أزمة النفايات تطل برأسها من جديد.. هل ستعود مشهدية الـ 2015
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
يومًا بعد يوم، يقترب مطمر الكوستا برافا من لحظة الإنفجار، مناشدات، اتصالات، وتحركات، كلها هبّت مرة واحدة مع اقتراب المطمر من الوصول إلى قدرتة الإستيعابية، ليعلن معه أزمة نفايات جديدة قد تعيد إلينا مشهدية أكياس النفايات التي اجتاحات الشوارع اللبنانية.
عمليًا علم "لبنان24" أن المطمر على وشك أن يصل إلى ذروته، مع امتلاء المساحة المخصصة لطمر النفايات، والتي تبلغ حوالي 167 مترًا مربعًا، إذ تم اختياره كحل بديل عن مطمر الناعمة الذي تم إغلاقه عام 2019 بعد 15 عامًا من استقبال النفايات، وذلك ليكون مركزًا أساسيًا لاستقبال النفايات المنزلية من قضاءي بعبدا والشويفات، وعندما لم يتم التوصل إلى حلّ بشأن قرى عاليه والشوف، أُخذ آنذاك القرار بضمهما إلى خطة المطمر، وهذا ما سارع عملية امتلاء المطمر بالنفايات، إذ كان من المستحيل أن تستمر قرى وبلدات الشوف وعاليه بعملية حرق النفايات التي جوبهت بحملات ميدانية من قبل الاهالي نسبة لخطورة هذه الخطوة.
حسب أرقام "لبنان24" فإن المطمر يستقبل بشكل يومي ما يقارب الـ 5515 طنًا من النفايات، وما زاد الكمية منذ افتتاح المطمر تتلخص بالنفايات الكبيرة التي تتكدّس جرّاء ارتفاع وتيرة النزوح السوري، وتمركز مجموعات كبيرة منهم في أحياء بيروت، والشويفات، كذلك داخل قرى قضاءي عاليه والشوف، علمًا أن معظم رؤساء البلديات رفعوا الصوت عاليًا، وشدّدوا أمام موفدي الجمعيات الدولية أن النزوح ساهم وبشكل واضح وعلني في ارتفاع كمية النفايات التي يتم دفع ثمن نقلها الملايين من الليرات، لا سيما في ظل أوضاع صعبة من الناحية المالية تعاني منها البلديات.
إلا أنّه وعلى الرغم من صعوبة إدارة الملف، وعلى الرغم من الكميات الكبيرة من النفايات التي تدخل إلى المطمر بشكل يومي، فإنّه وحتى هذه اللحظة لا تزال عملية دفن النفايات تتم وفق الأصول والمعايير الفنية والصحية.
وزاريًا العمل بدأ
على صعيد وزارة البيئة، لم يفوّت وزير البيئة ناصر ياسين فرصةً إلا وعرض العديد من الحلول التي من المتوقع أن تناقشها الحكومة في أقرب وقت ممكن، تضمن عملية التوصل إلى حلٍ يحول دون الوصول إلى الكارثة التي تحذّر منها الجهات المعنية.
في هذا الصدد أشارت مصادر وزارة البيئة خلال اتصال عبر "لبنان24" إلى أن الوزير ياسين عقد اجتماعًا مع اللجنة البيئية النيابية، إذ تقرّر خلال الاجتماع أخذ خطوات يهدف من خلالها إلى تخفيف الضغط عن مطمر الكوستا برافا، خاصة بعد زيادة قضاءي الشوف وعاليه، وهذا ما طالب به أصلا اتحاد بلديات الضاحية.
وفي هذا السياق أشارت المصادر إلى أنّ الوزارة ستسعى إلى تأمين حلول خاصة لنفايات منطقة عاليه، كما وسيتم تأمين عملية تطوير وتأهيل معمل الفرز في السويجاني، والذي من المتوقع أن يستقبل نفايات الشوف فقط، وهذا من شأنه أن يخفّف بشكل كبير كميات النفايات التي يتم إرسالها إلى مطمر الكوستا برافا.
أما عن معمل الفرز في العمروسية، فقد اكّدت مصادر وزارة البيئة لـ"لبنان 24" أن التواصل سيتم مع مجلس الإنماء والإعمار، حيث ان توقف المعمل هو بسبب نقص التمويل، وبالتالي في حال تأمين التمويل فإنّ هذا من شأنه أن يخفف بشكل كبير أيضا كميات النفايات التي يتم إرسالها إلى المطمر.
نفايات مقابل أموال
على مقلب آخر، لم تقف البلديات متفرجة، وإن أثّرت الأزمة المالية على البعض منها. فمشاريع عدّة قامت بها مئات البلديات بالتعاون مع الوزارات المعنية ساهمت بتخفيف العبء عن المطامر، وتجلى ذلك من خلال خططٍ عديدة كحثّ المواطنين على البدء بعملية الفرز، والاستفادة من نفاياتهم عبر بيعها، وهذا ما ولّد مبادرات فردية لمواطنين عاطلين عن العمل، تمكنوا من خلالها فتح مصدر رزق جديد.
