نص شكوى السودان ضد دولة الامارات لمجلس الامن الدولي
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
(سونا)- تنشر وكالة السودان للانباء"سونا" نص شكوى السودان لمجلس الامن الدولي حول العدوان الإماراتي على شعب السودان وسيادته وسلامته الإقليمية واستقلاله السياسي:
بسم الله الرحمن الرحيم
جمهورية السودان
البعثة الداعمة لدى الأمم المتحدة نيويورك
المندوب الدائم
28-3-2024
صاحب السعادة
بناء على تعليمات من حكومة بلادي أرجو أن أوجه لكريم عنايتكم هذه الرسالة حول العدوان الإماراتي على شعب السودان وسيادته وسلامته الإقليمية واستقلاله السياسي وذلك بناء على المعطيات التالية:
1.
2. في 15 أبريل 2023م، نفذت قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي حينها، هجوماً واسع النطاق على أهداف سيادية وإستراتيجية في العاصمة الخرطوم مستهدفة القضاء على السيد رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وبقية أعضاء المجلس ومن ثم استلام السلطة تنفيذاً لأجندة تدخل خارجية. وعندما فشل الهجوم، تحوّلت المليشيا المتمردة إلى ارتكاب انتهاكات وفظائع بدعم غير محدود من الإمارات العربية المتحدة على النحو الذي توضحه مرفقات هذه الرسالة، فنفذت المليشيا هجمات ممنهجة ضد الدولة وخربت بنيتها التحتية واستهدفت المدنيين بالقتل والنهب والاغتصاب والتشريد واستولت على الأعيان المدنية والمرافق العامة، وذلك في احتقار كامل للقانون الدولي الإنساني وقوانين حقوق الإنسان.
وقد أكد مرصد مراقبة النزاع المسلح في السودان في جامعة ييل الأمريكية، وكذلك رصد الأقمار الصناعية ومصادر أخرى عالية الموثوقية، إن قوات الدعم السريع هي التي بادرت بالهجوم منذ أن أرسلت فرقة عسكرية إلى مطار مروي في شمال البلاد قبل يومين من شن هجومها بالعاصمة وقامت باحتجاز ضباط من مصر كانوا موجودين هناك بموجب اتفاق ثنائي مع حكومة السودان.
3. إن استهداف مليشيا الدعم السريع بهجماتها المتعددة والمتكررة والبالغة الفظاعة ضد المدنيين والعسكريين والمنشآت المدنية والمكونات الاثنية لم يكن ليتطاول في أمده وفظاعاته بدون الدعم الصريح والواضح من الإمارات العربية المتحدة، إما بناءً على تخطيطها أو تحريضها ودعمها المباشر، مما مكن المليشيا من المواصلة في شن هذه العمليات الإجرامية ذات الصفة الإرهابية والتي لم تقتصر على محاولة استهداف وقتل رئيس وأعضاء مجلس السيادة الانتقالي وقلب نظام الحكم الانتقالي عبر وسيلة العنف المسلح فحسب، بل شملت تقوية وتعزيز القوة الحربية لمليشيا الدعم السريع، فضلاً عن رعاية الإمارات للمليشيا بالتمويل والإسناد الدبلوماسي والإعلامي والدعائي واللوجيستي وبالتدخل العلني في حرب لعبت الإمارات دوراً رئيساً في إشعالها عبر حليفها الداخلي مليشيا الدعم السريع، بما يعتبر عملاً من أعمال العدوان المشينة التي أدت إلى مقتل آلاف المدنيين الأبرياء ونزوح وتهجير الملايين من السكان وتعريض الملايين إلى التأثر غير المسبوق بالفجوة الغذائية وانعدام الرعاية الصحية ونقصان الأدوية وتصاعد الشقاء والمعاناة المهولة ووقف عجلة الإنتاج وانهيار الاقتصاد وانتهاكات حقوق الإنسانية وجرائم ترقى للإبادة لعرب دارفور، وتدمير البني التحتية الإنسان وارتكاب جرائم الجماعية ، مثلما وقع بحق وهدم عاصمة البلاد وحواضرها الرئيسة وغيرها من الموبقات والجرائر التي تستوجب الادانة الدولية والردع القانوني.
