«تقدم» تستنكر استهداف طيران الجيش السوداني للمدنيين وتدعو لوقف الغارات الجوية
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
جددت التنسيقية دعوتها للأطراف المتقاتلة بضرورة الاحتكام لصوت العقل، والتوجه صوب الحلول السلمية لتجنيب البلاد ويلات الحرب التي قالت إن ثمنها يدفعه الملايين من أبناء وبنات الشعب قتلاً وتشريداً ونزوحاً وفقداناً للممتلكات.
الخرطوم: التغيير
استنكرت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) قصف طيران الجيش السوداني الذي قالت إنه يستهدف المدنيين بشكل متواصل منذ اندلاع الحرب؛ وطالبت بالتوقف الفوري للغارات الجوية والقصف المدفعي، بجانب وقف الاستهداف الأمني للقوى الديمقراطية المدنية المنادية بوقف الحرب بمختلف مكوناتها.
وقالت التنسيقية في بيان لها، الإثنين، إن سلاح الطيران التابع للقوات المسلحة شن عمليات قصف جوي في ولاية شمال دارفور بمدن (الفاشر وكبكابية وكتم)، أوقعت عدداً كبيراً من القتلى والجرحى في أوساط المدنيين العزل؛ وأن هذا القصف الجوي سبقته طلعات جوية على منطقة (الهدرة) جنوب كردفان أسفر أيضا عن عدد من القتلى والجرحى المدنيين.
وأضاف البيان: “تعرب (تقدم) عن استنكارها الشديد للقصف الجوي الذي يستهدف المدنيين بشكل متواصل منذ اندلاع الحرب؛ وتطالب بالتوقف فورا عن استهداف المدنيين بالغارات الجوية والقصف المدفعي؛ مع وقف الاستهداف الأمني للقوى الديمقراطية المدنية المنادية بوقف الحرب بمختلف مكوناتها”.
وجددت التنسيقية دعوتها للأطراف المتقاتلة بضرورة الاحتكام لصوت العقل، والتوجه صوب الحلول السلمية لتجنيب البلاد ويلات الحرب التي قالت إن ثمنها يدفعه الملايين من أبناء وبنات الشعب قتلاً وتشريداً ونزوحاً وفقداناً للممتلكات.
كما دعت للالتفات للمعاناة الإنسانية بفتح مسارات إيصال المساعدات الإنسانية لإنقاذ حياة ملايين السودانيين والسودانيات من شبح المجاعة التي تطرق أبواب البلاد بعنف وهي معطيات بات تستوحب وقف هذه الحرب العبثية الان وفورا – طبقا للبيان.
وقتل 3 أشخاص على الأقل وأصيب 10 آخرون، السبت، إثر غارة جوية للطيران الحربي التابع للقوات المسلحة السودانية، على مدينة الفاشر بشمال دارفور.
وأكدت لجان مقاومة الفاشر بجانب عدد من المصادر الميدانية أن الغارة التي استهدفت حي المصانع أدت لمقتل 3 أفراد من أسرة واحدة، فيما أصيب صاحب المنزل وآخرون في الغارة التي يزعم الجيش السوداني أنها استهدفت مواقع لتجمعات قوات الدعم السريع بالمدينة.
يُشار الى أن طيران الجيش الحربي ظل يشن غارات جوية على مناطق متفرقة بولاية شمال دارفور من بينها القطاع الشرقي والشمالي لمدينة الفاشر ومحليات كتم وكبكابية ومليط.
الوسومآثار الحرب في السودان الطيران الحربي انتهاكات الجيش السوداني تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية- تقدم حرب الجيش والدعم السريع مدينة الفاشرالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان الطيران الحربي تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية تقدم حرب الجيش والدعم السريع مدينة الفاشر الدیمقراطیة المدنیة الجیش السودانی
إقرأ أيضاً:
خالد عمر يوسف: لهذه الأسباب يجب إنشاء مناطق آمنة لحماية المدنيين
خالد عمر يوسف
أثارت فكرة إنشاء مناطق آمنة ومحمية داخل السودان نقاشاً مثمراً، إذ إن حال بلادنا المؤسف، الذي لا يرضي عدواً أو صديقاً، يتطلب تفكيراً جاداً وعملًا حثيثاً لتحديد الأولويات. ولا توجد أولوية أهم في هذا الوقت من توفير الحماية للملايين من المدنيين الذين دمرت حياتهم هذه الحرب وأجبرتهم على اللجوء والنزوح.
