هل تجوز القراءة من المصحف في صلاة التراويح؟
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
مما ورد عن بعض الصحابة والسلف جواز أن يقرأ الإمام من المصحف في صلاة التراويح، من ذلك ما ورد أن عائشة رضي الله عنها كان يؤمها غلام لها في المصحف وكان يقال له ذكوان في رمضان بالليل. وسئل ابن شهاب رحمه الله عن الرجل يؤم الناس في رمضان في المصحف قال: «ما زالوا يفعلون ذلك منذ كان الإسلام، كان خيارنا يقرءون في المصاحف” .
وعن إبراهيم بن سعد عن أبيه أنه كان يأمره، أن يقوم بأهله في رمضان ويأمره أن يقرأ لهم في المصحف ويقول: «أسمعني صوتك” . وقال عطاء في الرجل يؤم في رمضان من المصحف: «لا بأس به” وقال يحيى بن سعيد الأنصاري: «لا أرى بالقراءة من المصحف في رمضان بأسا يريد القيام” ابن وهب رحمه الله: سئل مالك، عن أهل قرية ليس أحد منهم جامعا للقرآن أترى أن يجعلوا مصحفا يقرأ لهم رجل منهم فيه؟ فقال: «لا بأس به” ، فقيل له: فالرجل الذي قد جمع القرآن أترى أن يصلي في المسجد خلف هذا الذي يقوم بهم في المصحف أو يصلي في بيته؟ فقال: «لا، ولكن ليصل في بيته” وعن أحمد رحمه الله: ” في رجل يؤم في رمضان في المصحف، فرخص فيه فقيل له: يؤم في الفريضة؟ قال: ويكون هذا ” وعنه أيضا وقد سئل هل يؤم في المصحف في رمضان؟ قال: «ما يعجبني إلا أن يضطر إلى ذلك، وبه قال إسحاق”.
بدء القراءة في أول ليلة: اعتاد المسلمون قراءة القرآن من أوله في أول ليلة من رمضان لمن أراد ختمه، فيبدؤون بقراءة سورة البقرة، لكن «كان أهل المدينة إذا دخل رمضان يبدؤن في أول ليلة بإنا فتحنا لك فتحا مبينا” ، كما نقل ذلك أبو حازم. يؤم الناس أحسنهم قراءة: كان من هدي الصحابة والسلف – رضوان الله عليهم- أن يؤمهم أحفظهم للقرآن وأجودهم له بمراعاة أحكام التجويد، ولم يكن من هديهم أن يختاروا حسن الصوت فقط، أو من يبالغ في التغني في القرآن، بل هذا مكروه، وذلك لأنه يذهب الخشوع في الصلاة، ويكون هم الرجل أن يستمع التغني بالقرآن، فينصرف عن التدبر عن معانيه، فلا يعقل منه شيئا.
وقد حصل هذا زمن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- فغير الإمام، فعن نوفل ابن إياس الهذلي رحمه الله قال: كان الناس يقومون في رمضان في المسجد فكانوا إذا سمعوا قارئا حسن القراءة مالوا إليه، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ” قد اتخذوا القرآن أغاني والله لئن استطعت لأغيرن هذا فلم تمر ثلاث حتى جمع الناس على أبي بن كعب رضي الله عنه . وقال أيوب رحمه الله، عن بعض المدنيين: قدم رجل من أهل العراق يقال له: البيذق، فنزل المدينة، فأقاموه يصلي بالناس في رمضان، فجعلوا يقولون لسالم مولى ابن عمر: لو جئت، قال: ” فما زلنا به حتى جاء ليلة، فسمع حتى دخل أو أراد أن يدخل فخرج وهو يقول: غناء غناء”. يعني أن أداء العراقي في قراءة القرآن تشبه أداء الغناء. وقال سعيد بن جبير لرجل: ” ما الذي أحدثتم من بعدي؟ قال: ما أحدثنا بعدك شيئا، قال: بلى، الأعمى وابن الصيقل يغنيانكم بالقرآن ” وقرأ رجل عند الأعمش فرجع قرأ بهذه الألحان، فقال الأعمش
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صلاة التراويح القراءة من المصحف في صلاة التراويح السلف عائشة رضي الله عنها صلاة التراویح من المصحف المصحف فی رحمه الله فی المصحف رضی الله فی رمضان الله عن یؤم فی
إقرأ أيضاً:
هل صلاة ركعتين سنة الوضوء مستحبة أم بدعة .. الإفتاء توضح
نشرت دار الإفتاء ، عبر موقعها الرسمي بيان يوضح حكم صلاة ركعتين بعد الوضوء، مؤكدة أن هذه الصلاة المستحبة تُؤدّى بنية سنة الوضوء، وأنّ أدائها مباشرة بعد الانتهاء من الوضوء أولى لتفادي طول الفاصل.
واستشهد البيان ، بالحديث النبوي، الذي رواه عثمان بن عفّان رضي الله عنه: «من توضأ مثل وضوئي هذا، ثم قام فصلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه بشيء غفر الله له ما تقدّم من ذنبه»، وهو الحديث المروي في سنن النسائي وأصوله في الصحيحين.
وأشارت دار الإفتاء، إلى حديث آخر للنبي صلى الله عليه وسلم مروي عن أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين، يقول فيه للنّبي بلال رضي الله عنه بعد صلاة الفجر: «ما عملت عملاً أرجى عندي من أني إذا توضأت توضؤاً ثم صليت عليه ما كتب لي»، مؤكداً أن هذا الترغيب في أداء ركعتي الوضوء دليل على استحبابها.
ونقل البيان عن كبار العلماء والفقهاء ما يلي:
الإمام النووي في “المجموع”: «يستحب ركعتان عقب الوضوء للأحاديث الصحيحة».
العلامة ابن الحاج في “المدخل”: «إذا أسبغ الإنسان وضوءه، فقد ورد الترغيب في صلاة ركعتين بعدها».
العلامة ابن عابدين في “رد المحتار”: «ندب صلاة ركعتين بعد الوضوء كسُنّة الغسل».
وفيما يخص وقت أدائها، رجّح حافظهما الإمام ابن حجر في “فتح الباري” أن تكون الصلاة مباشرة بعد الاغتسال والوضوء، لئلا يبقى الوضوء بدون صلاة.
فضل تكبيرة الإحرام مع الإمام
أوضح الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية بدار الإفتاء المصرية، خلال بث مباشر عبر صفحة الدار، أن من أدرك مع الإمام تكبيرة الإحرام، له أجر عظيم وعد الله به براءتين: واحدة من النار وأخرى من النفاق، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المعنى.
وأضاف الشيخ عويضة أن السلف الصالح كانوا شديدي الحرص على عدم فوات تكبيرة الإحرام، مشيرًا إلى ما قاله سعيد بن المسيب: «ما تركت تكبيرة الإحرام منذ عشرين سنة»، وإلى ما ذكره الإمام حاتم الأصم حين قال: «فاتتني صلاة الجماعة فعزاني أبو إسحاق البخاري، ولو مات لي ولد لعزاني عشرة آلاف، ولكن أمر الدين أصبح أهون عند الناس من أمر الدنيا».