4. إن مختلف أشكال الدعم السياسي والإعلامي والدبلوماسي والمالي، إلى جانب الإمداد بالسلاح والعتاد وجلب المرتزقة من شتى الدول، الذي قدمته، ولا تزال تقدمه الإمارات لمليشيا الدعم السريع وهي تحارب الجيش الوطني السوداني يشكل نمطاً مستقبحاً من أنماط استعمال القوة المتعارضة مع ميثاق الأمم المتحدة ومع مبادئ القانون الدولي المتصلة بالعلاقات الودية والتعاون بين الدول وفقاً للميثاق. وقد كانت الإمارات تفعل فعلها الأثم والمشين وهي عضو غير دائم بمجلس الأمن والذي هو الجهاز الذي أسند إليه الميثاق مهمة حفظ السلم والأمن الدوليين، وهو سنام مقاصد الأمم المتحدة. وقد شكلت أفعال دولة الإمارات تهديداً جدياً للسلم الإقليمي والدولي وضرباً من ضروب أعمال العدوان والإخلال المربع بالسلم وانتهاكاً صارخاً لسيادة السودان، كما مثلت أيضاً أفدح صور التدخلات غير المشروعة، بل وأخطرها وهي التدخلات العدوانية التي تهدد السيادة والسلامة الإقليمية وحرية الشعوب واستقلالها ورفاهها. كما أن مسلك الإمارات ينتهك قرار مجلس الأمن رقم 1591 الصادر في عام 2005م، وهو قرار أضر بتوازن القوى العسكري في دارفور لصالح الجماعات المسلحة المارقة، مثل الدعم السريع، وأدى إلى إضعاف القدرات العسكرية للقوات المسلحة مما شجع الحركات المتمردة والعابرة للحدود على الإخلال بالأمن والاستقرار. فضلاً عن ذلك، تنتهك أعمال العدوان التي تقوم بها الإمارات العربية المتحدة القواعد الراسخة للقانون الدولي العرفي مثلما تنتهك كذلك المادة (8) من ميثاق جامعة الدول العربية التي تقرأ: " تحترم كل دولة من الدول المشتركة في الجامعة نظام الحكم القائم في دول الجامعة الأخرى، وتعتبره حقاً من حقوق تلك الدول وتتعهد بأن لا تقوم بعمل يرمي إلى تغيير ذلك النظام فيها".
. 5. إن القانون الدولي والممارسات الراسخة للدول تؤكد على عدم مشروعية استعمال القوة المسلحة للاعتداء على إقليم أية دولة أو إخضاعها ولو مؤقتاً لاحتلال وعدوان عسكري غير مباشر مثلما تقوم به الإمارات حالياً تجاه السودان، أو القيام بأي تدبير من تدابير القوة الغاشمة لخرق ميثاق الأمم المتحدة، وبهذا تدخل تصرفات الإمارات تحت طائلة الحرب العدوانية التي يستدعي الواجب دعم حكومة السودان لقمعها حتى لا تكون سابقة تمر دون مساءلة وحساب. إن تكييف الأفعال والتصرفات الحالية للإمارات في السودان على أنها فعلاً صريحاً من أفعال العدوان يتماشى وينسجم مع التعريف الذي أقرته الجمعية العامة للعدوان في قراراها رقم 3314 لسنة 1974، حيث تم تعريف العدوان على أنه استعمال القوة المسلحة من قبل دولة ضد سيادة دولة أخرى، أو سلامتها الإقليمية، أو استقلالها السياسي، أو أي وجه آخر لا يتفق مع ميثاق الأمم المتحدة"
. 6. إن دولة الإمارات، وبدعمها النشط منذ بداية الحرب في السودان في 15 أبريل
2023م لمليشيا الدعم السريع، ارتكبت خرقاً فادحاً للميثاق بما يمثل بحد ذاته بينة كافية مبدئياً على ارتكابها عملاً عدوانياً بحق السودان، فالبند (ز) من قرار الجمعية العامة المذكور آنفاً يعتبر عدواناً أي فعل من قبيل "إرسال عصابات أو جماعات مسلحة أو قوات غير نظامية أو مرتزقة من قبل دولة ما أو باسمها تقوم ضد دولة أخرى بأعمال من أعمال القوة المسلحة تكون من الخطورة بحيث تعادل الأعمال المتعددة أعلاه، أو اشتراك الدولة بدور ملموس في ذلك"، كما أن