رأس البطريرك الماروني الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي قداسا على نيّة فرنسا، في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي، في حضور السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو وأركان السفارة، وألقى عظة بعنوان "هذا هو اليوم الذي صنعه الربّ، تعالوا نسرّ ونفرح فيه"، جاء فيها:

"إنّه يوم قيامة المسيح منتصرًا على الشرّ والموت، العدوّين الأكبرين اللذين أراد أن ينجّي منهما البشريّة جمعاء.

أهميّة إثنين الفصح أنّه يدشّن زمن المجد ليتورجيًّا حتّى عيد العنصرة، ومرحلة من الزمن حتى صعوده إلى السماء للإهتمام برسله الذين ضعضعتهم مأساة صلب معلّمهم وموته. فخصّهم بثلاث ظهورات".

أضاف: "الظهور الأوّل كان لتلميذي عمّاوس في مساء يوم قيامته. رافقهما في الطريق ولم يعرفاه. ورآهما حزينين وضائعين شرح لهما الكتب بشأن المسيح وآلامه وموته وقيامته. فانشرح قلباهما. ألحّا عليه ليبيت عندهما إذ مال النهار. فعرفاه عند كسر الخبز، فغاب عنهما. وللحال عادا إلى أورشليم ليُعلما الإخوة بقيامته (راجع لو 24: 13-35)".

وتابع: "الظهور الثاني كان لتوما الرسول بعد ثمانية أيّام من عدم تصديقه الخبر من التلاميذ. ظهر يسوع وناداه ليضع إصبعه في جرحه، كما اشترط ليؤمن. فهتف توما: "ربّي وإلهي!" (راجع 20: 26-31). وهكذا شُفي من شكوكه".

وقال الراعي: "الظهور الثالث كان لسمعان-بطرس وبعض التلاميذ على بحيرة طبريّا. فبعد ليلة صيد فاشلة ناداه يسوع من الشاطئ ليرموا الشباك لجهة اليمين. فكان الصيد العجيب: 153 سمكة كبيرة كعلامة لعدد الشعوب الذين سيقبلون الإنجيل. وأراد الربّ تعليمهم أنّهم إذا عملوا بدونه يفشلون، أمّا إذا عملوا باسمه ومعه ينالون أينع ثمار الإنجيل". 

وأضاف: "كلّ هذه الظهورات بدّلت حالة الرسل النفسيّة، إذ ردّ لهم الإيمان به، وهيّأهم لقبول الروح القدس يوم العنصرة، والتخرّج من مدرسته، فيكونوا باسمه نور العالم وأعمدة الكنيسة".

وتابع: "عرف أبناء الكنيسة وبناتها عبر الألفي سنة إيجابيّات وسلبيّات في الإيمان والعمل. وهذا ما يجري على مسرح العالم. نذكر مآسي الحروب بين أوكرانيا وروسيا، وبين إسرائيل وفلسطين، والدول تدعم من هنا وهناك، بدون أيّ رؤية سلام، فيما الضحايا البشريّة ننكاثر، والدمار يتّسع والخسائر لا تُحصى. ولا ننسى مأساة لبنان الآتية من تدخّلات خارجيّة متفاعلة مع داخليّة أفقدته حياده الإيجابيّ الناشط. والجنوب اللبنانيّ ضحيّة بريئة في كلّ هذا".

واستكمل الراعي: "في هذه المآسي نتذكّر كلمة الربّ يسوع المشجّعة: "سيكون لكم في العالم ضيق، لكن تشجّعوا أنا غلبت العالم" (يو 16: 33). إنّنا نصمد بقوّة الفضائل الإلهيّة الثلاث: الإيمان والرجاء والمحبّة. 
أ- الإيمان يعلّمنا أنّنا لسنا متروكين من خالقنا وفادينا. 
ب- الرجاء يثبّتنا في الإيمان بوجه الصعوبات والتحديّات.
ج- المحبّة تجمعنا كعائلة الله مع كلّ تنوّعاتنا". 

وختم: "نرفع إلى الله مع هذا القربان نوايانا هذه كلّها، ككلّ سنة في إثنين الفصح. فنصلّي على نوايا فرنسا، صديقة لبنان، وعلى نيّة لبنان الذي أحبّته فرنسا وشعبها من القلب.
فرنسا بالنسبة إلينا وإلى العالم علامة رجاء لقيم الحريّة والمساواة والأخوّة. نصلّي لكي تبقى مشعلًا ينير الطرقات نحو عالم أفضل، وإنسانيّة جديدة. 
نسأل الله أن يتقبّل صلاتنا على نيّة بلدينا، وأن تلمس قلوبنا نعمةُ الفصح، وتوجّه عقولنا إلى كلّ ما هو حقّ، وإرادتنا نحو ما هو عدل، وأن تبقى فرنسا ولبنان بلدي قدّيسين وقداسة. آمين". 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

مصر الخير: مبادرة إفطار صائم تجسيد لقيم التكافل الاجتماعي

أكد المدير التنفيذي للبرامج بمؤسسة "مصر الخير" أحمد علي، أن مبادرة إفطار صائم تجسيد لقيم التكافل الاجتماعي، لافتا إلى أن مؤسسة مصر الخير تنفذ المبادرة للعام الثالث عشر على التوالي، وتعمل في 27 محافظة مختلفة، وللصعيد والمناطق الحدودية الأولوية القصوى.


