تحقيق: وحدة روسية تقف وراء إصابة مسؤولين أميركيين بـمتلازمة هافانا
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
توصل تحقيق إعلامي مشترك بشأن "متلازمة هافانا"، وهي حالة صحية غامضة تصيب دبلوماسيين ومسؤولين حكوميين أميركيين، إلى أدلة ترجح أن وحدة اغتيالات عسكرية روسية "تقف وراء الإصابات".
وكشف برنامج" 60 دقيقة" الذي يبث على قناة "سي بي اس"، إلى أن النتائج التي توصل إليها التحقيق الذي أجراه لمدة خمس سنوات مع "ذا إنسايدر" و"دير شبيغل" الألمانية، بأن "الوحدة 29155" التابعة للمخابرات الروسية قد تكون وراء الأعراض العصبية، في أول دليل يربط خصما أجنبيا بهذه الحالات، وفقا لموقع "أكسيوس".
وقالت وكالات المخابرات الأميركية، في أكثر من مرة، إنها لا ترجح أن يكون هناك خصم أجنبي مسؤول عن هذه الظاهرة.
ويمكن أن تشمل أعراض "متلازمة هافانا"، التي يشير إليها المسؤولون الأميركيون باسم "الحوادث الصحية الشاذة"، الصداع الشديد والدوار والغثيان وآلام الأذن.
وأُطلق على هذه الحالة اسم "متلازمة هافانا" لأن التقارير عن إصابة مسؤولين أميركيين بالمرض تم توثيقها لأول مرة في السفارة الأميركية بالعاصمة الكوبية، في أواخر عام 2016.
وتشير الأدلة الجديدة إلى أنه "كانت هناك هجمات محتملة قبل عامين في فرانكفورت، ألمانيا، عندما فقد موظف حكومي أميركي في القنصلية هناك وعيه بسبب شيء يشبه شعاع الطاقة القوي"، وفقًا لموقع "ذا انسايدر".
وأضافت المنصة الإخبارية التي تركز على روسيا، الأحد، أنه "تم تشخيص إصابة الضحية لاحقًا بإصابة دماغية رضحية، وتمكن أيضا من التعرف على عميل للوحدة 29155".
وقال جريج إدغرين، المقدم المتقاعد بالجيش مؤخرا والذي أدار تحقيق وكالة المخابرات الدفاعية في "متلازمة هافانا" من عام 2021 إلى عام 2023، للبرنامج الذي يبث على شبكة "سي بي إس"، إن رأيه هو أن "الولايات المتحدة تتعرض لهجوم من قبل نظام بوتين".
وأشار إدغرين متحدثا علنا للمرة الأولى حول هذا الموضوع، إلى أن نحو 5 إلى 10 بالمئة من المسؤولين ذوي الأداء العالي في جميع أنحاء الوكالة قد تأثروا.
وقال، "كانت هناك علاقة مستمرة مع روسيا.. كانت هناك زاوية ما حيث عملوا ضد موسكو، وركزوا عليها، وقاموا بعمل جيد للغاية".
وقال مارك زيد، المحامي الحاصل على تصريح أمني يمثل أكثر من عشرين عميلا يعانون من أعراض متلازمة هافانا، بما في ذلك من مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة المخابرات المركزية ووزارة الخارجية، إن هناك أدلة على "تستر" حكومي يتضمن "خطوط تحقيق من شأنها أن تأخذنا على الأرجح إلى إجابات لا نريد التعامل معها".
وتحدث زيد للبرنامج، على أن هناك نقطة مشتركة بين موظفي مكتب التحقيقات الفيدرالي المتضررين وهو أن "معظمهم، إن لم يكن جميعهم.. كانوا جميعا يعملون على شيء يرتبط بروسيا".
وأجريت دراستان من معاهد الصحة الوطنية الكبرى، الشهر الماضي، لفحص ظروف أكثر من 80 موظفًا حكوميًا وأفراد أسرهم الذين تعرضوا "لحوادث صحية شاذة" في مواقع من بينها الولايات المتحدة وكوبا والصين والنمسا، ولم تجد أي دليل ثابت على إصابة الدماغ.