المادة (5) من القرار المذكور تعتبر الحرب العدوانية جريمة ضد السلام الدولي تترتب عليها مسؤولية دولية. لذا، فإن حالة العدوان غير المباشر من الإمارات تجاه السودان قد تحققت بإرسال عصابات أو جماعات مسلحة أو قوات مرتزقة من دول إقليمية إلى السودان، وهي بالتالي قد ارتكبت جريمة ضد السلام الدولي تندرج تحت اختصاص المحاكم الدولية المختصة. لقد تم تجريم الحرب العدوانية في المواثيق والصكوك الدولية التالية، على سبيل المثال: معاهدة فرساي (1919م)، ديباجة ميثاق المساعدة المتبادلة (1923م)، ميثاق بريان )4( كيلوج - باريس (1928)، ميثاق الأمم المتحدة (1945م) في المواد (1) و والمادتين (34) و (51) من الفصل السابع، قرار الجمعية العامة 3314 المؤرخ في 14 أكتوبر (1974) بشأن تعريف جريمة العدوان والمادة (8) من النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
7. إن أطراف العدوان على السودان تتكون من دولة الإمارات، تحريضاً ودعماً وإسناداً وتمويلاً، والدعم السريع تنفيذاً، وتشاد، معبراً للسلاح والمقاتلين المرتزقة. إن تشاد، بتأثير من الدعم المالي والعسكري الذي تلقته من الإمارات عمدت إلى إتاحة أراضيها، سيما مطاري أم جرس وأبشى، لنقل الأسلحة والمعدات والعتاد وإخلاء جرحى مليشيا الدعم السريع إلى مستشفى الشيخ زايد العسكري في أبو ظبي، ذلك عبر استقبال رحلات جوية منتظمة تم رصدها من قبل الأجهزة السودانية، إلى جانب فريق خبراء الأمم المتحدة المعني بدارفور ووسائل إعلام عالمية وأمريكية مرموقة. إلى جانب ذلك، بحوزة السودان ما يؤكد تدفق الأسلحة والمقاتلين من جمهورية أفريقيا الوسطى إلى السودان بما يفاقم هذه الحرب العدوانية، إن إتاحة تشاد لأراضيها، وأستغلال المليشيا للمناطق الحدودية بين أفريقيا الوسطى وتشاد التي تنشط فيها مجموعة سيليكا، كي تستخدم في العدوان على السودان يتنكر لأسس وقواعد حسن الجوار والمبادئ الإتحاد الأفريقي المنصوص عليها في القانون التأسيسي للاتحاد، وبوجه خاص الهدف المنصوص عليه في المادة 3 (ب) من أهداف الاتحاد الأفريقي والتي تنص على "الدفاع عن سيادة الدول الأعضاء ووحدة أراضيها واستقلالها"، وكذا المبدأ المنصوص عليه في المادة 4 (ز) التي تشير إلى عدم تدخل أي دولة عضو في الشئون الداخلية لدولة أخرى".
. 8. إن المسلك العدواني الذي جسده موقف دولة الإمارات من الحرب في السودان منذ أبريل 2023 حتى هذه اللحظة والمتمثل في تجنيد وتحشيد المرتزقة وتقديم الأسلحة والسيارات العسكرية المسلحة والمسيرات والمؤن والأغذية والذخيرة وغيرها من أصناف الدعم الحربي، ينهض دليلاً على علم الإمارات علم اليقين أنها حينما فعلت ذلك كانت وهي عضو غير دائم بمجلس الأمن، تعي التالي: إنها تخطط لعمل عدواني مسلح وتدعم فريق مسلح عسكري يناهض الدولة وحكومة السودان ليقوم بتنفيذ ذلك المخطط.
أن القائمين على ذلك العدوان والتدخل في الشأن الداخلي السوداني من دولة الإمارات كانوا مسؤولين في وضع يمكنهم من التحكم فعلاً في العمل السياسي والعسكري للدولة أو توجيهه.
إن الإمارات تعلم علم اليقين، وهي عضو بمجلس الأمن، أن ارتكاب العمل العدواني المتمثل في استعمال القوة المسلحة من جانبها ضد سيادة دولة السودان وسلامته الإقليمية واستقلاله السياسي، أو بأي صورة أخرى يشكل بحكم طابعه وخطورته ونطاقه انتهاكاً صريحاً وواضحاً لميثاق الأمم المتحدة.
