مؤرخ فرنسي: غزة تموت تحت وطأة مأزق ثلاثي
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
قال الأستاذ الجامعي الفرنسي جان بيير فيليو -في زاويته بصحيفة لوموند- إن سكان قطاع غزة ظلوا محاصرين على مدار عقدين من الزمن، في مأزق ثلاثي، إسرائيلي وإنساني وفلسطيني، حتى وصل الأمر اليوم إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة.
وقال الكاتب إن الوضع في غزة لا يطاق، وإن العالم جميعه تسامح لعدة أشهر مع حدوثه، إيجابا أو سلبا، ولو قيس نسبيا بفرنسا لكانت الخسائر البشرية تجاوزت بالفعل مليون قتيل، بما فيهم حوالي 400 ألف طفل.
وأوضح أن هذه الخسائر يمكن أن تتضاعف مرتين أو ثلاثا، تحت مزيج مميت من القصف المستمر والمجاعة المتفاقمة والأوبئة التي تنتشر بين سكان في آخر رمق.
وهذه المأساة التي تتفاقم يوما بعد يوم على مرأى ومسمع من العالم أجمع -كما يقول هذا المؤرخ أستاذ العلوم السياسية- جزء من فترة طويلة من مأزق ثلاثي، إسرائيلي وإنساني وفلسطيني، عانى فيه 2.3 مليون امرأة ورجل في قطاع غزة، ظلوا في سجن مغلق منذ ما يقرب من عقدين من الزمن.
المأزق الإسرائيلي
ينبع هذا المأزق الأول من القرار الذي اتخذه رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون، في سبتمبر/أيلول 2005، بسحب الجيش الإسرائيلي والمستوطنين من قطاع غزة، بعد 38 عاما من الاحتلال، دون أي تشاور مع السلطة الفلسطينية، من أجل قطع الطريق على قيام دولة فلسطينية محتملة في الضفة الغربية وقطاع غزة، كما يرى الكاتب.
وقد سمح الحصار المفروض على غزة منذ يونيو/حزيران 2007 بتعزيز سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على القطاع، وسمح لإسرائيل، خلال الصراعات المتعاقبة في غزة، بمعدل خسائر بنسبة مواتية للغاية من 1 إلى 20 أو حتى 100، مقارنة بالفلسطينيين، قبل هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 الذي قتل فيه عدد كبير من الإسرائيليين، ولكن الهجوم المستمر أدى إلى استعادة إسرائيل معدل الخسائر السابق، ولكن بضربات واسعة النطاق وعشوائية أدت إلى تدمير قطاع غزة بدلا من تدمير حماس.
المأزق الإنساني
أما المأزق الثاني فهو نتيجة لرفض "المجتمع الدولي"، وعلى وجه التحديد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، تقديم حل سياسي للتحدي الذي تمثله غزة، والنظر إليه كمجرد مشكلة إنسانية تجب إدارته بقدر من الكرم والكفاءة النسبية.
وبدلا من المطالبة برفع الحصار الإسرائيلي، وهو عمل من أعمال الحرب حسب وصف القانون الدولي، اكتفى المانحون الغربيون بمحاولة الحد من تأثيره على السكان المحليين، وبالتالي حُكم على أهل غزة بالعيش في حالة من الهشاشة وعدم استقرار.
المأزق الفلسطيني
وينبع المأزق الثالث من رفض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذهاب إلى غزة في يونيو/حزيران 2007، بعد استيلاء حماس على السلطة فيها، واختياره تركها لمصيرها، بل معارضته مرارا وتكرارا لمقترحات تخفيف الحصار التي من شأنها -حسب قوله- أن تصب في مصلحة حماس، كما ألغى انتخابات أبريل/نيسان 2021، التي كانت ربما ستؤدي إلى هزيمة حماس في غزة، كما يقول الكاتب.
ومن الطبيعي أن يصب هذا الانغلاق في الأفق السياسي الفلسطيني في صالح من يؤيدون العنف المفرط في غزة -حسب رأي جان بيير فيليو- بعيدا عن تشجيع وحدة الفصائل الفلسطينية، خاصة أن الزعيم الفلسطيني الأكثر شعبية اليوم هو مروان البرغوثي، عضو في منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح، السجين في إسرائيل منذ عام 2002.
