بوابة الوفد:
2025-03-03@10:08:45 GMT

أعمال الرسول في رمضان

تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT

كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أحسن الناس خُلقاً؛ إفقد امتدحه المولى -سبحانه- بقوله: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ).. فقد نهى النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عن كُلّ ما يُنقص من أجر الصيام في رمضان؛ من سوء الخُلق، وغيره، فقال: (الصيامُ جُنَّةٌ ، فإذا كان أحدُكم صائمًا فلا يَرفُثْ ولا يَجهلْ ، فإنِ امْرُؤٌ شاتَمَه أو قاتَلَهُ فَليَقُلْ إنِّي صائمٌ)

أوقات يستحب فيها الصلاة على الرسول الكريم هل تعلم دعاء الرسول عليه الصلاة والسلام يوم بدر

 ويُشار إلى أنّه كان من هَديه -عليه الصلاة والسلام- أيضاً في شهر رمضان توجيه الناس إلى خيرَي الدُّنيا والآخرة، وحَثّ الناس على استغلال رمضان، والأوقات المباركة فيه، كليلة القَدْر؛ وذلك لشدّة رحمته، وإشفاقه، ومَحبّته لأمّته، وإرادة الخير لهم؛ بحَثّهم وتشجيعهم على فِعل الخيرات، والإكثار من الطاعات؛ للوصول إلى مغفرة الله، ثُمّ الجنّة.

1ـ إفطار النبيّ وسحوره في رمضان كان من هَدي النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في رمضان تعجيل الإفطار؛ فقد كان يفطر على رُطب، فإن لم يجد رُطباً، فإنّه يُفطر على تمر، فإن لم يجد، فإنّه يُفطر على ماء، وممّا يُؤكّد هذه السنّة قوله -عليه الصلاة والسلام-: (لا يزالُ النَّاسُ بخَيرٍ ما عجَّلوا الفِطرَ عجِّلوا الفطرَ فإنَّ اليَهودَ يؤخِّرونَ)

 وكان يدعو عند فِطره، فيقول: (ذهب الظمأُ، وابْتَلَّتِ العروقُ، وثبت الأجرُ -إن شاء اللهُ-)، أمّا هديه -عليه الصلاة والسلام- في السحور، فقد كان يؤخّره إلى ما قبل دخول وقت الفجر بقليل، وكان يواظب عليه، ويحثّ المسلمين على تناول طعام السّحور، ووصفه بالطعام المبارك، إذ قال: (تَسَحَّرُوا فإنَّ في السَّحُورِ بَرَكَةً). 2ـ مدارسة الرسول القرآن في رمضان كان جبريل -عليه السلام- يلقى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في رمضان، ويُدارسه القُرآن؛ فهو الشهر الذي أنزل الله فيه القُرآن، قال -تعالى-: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى. وَالْفُرْقَانِ)

 ولهذه المُدارسة آثار عظيمة؛ فهي تُجدّد للرسول -عليه الصلاة والسلام- العهد بغنى النفس الذي يؤدّي إلى الجُود، فكان -عليه الصلاة والسلام- في رمضان أجود من الريح المُرسَلة، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان عندما يُدارسه جبريل القُرآن، وقد رأى العُلماء أنّ من المحتمل أنَّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يُقسّم ما نزل عليه من القُرآن على ليالي رمضان جميعها، فيقرأ كُلّ ليلة بجُزءٍ منه؛ وفي ذلك حَثٌّ للصائمين على استغلال رمضان بقراءة القرآن، والتحذير من الغفلة عنه، وينبغي للمؤمن أن يكون ممّن يتلو القرآن حقّ تلاوته، ويُحرّم حرامه، ويُحلّ حلاله، ويعمل بمُحكَمه؛ لينال الأجر، قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّـهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ).