"أصابت دبلوماسيين أميركيين".. نتائج بحث جديد بشأن "متلازمة هافانا" أفاد باحثون، الإثنين، أن مجموعة من الاختبارات المتقدمة لم تجد أي إصابات أو انحطاط في الدماغ بين الدبلوماسيين الأميركيين وغيرهم من الموظفين الحكوميين الذين يعانون من مشاكل صحية غامضة أطلق عليها اسم "متلازمة هافانا".وأفاد باحثون، أن مجموعة من الاختبارات المتقدمة لم تجد أي إصابات أو تدهور في الدماغ بين الدبلوماسيين الأميركيين وغيرهم من الموظفين الحكوميين الذين يعانون من مشاكل صحية غامضة.
ولا تقدم الدراسة التي أجرتها المعاهد الوطنية للصحة، والتي استمرت ما يقرب من خمس سنوات، أي تفسير للأعراض، بما في ذلك الصداع ومشاكل التوازن وصعوبات التفكير والنوم، التي تم الإبلاغ عنها لأول مرة في كوبا عام 2016 وبعد ذلك من طرف مئات الموظفين الأميركيين في بلدان متعددة.
لكنها تناقضت مع بعض النتائج السابقة التي أثارت شبح إصابات الدماغ لدى الأشخاص الذين يعانون مما تسميه وزارة الخارجية الأميركية "حوادث صحية شاذة".
واعترض ديفيد ريلمان، عالم جامعة ستانفورد الذي قاد الأبحاث السابقة حول هذه الحالة، على نتائج الدراسات التي نشرت في مجلة الجمعية الطبية الأميركية، في افتتاحية مصاحبة.
وأشار إلى دراستين سابقتين شارك فيهما "وجدتا أن الحالات ذات الظواهر الحسية المفاجئة تختلف عن أي اضطراب تم الإبلاغ عنه في الأدبيات الطبية العصبية أو العامة، ومن المحتمل أن يكون سببها آلية خارجية".
ووجه ممثلو مكتب مدير الاستخبارات الوطنية موقع "أكسيوس" إلى الجزء من تقييم التهديدات السنوية، الذي نُشر في فبراير، والذي يتناول المتلازمة ردا على طلب بالتعليق.
ويشير التقرير إلى أن المكتب يقوم بفحص الموضوع عن كثب ويشير إلى أن معظم "وكالات الاستخبارات خلصت إلى أنه من غير المرجح أن يكون خصم أجنبي مسؤولا" عن هذه الحالات.
وفي المقابل لم يعلق المسؤولون الروس بعد على نتائج التحقيق. كما لم يرد ممثلو مكتب التحقيقات الفيدرالي والبيت الأبيض ووزارة الخارجية على الفور على طلبات أكسيوس بالتعليق.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: متلازمة هافانا إلى أن
إقرأ أيضاً:
لماذا اختلفت وكالات الاستخبارات الأميركية بشأن مصدر كورونا؟
كشف تقرير بصحيفة وول ستريت جورنال عن وجود انقسامات حادة بين الوكالات الاستخباراتية الأميركية حول ما إذا كان فيروس كوفيد-19 (كورونا) قد نشأ نتيجة تسرب من مختبر ووهان في الصين، أم نشأ طبيعيا، وتشير الدلائل إلى تجاهل أو قمع بعض التحليلات الداعمة لنظرية أن الفيروس تسرب من المختبر.
ووفق التقرير، كان هناك انقسام واضح بين الوكالات الاستخباراتية قبل التقرير الذي قدم للرئيس جو بايدن في أغسطس/آب 2021 حول مصدر الفيروس، إذ دعم مكتب التحقيقات الفدرالي نظرية التسرب المختبري، بينما رجحت وكالات أخرى أن الفيروس نشأ في الطبيعة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أعرق سلالة مالكة في العالم.. بعض أسرار العائلة الإمبراطورية اليابانيةlist 2 of 2موقع أميركي: الحملة الأمنية للسلطة الفلسطينية حماية للوطن أم لفصل عنصري صهيوني جديد؟end of listوتسببت هذه الخلافات، حسب التقرير، باستبعاد مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) من الاجتماع الاستخباراتي أمام الرئيس، حين رجح مجلس الاستخبارات الوطنية و4 وكالات استخباراتية أخرى "بدرجة ضعيفة من الثقة"، أن الفيروس نشأ من حيوان وليس من تسرب مخبري.
