إليازة العرب .. السيرة الهلالية ضيف أمسية رمضانية بالأعلى للثقافة
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
أقام المجلس الأعلى للثقافة، تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة، وبأمانة الدكتور هشام عزمى م الموافق أمسية رمضانية نظمتها لجنة التراث الثقافى غير المادى "الفنون الشعبية" ومقررها الدكتور محمد شبانة،أمس، تحت عنوان: (مدارس أداء السيرة الهلالية : بمصاحبة عروض فنية لفرقة السيرة الهلالية)، وأدار النقاش الشاعر الفنان محمد بغدادى، وشارك فى هذه الأمسية عدد من المتخصصين، من بينهم الدكتور عمرو عبد العزيز، والشاعر والباحث مسعود شومان، كما تضمنت الأمسية فواصل فنية قدمتها فرقة (السيرة الهلالية)، ورواية الشاعر الشعبى عبد المعز عز الدين، وذلك فى بهو المجلس الأعلى للثقافة.
تحدث الدكتور عمرو عبد العزيز موضحًا أن السيرة الهلالية تُعد واحدة من السير الشعبية العربية الخالدة فى ذاكرة الناس وتعتبر الأكثر ارتباطًا بالتاريخ الجماعى، وتضم الآلاف من أبيات الشعر، التى تجمع بين عناصر التاريخ والأدب؛ حيث تروى قصة بطل أو مجموعة من الأشخاص، وتعكس حالة المجتمع وثقافته ومواقفه الفنية والحياتية، وهدفها الأساسى هو الإمتاع والتأثير على القرّاء، دون الاكتفاء بمجرد توثيق الأحداث التاريخية.
إليازة العرب
ثم تحدث الشاعر مسعود شومان وصفًا السيرة الهلالية بأنها إليازة العرب، وقال أننى لن أكون مبالغًا إذا قلت أنها أهم وأعظم من الإليازة لإنها ليست مجرد حروب وسيرة بدوية أو مجرد قصص تمت أحداثها بين عدد من القبائل فحسب، ولكنها تعتبر مثلما قال أحد الرواة له، حينما سأله كيف استطعت أن تحكى هذه السيرة وتلم بخفاياها، وقال كأنى كنت فى قرية خالية من كل شىء ووجدت بين يدى برتقالة ناضجة، هذا ما حدث؛ فهو فيض من الله لا أعرف كيف ومتى جاء وكأنها اُنزلت على تنزيلًا! وعن أحلامه تجاه السيرة الهلالية قال أنه يريد أن نرسم جميعًا بالتفاصيل والسرد طريق السيرة بكل البلدان التى ذهبت إليها لانها تشمل تفاصيل اجتماعية واقتصادية، ونجد فيها كل الحكمة كما نجد فيها القصيدة والمربع والموال بأنواعه، ويتجلى فيها الشكل السردى، وقال أن السيرة الهلالية لم تنل حظها الكافى؛ فأعظم الرواة الذين توارثوها ذهبوا دون أن يتم الاهتمام بهم وتكريمهم، ودون أن نحفظ لهم تراثهم؛ فنحن بحاجة إلى أن عمل تصنيف وأرشيف يضم كل المواد التى جُمعت من السيرة الهلالية، ونفرغها لكى تتاح للقراء.
وأوضح الشاعر مسعود شومان فى مختتم كلمته أن السيرة الهلالية تروى قصة تغريبة بنى هلال وانتقالهم من نجد فى شبه الجزيرة العربية إلى صعيد مصر، ثم إلى بلدان الشمال الأفريقى، وتأتى تلك الرحلة الممتلئة بالتفاصيل والأحداث والحروب والصراعات إبان هذه الفترة، بما في ذلك التفاعل مع القبائل المحلية مثل صنهاجة وزناتة الأمازيغية فى بلاد المغرب، وتعتبر السيرة الهلالية ملحمة طويلة تغطى فترة تاريخية مهمة فى حياة بني هلال، تبدأ من جذورها مع الزير سالم جد الهلالية، وتمتد إلى تجربة تغريبة بنى هلال وخروجهم إلى تونس الخضراء.
وعقب كلمات المتحدثين قدمت فرقة (السيرة الهلالية) عدة فواصل أداء غنائى مع أنغام الربابة، تخللتها رواية الشاعر الشعبى عبد المعز عز الدين، ولاقت هذه الفقرة الفنية التى احتضنها بهو المجلس الأعلى للثقافة استحسان الحضور وتصفيقهم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السيرة الهلالية الأعلى للثقافة المجلس الأعلى للثقافة الشاعر مسعود شومان السيرة
إقرأ أيضاً:
فارسة فلسطينية-روسية بارزة تمثل الاتحاد العالمي للفروسية في أبو ظبي
أبوظبي – تكريماً لإنجازاتها كأول امرأة عربية تشارك في بطولة العالم للفروسية (الدريساج)، ظهرت الفارسة الدولية الفلسطينية ديانا الشاعر وهي تمثل الاتحاد العالمي للفروسية في أبو ظبي.