 3ـ كثرة تصدُّق الرسول في رمضان كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أكثر الناس جوداً وكرماً، خاصّة في شهر رمضان؛ لحديث ابن عبّاس الذي وصف فيه كرم النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (كانَ رسولُ اللَّهِ أجودَ النَّاسِ وَكانَ أجودَ ما يَكونُ في رمضانَ حينَ يلقاهُ جبريلُ وَكانَ جبريلُ يلقاهُ في كلِّ ليلةٍ من شَهرِ رمضانَ فيدارسُهُ القرآنَ قالَ كانَ رسولُ اللَّهِ حينَ يلقاهُ جبريلُ عليْهِ السَّلامُ أجودَ بالخيرِ منَ الرِّيحِ المرسلَةِ)؛[١٣] فقد شبّه كرم النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بالريح وإرسالها؛ لما تأتي به من الرحمة، وكثرة النفع، فتكون سبباً في إنزال الغيث، وإحياء الأرض الميّتة، وتأتي مراتب جود النبيّ -عليه الصلاة والسلام- على عدّة مراتب؛ فتبدأ بتفضيل جُوده على جُود باقي البشر، ثُمّ جُوده في شهر رمضان على باقي أشهر السنة، ثُمّ جُوده عند لقاء جبريل على باقي ليالي رمضان، ويُشار إلى أنّ الإمام الشافعيّ استحبّ الزيادة في الإنفاق في رمضان؛ اتِّباعاً لسُنّة النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وممّا ورد في فضل الصدقة في رمضان أنّه يجتمع لها شرف الزمان مع شرف العبادة، وفي ذلك مُضاعفة للأجر؛ لأنّ فيه إعانة للصائمين على الطاعة، ممّا يُوجب رضا الله -تعالى-، إلى جانب تكفير الخطايا، وبالتالي دخول الجنّة. 4ـ اعتكاف الرسول في رمضان الاعتكاف إحدى العبادات التي كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يحرص عليها في رمضان، وهو يعني: لزوم المسجد، والتفرُّغ لطاعة الله -تعالى-، فلا يخرج المُعتكف من المسجد إلّا بهدف الوضوء، ونحوه، وقد كان من هدي النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في الاعتكاف اعتزال أهله، وطيّ فراشه، وشَدّ مِئزره، وكان يعتكف العشر الأولى من رمضان في بداية اعتكافه، ثُمّ اعتكف العشر الأواسط، ثُمّ اعتكف العشر الأواخر من شهر رمضان؛ فقد جاء عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأوَاخِرَ مِن رَمَضَانَ حتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أزْوَاجُهُ مِن بَعْدِهِ)،[١٥] وكان يبدأ اعتكافه من قبل غروب شمس أوّل ليالي العشر الأواخر، وينهيه بمغيب شمس آخر يوم من شهر رمضان؛ وذلك لإدراك ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر،[١٦] ومَن يتأمّل اعتكاف النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، يُلاحظ عدّة أمور، منها: أنّه كان يتقلّب في الاعتكاف بين أيّام شهر رمضان جميعها إلى أن استقرَّ على العشر الأواخر، وكان الصحابة يجعلون له مكاناً خاصّاً به في المسجد؛ ليعتكف فيه، كما كان -عليه الصلاة والسلام- يهتمّ بحُسن مَظهره في الاعتكاف، ونظافة الجسد، وكان لا يخرج إلّا لحاجة، وعندما ينتهي من اعتكافه كان يخرج في الصباح، وليس في المساء من الليلة التي بعد اعتكافه.[١٧] للمزيد من التفاصيل عن الاطّلاع على مقالة: ((كيف كان يعتكف الرسول في رمضان)). جهاد الرسول في رمضان يُعَدّ شهر رمضان في حياة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- شهر الجهاد؛ والمقصود هُنا الجهاد الذي يشمل قتال غير المسلمين؛ بقصد إعلاء كلمة الله -تعالى.


 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رمضان قراءة القرآن جبريل علیه الصلاة والسلام الرسول فی رمضان فی شهر رمضان علیه وسل الق رآن ى الله

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية يهنئ الرئيس السيسي والأمتين العربية والإسلامية بحلول شهر رمضان المبارك

هنأ الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، بأسمى آيات التهاني وأصدق التبريكات، الرئيس عبد الفتاح السيسي، والشعب المصري العظيم، والأمتين العربية والإسلامية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، سائلاً المولى "عز وجل" أن يعيده على الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات، وأن يكون شهرًا مليئًا بالرحمة والمغفرة والعتق من النيران.

وأكد فضيلته أن شهر رمضان المبارك هو نفحة إلهية ومنحة ربانية يتجلى فيها الصفاء الروحي، حيث تتجدد القلوب بالتقوى، وتسمو النفوس بالصيام والقيام، وترتقي الأرواح بأنوار الذكر والتلاوة، فهو موسم الطاعات، الذي يعزز قيم التراحم والتكافل والتعاون بين أفراد المجتمع، ويجسد أسمى معاني التضامن والتآخي بين المصريين والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.

وأشار إلى أن رمضان هو شهر الانتصارات والفتوحات، الذي تتجدد فيه العزائم وتُشحذ فيه الهمم، داعيًا جموع المسلمين إلى اغتنامه بالتقرب إلى الله "سبحانه وتعالى"، والعمل الصالح، وتكريس معاني المحبة والسلام، وترسيخ مبادئ الوسطية والاعتدال، التي يدعو إليها الإسلام.

وأعرب مفتي الجمهورية، عن خالص دعائه بأن يكون هذا الشهر الكريم فاتحة خير وبركة على مصرنا العزيزة، مهبط الحضارات وموئل التاريخ، وأن يمدها الله بعونه ورعايته، لتظل شامخةً بعلمها، راسخةً بقيمها، منيرةً برسالتها السامية في نشر الوسطية والسلام، وحصنًا منيعًا للإسلام والعروبة، وسندًا قويًّا للحق والعدل، وأن يحفظ بلاد العرب والمسلمين من كل مكروه وسوء إنه ولي ذلك والقادر عليه.

مقالات مشابهة

  • الطبق الذي كان يفضله الرسول عليه الصلاة والسلام
  • صحابيات الرسول| عسراء اللسان.. تعرف عليها
  • شهر رمضان.. سنن مهجورة عن النبي تنقص أجر الصيام «لا تفوتك»
  • دعاء النبي عند الإفطار في رمضان.. الإفتاء توضح الكلمات الصحيحة
  • علي جمعة يكشف عن قواعد الحب بين الرجال والنساء
  • مع بداية رمضان 2025.. كيف كان النبي يستقبل الشهر الفضيل؟
  • دعاء النبي عند الإفطار في أول أيام رمضان.. اعرف صيغته الصحيحة
  • دعاء أول يوم رمضان.. وبماذا كان يدعو النبي
  • ماذا كان يقول النبي محمد في أول يوم رمضان؟ .. كلمتان لا تهجرهما
  • مفتي الجمهورية يهنئ الرئيس السيسي والأمتين العربية والإسلامية بحلول شهر رمضان المبارك