إن خطورة الأعمال العدوانية واتساع نطاقها والاستخدام غير المشروع للقوة وما سببه من دمار هائل للأنفس والأرواح والبنية التحتية والمرافق والأعيان المدنية والأسواق والمنشآت الحكومية والبنايات ودور العبادة والكنائس والأضرحة، وما تسبب فيه من انقطاع للخدمات وتوقف دولاب العمل ونهب السيارات والمصارف وتدمير المصانع ومواقع الإنتاج، وما لازمه من جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وإبادة وعنف جنسي واغتصاب، فضلاً عن الفجوة الغذائية منقطعة النظير، وكافة عواقب تلك الأعمال العدوانية تثبت بدون حاجة لمزيد إثبات الانتهاك المتعمد الميثاق الأمم المتحدة وانتهاك السلم والأمن الدوليين، وذلك من طبيعة وخطورة ونطاق ذلك العدوان المسلح.
9. بناءً على ما سبق، يصبح من الضروري قيام مجلس الأمن باتخاذ ما يلزم لإجبار دولة الإمارات على الامتناع الفوري عن تقديم الرعاية والدعم والإسناد لمليشيا الدعم السريع الإجرامية، فقد كانت دولة الإمارات تفعل ذلك وهي عضو بمجلس الأمن مما يقوّض ثقة الأسرة الدولية في هذا الجهاز الدولي المهم ويؤسس لضرب من ضروب الفوضى في النظام الدولي. إن السودان يحتفظ بكامل حقه في الدفاع عن نفسه وفي ابتدار إجراءات التقاضي الدولي بما يكفل التعويض وجبر الضرر عن الخسائر التي تسبب فيها العدوان الإماراتي وتقديم المسئولين عن ذلك للمساءلة الدولية. إن ميثاق الأمم المتحدة، سيما الفقرة 2 من المادة (4)، يشكل اتفاقية دولية تجسد إطاراً دستورياً وسياسياً يكفل حق الدفاع الفردي وحق الدفاع الجماعي للحفاظ على السلامة الإقليمية للدول واستقلالها السياسي ولقد أكد الميثاق على نزوع المنظومة الأممية لتشكيل منظمات إقليمية بهدف الدفاع عن إقليم الدولة ضد العدوان الخارجي لتكريس التفاعل بين العالمية والإقليمية المتمثلة في المادة (51) من الميثاق، وأن الميثاق بناء على نصوصه الصريحة وكتابات علماء القانون الدولي البارزين ومقاصد الآباء المؤسسين يمنح الدول التي تواجه عدواناً حق الدفاع عن النفس المستدام وغير المنقطع الصيرورة إلى حين صد ذلك العدوان وبالأخص عند تقاعس المجتمع الدولي عن مديد العون للدولة الضحية والمستهدفة لأنها بذلك الفعل إنما تعمل إلى إعادة التوازن للسلم والأمن الدوليين، كما يحق لتلك الدولة الاستنصار بأي دولة أخرى تقبل دعوتها وليس بالضرورة أن تكون تلك الدعوة منسجمة مع نظام الأمن الجماعي المضمن في الميثاق، طالما توفرت شروط وقوع الهجوم المسلح وطلب المساعدة من الدولة المستهدفة إعمالاً لحق الدفاع عن النفس لوقف العدوان الذي تسبب في انتهاك السلم وتقويض الأمن الإقليمي والدولي.
. .10 لذا، فإن بوسع المجلس اتخاذ التدابير التالية:
التنديد علناً بعدوان دولة الإمارات على السودان وشعبه، وتسميتها صراحة ومطالبتها بشكل حازم بالكف عن التدخل في الشئون الداخلية للسودان والوقف الفوري لتجنيد المرتزقة وقطع الدعم العسكري واللوجستي والإمدادات والمؤن إلى مليشيا الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها.
الطلب إلى دولة الإمارات جبر الأضرار والتعويض عن الخسائر التي تسبب فيها هجوم مليشيا الدعم السريع المدعومة من قبلها، وفقاً لمبادئ القانون الدولي المتصلة بمسئولية الدول عن الأفعال غير المشروعة دولياً. الطلب إلى تشاد، وهي ظلت فعّالة في تنفيذ مخطط العدوان على السودان عبر التغاضي عن عمليات التجنيد للمقاتلين الشباب في أراضيها لتعزيز المجهود الحربي لمليشيا الدعم السريع، والسماح للمرتزقة بالمرور عبر أراضيها وإتاحة أراضيها لاحتضان المقاتلين وإيواء الجرحى ونقل الأسلحة والمؤن والعتاد الحربي إلى الدعم السريع في دارفور وغيرها بالكف عن ذلك بشكل فوري وتعزيز القوات المشتركة لحماية الحدود بين البلدين. ذلك الطلب يمتد ليشمل أفريقيا الوسطى.
