“رعب وإصابات وكسور”.. من يتحمل مسؤولية تجاوز برامج المقالب “الخطوط الحمراء”؟
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
لبوة تهاجم سيدة وتكاد تفتك بها تحت أنظار الحضور، رجال ونساء يسقطون من ارتفاعات عالية ويتعرضون لإصابات وكدمات وكسور، تنمر على “شكل الجسم” وسخرية من “الملابس”، وفضح “أسرار الحياة الخاصة” للمشاركين، هكذا تجاوزت برامج “المقالب” كافة الخطوط الحمراء، وأصبحت لا تهدد سلامة الضيوف فقط لكنها تمس “سلامة المجتمع”، حسبما يوضح خبراء لموقع “الحرة”.
والأحد، أشار الناقد الرياضي المصري، عبد الناصر زيدان، إلى إصابته بـ”كسر في الكتف” أثناء تصويره حلقة ببرنامج “رامز جاب من الآخر”، وتعرضه لـ”التجريح والتطاول”، وعزمه رفع دعوى قضائية بشأن ذلك.
وبالتزامن مع عرض الحلقة،كتب زيدان على حسابه بموقع “فيس بوك”، أنه أصيب خلال الحلقة بكسر مضاعف في الكتف، واضطر لاستكمال الحلقة رغم الإصابة، واستنكر ما ورده بمقدمة برنامج رامز جلال، ووصفها بـ” غير المحترمة ولا تليق .. وفيها تجريح وتطاول”.
ويوضح استشاري الطب النفسي، الدكتور جمال فرويز، أن تلك البرامج “ليست كوميدية” لكنها “مواقف تهدف لاستثارة الإنسان وإخراج أسوأ ما فيه”.
وتعريض الإنسان للخطر وترهيبه وإثارة الرعب لديه “ليس أمرا مضحكا”، وما يظهر في هذه البرامج هو “احتقارا مهانة وسادية وإهانة للناس وإذلالهم”، وفق حديث فرويز لموقع “الحرة”.
ومن جانبه، يشير أستاذ علم الاجتماع السياسي، سعيد صادق، إلى أن القنوات والمحطات التلفزيونية التي تعرض “برامج مقالب المشاهير”، هي محطات تجارية إعلانية يهمها جذب الإعلانات.
ويوضح أستاذ علم الاجتماع لموقع “الحرة”، أن تلك “البرامج الضاحكة”، تستقبل مشاهير يتفقون مقدما مع القائمين على العمل ويتلقون عائدا ماديا كبيرا ويوقعون موافقة كتابية مسبقة على العرض.
وتلك البرامج تهدف لـ” تسلية واضحاك الجمهور علي المشاهير”، ولذلك فإن الإصابات وردود أفعال المشاركين “تعطي مصداقية” للقائمين على العمل، وتجذب جمهور يرغب في التسلي ومشاهدة المشاهير في “أوضاع محرجة حتي ولو كانت مفتعلة”، وفق صادق.
وفي لقاء تليفزيوني، شنت الفنانة المصرية، سمية الخشاب، هجوما على الفنان رامز جلال، بسبب المشكلات الصحية التي تعرضت لها جراء مشاركتها ببرنامج المقالب “رامز جاب من الآخر”.
وكشفت الفنانة المصرية أنها قامت برفع دعاوى قضائية بسبب ما تعرضها لإصابات بالغة خلال تصوير البرنامج.
وأكدت الخشاب أنها “اضطرت لدخول المستشفى في اليوم التالي من تصوير الحلقة، من أجل الاطمئنان على سلامتها الجسدية”، مضيفة أنها “فوجئت بدخول عدد من المشاركين إلى المستشفى كذلك”.
وعند ذهابها للمستشفى أخبروها بأنها “ليست الحالة الأولى”، التي جاءت للعلاج بسبب البرنامج، وأن هناك ثلاث حالات بإصابات قد تم استقبالها خلال اليوم السابق، وكانت أقل إصابة هي “كدمات بالجسم”.
وتعليقا على ذلك، توضح المحامية، دانا حمدان، أن التعرض للكسور أو الجروح والكدمات يعد “جريمة إيذاء”، ويمكن رفع دعوى قضائية جزائية.
ومدة التعطل عن العمل أو العلاج من الإصابة تحدد ما إذا كانت الدعوى “جناية أو جنحة”، وبالتالي يتم تحديد “العقوبة”، وفق حديثها لموقع “الحرة”.
والسبت، نشرت الفنانة اللبنانية، دومينيك حوراني، السبت، مقطع فيديو لظهورها منذ سنوات، ببرنامج المقالب الذي اوقف عن النشر مع محمد الصيرفي، حيث هاجمتها ” لبوة”.
ورمي مدرب الأسود عقرب كبير على شعر الفنانة اللبنانية، ما دفعها للصراخ بصوت عالي، وهو ما تسبب في خروج “اللبوة” عن السيطرة ومهاجمة دومينيك.
وتشير حمدان إلى أن الترهيب، يدخل ضمن “الأضرار المعنوية”، ويمكن التعويض عنها ماليا عبر القضاء المدني وليس الجزائي.
أشارت سمية الخشاب وكذلك عبدالناصر زيدان، إلى كونهما سيتخذان الإجراءات القانونية تجاه برانامج رامز جلال، بينما يوجد “عقد” بين الجانبين، فماذا يقول القانون؟
وفي حال وجود عقد بين إدارة البرنامج والضيف الذي وقع ضحية المقلب، توضح حمدان أن “في مثل هذا النوع من العقود يكون هناك بنود تعفي من المسؤولية لكن الفقه والاجتهاد حدد هذا النوع من الإعفاء ولم يجعله شاملا”.
