث وتعلم وعلاج مبكر
  • “ناشئة الشارقة” تُنظم حملة “روحٌ رياضية.. ولعبٌ نظيف”
  • بدء صرف الدفعة الثامنة بالزيادة الـ15% لأصحاب المعاشات غدا
  • انطلاق الحملة الوطنية للتوعية من مخاطر الأنواء المناخية وأمواج "تسونامي" بظفار
  • تزامنا مع اليوم العالمي للسياحة.. محافظ أسيوط يتفقد قصر ألكسان الأثري ومعهد فؤاد الأول