أتوسة إسلامينجاد. أستاذ مساعد، كلية الطاقة وعلوم الأرض والبنية التحتية والمجتمع في جامعة هيريوت وات دبي
في عام 2023، بلغ قيمة سوق البناء العالمي 11.9 تريليون دولار أمريكي، ومن المتوقع أن يصل إلى 17.2 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 5.4 في المائة من عام 2024 إلى عام 2030.

ويبلغ الحجم المتوقع لسوق البناء في الإمارات العربية المتحدة حوالي 41 مليار دولار أمريكي في عام 2024، ومن المتوقع أن تتوسع إلى 50.40 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2029. ويشير مسار النمو هذا إلى زيادة التطور في قطاع البناء في دولة الإمارات العربية المتحدة، مما يعكس الاتجاهات والفرص المستمرة في السوق خلال هذه الفترة الزمنية. ومع بداية عام 2024، يجري الآن تحول ملحوظ في قطاع البناء في دولة الإمارات العربية المتحدة، يتسم بتحول واضح نحو ممارسات مستدامة وصديقة للبيئة. ويعود هذا التطور إلى التزام الدولة الثابت بالحفاظ على البيئة. وتتبنى دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل نشط أحدث تقنيات المباني الخضراء، بما في ذلك أنظمة الطاقة الذكية، والإدارة المبسطة للنفايات، ودمج المواد المتجددة، وكلها تهدف إلى الحد من البصمة الكربونية وتعزيز مستقبل أكثر استدامة.
إن العالم يتغير بسرعة، وهناك اعتراف متزايد بأهمية التنوع والشمول في جميع القطاعات، بما في ذلك البناء. إن تمكين الجيل القادم من النساء في مجال البناء هو أيضًا خطوة استراتيجية لمعالجة النقص في المهارات في الصناعة وتعزيز الابتكار. ويشهد القطاع حاليًا تحولًا كبيرًا نحو إعطاء الأولوية للاستدامة البيئية وتبني التقنيات المتقدمة. ومن المتوقع أن يؤدي هذا التحول إلى تحسينات في الكفاءة والدقة والسلامة في جميع مراحل البناء، بما في ذلك التخطيط والتصميم والتنفيذ. سوف تؤدي التطورات التكنولوجية مثل نمذجة معلومات البناء المتقدمة (BIM)، والروبوتات، ومعدات البناء المستقلة إلى إحداث ثورة في الصناعة، مما يؤدي إلى تسريع إنجاز المشاريع وإدارة التكاليف بشكل فعال.
وبالنظر إلى هذه التطورات، فإن مشهد البناء يقدم طفرة في فرص العمل في مختلف جوانب القطاع. علاوة على ذلك، فإن هذا التحول يخلق بيئة مواتية للنساء للعب دور محوري في تشكيل مستقبل البناء. إن التركيز على الممارسات المستدامة والتقدم التكنولوجي لا يفتح الأبواب أمام مجموعات المهارات المتنوعة فحسب، بل يؤكد أيضًا على أهمية الشمولية داخل القوى العاملة. ومع تطور القطاع، يمكن للنساء اغتنام الفرصة لتعزيز مشاركتهم، وطرح وجهات نظرهن ومهاراتهن الفريدة في طليعة مستقبل مستدام وقائم على التكنولوجيا في مجال البناء. إحدى الصعوبات الرئيسية التي تواجهها