ليست قمة عادية بين قطبين عالميين، والظروف الدولية والإقليمية وحتى ظروف الطبيعة المحيطة بها أبعد ما تكون عن العادية.

 في ظل هذا الواقع تفتح روسيا والقارة السمراء من "عاصمة الأباطرة" و"لؤلؤة روسيا الشمالية" الأفق أمام شراكة استراتيجية استثنائية. حاول الغرب وعلى رأسه واشنطن جاهداً منع هذا القمة، وضغط بكل قوة لإفشالها، لكنه هو من فشل.

وفي سياق الشراكة الاستراتيجية، تؤكد روسيا على لسان الرئيس فلاديمير بوتين استعداداها لدعم القارة الإفريقية على كافة المستويات. بدءأً بدعم انضمام الاتحاد الافريقي إلى كافة المنظمات الرائدة، وصولاً إلى تزويدها بما يلزمها من مواد غذائية وحبوب وأسمدة، لا بل أيضاً بالمجان للدول الأكثر احتياجاً. لم تعتد القارة السمراء على شراكات من هذا النوع، لذا لا شك في أنها تعول كثيراً على دفع العلاقات مع موسكو قدماً، في عالم يتجه بسرعة نحو تعددية، ستكون إفريقيا أحد أقطابه.

Your browser does not support audio tag.

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا إفريقيا فلاديمير بوتين قمة روسيا إفريقيا

إقرأ أيضاً:

كيف غيرت حرب الأفيون الثانية مستقبل الصين؟

كانت حرب الأفيون الثانية (1856-1860) واحدة من أهم المحطات التي غيرت مسار التاريخ الصيني، حيث أدت إلى زيادة التدخل الأجنبي، وإضعاف سيادة الصين، وفرض معاهدات غير متكافئة عليها. لم تكن هذه الحرب مجرد صراع عسكري، بل كانت بداية لانحدار الإمبراطورية الصينية وفتح الباب أمام النفوذ الغربي الذي استمر لعقود.

الأسباب: بين التجارة والاستعمار

بدأت الحرب بسبب إصرار بريطانيا وفرنسا على استمرار تجارة الأفيون، التي كانت تدر أرباحًا ضخمة على التجار الأوروبيين بينما تسببت في انتشار الإدمان داخل الصين. حاولت الحكومة الصينية الحد من هذه التجارة لحماية مجتمعها، لكن ذلك قوبل بمعارضة شديدة من الدول الغربية. جاءت الشرارة المباشرة للصراع عندما احتجزت السلطات الصينية سفينة بريطانية عام 1856، وهو ما استغلته بريطانيا وفرنسا كذريعة لشن الحرب وإجبار الصين على تقديم مزيد من التنازلات.

نتائج الحرب: خسائر فادحة للصين

بعد الهزيمة الصينية، فُرضت عليها معاهدة تيانجين (1858) ثم معاهدة بكين (1860)، التي تضمنت شروطًا قاسية، من بينها فتح موانئ صينية إضافية أمام التجارة البريطانية والفرنسية، وإضفاء الشرعية على تجارة الأفيون، مما زاد من حالات الإدمان داخل المجتمع الصيني، والتنازل عن شبه جزيرة كولون لصالح بريطانيا، مما زاد من سيطرة البريطانيين على هونغ كونغ، ومنح حرية التنقل للمبشرين المسيحيين في الصين، مما أدى إلى اضطرابات دينية واجتماعية.

أصبحت الصين دولة شبه مستعمرة، حيث سيطرت الدول الغربية على اقتصادها وتجارتها دون اعتبار لسيادتها الوطنية. كما تعرضت حكومة أسرة تشينغ لإضعاف كبير، مما أدى إلى فقدان ثقة الشعب بها، وكان ذلك أحد العوامل التي مهدت لسقوطها لاحقًا وقيام الجمهورية الصينية عام 1912.

كان للحرب تأثير اقتصادي كارثي على الصين، حيث ارتفعت واردات الأفيون، مما أدى إلى انتشار الإدمان وتراجع الإنتاجية بين المواطنين. كما تأثرت الصناعات المحلية بشكل كبير بسبب تدفق السلع الأوروبية الرخيصة، مما أضعف الاقتصاد الصيني التقليدي.

أدى النفوذ الغربي المتزايد إلى انتشار مشاعر العداء للأجانب بين الصينيين، وكان ذلك أحد الأسباب التي ساهمت في اندلاع ثورة الملاكمين (1899-1901) ضد النفوذ الغربي في الصين. فقد الكثير من الصينيين الثقة في الحكم الإمبراطوري، وبدأت الأفكار القومية والإصلاحية في الانتشار، مما ساهم لاحقًا في سقوط أسرة تشينغ.

كيف انعكست الحرب على الصين الحديثة؟

اليوم، لا تزال الصين تنظر إلى حروب الأفيون كجزء من “قرن الإذلال”، وهي الفترة التي تعرضت فيها البلاد للتدخلات الأجنبية والاستعمار. يستخدم الخطاب القومي الصيني هذه الحروب كتذكير بأهمية القوة الاقتصادية والسياسية لحماية البلاد من النفوذ الأجنبي، وهو ما يفسر تشدد الصين الحالي في التعامل مع القوى الغربية، خاصة في القضايا التجارية والسيادية


 

مقالات مشابهة

  • وزير التجارة الأمريكي: زيلينسكي طلب تعويضات من روسيا بقيمة 300 مليار دولار
  • وزير التجارة الأمريكي: زيلينسكي طلب ضمانات أمنية وتعويضات من روسيا بقيمة 300 مليار دولار
  • كيف غيرت حرب الأفيون الثانية مستقبل الصين؟
  • نجوم القارة السمراء يواصلون التألق في الدوريات الكبرى
  • أنهت حياة ولاء الشريف.. الجريمة الثالثة من نصيب لينا عبد القوي في “أهل الخطايا”
  • أوروبا تعبر عن خشيتها من سحب أمريكا لجنودها من القارة
  • ستسيطر على دول في ناتو..قطع الدعم الأمريكي لأوكرانيا يقلب الموازين لصالح روسيا
  • الطباطبائي والعامري يؤكدان على تعزيز النفوذ الإيراني في العراق
  • وزير الدفاع الأمريكي يتخذ قرارًا بشأن روسيا قد يهدد الأمن القومي لبلاده
  • بعد الدينار التونسي.. الدينار الليبي يحتل المرتبة الثانية في قائمة أقوى العملات الإفريقية