رشان اوشي: منبر جدة… حميدتي أفرغ مسدسه!
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
أمراً واقعاً.. اندلعت الحرب و أصبح السودان في مرمى النار الفوضوية، التي كان المحور الإقليمي وحلفاؤه يجمعون حطبها و يوقدون نارها.
عند بدايتها كان الجيش في موقف حرج للغاية، وكان من ضمن خيارات قيادته هي التفاوض عسى ولعل يجدون مخرجاً يكفي السودانيين شر التشرد والنزوح، ولكن بعد أن فعلت المليشيا كل شئ معقول وغير معقول، فما الذي يجبر الجيش على التفاوض وتوقيع عقد إذعان؟…
عندما استجاب الجيش ل “منبر جدة” الأمريكي_السعودي، كان مسدس “حميدتي” مليئاً بالطلقات التي تمنحه قدراً من القوة لمحاولة الاجهاز على خصومه الواحد بعد الآخر، أو ارغامهم على تقديم تنازلات في اسوأ الاحتمالات، غير أن للأقدار لعبتها غير المحسوبة في توقيتها و ثقلها، فإذا بالوضع الميداني يتغير، ويتحول إلى بداية لانهيار متسارع، وإلى إفراغ مسدسه من طلقات كثيرة لم تصب أهدافها.
هناك ضغوط غربية على قيادة الجيش لاستئناف “منبر جدة” في أبريل القادم، وبالطبع لن يرفضها الجيش لأن التفاوض إحدى آليات حسم المعركة، ولكن ماهي الأجندة التي سيتم التفاوض عليها، وهل سيقفز المنبر على اتفاق المبادئ الموقع في مايو/ ٢٠٢٣ م؟.
وضع الجيش أجندته واضحة أمام الشعب، وصرح بها نائب القائد العام “شمس الدين كباشي” بالقضارف، موضحاً بأن أجندة الجيش التي سيقدمها لاي مبادرات تفاوض تتلخص في: “الانسحاب من المدن المحتلة، إخلاء منازل المواطنين والأعيان المدنية، تعويض الملايين من المواطنين الذين نهبت ممتلكاتهم الخاصة، إعمار البنى التحتية التي دمرتها المليشيا”.
السؤال المحوري، هل ما زال “حميدتي” يملك السيطرة الكاملة على عصابات النهب المسلح التي تجتاح المدن والقرى لأغراض النهب والسرقة؟، بالطبع (لا)، فقد انفرط العقد من يده، هو اليوم ينام منهكاً، هذه أقسى الحروب التي خاضها منذ تأسيس المليشيا في العام ٢٠١٣ م، كانت محاربة حركات دارفور أسهل، عناوينها معروفة، يمكن قصم ظهرها، ضرب معسكراتها وإحراق قرى حواضنها الاجتماعية، يمكن إرغامها على تجرع سم الهزيمة، ولكن مواجهة القوات المسلحة السودانية حرب لا تشبه ما سبق، هو الجيش الذي حارب لخمسين عاماً ولم يهزم.
“حميدتي” الآن يتجرع سم الهزيمة، التي لن تجعله مؤهلاً لإملاء شروطه، الان يتفقد الأرقام، مئات القتلى من الضباط والجنود ومعهم آلاف الجرحى والمعوقين، خسائر مالية رهيبة، وإذا استمر في إصراره على القتال ومهاجمة المدن، سيواجه خلال الفترة القادمة الآلاف من الشباب السوداني الذين أكملوا جرعات التدريب بمعسكرات المقاومة الشعبية، وسيبدأ زحفهم على بيوتهم المحتلة.
خلاصة القول هي: صحيح أن السودان يعيش بأزمات متفجرة، ولكن لم يعد في الوقت متسع لأن تلتقط المليشيا أنفاسها لفرض واقع تفاوضي لصالحها، ولن تستطيع واشنطن إيقاف الحرب، ولجم مليشيا “حميدتي”.
محبتي واحترامي
رشان اوشي
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
نادي سيدات الفكر الأدبي: منبر المبدعات في الأدب والثقافة
البلاد : متابعات
خلال رحلة البحث عن منصة أدبية تجمع المبدعات، وتوفر لهنّ بيئة حاضنة لهوايتهنّ، ولدت فكرة تأسيس نادي “سيدات الفكر الأدبي”، هذا النادي الذي بدأ كحلم صغير، ثم تحول إلى واقع ملموس بفضل دعم البوابة الوطنية للهوايات “هاوي” إحدى مبادرات برنامج جودة الحياة تحقيقاً لمستهدفات رؤية المملكة 2030.
يعود الفضل في تأسيس النادي، بحسب العنود العتيبي قائدة النادي، إلى إحدى أعضائه التي اقترحت بوابة “هاوي” كخيار مثالي لتحقيق هذا الحلم. وبالفعل في أكتوبر عام 2023 تأسس النادي وانطلق برؤية طموحة تهدف إلى دعم المبدعات في المجالات الثقافية والأدبية، وتوفير بيئة حيوية تجمع أرباب الفكر والمعرفة.
نمو متسارع ودعم من “هاوي”
تؤكد العنود العتيبي، أن النادي بدأ بعشرة أعضاء فقط، لكن الرؤية الطموحة والجهود المبذولة أثمرت عن زيادة العدد إلى 47 عضو.
ورغم هذا النمو المتسارع، حرص النادي على اختيار أعضائه وفق معايير محددة تضمن فعاليتهم وتعاونهم، مما أسهم في تحقيق أهداف النادي بشكل أفضل.
وحول دور بوابة “هاوي” في دعم النادي تقول العتيبي: لعبت بوابة “هاوي” دوراً محورياً في نجاح نادي “سيدات الفكر الأدبي” من خلال تقديمها الدعم اللازم للنادي عبر توفير منصة إلكترونية سهلت التواصل بين الأعضاء، ومكنته من الوصول إلى شريحة واسعة من المهتمات بالثقافة والأدب، كما ساهمت البوابة في تقريب المسافة بين النادي والجهات الأخرى ذات الصلة، مما فتح آفاقاً جديدة للتعاون والشراكة”.
فعاليات متنوّعة وأهداف طموحة
وتضيف العتيبي:” منذ انضمامه إلى بوابة “هاوي”، شهد النادي تحولاً نوعياً في أنشطته وبرامجه. فقد زادت وتيرة الفعاليات الثقافية والأدبية التي ينظّمها، خاصة في المناسبات الوطنية والأيام العالمية، مثل الندوات والأمسيات الشعرية واللقاءات التثقيفية وجلسات مناقشة الكتب، كما توسعت قاعدة النادي لتشمل مناطق مختلفة من المملكة، حيث بات النادي يخدم حالياً مناطق الرياض والشرقية والقصيم، ويهدف إلى التوسع في مناطق أخرى في المستقبل”.
يسعى نادي “سيدات الفكر الأدبي” لتحقيق أهداف طموحة في المستقبل، بحسب قائدة النادي التي تؤكد أنهم يطمحون إلى توسيع قاعدة عضويته وزيادة عدد برامجه، حيث يهدف النادي إلى خدمة جميع بنات الوطن من كافة المناطق، كما يسعى إلى تعزيز التعاون مع الجهات المعنية بالثقافة والأدب، وتطوير برامج تدريبية متخصصة لتطوير مهارات الأعضاء.