سرايا - تتعالى الأصوات في الإعلام العبريّ التي تُطالِب بوقف الحرب على قطاع غزّة، ليس من منطلقاتٍ إنسانيّةٍ، ولا بسبب سياسة التجويع والتهجير التي يُمارسها جيش الاحتلال ضدّ الفلسطينيين، بلْ لأنّ أهداف الحرب لم تتحقق بالمرّة، والأهّم من ذلك، أنّها في ظلّ التطورات لن تتحقق بتاتًا.


وفي هذا السياق، نشرت صحيفة (هآرتس) العبريّة مقالاً شدّدّت فيه على أنّه يجِب قول الحقيقة المطلقة: رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يُعرقِل صفقة التبادل مع حماس وإعادة الاسرى الإسرائيليين المحتجزين منذ السابع من أكتوبر الماضي في غزّة، تعني أنّ هذه الخطوة، إعادة الاسرى، هي القشّة التي تقصِم ظهر البعير وتُنهي حياة نتنياهو السياسيّة، على حدّ تعبيرها.



وشدّدّت وسائل الإعلام العبريّة على أنّ (إسرائيل) تراوح مكانها في ساحة المعركة، مشيرةً إلى أنّ ملف الأسرى (الإسرائيليين) ليس ضمن أولوياتها.

وقال الصحافيّ الإسرائيليّ، رونين بيرغمان، وهو مُراسِل صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكيّة في مقالٍ نشره بموقع (يديعوت أحرونوت): “يجب أن يُقال بصراحة إنّ كلّ شيءٍ عالق. إنّ (إسرائيل) تراوح مكانها في ساحة المعركة، راسخة في الوحل الذي خلقته لنفسها في غزّة، وتتدهور إلى الهاوية في العالم السياسيّ والدوليّ”، على حدّ تعبيره.

وتابع بيرغمان، الذي تربطه علاقات وطيدة بأركان المؤسسة الأمنيّة والاستخباراتيّة في تل أبيب، تابع قائلاً: “شيءٌ آخر يجب أنْ يُقال بصراحة: (إسرائيل) تترك الأسرى لمصيرهم، ولا تضعهم أولًا، ولا حتّى بين الأولويات الثلاث الأولى”، على ما نقله عن مصدرٍ أمنيٍّ إسرائيليٍّ رفيعٍ لم ينشر اسمه.


وأشار بيرغمان إلى أنّ رئيس الوزراء نتنياهو “غيرُ مستعدّ للحديث عن السلطة الفلسطينية واليوم التالي، ويعمل على تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة إلى مستوى تاريخي منخفض”، طبقًا لأقواله.

ونقل بيرغمان عن أحد المحاربين الإسرائيليين القدامى والأكثر دراية بأمور المفاوضات والأسرى والمفقودين في (إسرائيل)، وفي المفاوضات الحالية أيضًا، قوله، إنّ “جميع القضايا مترابطة”.

ولفت المفاوض الإسرائيليّ إلى أنّ “الصفقة ليست وحدها: أسرى، انسحاب، اليوم التالي، حركة الفلسطينيين نحو الشمال (شمال القطاع)، جبهة الشمال – حزب الله. هناك مَنْ لا يريد الدفع قدمًا بوضع حدّ للقضايا لأنّ نهاية هذه القضايا هي بداية لقضايا أخرى، الاستقالات ولجنة التحقيق وربما الانتخابات”.

ومن الجدير ذكره، لفت بيرغمان، إلى أنّه قبل عدّة أيّامٍ، تحدثت صحيفة (يديعوت أحرونوت) عن عرقلة (إسرائيل) مفاوضات صفقة الأسرى مع حركة حماس، مشيرةً إلى أنّ الأسرى (الإسرائيليين) يدفعون حياتهم ثمنًا مع مرور الوقت.

وأوضح تقرير الصحيفة أنّ مسؤولين كبارًا آخرين في (إسرائيل) يعتقدون أنّ نتنياهو “يحاول عمدًا تعطيل الصفقة”.

وكانت وسائل إعلام عبرية كشفت أوّل من أمس، السبت، النقاب عن موافقةٍ إسرائيليّةٍ على الإفراج عن أسرى صفقة الجندي غلعاد شاليط (وفاء الأحرار)، والمعاد اعتقالهم، ضمن مباحثات عقد صفقة تبادل جديدة مع حركة حماس.

وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية (كان) أنّ تل أبيب وافقت على إطلاق سراح السجناء الذين أطلق سراحهم ضمن صفقة شاليط، وأعيد اعتقالهم مؤخرًا، مقابل إطلاق سراح الجنديين هدار غولدن وأورون شاؤول، اللذين أسرتهما كتائب القسام عام 2014، وبحسب (إسرائيل) فإنّهما ليس على قيد الحياة.

وأشارت الهيئة إلى أنّه جرى تحويل الاقتراح إلى حركة حماس، لكنهم لم يردوا عليه، ومن المتوقع أنْ يتم طرح العرض مرّةً أخرى في إطار المفاوضات التي ستستأنف في القاهرة اليوم.

على صلةٍ بما سلف، كشف نتنياهو ليلة أمس الأحد النقاب عن أنّ زوجته وجهّت رسالةً شخصيّةً إلى الشيخة موزة في قطر طالبةً منها المساعدة والمساهمة في تقديم العون للكيان في إطار مساعيه لإطلاق سراح الأسرى (الإسرائيليين)، وهو الأمر الذي دفع (إسرائيليين) في الإعلام وخارجه إلى التندّر، وتحديدًا لأنّه قال إنّ اسم الشيخة موزة هو (زوما).


وانتقدت الصحافيّة ياسمين ليفي في (هآرتس) العبريّة المؤتمر الصحافيّ لنتنياهو لافتةً إلى أنّه كان كالعادة مليئًا بالأكاذيب والشعارات الفضفاضة، مشدّدّةً في الوقت عينه على أنّ المؤتمر الصحافيّ، الذي بثته قنوات التلفزيون العبريّ ببثٍ حيٍّ ومباشرٍ، أكّد بما لا يدعو مجالاً للشكّ بأنّ نتنياهو بات قلقًا جدًا من تدهور مكانته السياسيّة وخشيته من انتهاء حياته السياسيّة.
إقرأ أيضاً : اجتماع إسرائيلي أمريكي حاسم اليوم للتباحث في عملية اجتياح رفح .. والخلافات تتصاعد بين نتنياهو وبايدنإقرأ أيضاً : الداخلية بغزة: اعتقال قيادة القوة الأمنية التي شكّلها ماجد فرج ويجري التحقيق مع أفرادهاإقرأ أيضاً : تزايد الغموض حول مستقبل القيادة الفلسطينية بعد أحدث موجة إراقة دماء بالضفة


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: سياسة الاحتلال رئيس الوزراء العالم رئيس الوزراء اليوم القاهرة قطر العالم قيادة قطر نيويورك القاهرة سياسة اليوم الله الاحتلال رئيس الوزراء القطاع إلى أن

إقرأ أيضاً:

لابيد وليبرمان يهاجمان نتنياهو: حكومته غير شرعية ويحاول إفشال صفقة التبادل

شن زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، ورئيس حزب "إسرائيل بيتنا" هجوما على بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة، واتهماه بتعطيل صفقة تبادل الأسرى لأهداف شخصية.

وقال لابيد، الأحد، إن نتنياهو يخشى سقوط حكومته حال انتهاء حرب غزة لأن اعتباراته سياسية، ولا يكترث بشأن "الرهائن"، في إشارة إلى الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة.

وقال لابيد: "لا يوجد ما نفعله في غزة أكثر ويجب وقف الحرب وإعادة الرهائن، يجب إعادة مخطوفينا من غزة وليس إجراء لقاءات صحفية لتخريب إمكانية التوصل لصفقة". وفق ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية.

بدوره، هاجم أفيغدور ليبرمان؛ نتنياهو واتهمه بالتصرف لضمان الحفاظ على ائتلافه الحكومي دون الاكتراث بـ"الرهائن".

ونقلت "معاريف" عن ليبرمان قوله: "الحكومة التي تروج للتهرب من الخدمة العسكرية وتعارض إنشاء لجنة تحقيق في أحداث 7 أكتوبر هي غير شرعية".


هل الصفقة وشيكة؟
مع تزايد الأحاديث الإسرائيلية عن قرب إبرام صفقة التبادل مع حماس، قدرت مصادر مطلعة على تفاصيل المفاوضات أن الصفقة أصبحت قريبة، ورغم بقاء جدل بين الطرفين حول هوية الأسرى وعددهم،  فإن هناك اتفاقا على إطلاق سراح النساء والأطفال والمسنّين، ويبقى الآن تحديد عدد الشباب الذين سيتم تعريفهم بأنهم مرضى، مع خلافات أخرى حول هوية الأسرى الفلسطينيين الكبار الذين سيضطر الاحتلال لإطلاق سراحهم، وأين سيتم نقلهم.