أحمد هو واحدٌ من هؤلاء الشباب، الذين قرروا منذ حوالي العامين تقريبًا عقب تكدّس النفايات في بلدته أن يقوم بخطوة يخفف عبرها عبء النفايات عن البلدية، ويستفيد من الأمر في الوقت نفسه، إذ قال لـ"لبنان24" أنّه يقوم بجولات يومية على مختلف المستوعبات ويجمع منها الكراتين والبلاستيك وكلّ ما يمكن تدويره.. هكذا وعلى مدار سنة ونصف السنة استطاع أن يوفّر على بلديته أكثر من 50% من بدل رسوم نقل النفايات، وتمكن من ايجاد عمل خاص له.
إصرار أحمد دفع البلدية لمساعدته عبر الطلب من المواطنين أن يفرزوا نفاياتهم ليستلمها أحمد مقابل سعر معيّن.. واليوم تمكن من فتح باب رزق ووفّر فرص عمل لثلاثة شبان من بلدته بدأوا يعاونوه بشكل يوميّ.
الأمر نفسه، حاول رئيس بلدية مجدلبعنا في قضاء عاليه روزبا عبد الخالق القيام به، إنّما بمشروع أكبر من خلال عزمه على إنشاء معمل للنفايات، إذ يقول لـ"لبنان24" أن المجلس البلدي اتخذ القرار بإنشاء معمل فرز يستوعب حوالي الـ25 طنا من النفايات، علمًا أن كمية النفايات في البلدة تصل إلى 7 أطنان في الشتاء وترتفع إلى 15 طن في الصيف بسبب الاصطياف في البلدة الجبلية.
مشروع عبدالخالق لم يقتصر فقط على مجدلبعنا، لا بل في حال أبصر النور سيشمل عددًا آخر من القرى، إذ إنّ المعمل الذي أشرف عليه الخبراء والذي يمتد على مساحة 2000 متر سيكون حلاً مستدامًا ومصدرًا هامًا لإدخال الأموال إلى خزينة البلدية، عبر استقطاب نفايات البلدات المجاورة، وتخفيف الضغط عن المطامر.
ولكن، ولسوء الحظّ، لم تشغّل بعد الآلات داخل المعمل، على الرغم من الوصول إلى مراحل متقدمة، فالدعم الماديّ مفقود، والبلدية لا تستطيع لوحدها أن تتحمل كلفة التشغيل.
المشاريع تتوسع
وعلى طول الأراضي اللبنانية، برز العديد من المبادرات الفردية التي كانت بقسمٍ كبير منها تستهدف تنظيف القرى، وتحقيق الأرباح في الوقت نفسه، كأحد المشاريع الموجودة على أطراف بيروت، وهو يتمثل بأن يسلم المواطنون النفايات القابلة للتدوير في مقابل الحصول على بدل عن كل كيلو غرام وفق أسعار محدّدة سلفًا. وقد أشار صاحب المشروع بيار بعقليني لـ"لبنان24" أن الهدف من هذا الأمر توفير مبالغ كبيرة على الدولة لناحية دفعها مقابل طمر النفايات، وبدل ذلك يتم إعطاء هذه الأموال للمواطنين للإستفادة من النفايات.
وأوضح بعقليني أن الأمر قوبل بإيجابية كبيرة لدى المواطنين، ونحن بصدد توسيع المراكز، إذ هناك مركز في المدينة الصناعية في بيروت، وفي الصالومي، وجبيل، وسد البوشرية.
وأكّد بعقليني أن خلال سنتين فقط استطاع مركزان أن يفرزا ما يقارب 800 طن تقريبا مصدرها 40 ألف مواطن توجه إلى المركز.
وعن الأسعار أكّد بعقليني أن الامر يختلف بين الورق والكرتون والحديد والبلاستيك، فكلما كانت عملية الفرز نظيفة كلما ارتفعت الاسعار، وهذا ما ساهم بتعليم المواطنين أسلوب الفرز بطريقة صحيحة ومستدامة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: النفایات التی من النفایات النفایات ا وهذا ما من خلال
إقرأ أيضاً:
نائب أمير مكة المكرمة يرأس اجتماع لجنة الحج المركزية
بتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن فيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، رأس صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة بمقر الإمارة بالعاصمة المقدسة اليوم اجتماع لجنة الحج المركزية، الذي تخلله استعراض ومناقشة أعمال الجهات ومتابعة الخطط لموسم العمرة وما يلزم من تنسيق ومواءمة بين الجهات لأداء مهامها على الوجه المطلوب.
واستعرضت اللجنة أعمال وزارة الحج والعمرة والتنسيق المتكامل بينها وبين أكثر من 30 جهة أخرى من القطاعين العام والخاص لتقديم رحلة ميسرة وتجربة سلسة لضيوف الرحمن، حيث قدمت أهم المؤشرات الإستراتيجية والتشغيلية التي تعمل عليها للعمرة خلال 1446هـ، ومن أبرزها الرفع المستمر لمستوى وجودة الخدمات بما يسهل على ضيوف الرحمن أداء عباداتهم.