أيضاً.استخدام مجلس الأمن للأدوات الأخرى المتاحة له للجم العدوان الإماراتي على السودان، وبما يتوافق مع نصوص المواد 41 و 42 من ميثاق الأمم المتحدة. أرجو من معاليكم تعميم هذه الرسالة ومرفقاتها على أعضاء مجلس الأمن وإصدارها كوثيقة رسمية للمجلس.
الحارث إدريس الحارث / السفير والمندوب الدائم لجمهورية السودان لدى الأمم المتحدة
معنون إلى كازويوكي يامازاكي/ رئيس مجلس الأمن
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الإمارات العربیة المتحدة لملیشیا الدعم السریع میثاق الأمم المتحدة ملیشیا الدعم السریع العدوان الإماراتی الحرب العدوانیة القانون الدولی أعمال العدوان القوة المسلحة دولة الإمارات على السودان العدوان على من الإمارات بمجلس الأمن فی السودان مجلس الأمن الدفاع عن دولة أخرى من الدول تسبب فی وهی عضو من قبل
إقرأ أيضاً:
خلاف سعودي إماراتي حاد.. ما علاقة الدعم السريع ووكالة الأنباء السودانية؟
يتجدد الخلاف السعودي الإماراتي بشكل متكرر خلال الشهور الماضية حول ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، وهو ما كشفت عنه مذكرة شفوية أرسلتها الرياض إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ترفض فيها رفضاً قاطعاً مذكرة سابقة من أبو ظبي بشأن الخلاف الحدودي
إلا أن خلافا من نوع آخر ظهر في مواقع التواصل الاجتماعي، اشتعل خلال الأيام الماضية، بسبب قوات الدعم السريع في السودان، بعد نشر وكالة السودان للأحداث والأنباء "سينا" خبرا مزعوما حول مقتل 5 عناصر من قوات الدعم السريع السودانية، خلال اشتباكاتهم مع جماعة "الحوثي" اليمنية على الحدود مع السعودية.
الخبر الذي نشرته وكالة "سينا" أثار غضبا سعوديا غير مسبوق، إذ انبرت حسابات سعودية لمهاجمة الإمارات، واتهامها بفبركة الأخبار للإضرار بالمملكة.
واشتاط سعوديون غضبا بعد ترويج الخبر من قبل حساب إماراتي معروف يدعى "يوسف"، ويتابعه أكثر من 100 ألف، علما أنه حساب مختص بالأخبار الرياضية وليست السياسية.
وشارك في الخلاف الجديد، حسابات سعودية معروفة يتجاوز عدد متابعيها مئات الآلاف للحساب الواحد.
على جميع الجماهير الرياضية أن تعي جيدًا من المندسين بينهم تحت ستار الميول الرياضية وهم حسابات خارجية وليست سعودية، هناك حسابات معادية لدينك ووطنك وليست من خلفيتك الاجتماعية وترا بأنك لست على ملتها، ولو أظهرت لك على مدى سنوات حبها لناديك ولو كونوا معك صداقة تحت عذر أنه من جماهير… pic.twitter.com/KEQph5Z3Tu — كولومبوس ???? (@Columbuos) March 14, 2025
وقالت حسابات سعودية إن وكالة "سينا" التي تحاول تضليل الرأي العام من حيث اسمها أولا القريب من الوكالة الرسمية "سونا"، وثانيا من خلال الأخبار التي تنشرها، ممولة من الإمارات وتروج لقوات الدعم السريع في السودان.
واتهمت حسابات سعودية معروفة، الإعلامي الإيراني (الأحوازي) أمجد طه المقرب من الإمارات، بأنه من يدير هذه الوكالة.
ولاحقا، نشرت وكالة "سونا" الرسمية توضيحا تضمن ذات المعلومات، قالت فيه إن "سينا" هي "منصة مزيفة، لا تمثل الدولة، ولا تربطها أي علاقة بالمؤسسات الإعلامية السودانية الرسمية".
وقالت الوكالة إن الإمارات من تقف خلف هذه الوكالة المزيفة، وأوكلت إدارتها لأمجد طه الأحوازي، الحاصل على الجنسية البريطانية، والذي يكتب في صحيفة "إسرائيل اليوم"، علما أن طه من أشد المؤيدين للاحتلال الإسرائيلي
.