ونقل رونين بيرغمان، خبير الشؤون الاستخبارية بصحيفة يديعوت أحرونوت، عن مسؤول إسرائيلي كبير مطلع على مفاوضات صفقة التبادل مع حماس، قوله إن "الجانبين أقرب من أي وقت مضى للاتفاق، لأن كليهما يتصرف بموجب موعد نهائي، وهو دخول الرئيس دونالد ترامب للبيت الأبيض، ما يعني أن القاسم المشترك لجميع الأطراف المعنية هو أن الوقت قد حان، ويجب أن ينتهي".

وأضاف في مقال بيديعوت أحرنوت، ترجمته "عربي21"، أنه "رغم هذه التفاهمات، فلا تزال خلافات صعبة تتعلق بشكل رئيسي بهوية المختطفين، وعددهم لدى حماس، والأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، ما يجعل التوقعات تتجاوز الأيام، إلى بضعة أسابيع على الأقل، وعند التوقيع على الصفقة، سيقول كل جانب إن الآخر تراجع، مع أنه ينبغي التذكير بأنهما كانا قريبين للغاية من التوصل لاتفاق محتمل في 3 يوليو الماضي عند تسليم الخطوط العريضة المقدمة من قطر".


وأوضح أن "التغيرات الإقليمية اليوم، وعزلة حماس، والصعود المرتقب لترامب، كلها تطورات غيّرت الوضع، بجانب تعرّض قيادة حماس لضغوط قطر ومصر، ما يدفع الحركة للحديث عن تخفيف الضغوط الدولية عليها، وبالتالي أن تتحلى بالمرونة، تمهيدا لوقف إطلاق النار المستدام، والتوقيع على الجزء الثاني من الصفقة، فيما النقاش الجوهري المعقد للغاية يتعلق بالأسرى الفلسطينيين، وفئات المفرج عنهم".

كما كشف أن "رئيس جهاز الشاباك رونان بار، المسؤول بنفسه عن قنوات الاتصال للمفاوضات، ينخرط منذ أسابيع في تحليل وإعداد قوائم الأسرى الفلسطينيين المحتملين للإفراج عنهم، فيما تُعرب مختلف أجهزة الأمن عن رأيها بشأن خطورة الأمر، ويبقى السؤال عن تواجدهم بعد إطلاق سراحهم، سواء بقاؤهم في الضفة الغربية، أو منطقة أخرى، مع احتفاظ الاحتلال بحق النقض تجاه عدد معين من كبار الأسرى، مع العلم أن نظرة للوراء تشير إلى أن الاحتلال وافق على إطلاق سراح أسرى "أيديهم ملطخة بالدماء"، وفق التعريف الإسرائيلي".

وختم قائلا، إن "الصياغة الغامضة المتعمدة في مسودة الاتفاق المتبلور حالياً، يشير لرغبة جميع الأطراف في المضي قدمًا، ما قد يجلب إمكانية التغيير في الصفقة نفسها".

مقالات مشابهة

  • مسؤولون إسرائيليون: نتنياهو يخرّب اتفاق تبادل الأسرى
  • صحافة عالمية: نتنياهو يجري حسابات سياسية لدعم صفقة الأسرى
  • غانتس: نتنياهو يخرّب مفاوضات صفقة تبادل الأسرى من جديد
  • لابيد وليبرمان يهاجمان نتنياهو: حكومته غير شرعية ويحاول إفشال صفقة التبادل
  • مصادر: نتنياهو يجري حراكا داخل ائتلافه الحكومي لضمان الموافقة على الصفقة
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: نتنياهو وزمرته ضللوا الشعب لإحباط الصفقة
  • ثلاثة أرباع الإسرائيليين يؤيدون صفقة شاملة لتبادل الأسرى مقابل وقف الحرب
  • ثلاثة أرباع الإسرائيليين تؤيد صفقة شاملة لتبادل الأسرى مقابل وقف الحرب
  • استطلاعات رأي.. 74% من الإسرائيليين يدعمون صفقة تبادل الأسرى
  • ليبرمان يطالب حكومة نتنياهو بإبرام صفقة تبادل والخروج من غزة