وتتابع الوزارة هذه المؤشرات من خلال مراكز ومواقع عمل مختلفة منها مركز الرصد والتحكم، مركز الامتثال، مواقع العمل الميدانية، عبر عدة مواقع منها 3 فروع “مكة، جدة، المدينة”، و20 منفذًا جويًا وبحريًا وبريًا، و13 مركز نسك عناية، و3 مراكز تفويج بين المدن، مركزي العمليات الأمنية “911” والاتصال الموحد.
وتطرقت الوزارة إلى خدمة نقل المعتمرين ومنها خدمات النقل بين المنافذ والمدن حيث تقوم 108 شركات بنقل المعتمرين عبر 11,567 حافلة، كما يتم تقديم خدمات الإسناد من خلال 5 مراكز على الطرق الرئيسية بين المدن “مكة، جدة، المدينة”.
فيما استعرضت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي تقريرًا عن جاهزيتها وأبرز أعمالها لموسم العمرة 1446هـ، وأهدافها التشغيلية المتمثلة في تحقيق متوسط رضا مرتفع للمعتمرين عن أهم الخدمات والأصول المقدمة في المسجد الحرام، ورفع للأداء التشغيلي العام بالحرم المكي، وتوفير الكوادر البشرية لتنفيذ خطة الموسم بفاعلية، وتضمنت الخطة تجهيز وتهيئة جميع المواقع بالمسجد الحرام، لتكون جاهزة لأداء مناسك العمرة والصلاة والاعتكاف خلال شهر رمضان، إضافة إلى تقديم 32 خدمة منها: النظافة، السفر، العربات، منع الافتراش، الأبواب، زمزم، دورات المياه، المصليات، الساحات، المصاحف، الاعتكاف، وخدمات الصيانة.
كما قامت بتجهيز 92 شاشة إلكترونية، 202 سلم كهربائي، 360 وحدة مناولة هواء، وتهيئة 120 ألف وحدة إنارة، وأكثر من 142 ألف وحدة تبريد، 4000 لوحة كهربائية، 22 مصعدًا، 38 ألف سجادة، 8000 مكبر صوت، 25 ألف حافظة زمزم.
كما تم خلال الاجتماع استعراض ومناقشة جاهزية مشاريع إدارة المشروعات بوزارة المالية للمسجد الحرام لاستقبال ضيوف الرحمن خلال موسم العمرة وشهر رمضان لعام 1446هـ، حيث تم إيضاح أبرز التحضيرات والتجهيزات الموجهة لذلك منها استكمال أعمال الدهانات الإبوكسية بالساحات المحيطة بالمسجد الحرام لاستقبال المصلين، تهيئة محطات النقل المؤقتة بالتجهيزات الموسمية “المراوح – المظلات – السفلتة -الدهانات”، إضافة إلى إجراء الصيانة الموسمية الوقائية لـ “الغرف الأمنية، كاميرات المراقبة، السلالم والمصاعد الكهربائية، أنظمة الإنذار، تعقيم شبكات مياه زمزم، عناصر تكييف الهواء”.
واستعرضت شركة مطارات جدة خلال الاجتماع جاهزية مطار الملك عبدالعزيز الدولي لموسم عمرة 1446هـ – 2024م، حيث تم تجهيز صالات المطار بـ20 استراحة مكيفة لانتظار المعتمرين بالمنطقة العامة تحت الخيام الشرقية بمجمع صالات الحج والعمرة، التنسيق المستمر مع كافة الجهات الأمنية والحكومية والتشغيلية بمستجدات حركة المعتمرين، تأمين العدد الكافي من القوى البشرية ومعدات في كافة المواقع التشغيلية، التنسيق والمتابعة المستمرة للحركة الجوية المتوقعة لأعداد المعتمرين والرحلات.
اقرأ أيضاًالمجتمع“إنسان” تختتم مشاركتها في “ملتقى بيبان 2024”
كما قامت بتجهيز نقاط الفرز “صالة 1 وتستوعب 1850 معتمرًا، الصالة الشمالية وتبلغ طاقتها الاستيعابية 450 معتمرًا، مجمع صالات الحج والعمرة وتستوعب أكثر من 840 حافلة”، ومناطق مناولة أمتعة المجموعات بمجمع صالات الحج والعمرة “6600 حقيبة/ الساعة”، غرب صالة 1 “1750 حقيبة/ الساعة”.
وقدمت مطارات جدة عدة مبادرات لتحسين تجربة ضيوف الرحمن منها التشغيل التجريبي للبوابات الإلكترونية، مسافر بلا حقيبة.
وحقق مطار الملك عبدالعزيز الدولي يوم الأربعاء 6 نوفمبر الماضي، أعلى رقم قياسي تشغيلي بكافة الصالات بواقع.
161,189 عاملًا، وأعلى يوم تشغيلي للحركة الجوية بواقع 816 رحلة.
كما تطرقت اللجنة لآخر المستجدات المتعلقة بخطط حج 1446هـ, ثم ناقشت عددًا من الموضوعات الأخرى المدرجة على جدول الأعمال واتخذت حيالها التوصيات اللازمة.