"الاصبع الذي يمتدّ إلى بلادي سيتم بتره" .
تفهم ولا نفّهمك بطريقتنا الخاصة ؟ @amjadt25 — سلمان بن حثلين (@S_H_188) March 15, 2025 مرحبا أمجد @amjadt25
—-
تحية طيبة ..
ثاني منشور لهذا الحساب الوهمي كان تسويقه وترويجه عن طريق حسابك، ممكن تأكد لي كونك باحث هل هذا الحساب وهمي أم لا ؟
???? https://t.co/IOs3HZXCkY — حسين الغاوي (@halgawi) March 14, 2025
تصعيد غير مسبوق
وبعد سجال متبادل بين حسابات سعودية وإماراتية، تطور الخلاف ليصل إلى مستوى غير مسبوق، حيث تبادل الطرفان الشتائم، وسخرا من مؤسسي البلدين، الشيخ زايد آل نهيان، والملك عبد العزيز آل سعود.
وتداولت حسابات سعودية صورا قديمة للشيخ زايد، تسخر من وجوده حافيا في الصحراء، فيما نشرت حسابات إماراتية صورا مماثلة للملك عبد العزيز آل سعود.
لا أستغرب من حساب وهمي معايرتنا في قالب المدح بمصطلحات مثل ( حفاة عراة) ، ( بول بعير)، (يعيشون على الهامش). فهي مصطلحات اعتدناها من أهل الأمصار الشعوبية الحاقدة على العرب ، ولكن المستغرب هو متابعة المئات والآلاف لهذا الحساب الوهمي وتصديقهم له، أمر محير وحوله ألف علامة استفهام. https://t.co/z3JtIGzifa — خالد السميطي (@alsumaity) March 15, 2025 الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله، غير قابل لمقارنته مع أي شخصية أخرى، سواءً في التاريخ القديم، أم في التاريخ المعصر. https://t.co/2AuO2ys1R6 — يوسف أباالخيل (@YabalkheiL) March 17, 2025
وقالت حسابات سعودية إن الإمارات بلد منبوذ عربيا، وليس له تاريخ، ويشارك في كل ما هو ضد الشعوب، مذكّرين بموقفها المعارض للمملكة في حربي السودان واليمن.
فيما اتهمت حسابات إماراتية، الحكومة السعودية بأنها راعية للإرهاب، وهي من ساهمت بإنشاء التنظيمات الجهادية في السابق، وهددت بأن الإساءة للشيخ زايد مرفوضة.
الدولة الوحيدة التي ليس لها تاريخ هي #الامارات .. — أبو فزاع????????1727???? (@1727_300year) March 14, 2025 هناك دولة خليجية لا الخليج يودهم ولا العرب يبونهم والعالم يجاملهم محد يحبهم الا غاسلي الاموال و زوار البارات والسرقة والمخلوعين والمطرودين! — ياسر الطريفي. (@y2sir__) March 14, 2025 لتعرف عشقهم وراء كل حركات انفصال في المنطقة، هم يريدون فقط ان يختبئون وراءها ويجندون المرتزقة منها ويمررون مشاريعهم.
هذا غباء يا صاحبي ولا دهاء قط ؟ .. — بن عويد #2030 ???????? (@fdeet_alnssr) March 15, 2025 ليس من مصلحتكم أن يتحول المزاج العام للشعب ضدكم، فأنتم حقيقة منبوذين ومكروهين عربيا وإسلاميا باستثناء المرتزقة والمأجورين، ولولا تعلقكم بأقدامنا والتستر تحت عباءتنا ما لما أبقى لكم العرب والمسلمون كرامة. بل إننا نتحمل عار الارتباط معكم في بعض الملفات السياسية حتى طالتنا الاساءة!! — مشعل الخالدي (@meshaluk) March 15, 2025 كل شيء يهون .. الى ان يصل لـ زايد وابناءه !
هنا تتوقف حدود الصبر ..
وتنتهي خطوط التجاوز
زايد مب مجرد اسم نفاخر فيه ، زايد كرامة وطن وهوية شعب ومن يتجرأ عليه فكأنه يتجرأ على قلوب كل الإماراتيين!
