سرايا - قال ضابط "إسرائيلي" كبير اليوم الأحد إن الشبان الأربعة الذين استهدفتهم مسيّرة "إسرائيلية" في خان يونس كانوا غير مسلحين، ولم يعرّضوا قوات الاحتلال للخطر في المنطقة التي كانوا يسيرون فيها، وفق ما نقلته صحيفة هآرتس.

ويأتي ذلك عقب مشاهد تُظهر استهداف مدنيين فلسطينيين بمنطقة السكة في خان يونس جنوبي قطاع غزة بداية فبراير/شباط الماضي.



ووصف الضابط "الإسرائيلي" ذلك الحادث بالخطير للغاية، ولم يستبعد أن يكون الشبان يبحثون عن الطعام، كما أقر الضابط بأن جيش الاحتلال أنشأ مناطق إعدام في غزة، وأي شخص يعبرها يتم إطلاق النار عليه.

ومع ذلك، فإن مجموعة من قادة جيش الاحتلال الاحتياطيين والقادة "الإسرائيليين" الذين تحدثوا إلى صحيفة "هآرتس" شككوا في الادعاء بأن كل هؤلاء كانوا مسلحين. ومن المحتمل جدا أن الفلسطينيين الذين لم يحملوا سلاحا قط في حياتهم قد أُدرجوا ضمن هذا التصنيف بعد وفاتهم، على الأقل من قِبل جيش الاحتلال.

يقول ضابط "إسرائيلي" احتياط خدم في غزة: "من المدهش أن نسمع التقارير بعد كل عملية عن عدد المسلحين الذين قُتلوا"، موضحا: "لست بحاجة إلى أن تكون عبقريا لتدرك أنه ليس لديك مئات أو عشرات من الرجال المسلحين الذين يركضون عبر المنطقة" في شوارع خان يونس وجباليا، يقاتلون الجيش الإسرائيلي".

إذن، كيف تبدو المعارك في غزة حقا؟ ووفقا لضابط احتياط كان هناك "عادة ما يكون هناك مسلح، أو اثنان أو ثلاثة، يختبئون داخل المبنى، ومن يكتشفهم هم مقاتلون بمعدات خاصة أو طائرات بدون طيار".

وكان أحد أدوار هذا الضابط هو إبلاغ المستويات العليا بعدد المسلحين الذين قُتلوا في المنطقة التي كان يقاتل فيها هو ورجاله، ويوضح قائلا: "لم يكن هذا استجوابا رسميا، حيث يريدون منك أن تظهر جميع الجثث… يسألونك كم عددهم؟ ونعطيهم رقما بناء على ما نراه ونفهمه على الأرض، ونمضي قدما".

وجمعت صحيفة هآرتس شهادات من ضباط وجنود ممن قاتلوا في غزة، ونقلت عنهم أن الجيش صنف حوالي 9 آلاف فلسطيني ممن يقول إنه قتلهم على أنهم "إرهابيون، لكن في الحقيقة غالبيتهم مدنيون، ولم يشكلوا أي تهديد".

وفي وقت سابق، قالت هيئة البث العبرية إن المشاهد التي بثتها قناة الجزيرة لاستهداف 4 شبان في خان يونس، تبين بعد الفحص أنهم من خلية مسلحة، دون تقديم أي دليل على أن الشبان كانوا مسلحين أو مرتبطين بنشاط عسكري.

وأضاف هؤلاء العسكريون أن ذنب (هؤلاء الضحايا) هو عبور خط وهمي رسمه جيش الاحتلال، والذي في حال عبوره يمنح القوات الإذن بإطلاق النار عليهم.

وقال أحد الجنود للصحيفة: "بالنسبة لقادتنا، إذا حددنا شخصا في منطقة عملياتنا لم يكن جزءا من قواتنا، يُطلب منا إطلاق النار بهدف القتل.. لقد قيل لنا صراحة إنه حتى لو دخل أحد المشتبه بهم إلى مبنى فيه أشخاص، يجب علينا إطلاق النار على المبنى وقتله، حتى لو أصيب أشخاص آخرون".

وكانت الخارجية الأميركية، قالت إن الاحتلال يتحمل مسؤولية التحقيق في انتهاكات قوانين الحرب، تعليقا منها على استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي وقتله 4 مدنيين فلسطينيين بعد تتبعهم بطائرة مسيّرة.

وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية إنهم "لم يتأكدوا بعد من صحة المشاهد"، إلا أنه أعرب عن انزعاجه الكبير منها، وأكد طلب المزيد من المعلومات من المسؤولين "الإسرائيليين" حولها.