وكان مكتب التحقيقات الفدرالي يرجح "بدرجة معتدلة من الثقة" نظرية التسريبات المخبرية، وقد أثار استبعاد المكتب من جلسة الاستماع بعض الشكوك.
وجاء تقرير الوكالات في أعقاب الأمر الذي أصدره بايدن في مايو/أيار 2021 بإجراء تحقيق في أصول الفيروس داخل أجل 90 يوما، بعد رفض الصين التعاون مع الولايات المتحدة في التحقيق، وفي الأشهر التي سبقت يوم الاجتماع اختلفت الوكالات بشدة فيما بينها حول أي نظرية هي الأرجح.
إعلانوأخبر جيسون بانان -وهو عالم أحياء ميكروبيولوجية سابق في مكتب التحقيقات الفدرالي وأحد من درسوا الفيروس- الصحيفة في مقابلة حصرية أن مكتب التحقيقات الفدرالي لم يستدع يوم الاجتماع لتقديم النتائج التي توصل إليها، وأنه انتظر السيارة التي كانت من المقرر أن تقله للبيت الأبيض طيلة صباح ذلك اليوم.
إخفاء للحقائقوأضاف: "كون الإف بي آي الوكالة الوحيدة التي خلصت إلى أن مصدر الوباء هو المختبر على الأرجح، والوكالة التي أعربت عن أعلى مستوى من الثقة في تحليلها لمصدر الوباء، توقعنا أن يُطلب من مكتب التحقيقات الفدرالي حضور الاجتماع، وأجد أنه من الغريب أن البيت الأبيض لم يطلب ذلك".
ومما زاد الأمور تعقيدا، وفق التقرير، هو النتائج التي توصل إليها 3 علماء في وكالة الاستخبارات الدفاعية التابعة للبنتاغون، والتي تؤكد أن كوفيد-19 تمت هندسته في مختبر، واستندوا بتحليلهم إلى أبحاث معهد ووهان، ولكن تم حجب هذه النتائج من التقرير النهائي.
وتشير المصادر إلى أن المسؤولين في وكالة الاستخبارات الدفاعية منعوا العلماء في يونيو/حزيران 2021 من مشاركة أبحاثهم مع الإف بي آي، كما تم إخبارهم بأن الإف بي آي أصبحت "خارج نطاق العمل على هذه القضية"، وقد أدى ذلك إلى تحقيق من قبل المفتش العام للوكالة، ولكن دون أية عواقب بعد.
عوائق سياسيةوبرأي كاتبي التقرير مايكل جوردون مراسل الأمن القومي في الصحيفة، ووارن ستروبل مراسل شؤون الاستخبارات والأمن، تشير هذه التعليمات إلى التوجه العام داخل بعض الوكالات الاستخباراتية لتجاهل أو استبعاد الأدلة التي قد تدعم نظرية التسرب المختبري، إذ لم تُضمن عمدا في التقارير الرسمية التي قدمت إلى البيت الأبيض، مما يشير إلى أن الاختلافات بين الوكالات سياسية لا علمية.
وقد تباطأت وتيرة التحقيق في الأمر مع تحول تركيز وكالات الاستخبارات إلى أولويات أخرى، وفي حين فشل تقرير مجلس الاستخبارات الوطنية في حل المسألة، خلص مكتب التحقيقات الفدرالي بالتعاون مع وزارة الطاقة في وقت لاحق إلى أن تسرب الفيروس من المختبر هو النظرية الأرجح، حسب التقرير.
إعلانواختتم التقرير بالتأكيد على أهمية معاودة فتح ملف التحقيق بأصل الفيروس، خصوصا بعد مرور 5 سنوات على الجائحة، واستخدام المعلومات والدلائل الموجودة على أكمل وجه للتوصل إلى الحقيقة.