الحقيقة الواضحة هي أنه لا توجد منطقة آمنة في السودان، على عكس ما يروج له البعض زوراً. بدأت الحرب منذ عام ونصف في ولاية الخرطوم وحدها، مما دفع ملايين الأشخاص لمغادرة الخرطوم بحثاً عن الأمان في ولايات أخرى. وانتقلت الحرب تدريجياً إلى ولايات أخرى، بدءاً من دارفور، مروراً بكردفان ووصولاً إلى الجزيرة وسنار وتخوم ولايات نهر النيل والنيل الأبيض والنيل الأزرق والقضارف.
على سبيل المثال، كانت ولاية الجزيرة آمنة حتى اجتاحتها قوات الدعم السريع، لتصبح مسرحاً لانتهاكات واسعة النطاق وجرائم ضد المدنيين. هناك ولايات مستقرة نسبياً، مثل جنوب وشرق دارفور، لكن الطلعات الجوية المستمرة للقوات المسلحة تزعزع حياة المدنيين هناك، إضافة إلى إغلاق معابر المساعدات الإنسانية الذي يهدد السكان بالجوع والمرض وانعدام مقومات الحياة.
ولايات أخرى، مثل نهر النيل والقضارف، انتقلت الحرب لتخومها، وقد تتوسع في أي لحظة. مناطق كانت آمنة نسبياً مثل شرق الجزيرة شهدت انتهاكات واسعة عقب حادثة أبو عاقلة كيكل حيث شنت قوات الدعم السريع حملة انتقامية ضد مناطق فيها بذريعة تعاونهم مع القوات المسلحة. كما دخلت القوات المسلحة مناطق كانت تحت سيطرة الدعم السريع، مثل الدندر والحلفايا، وارتكبت جرائم تصفية للمدنيين العزل بدعوى أنهم “متعاونون”.
إذًا، ما هو الحل الذي سيضمن بالفعل حماية المدنيين العزل من الموت والدمار الذي يزداد يومًا بعد يوم؟
يطرح معسكر الحرب ودعاته استمرار القتال لفرض الأمان بالقوة، إلا أن نتائج هذا الخيار واضحة، فهي تتلخص في توسيع دائرة الحرب يوماً بعد يوم دون تحقيق هذه الغاية، ويتفاقم الوضع أكثر بدعوات تسليح المدنيين، مما يؤدي عملياً إلى تحلل وتفتيت البلاد وتفاقم أزمة النزاعات المسلحة وتعدد الجيوش، ناهيك عن خطل فكرة دفع مدنيين قليلي التدريب وضعيفي التسليح لخوض حرب ضد جيوش مدججة بالسلاح والعتاد.
نحن، في معسكر السلام، طرحنا منذ بداية الحرب ضرورة الوقف الفوري للعدائيات والجلوس إلى طاولة الحوار بحثاً عن حل عادل ومنصف يقود إلى سلام مستدام في البلاد. عملنا على ذلك عبر دعم المنابر والوساطات الدولية الساعية لاحتواء النزاع في السودان، وتقديم مبادرات محلية لتحقيق نفس الهدف، وأهمها مبادرة تقدم في يناير الماضي، التي استجابت لها قوات الدعم السريع، وأسفرت عن إعلان أديس أبابا، لكن القوات المسلحة تراجعت عن قبولها بعد أن وافقت على الجلوس أول الأمر، مما أجهض هذه المحاولة وحدّ من قدرتها على وقف الحرب.
الآن، وبعد عام ونصف من دمار هائل حل ببلادنا وأهلها، سنواصل السعي لوقف هذه الحرب بشتى الوسائل. لكن قرار وقف الحرب ليس بيد المدنيين، بل بيد حاملي السلاح أولاً، وهذا يبدو غير قريب المنال نظراً للإرادة المتواصلة في خوض الحرب لدى الأطراف المتصارعة. بناءً على ذلك، ينبغي البحث عن بدائل تحفظ أرواح المدنيين إلى حين عودة العقل لأهل السودان وتوقف هذه الحرب الإجرامية.
تطرح فكرة المناطق الآمنة منزوعة السلاح تحت آليات مراقبة دولية حلاً عملياً، إذ تتيح للمدنيين العيش بأمان، وتوفر لهم احتياجاتهم الأساسية من غذاء ودواء، وتمنع تهديدهم من قبل أي من الأطراف المتقاتلة.
إن الجرائم المرتكبة بحق شعبنا يجب ألا تُستغل لتحقيق مكاسب سياسية لأي طرف كان. للأسف، هناك من يتلذذ بانتهاكات الأبرياء سعياً لتحقيق مكاسب سياسية ضد جهة ما، وهناك من يؤجج النزاع، ويتكسب منه مادياً وسياسياً، وليس له مصلحة في إنهائه. هؤلاء لا يكترثون لمعاناة المدنيين، ولا يعيرونها أدنى اهتمام، بل يدعون لاستمرار هذا الجنون الإجرامي، وهذا ما لن نسمح به، وسنتصدى له بحزم.
الوسومخالد عمر يوسف