المرأة عند محاولتها دخول قطاع البناء والتشييد هي القوالب النمطية. ولمعالجة هذه المشكلة، تم تصميم برامج مختلفة لكسر هذه الصور النمطية وتشجيع فكرة أن البناء يمكن أن يكون خيارًا مهنيًا ممكنًا للنساء. تهدف مبادرات التوعية ومعارض التوظيف وحملات التوعية إلى تحدي المفاهيم التقليدية وعرض مجموعة واسعة من الأدوار المتاحة في قطاع البناء. على سبيل المثال، قدمت شركة JLL، وهي شركة خدمات مهنية بارزة تركز على العقارات وإدارة الاستثمار واستشارات التطوير، حملة “النساء في البناء” في عام 2022 احتفالاً باليوم العالمي للمرأة وأسبوع المرأة في البناء. وكعنصر من عناصر هذا الجهد، تعاونت شركة جيه إل إل مع مختلف أصحاب المصلحة لتنظيم زيارات إلى المدارس في دبي، بهدف رفع مستوى الوعي حول الوظائف في مجال البناء وتعزيز مشاركة المرأة في الصناعة.
إن تمكين المرأة هو جهد جماعي يبدأ بالتعليم. تركز العديد من البرامج على توفير الفرص التعليمية من خلال المنح الدراسية والإرشاد والمناهج الدراسية المصممة خصيصًا، بهدف إنشاء قوة عاملة متنوعة وماهرة. توفر برامج التدريب المهني ووحدات التدريب المصممة للنساء خبرة عملية، بالتعاون مع شركات البناء الداعمة لسد الفجوة بين الجنسين في هذا المجال. ويلعب التواصل والإرشاد أيضًا أدوارًا حاسمة في التطوير الوظيفي، كما تعمل البرامج التي تسهل الفعاليات وورش العمل على تمكين النساء من التغلب على تحديات الصناعة. تعمل هذه المبادرات على إنشاء مجتمع يتم فيه تبادل الخبرات وتقديم النصائح وتعزيز بيئة داعمة بين النساء في مجال البناء. علاوة على ذلك، تدرك مبادرات تنمية المهارات القيادية الحاجة إلى وجود المزيد من النساء في المناصب الإدارية والتنفيذية. ومن خلال تنمية المهارات والثقة، فإنهم يساهمون في صناعة أكثر شمولاً وابتكارًا. تعالج البرامج العوائق النظامية، وممارسات التوظيف العادلة، بالتعاون مع أصحاب المصلحة وصانعي السياسات لخلق بيئة تقدر مساهمات المرأة في البناء.
ويعد تسليط الضوء على قصص النجاح والنماذج المشرفة جانبا مهمًاآخر. إن البرامج التي تعرض إنجازات المرأة في مجال البناء تلهم الجيل القادم، وتتحدى الصور النمطية وتثبت أن المرأة يمكن أن تزدهر في أدوار متنوعة. ومن خلال الاحتفال بهذه الإنجازات، تساهم هذه البرامج بنشاط في تغيير الصورة النمطية للمرأة في صناعة البناء والتشييد، وتشجيع المزيد من النساء على العمل بمهن البناء والتفوق فيها. ومع استمرار هذه المبادرات في اكتساب الزخم، فإن الأمل هو أن يتم تشجيع المزيد من النساء على متابعة حياة مهنية مرضية وناجحة في مجال البناء، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى إعادة تشكيل مشهد الصناعة نحو الأفضل.