احفظ مكانتك.. واعرف حدك pic.twitter.com/vwrWFKy7gD — بُوجسيم (@bujsem) March 15, 2025 للشيخ زايد رحمة الله عليه رمزية خاصة ومكانة عالية في نفوس المسلمين والعرب والخليجيين، الرجل لم نرى او نسمع منه في حياته الا كلمات المحبة لكل البشر وكان يحرص على فعل الخير وكان أباً لكل العرب فلماذا يتم اقحام اسم زايد رحمه الله وهو عند ارحم الراحمين في قضايا اليوم ؟ — راشـد (@_iRashid_) March 15, 2025
"زعيم المنطقة"
الرد الإماراتي على الهجمة السعودية العنيفة، كانت عبر الترويج لتغريدات تعتبر الرئيس محمد بن زايد هو زعيم المنطقة، والحاكم الأكثر فاعلية وأهمية في الشرق الأوسط.
ونشرت حسابات إماراتية صورا أخرى تظهر ابن زايد إلى جانب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، مع عبارات تشير إلى أن الثلاثة هم من يقود المنطقة، في تجاهل صريح للسعودية وولي عهدها الأمير محمد بن سلمان.
فيما ذكرت حسابات أخرى، أن الحسابات الرياضية التي هاجمها السعوديون، تحملت ضريبة "الدفاع عن الوطن" داعين إلى دعمها تخوفا من إغلاقها من قبل إدارة "إكس" بسبب البلاغات عليها.
زعيم الشرق الاوسط
???????????? pic.twitter.com/DypICmbj2T — سيف (@saifcaio) March 15, 2025 بعد عزم ترامب بتهجير اهالي غزة الى الخارج بحجة اعادة الإعمار والبناء
مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة وقفوا في وجهة ضد القرار حتى تراجع عن فكرته
زعماء الشرق الأوسط الحمدلله على وجودكم ???????????????????????? pic.twitter.com/FCoA4VY82r — ٰ (@KFA7I) March 14, 2025 حملة من الذباب الالكتروني ضد حسابات مغردين اماراتيين مهتمين بالرياضة ذنبهم الوحيد هو دفاعهم عن وطنهم دولة الامارات .. @KFA7I @y0uxf @bujsem
3 مغردين صادقين .. هزوا كيانات اعلامية (غير رسمية) بكل مغرديها وحملاتها وفبركاتها ضد دولة #الامارات . — رشّـاش (@shsm_) March 15, 2025
تدخل رسمي
في وقت لاحق، بادرت الحكومة الإماراتية إلى التدخل لتهدئة العاصفة المشتعلة بين المغردين السعوديين والإماراتيين في "إكس"
وفي بيان له، أكد المكتب الوطني للإعلام على أهمية التزام جميع مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في الدولة بالقيم والمبادئ التي تعكس سياسات الدولة ونهجها القائم على الاحترام والتسامح والتعايش.
وشدد المكتب على ضرورة "مراعاة الضوابط الأخلاقية والقانونية عند استخدام المنصات الرقمية، وضرورة الامتناع عن نشر أي محتوى قد يتضمن إساءة أو انتقاصاً من الثوابت والرموز الوطنية، أو الشخصيات العامة، أو الدول الشقيقة والصديقة ومجتمعاتها".
وقال رئيس المكتب، عبد الله آل حامد، إن "أخلاق الوالد المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه، ستظل نهجاً راسخاً ونبراساً لأبناء الإمارات، نقتدي بها في أقوالنا وأفعالنا.. في عالم التواصل الاجتماعي، علينا أن نتمسك بهذا الإرث الخالد، فحكمته تعلمنا الكلمة الطيبة، وتواضعه يغرس فينا الاحترام، وكرمه يحفزنا على العطاء".
في حين لم يشار ك من الطرف السعودي لتهدئة الأمور، سوى المستشار في الديوان الملكي، ورئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ.
ونشر آل الشيخ عدة تغريدات تتغزل بالشيخ زايد آل نهيان، وتدعو المغردين في "إكس" إلى الترفع عن هذا المستوى من التراشق.
