المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مسؤوليتها عن “هجوم إيلات”
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
1 أبريل، 2024
بغداد/المسلة الحدث: ذكر الجيش الإسرائيلي أن هجوما جويا استهدف، الإثنين، مدينة إيلات المطلة على البحر الأحمر دون أن يتسبب في وقوع إصابات، فيما أعلنت المقاومة الاسلامية في العراق مسؤوليتها عن الهجوم.
وقال بيان للجيش إن جسما طائرا أُطلق من الاتجاه الشرقي لإسرائيل وأصاب مبنى في إيلات.
ولم يحدد البيان نوعية الجسم الذي أطلق باتجاه إيلات.
وقالت المقاومة الإسلامية في العراق في بيان إنها هاجمت “هدفا حيويا” في إسرائيل باستخدام “الأسلحة المناسبة”، ولم تقدم المزيد من التفاصيل.
وتتعرض إيلات لهجمات متكررة بصواريخ وطائرات مسيرة من الحوثيين في اليمن في إطار الحرب المستمرة منذ نحو 6 أشهر في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس.
وفي نوفمبر، قالت إسرائيل إن جماعة في سوريا أطلقت طائرة مسيرة استهدفت مدينة إيلات.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
غزة والقضية بين “صمود وبسالة أبنائها” و “مخطّطات أعدائها وخذلان أشقائها”
يمانيون../
كانت المقاومة الفلسطينية ومجاهدوها الأبطال؛ العامل الرئيس في التصدي لكل محاولات تهجير السكان وتصفية القضية طوال الـ 77 عامًا الماضية، وظلت حتى اليوم الـ 500 من اندلاع معركة طوفان الأقصى البطولية في الـ 7 من أُكتوبر 2023م يوم العبور المجيد؛ على هذا العهد.
وخلال هذا التاريخ الجهادي الطويل والشاق، انتقلت المقاومة الفلسطينية من منظمة التحرير إلى انتفاضتي الحجارة والأقصى، إلى سيف القدس ووحدة الساحات وغيرها، مُرورًا بصفقة القرن، إلى الطوفان وصمود غزة، وكفاح الضفة، وانتهاء بمشروع “ترامب” للتهجير وتصفية القضية، والذي عدها السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي “جريمة القرن”.
في هذا التقرير نسلط الضوء على حيثيات هذا المشروع “الترامبي” الإجرامي، ونبحث فيما إذَا جاء هذا كفرصةٍ أمام قادة وحكومات وشعوب الأُمَّــة للعمل على تأكيد الحقوق الفلسطينية في ظل الدعم الدولي المتزايد، ونستقرئ كيفية ما لو جاء دورهم عمليًّا داعمًا للمقاومة مباشرةً، وبعيدًا عن القمم الطارئة وإصدار البيانات بحسب الرغبة والإملاءات الأمريكية؟
الموقف العام في جبهة المقاومة لاستحقاقات المرحلة الثانية
في تقديرٍ أولي للموقف السياسي؛ وفقًا للمعطيات فكل ما يحدث حَـاليًّا هو في إطار مفاوضات المرحلة الثانية، ويشير إلى المزيد من الضغط وإشعار المقاومة أن كيان الاحتلال غير معني بالصفقة وسيعود للحرب، وهذا غير صحيح؛ لأَنَّ الوقائع تقول: إن حكومة الكيان والإدارة الأمريكية معنيتان باستمرار وقف إطلاق النار؛ مِن أجلِ تمرير مشاريعَ كبيرة تشمل “التطبيع والضم”.
لكن وكما كان متوقعًا، داست المقاومة الفلسطينية عنجهية وعربدة “ترامب” حينما رفضت مطلبه بإطلاق سراح جميع الأسرى الصهاينة حتى الساعة الـ 12 يوم السبت الفائت؛ لأَنَّها كانت تدرك أن الطرف الإسرائيلي أَيْـضًا غير معني في موقف قد يقيم الدنيا على “نتنياهو” ولا يقعدها.
إلا أن “ترامب”، وبحسب مراقبين، أصر على إعادة حكومة الكيان أمام نفس التحدي، معلنًا دعمه لها في كُـلّ موقف تتخذه لإعادة جميع الأسرى والقضاء على حماس، بما في ذلك العودة للحرب وفتح أبواب الجحيم، على حَــدّ تعبيره.
وجاء هذا التصريح عشية زيارة وزير خارجيته، “ماركو روبيو”، لكُلٍّ من “إسرائيل والسعوديّة والإمارات”، ومعه منسق المفاوضات، في البيت الأبيض “ويتكوف”، وهذا التحَرّك أماط اللثام عن خلفية إعلان “ترامب” تهجير أهل غزة قسريًّا.