 


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الإمارات العربیة المتحدة فی مجال البناء دولار أمریکی قطاع البناء من النساء النساء فی المرأة فی البناء ا من خلال

إقرأ أيضاً:

إعلان الفائزات بجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية

الشارقة (وام)

أخبار ذات صلة وزارة الثقافة و«الإمارات للمكتبات» تعززان تعاونهما %16 زيادة في التحويلات المصرفية بالإمارات

تحت رعاية قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، أعلن المكتب الثقافي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة عن نتائج الدورة السابعة لجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية للعام 2025.
وفي مجال الدراسات النقدية، فازت الدكتورة صباح بنت عبد الكريم عيسوي من المملكة العربية السعودية عن دراستها «جدلية الأنا والآخر في الأدب الرحلي العربي، قراءة في المنجز النقدي»، كما فازت الدكتورة نادية هناوي سعدون من العراق عن دراستها «مفاضلة الأنا والآخر في الرحلة المتخيلة روائياً». بينما فازت سمية علي رهيف من العراق بجائزة لجنة التحكيم عن دراستها «انجذاب المتضاد بين الأنا والآخر في القصة القصيرة (قصة عمالقة البحر وأقزامه لفتحية النمر نموذجاً)».
وفي مجال الشعر العمودي، فازت الدكتورة دلال بنت بندر المالكي من المملكة العربية السعودية عن ديوان «غيبوبة»، وعفاف بنت حسين الحربي من المملكة العربية السعودية عن ديوان «على أعتاب الغياب».
وفي مجال أدب الطفل _ القصة القصيرة، فازت بدرية بنت محمد البدري من سلطنة عمان عن قصة «أنا وصديقي»، ومريم خليفة الشحي من الإمارات العربية المتحدة عن قصة «ما معنى أن ننتمي؟»، بينما فازت ندى أحمد فردان من مملكة البحرين بجائزة لجنة التحكيم عن قصتها «شامبو الشعور العجيب».
كما سيتم قريباً الإعلان عن الفائزة بجائزة الشخصية الثقافية لهذا العام، حيث سيتم تكريم شخصية نسائية خليجية لها مؤلفات وحضور ثقافي بارز.
وتأتي جائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية دعماً لإبداعات المرأة في الخليج العربي، ورؤاها الفكرية في الموضوعات الثقافية والأدبية، وتعزيزاً لدور الأدب القصصي والشعري والدراسات النقدية للمرأة في دول مجلس التعاون، ومساهمة فاعلة في إثراء الأدب الخليجي الحديث، إضافة إلى إذكاء روح التنافس الإيجابي في الإبداع الأدبي بين ذوي الخبرات والتجارب.
وفي هذا السياق، قالت صالحة غابش، رئيس المكتب الثقافي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، إن نسبة المشاركات في الجائزة في دورتها السابعة كانت أعلى من الدورات السابقة، ما يدل على نجاح الجائزة واهتمام المبدعات بكل تفاصيلها، مما يعزز سعي إدارة الجائزة لتطويرها.
وأكدت أن هذه الجائزة تعد الأولى من نوعها على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، حيث تعنى بإبداعات المرأة في مجال السرد الروائي والقصصي والشعر والمسرح وأدب الطفل مشيرة إلى أن المنافسة في هذه الدورة كانت شديدة، وهو ما استدعى تخصيص «جائزة لجنة التحكيم» للعام الثاني على التوالي. كما سيتم تكريم شخصية نسائية خليجية ثقافية بارزة في الدورة.
وشددت صالحة غابش على أن الجائزة تهدف إلى إتاحة الفرصة لأكبر عدد من الأصناف الأدبية للمشاركة، ما يسهم في إحداث حراك أدبي ثقافي مؤثر.

مقالات مشابهة

  • الاتحاد النسائي يستعرض نموذج الإمارات في التمكين التكنولوجي
  • الاتحاد النسائي يستعرض نموذج الإمارات في تمكين المرأة بمجالات التكنولوجيا في نيويورك
  • المرأة العمانية في رمضان.. برامج خيرية متزايدة لدعم الأسر وترسيخ التكافل
  • ضبط 3 شركات تعمل بدون ترخيص تعمل فى مجال السياحة الدينية
  • الاتحاد النسائي يستعرض نموذج تمكين المرأة الإماراتية بمجالات التكنولوجيا في نيويورك
  • إعلان الفائزات بجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية
  • الصحفية الرياضية ميمي محمد: النساء بإمكانهن تحقيق النجاحات في كل المجالات
  • السوداني: دخول المرأة في مجال الاستثمار يعزز دورها في التنمية
  • أمل عمار: مصر تعيش العصر الذهبي للمرأة بفضل الإرادة السياسية
  • رابطة حقوقية: الإفراج عن 13 سجينة في مأرب يعزز حقوق المرأة