وقال المدير التنفيذي بمؤسسة مصر الخير، في مداخلة لقناة "النيل" للأخبار، اليوم الخميس، "إنه تم تقسيم الحملة لعدة أجزاء، على رأسها الأشخاص الأكثر استحقاقا وفق المعايير المطلوبة، من خلال كرتونة الخير التي تضم المواد الغذائية الأساسية للأسرة، أو من خلال كرتونة سند العيلة التي توفر أكتر من ٦٥ كيلو مواد غذائية وبروتين، لتأمين الإفطار لأسرة كاملة طول شهر رمضان، أو من خلال كارت المواد الغذائية الذي يستخدمه المستحق من خلال سلاسل المحلات التجارية.


وأضاف أن المؤسسة، توفر أيضا خدمة الخيام لإفطار الصائمين أيا كانت حاجاتهم، وحريصة على أن تكون الموائد مبهجة لإدخال السرور على الأسر، وخاصة الأطفال الذين سيتمكنون من استخدام المكتبات المتنقلة التابعة لمصر الخير لحين موعد الإفطار، وحضور التواشيح والمنتديات الثقافية بعد الإفطار. 


وأشار علي، إلى أن المؤسسة لديها قاعدة بيانات بالتعاون مع 5 آلاف جمعية شريكة، بهدف توفير قائمة بمعايير الأشخاص المستحقة للدعم في النطاق الجغرافي الذي تعمل به، ويتم التأكد من العينات العشوائية حتى لا يكون فيها أي شكل من أشكال المجاملات. 


وأوضح أنه على الراغبين في التطوع للمؤسسة، الاتصال برقم الخط الساخن للالتحاق بأقرب نقطة لهم، أو التوجه لأحد المكاتب الميدانية بفروعها المختلفة لتسجيل رقم التطوع خلال شهر رمضان. 


وشهدت وزيرة التضامن الاجتماعي مايا مرسي، إطلاق مؤسسة "مصر الخير" للعام الثالث عشر على التوالي حملة "إفطار صائم"، وذلك بحضور الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، والدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، والسيد محمد جبران وزير العمل، والسادة المحافظين، وسفراء الدول العربية، والسفيرة نبيلة مكرم، رئيس الأمانة الفنية للتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، والدكتور علي جمعة ،رئيس مجلس أمناء مؤسسة مصر الخير ، والدكتور محمد رفاعي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة مصر الخير.


وتأتي الحملة تحت شعار "رمضان الخير من مصر الخير" بهدف إدخال الفرحة والسرور على المستحقين طوال أيام شهر رمضان المبارك، حيث تطلقها مؤسسة " مصر الخير" سنويا، وذلك استعدادا لشهر رمضان المبارك ،والتي تهدف إلى توفير منتجات مختلفة لإفطار الصائمين على مدار أيام شهر رمضان المبارك في جميع المحافظات على مستوى الجمهورية بما يتناسب مع احتياجاتهم.
 

مقالات مشابهة

  • ماكرون أجرى اتصالًا بعون وسلام: دعم فرنسي للبنان ودعوة للإصلاحات
  • رجاء بني ملال يستعيد صدارة القسم الثاني بانتصار ثمين على أولمبيك الدشيرة
  • (التعريدات) التكتيكية من موقف الحياد والمساواة بين جيش وجنجا
  • السفير الفرنسي في لبنان: فرنسا ستكون على الموعد لدعم رئيس الحكومة وفريقه
  • طوفان العودة.. علامة فارقة في التاريخ
  • أبرزها أكل الموتى.. تعرف على أغرب التقاليد فى العالم وسر الإيمان بها
  • علامة وحيدة تفرق المؤمنين عن المنافقين.. يكشفها جمعة
  • الراعي: لبنان يدخل اليوم حياة جديدة مدعومة من المجتمع الدولي
  • مصر الخير: مبادرة إفطار صائم تجسيد لقيم التكافل الاجتماعي
  • علي جمعة: نور الإيمان هداية في الدنيا وفوز بالآخرة