وانسجامًا مع هذا التوجّـه، صرَّح “نتنياهو” بأن لـ “إسرائيل” وأمريكا استراتيجية مشتركة تشمل الاتّفاق على “متى تفتح أبواب جهنم على غزة، وهي ستفتح إذَا لم يتم إطلاق سراح جميع الأسرى”، وَأَضَـافَ، “نعم، سنحوّل رؤية ترامب، بما تشمل التهجير والقضاء على حماس عسكريًّا ومدنيًّا، إلى واقع”، من جهته دعم وزير الخارجية الأمريكي “روبيو” هذا الموقف بقوله: “ترامب يريد تغيير آلية الاتّفاق لضمان إطلاق سراح جميع الرهائن”.
ورأى مراقبون أن هذا تم مع تصاعد الأصوات لبلورة خطةٍ عربيةٍ بديلةٍ بقيادة “السعوديّة والإمارات” بالتنسيق مع وزير الخارجية الأمريكي، ولعل ما ذكره سفير الإمارات في واشنطن، “يوسف العتيبة”، يسلط الضوء على هذا التوجّـه حين قال: إن “الولايات المتحدة تتبع نهجًا صعبًا بشأن غزة”، مُشيرًا في الوقت ذاته إلى أنه “لا توجد خطة عربية بديلة لما تم طرحه بشأن القطاع. ومع ذلك، يمكن إيجاد أرضية مشتركة مع الإدارة الأمريكية”.
الموقف العام لجبهة العدوّ.. محاولات وضع المقاومة بين فكَّي كماشة
وفي إطار الموقف العام لجبهة العدوّ وداعميه، يرى خبراءُ عسكريون أن التاريخ يعيد نفسه؛ فكل تهديدات “ترامب”، والتحَرّكات الإسرائيلية الأخيرة، تشير إلى أنها تأتي كوسيلةٍ للضغط على المقاومة وتضعها بين فكَّي كماشة، أحدُهما عسكري إسرائيلي أمريكي، والآخر دبلوماسي عربي.
وحسب ما تسرّب، ستقترحُ السعوديّة والإمارات في الاجتماع الخماسي القادم، خطة إعادة إعمار غزة، مقابل إنهاء تواجد حماس عسكريًّا ومدنيًّا، بعبارةٍ أُخرى، ما عجزت عنه “إسرائيل” عسكريًّا ستقوم به دول عربية دبلوماسيًّا.
في السياق، أكّـد الخبراء أن ذلك هو نفس الطريقة والأُسلُـوب التي أجبرت فيه المقاومة الفلسطينية في “حرب لبنان” عام 1982م، على الانسحاب من “بيروت” إلى منفى “تونس”، ومنه إلى كارثة توقيع اتّفاق “أوسلو” وسلطة “رام الله”، وذلك بعد أن قطعت عنها تلك الدول الخليجية كُـلّ الدعم المالي.
وعليه، سيحاول اليوم وزير الخارجية الأمريكي “ماركو روبيو” الفعل نفسه ووضع “حماس” بين فكي كماشة، إما قبول مبادرة عربية تنهي وجودها في غزة أَو العودة للحرب وسيناريو الإبادة الجماعية والتهجير القسري، ومن هذا الباب، يجب فهم تصريح المبعوث الأمريكي “ويتكوف” بأن المرحلة الثانية من المفاوضات ستبدأ، ولكن يجب أن تشمل “عودة جميع الأسرى الإسرائيليين وإنهاء الحرب بعد القضاء على وجود حماس عسكريًّا ومدنيًّا”.
وردًّا على ذلك، أكّـد القيادي في حماس، “أسامة حمدان”، موقف المقاومة الإسلامية بقوله: إن “حماس لن تتنازل عن غزة ولن تخرج منها تحت أية تفاهمات، ولن تقدم أية تنازلات ثمنًا لإعادة الإعمار. نحن انتصرنا ولم نُهزم، ولن ندفع ثمن الهزيمة التي مُنِيَ بها الاحتلال تحت أي ظرف”.
وبموقفٍ لا يقبل التأويل، لخَّص “حمدان” الموقف: “من يريد أن يحل محل الاحتلال، سنعامله كالاحتلال. سلاح المقاومة وقادتها أَو علاقتها بالداعمين لها غير مطروح للنقاش”، وعليه، يعتقد مراقبون أن المبادرة المصرية في اقتراح “حكومة تكنوقراطية” تدير غزة، وتشمل جميع الأطياف السياسية الفلسطينية بما فيها حماس، هي الأقرب إلى الحل.
وبحسب المراقبين فَــإنَّ المجرم “نتنياهو” لم يحقّق النصر الذي توعد به ضد حماس؛ لذلك فَــإنَّ الصراع لم ينتهِ وإن توقَّف، غير أنهم وفيما يعتقدون أن حربًا مماثلة لما سبق قد لا تحصل، فالسلام لن يحصل قريبًا، و”ترامب” سيتكفل بأن يدفع الأمور نحو منح “نتنياهو” ما يريد، بتحويل الصراع بين “حماس وإسرائيل” إلى صراع بين “حماس والدول العربية”.