وتضيف:” ما من أحد يستطيع أن يبرئ نفسه إبراء كليا أو جزئيا من نتائج أعماله المخالفة للقوانين أو أخطائه الفادحة بوضع بندا ينفي عنه المسؤولية أو يخفف من وطأتها، وكل بند يدرج لهذا الغرض هو باطل أصلا لأن ليس للإنسان أن ينفي عنه تبعة أعماله غير المباحة التي يأتيها قصدا”.
أما إذا حصل الضرر عن “فعل غير قصدي” ناتج عن اهمال أو قلة احتراز أو عن خطأ غير قصدي، فوقتها بإمكان محدث الضرر أن يضع “بندا نافيا” لتبعته يعفيه من المسؤولية، وفق المحامية.
ويكون هذا البند مشروعا، لكن هذا الابراء ينحصر في الأضرار المادية لا في الأضرار التي تصيب حياة الانسان وسلامته الشخصية، بحسب حمدان.
يحذر الدكتور فرويز من أن المراهقين يقلدون تلك المقالب وخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي و”تيك توك”، وهو ما قد يتسبب في وقوع “كوارث”.
وقد يقدم مراهق على إسقاط أحد الأشخاص في “حفرة أو مياه”، ثم يقوم بالتهكم عليه وتصويره، لحد المشاهدات، وسيكون مبررة وقتها “شاهدت ذلك في برنامج مقالب”، وفق استشاري الطب النفسي.
وقد يكون بعض الأشخاص الذين يتعرضون للمقالب “مصابون بأمراض مزمنة مثل الضغط أو السكري”، ووقتها قد يكون أحدهم عرضه للوفاة، حسبما يضيف فرويز.
ويوجه رسالة للقائمين على برامج “المقالب”، قائلا:” من سيقوم بتقليدك لن يختار الضيف أو يتفق معه مسبقا، وسيفعل ذلك بشخص عادي لا ذنب له سوى أنه ضحية لشخص أخر يهوى مشاهدة برامجك”.
وفي سياق متصل، يشير صادق إلى أن برامج المقالب تشهد أحيانا ” تجاوزات تحرج المشاركين وتثير انتقاد الجمهور”.
ومن الممكن كذلك أن يقوم بعض الأشخاص بتقليد هذه المقالب ما قد يقود لمشاكل كبيرة، وفق أستاذ علم الاجتماع.
الحرة
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
حروق وكسور وعضات..الحكم على ذوي طفلة توفيت جرّاء تعذيبهم لها
حُكم بالسجن مدى الحياة الثلاثاء على والدَي الطفلة الإنجليزية الباكستانية الأصل سارة شريف التي قضت بفعل الضرب في أغسطس 2023 بعد تعرضها لسوء المعاملة على مدى سنوات.
وأثارت هذه المحاكمة صدمة في المملكة المتحدة، سواء بسبب العنف الذي تعرضت له الطفلة البالغة 10 سنوات أو الفرص الضائعة التي كانت لتنقذها.
وقال القاضي في محكمة أولد بيلي في لندن "ليس من المبالغة وصف ما تعرضت له الطفلة بالتعذيب".
ولأكثر من ساعة، شرح القاضي حيثيات قراره، موضحا بالتفاصيل الأفعال "البشعة" التي واجهتها الطفلة.
ولا يمكن إطلاق سراح والدها عرفان شريف (43 عاما) إلا بعد قضائه 40 عاما في السجن.
أما زوجته بيناش بتول (30 عاما) فستبقى مسجونة لـ33 عاما على الأقل.
وأدين عمّ الطفلة فيصل مالك (29 عاما) الذي عاش مع الزوجين في ووكينغ (جنوب غرب لندن) لثمانية أشهر، بتهمة "التسبّب في قتلها أو جعلها ممكنة"، وحكم عليه بالسجن 16 عاما.
وبُث الحكم مباشرة على التلفزيون، وهو أمر نادر في بريطانيا.
وندد القاضي بـ"الدرجة التي لا يمكن تصوّرها من قسوة" المتهمين الذين "لم يظهروا ندما حقيقيا".
وأشار إلى أن سارة تلقت معاملة "كما لو كانت بلا قيمة. لقد عانت من هذا العنف أكثر من الأولاد الآخرين في المنزل لأنها فتاة من أم أخرى. وكانت في حالة رعب دائمة".
وكشف تشريح لجثة الطفلة التي توفيت في 8 أغسطس 2023، عن تعرّضها لنحو مئة إصابة داخلية وخارجية، بينها رضوض في الرأس وكسور متعددة وكدمات وندبات، بالإضافة إلى علامات حروق، منها بالمكواة، وآثار عضات بشرية.
وكان عرفان شريف وبيناش بتول وفيصل مالك اشتروا بعد ساعات من وفاة الطفلة، تذاكر سفر إلى باكستان وانتقلوا إليها مع أبنائهم الآخرين وتركوا جثتها على السرير في منزلهم.
واتصل عرفان شريف من باكستان بالشرطة الإنجليزية، قائلا إنه عاقب ابنته "وفقا للقانون" لأنها "كانت شقيّة".
وبعد تواريهم شهرا، عاد الثلاثة إلى لندن في 13 سبتمبر 2023، فأوقفتهم الشرطة في الطائرة.