ارتدت الشاعر خلال حفل التتويج المقام لمباريات الفروسية في العاصمة الأماراتية اللباس الأسود في إشارة رأى فيها البعض تضامنها مع ما يحدث لشعبها الفلسطيني من مجازر في غزة.
وكانت الفارسة ديانا الشاعر قد سجلت اسم بلدها فلسطين لأول مرة في تاريخ المحافل الدولية خلال مشاركتها في بطولة العالم للفروسية 2022 في هرنينغ، حيث تنافست في مسابقة الترويض الفردي مع حصانها أونازالي دي ماسا. وبذلك أصبحت أول فلسطينية تشارك في بطولة العالم للفروسية، كما ساهمت في منح الجنسية الفلسطينية للفارس الألماني كريستيان تسيمرمان و13 فارساً روسياً آخرين، وذلك لتجاوز العقوبات المفروضة على روسيا ودعماً لفلسطين.
وتعد ديانا الشاعر أول امرأة عربية تشارك في بطولة العالم للترويض، في إشارة حملت الكثير من الدلالات لقضية شعب ما زال صامداً في وجه التحديات، ومتواجداً في مختلف المجالات والمحافل الدولية.
ورثت ديانا الشاعر رياضة الفروسية عن والدها الفارس والدبلوماسي والكاتب السياسي رامي الشاعر، وهي تحمل الجنسيتين الفلسطينية والروسية. انتقل والدها إلى روسيا الاتحادية عام 1975 وأسس نادي الفارس للفروسية في زافيدوفو في روسيا.
تشغل ديانا حالياً منصب رئيس لجنة الترويض للمجموعة الإقليمية السابعة للاتحاد الدولي للفروسية، والتي تغطي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. كما أنها دبلوماسية وناشطة في المجال الثقافي والرياضي، وتتقن ست لغات هي العربية والروسية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية.
تنحدر ديانا من عائلة فلسطينية مناضلة من يافا، حيث كان جدها المناضل والكاتب الفلسطيني العميد الدكتور محمد الشاعر أحد مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية، وأول سفير لفلسطين في الاتحاد السوفيتي السابق. أما جدتها فهي المناضلة والناشطة والأديبة الفلسطينية وفيقة حمدي الشاعر، إحدى رائدات الحركة النسوية في فلسطين، وثاني امرأة عربية تحصل على دبلوم الأدب الروسي في وقتها. كما أن عمة ديانا، الدكتورة عالية الشاعر، والدكتورة أروى محمد الشاعر، هما أديبتان وكاتبتان فلسطينيتان معروفتان.
غطت وسائل الإعلام الإماراتية حفل التتويج للبطلة العالمية في الفروسية، محتفلة بتمثيلها للاتحاد الدولي للفروسية. كما تناولت الصحف الروسية سيرتها تحت عنوان “امرأة بارزة ومنصب رفيع”، حيث سلطت الضوء على مسيرتها الرياضية والدبلوماسية.
بدأت ديانا ركوب الخيل في سن الحادية عشرة في موسكو، وشاركت في البداية في المسابقات الوطنية قبل أن تنتقل إلى المحافل الدولية. وعندما زارت فلسطين لأول مرة عام 2016، أدركت قدرتها على إحداث تغيير في مجال الفروسية هناك، كما فعلت في روسيا التي ما زالت تحتفظ بمكانة خاصة في قلبها.
إلى جانب إنجازاتها الرياضية، انخرطت ديانا في العمل الاجتماعي، حيث شاركت كممثلة رسمية لفلسطين في الجمعية العامة للاتحاد الدولي للفروسية في طوكيو عام 2016. وفي صيف 2021، تولت رئاسة لجنة رياضة الفروسية للمجموعة الجغرافية السابعة للاتحاد الدولي للفروسية.
على الرغم من تحقيقها حلم التأهل إلى الألعاب الأولمبية (باريس 2024)، اضطرت ديانا للانسحاب بسبب إصابة حصانها. وقد أعلنت مؤخراً اعتزالها الفرس الذي ركبته منذ طفولتها، لتركيز جهودها على تطوير رياضة الترويض في الشرق الأوسط وروسيا، حيث تقيم حالياً دورات تدريبية منتظمة.
تعد ديانا الشاعر نموذجاً للرياضي الملتزم بقضيته، حيث نجحت في الجمع بين التميز الرياضي والعمل الدبلوماسي والثقافي، حاملةً معها دائماً هوية شعبها ورسالة صموده في كل المحافل التي تشارك فيها.
المصدر: RT