وفيما مجرم الحرب “نتنياهو” يناور تحت الضغوط المختلفة، يرسل وفدًا محدود الصلاحيات إلى القاهرة، متجاهلًا طلب الجيش بحث المرحلة الثانية، يؤكّـد وزير الخارجية الأمريكي أن “عدم التفاوض ليس خيارًا”؛ ما يدفع “نتنياهو” للتراجع جزئيًّا.
وفي الإطار؛ ولملمةً لأنفاس الزعماء العرب اللاهثة، تشير التقارير إلى أن هناك قمةً مرتقبةً في “قطر”، حَيثُ تسعى “واشنطن” من خلالها لاتّفاق أوسعَ يشمل “السعوديّة” وبعض الأطراف العربية، لجعل الموقف يتحَرّك، وهذا الأمر يفسر أسباب تأجيل عقد قمتين عربية؛ كونها لم تأخذ الضوء الأمريكي بعدُ.
وأفادت وكالات الأنباء العربية بإرجاء القمة العربية المصغَّرة التي كانت مقرّرة في الرياض لمناقشة الرد على خطة “ترامب” بشأن غزة، إلى يوم الجمعة القادم، مع توسيعها لتشمل دول مجلس التعاون الخليجي الستّ إلى جانب مصر والأردن.
يأتي ذلك فيما تم تأجيل موعد القمة العربية الطارئة المقرّرة في القاهرة في 27 فبراير الجاري، لأسباب سياسية ترتبط بتوفير مزيد من الوقت لصياغة تصوّر عربي بشأن ملف قطاع غزة.
وكشف الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، “حسام زكي”، أنّ الفكرة العامّة من القمة العربية، هو تكوين “حدث عربي على أعلى مستوى، لصياغة موقف عربي صُلب متماسك بشأن القضية الفلسطينية عُمُـومًا، وموضوع التهجير على وجه الخصوص”.
وبما يشي بالموقف المتماهي مع الأمريكي، اعتبر “زكي”، أن “المصلحة الفلسطينية تقتضي خروج حماس من المشهد”، وقال: “نحن كعرب نسير في اتّجاه أن تكون هناك جهة فلسطينية تحكم القطاع لديها من الصلاحيات لعودة الأوضاع إلى طبيعتها”.
في السياق، يرى مراقبون أنهُ وعلى الرغم من أن محور الصراع الذي يتوجب على القادة العرب مناقشة هو مسألة التهجير، إلا أن الواضح في محاور القمم، تتمحور في من يحكم غزة، ووجود سلطة الحكم الجديد، ومن يتولى الإعمار، وفكرة نشر قوات حفظ سلام، والأهم هو مستقبل وجود المقاومة في القطاع.
اهتزازة كبيرة مرتقبة في عملية التبادل السابعة:
وفيما تحاول حكومة الكيان من خلال التأخير تخفيض سقف المقاومة، والضغط أَيْـضًا؛ مِن أجلِ تمديد المرحلة الأولى، ويأتي مشروع “ترامب” الوهمي لتمرير مشاريع ربما تكون ملبية للاحتياجات الأمريكية الصهيونية، تتعالى الأصوات داخل المجتمع الصهيوني المؤكّـدة بأنهم غير معنيين بالعودة للحرب وبات سقف حراكهم يرتفع.
إلا أن العدوّ وبحسب كُـلّ المعطيات، يتلاعب بالاتّفاق، ويحاول الانقلاب عليه تمامًا، عبر تعطيل مسار مفاوضات المرحلة الثانية، وإيفاد وفده للقاهرة لنقاش بقية المرحلة الأولى فقط، وهذا كله يتم بغطاء من الضامن والوسيط الأمريكي.
واستشرافًا لما ستؤول إليه الأمور، تبعًا لهذا الخرق الواضح للاتّفاق الذي يضاف إلى جملةِ الخروقات الأُخرى، وعلى رأسها تعطيل “البروتوكول الإغاثي”، واستهداف عناصر التأمين في رفح، وتعطيل سفر الجرحى، قد نشهد اهتزازة كبيرة مرتقبة في عملية التبادل السابعة، والتي سيكون للمقاومة في غزة وجبهات إسنادها القول الفصل في تحديد المسار القادم.
وعليه؛ فَــإنَّ المنطقة أمام أَيَّـام صعبة، طالما أعلن الاحتلال صراحةً عدم التزامه، وأمام حاميه الأمريكي، وثمة رائحة غدر تفوح في الأفق، ستقام على إثرها حفلات العويل والنواح الصهيوني عند منشور الملثم “أبو عبيدة” القادم.
عبد القوي السباعي| المسيرة