وطالما استمر هذا المأزق الثلاثي -حسب الكاتب- فإن الكابوس سوف يتفاقم في غزة، مع أن البديل الوحيد معروف جيدا، وهو فرض حل الدولتين طوعا على القيادتين الإسرائيلية والفلسطينية الفاشلتين تاريخيا، وإلا فإن الأسوأ آت لا محالة، وسوف تدفع أوروبا ثمنه باهظا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات ترجمات قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
من «الزاوية العمياء».. الفصائل الفلسطينية تنفذ عمليات موجعة ضد إسرائيل (فيديو)
كشفت الفصائل الفلسطينية عن حصولها على معلومات استخباراتية بعد الاستيلاء على طائرة استطلاع إسرائيلية، نفذت عملية عسكرية في شمال غزة، إذ جرى استهداف مجموعة جنود للاحتلال وآليات إسرائيلية شمال القطاع من خلال زرع ألغام بباطن الأرض، بالإضافة إلى تنفيذ عدة عمليات في مخيم جباليا تضمنت قنص جندي وتفجير ناقلة جنود.
استهداف جنود وآليات عسكرية إسرائيليةوبحسب مقطع الفيديو الذي نشرته الفصائل، وتداوله رواد مواقع التواصل، فجاءت العملية الأولى في محيط منطقة الخزندار غرب التوام شمال قطاع غزة باستخدام عبوات أرضية ناسفة.
وأضافت الفصائل أنها استطاعت الحصول على معلومات استخباراتية، بعد أن استولت على طائرة استطلاع إسرائيلية من طراز ماتريكس بتاريخ 21 نوفمبر الماضي، وهو ما جعلها تتمكن من تحديث إحداثيات قوات الاحتلال الإسرائيلية في المنطقة المستهدفة.
الله أكبر .. يا قوة الله
سرايا القدس تعرض مشاهد من استهدافها بالعبوات جنود وآليات العدو المتوغلين في محيط منطقة الخزندار غرب التوام شمال قطاع غزة.#طوفان_الأقصى pic.twitter.com/sbVGTK3CWI
وأظهر مقطع الفيديو قيام الفصائل بمسح جوي دقيق كشف عن مواقع الآليات الإسرائيلية، وموقع 6 جنود للاحتلال الإسرائيلي، إذ جرى تجهيز وزرع عبوات ناسفة من نوعي «ثاقب» و«رعد» في المنطقة.
وثّق الفيديو انتظار أحد رجال المقاومة لتحرك قوات الاحتلال الإسرائيلي عبر 4 مسارات محددة إلى منطقة الكمين؛ مما أسفر عن تفجير عبوة أفراد ناسفة واندلاع دخان كثيف في ما وصف بأنه «الزاوية العمياء لمنظومة المراقبة».
العملية الثانية ضد الاحتلالكما تم عرض فيديو للفصائل الفلسطينية لعملية ثانية، تظهر عمليات تصدي رجال المقاومة لجيش الاحتلال وآلياته العسكرية في مناطق التوغل شمال قطاع غزة، في مخيم جباليا.
حمل مقطع الفيديو الذي تداوله رواد السوشيال ميديا بعنوان «كمائن الصمود والتحدي» وثق استهداف دبابة تابعة للاحتلال من طراز ميركافا في منطقة حارة الدقعة بمخيم جباليا.
الله أكبر ولله الحمد
"كمائن الصمود والتحدي"..
عــاجــل كتائب القسام تبث مشاهد من المعارك بين مجاهديها وقوات الاحتلال شمال قطاع غزة. pic.twitter.com/TVn0hcLnmv
كما تم استهداف ناقلة جند إسرائيلية في ساحة الخلفاء الراشدين، بالإضافة إلى قنص جندي إسرائيلي في شارع أبو العيش، حيث أُصيب إصابة مباشرة وسقط أرضًا، إضافة إلى تفجير عبوة ناسفة بمجموعة من الجنود الإسرائيليين.
وقال أحد رجال الفصائل، إن الألوية التابعة للاحتلال والتي تم الزج بها إلى شمال غزة لم تحقق أهدافها سوى قتل المدنيين وتدمير المباني السكنية، مؤكدًا أن المسافة بين الجنود الإسرائيليين ومقاتلي الفصائل لا تتجاوز 200 متر.
يشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي كان قد أعلن في 6 أكتوبر الماضي عن بدء عملية عسكرية جديدة في مخيم جباليا، مبررًا ذلك بالرغبة في منع الفصائل من استعادة قوتها في المنطقة.
وتصف وسائل الإعلام الإسرائيلية القتال في مخيم جباليا وبيت لاهيا شمال القطاع بأنه «ضار وصعب».