أخلاق الوالد المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه، ستظل نهجاً راسخاً ونبراساً لأبناء الإمارات، نقتدي بها في أقوالنا وأفعالنا.. في عالم التواصل الاجتماعي، علينا أن نتمسك بهذا الإرث الخالد، فحكمته تعلمنا الكلمة الطيبة، وتواضعه يغرس فينا الاحترام، وكرمه يحفزنا على العطاء. لنكن سفراء… — Abdulla M Alhamed (@AMB_Alhamed) March 16, 2025
#المكتب_الوطني_للإعلام يؤكد ضرورة التزام مستخدمي وسائل #التواصل_الاجتماعي بالقيم والسياسات الوطنية#إنفوجرافيك_وام https://t.co/SYui1SvzaA pic.twitter.com/fGtKOdfRp5
— وكالة أنباء الإمارات (@wamnews) March 16, 2025من مثل زايد ????????❤️???????? pic.twitter.com/bJX4xvWUVA
— TURKI ALALSHIKH (@Turki_alalshikh) March 15, 2025العلاقات الخليجية اعمق من اي شي … علاقات دين ودم وعادات وتقاليد ونسب واخوة … لا تعتقد انك تدافع عن بلدك بالاساءة للاخرين … من المعيب ان نرى أي إساءة وخاصة في هذا الشهر الكريم … قال صلى الله عليه وسلم : (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء) … من مصلحة من زراعة…
— TURKI ALALSHIKH (@Turki_alalshikh) March 16, 2025مبادرات هشة
يقر المغردون الإمارتيون والسعوديون، أن المبادرات الصادرة عن مسؤولين في البلدين، لوقف التراشق الإعلامي، هشة، ولا يعتد بها.
وبعد يوم كامل من دعوة عبد الله آل حامد، وتركي آل الشيخ، مواطني بلديهما للتوقف عن الإساءة لبعضهما، لم يتوقف التراشق، ولا تزال وتيرته متصاعدة.
وفي آب/ أغسطس الماضي، أطلق عبد الله آل حامد، تبعه تركي آل الشيخ، مبادرة تهدف إلى كبح جماح الحسابات التي تحمل أسماء وهمية، وتسيء إلى البلدين.
إلا أن دعوة آل حامد التي حظيت بإشادة خليجية رسمية، لم تنجح، وعاد التراشق الإعلامي بين حسابات سعودية وإماراتية عقب أسابيع من المبادرة.
"فتور ملحوظ"
تمر العلاقات السعودية الإماراتية على المستوى الرسمي بفتور ملحوظ، رغم عدم وجود أي خلاف معلن على المستوى الرسمي.
ومنذ نحو عامين، انخفض مستوى الزيارات الرسمية بين قادة البلدين، وهو ما دفع وسائل إعلام غربية إلى الحديث عن وجود خلافات عميقة غير معلنة بين الرئيس الإماراتي محمد بن زايد، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وبدا جليا أن أزمتي اليمن والسودان سببتا شرخا كبيرا في العلاقة بين الرياض وأبو ظبي، إذ تدعم الإمارات المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، وقوات الدعم السريع في السودان، في الوقت الذي تسعى فيه المملكة إلى فرض دبلوماسيتها في الخرطوم، ودحض مساعي الانفصال جنوب صنعاء.
ومع مطلع العام 2024، تجدد خلاف قديم بين السعودية والإمارات، يتعلق بمحمية الياسات البحرية، المتنازع عليها بين البلدين.
ويعود الخلاف التاريخي بين البلدين إلى سنوات طويلة، فبالرغم من توقيع اتفاقية جدة عام 1974، والتي قضت بتنازل السعودية عن جزء من واحة البريمي، مقابل تنازل الإمارات عن 50 كم من ساحلها، وتنازلها عن حقل الشيبة النفطي (ينتج نحو 500 ألف برميل يوميا)، فإن الخلافات استمرت بين الطرفين.
واتهمت الرياض في خطاب موجه للأمم المتحدة أبوظبي بالتعدي على حدود المملكة، عبر إصدار السلطات الإماراتية مرسوما أميريا عام 2019، يعلن الياسات “منطقة بحرية محمية”.
وأكدت السعودية رفضها هذا الإعلان، وأنه لا يعتد به ولا تعترف به، ولا تعترف بأي أثر قانوني له، مبينة أنها تتمسك بحقوقها ومصالحها كافة، وفقا للاتفاقية المبرمة بين البلدين في العام 1974 والملزمة للبلدين وفقا للقانون الدولي.
فيما ردت الإمارات في أيار/ مايو الماضي، برسالة إلى الأمم المتحدة قالت فيها إنها "لا تعترف للسعودية بأي مناطق بحرية أو حقوق سيادية أو ولاية بعد خط الوسط الفاصل بين البحر الإقليمي لدولة الإمارات والبحر الإقليمي للسعودية المقابل لمحافظة العديد".