كما تناولت قنوات أميركية بينها قناة "إم إس إن بي سي" مشاهد قتل أولئك الشبان، وطلبت من عضو مجلس الشيوخ الأميركي كريس فان هولين التعليق على مضمونها، ليجيب بأنها مروعة، وأكد الحاجة للتحقيق في إدارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للحرب، وإجراء مراجعة مستقلة بشأنه، بل وإخضاعه للتحقيق.

وبالإضافة إلى ذلك الحادث نقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن بيان لقوات الاحتلال الإسرائيلي اعترافها فيه بقتل فلسطينييْن ودفن جثتيهما بواسطة جرافة، بعد أن نشرت الجزيرة مقطعا مصورا يظهر تفاصيل عملية القتل.

وزعمت قوات الاحتلال، في بيانها، أن قتل الفلسطينييْن تم بعد اقترابهما مما أسمته منطقة عمليات وسط غزة بطريقة وصفتها بالمريبة، "وعدم استجابتهما للطلقات التحذيرية".

ويأتي ذلك، في حين يواصل جيش الاحتلال حربه على غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مخلّفا عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين، وسط وضع إنساني يوصف بالكارثي، ومجاعة متفاقمة تخيّم على القطاع المحاصر.
 
إقرأ أيضاً : متحدث حكومة الاحتلال يستقيل بعد احتجاج بريطانيإقرأ أيضاً : تسريح قائد عسكري عراقي لتقديمه فقرة برنامج مسابقات


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: جیش الاحتلال فی خان یونس فی غزة

إقرأ أيضاً:

إصابة ضابط من قوات الاحتلال بمعارك غزة.. الحصيلة ترتفع

اعترف جيش الاحتلال بإصابة ضابط في كتيبة 82 أصيب بجروح خطيرة خلال معارك في شمال قطاع غزة، الاثنين، عقب ساعات قليلة من إعلانه مقتل إصابة 5 عسكريين آخرين.

وأعلن جيش الاحتلال عن مقتل ضابط وإصابة 4 عسكريين خلال الـ24 ساعة الماضية، بين الإصابات قائد الكتيبة 52 في معارك رفح جنوب قطاع غزة.

وقال جيش في بيان: "مقتل الرائد جلاء إبراهيم البالغ من العمر 25 عاماً من منطقة السجور، وهو قائد سرية في كتيبة الهندسة  601بمعارك جنوب قطاع غزة".

وبذلك يرتفع عدد الجنود الإسرائيليين القتلى، منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى 680، بينهم 324 بالمعارك البرية في غزة التي بدأت في 27 من الشهر نفسه.

فيما وصل عدد الجنود الجرحى إلى 4 آلاف و96، بينهم ألفان و84 في المعارك البرية، وفق معطيات الجيش الذي يواجه اتهامات محلية بإخفاء حصيلة أكبر لقتلاه وجرحاه.


وسبق أن قال مسؤولون إسرائيليون في أكثر من مناسبة، إن الجيش يدفع "أثمانا باهظة" في غزة، ويواجه "قتالا شرسا" مع فصائل المقاومة الفلسطينية.

وبدعم أمريكي مطلق، أسفرت الحرب الإسرائيلية على غزة عن سقوط أكثر من 125 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح (جنوب)، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.

كما تتحدى إسرائيل طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، ووزير جيشها يوآف غالانت، لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية" في غزة.

مقالات مشابهة

  • هجوم إسرائيلي مكثف وسط جهود للتهدئة في غزة
  • تصفية ضابط شرطة إسرائيلي اعتاد إيذاء الأسرى الفلسطينيين داخل سجن عوفر
  • إصابة ضابط من قوات الاحتلال بمعارك غزة.. الحصيلة ترتفع
  • إصابة ضابط إسرائيلي بجروح خطيرة خلال معارك بغزة
  • الاحتلال الإسرائيلي: إصابة ضابط بجروح خطيرة خلال معارك في شمال قطاع غزة
  • قوات الاحتلال تقتحم نابلس واندلاع اشتباكات
  • مقتل ضابط إسرائيلي بنيران المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة
  • مقتل ضابط وإصابة جندي بنيران المقاومة بغزة
  • ضابط إسرائيلي: 7 أكتوبر هي الحرب الأكثر دموية في تاريخ الصهيونية
  • إعلام إسرائيلي: إصابة 5 جنود جراء إطلاق صاروخ مضاد للدروع من لبنان