دراسة: زراعة الأشجار في "أماكن خاطئة" يتسبب في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
كشف علماء أن زراعة الأشجار في "الأماكن الخاطئة" يمكن أن تساهم في الواقع في ظاهرة الاحتباس الحراري، لذلك وضعوا خريطة جديدة تحدد أفضل المواقع لإعادة زراعة الغابات وتبريد الكوكب.
ولأن الأشجار تمتص ثاني أكسيد الكربون، تعد استعادة مناطق الغابات المتدهورة أو زراعة الشتلات لتعزيز الغطاء الحرجي (الغطاء الغابوي) إحدى أدوات مكافحة تغير المناخ.
ولكن في بعض الحالات، يعني وجود المزيد من الأشجار أن كمية أقل من ضوء الشمس تنعكس من سطح الأرض ويمتص الكوكب المزيد من الحرارة، وفقا للدراسة التي نشرتها مجلة Nature Communications.
وقالت سوزان كوك باتون، المؤلفة المشاركة في الدراسة، لوكالة "فرانس برس": "هناك بعض الأماكن التي تؤدي فيها إعادة الأشجار إلى نتائج سلبية مناخية صافية".
وأشارت إلى أن العلماء قد فهموا بالفعل أن استعادة الغطاء الغابوي أدت إلى تغيرات في العاكسية (الوضاءة أو البياض)، وهي قدرة جسم ما على عكس الضوء الساقط عليه من مصدر ضوئي كالشمس، لكنهم لم يكن لديهم الأدوات اللازمة لتفسير ذلك.
وباستخدام خرائط جديدة، تمكن العلماء لأول مرة من النظر في تأثير التبريد الناجم عن الأشجار والاحترار الناجم عن انخفاض البياض.
ووجدوا أن المشاريع التي لم تأخذ البياض في المعادلة بالغت في تقدير الفوائد المناخية للأشجار الإضافية بنسبة تتراوح بين 20 إلى 80%.
وقالت كوك باتون، كبيرة علماء ترميم الغابات في منظمة الحفاظ على الطبيعة، إن الخرائط توفر أيضا الأدوات اللازمة لمساعدة صناع السياسات على تحديد أفضل الأماكن لتوجيه الموارد الشحيحة لتحقيق أقصى قدر من التأثير المناخي.
إقرأ المزيد ما الذي دفع البشر إلى الانتشار خارج إفريقيا؟وأضافت: "هناك الكثير من الأماكن التي ما تزال فيها استعادة الغطاء الغابوي فكرة عظيمة لتغير المناخ. نحن نحاول فقط مساعدة الناس في العثور على تلك المواقع".
وعادة ما يكونالبياض أعلى في المناطق المتجمدة في العالم، والثلج والجليد النظيف الشبيه بالمرآة مع مستويات عالية من البياض يعكس ما يصل إلى 90% من طاقة الشمس.
وهو أحد عوامل التبريد الرئيسية للأرض، إلى جانب الأراضي والمحيطات التي تمتص الحرارة الزائدة وانبعاثات غازات الدفيئة التي تسبب الاحتباس الحراري.
وأظهرت هذه الدراسة أن العديد من الدول وعدت بزراعة مليارات الأشجار كحصن ضد ظاهرة الاحتباس الحراري، لكن ليست كل الجهود تؤتي ثمارها على نحو متساو لكوكب الأرض.
وتتميز البيئات الاستوائية الرطبة مثل حوض الأمازون والكونغو بتخزين عالي للكربون وتغيرات منخفضة في البياض، ما يجعلها مواقع مثالية لاستعادة الغطاء الغابوي.
وكشفت باتون أن زراعة الأشجار حتى في أفضل المواقع ربما كانت توفر تبريدا أقل بنسبة 20% عما كان مقدرا عند أخذ التغييرات في مستوى البياض بعين الاعتبار.
وشددت على أن استعادة الغابات حققت فوائد لا يمكن إنكارها للناس والكوكب، مثل دعم النظم البيئية وتوفير الهواء النظيف والمياه، من بين فوائد كثيرة.
وتابعت: "لا نريد حقا أن يكون عملنا بمثابة نقد للحركة بشكل عام. ولكن، لا يمكننا زرع الأشجار في كل مكان. ليس لدينا ما يكفي من المال أو الوقت أو الموارد أو الأشخاص أو الشتلات. والأمر يتعلق حقا بتحقيق أقصى استفادة من الاستثمارات المحدودة والحصول على أكبر عائد مناخي لكل هكتار من الاستثمار".
المصدر: ساينس ألرت
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الاحتباس الحراري البيئة التغيرات المناخية الطقس المناخ النباتات الاحتباس الحراری
إقرأ أيضاً:
البيضاء الأولى في جودة الهواء بليبيا لعام 2024
الوطن | متابعات
أكد مدير إدارة النظم الجغرافية بوزارة البيئة الليبية، “فارس فتحي” أن مدينة البيضاء تصدرت قائمة المدن الليبية من حيث جودة الهواء للعام 2024، وفق بيانات محطات قياس جودة الهواء.
وأرجع فتحي هذا الإنجاز إلى وفرة الغطاء النباتي في المدينة وتضاريسها الفريدة، ما ساهم في تحسين جودة الهواء وجعله عليلًا مقارنة بمدن أخرى مثل بنغازي، طرابلس، وزليتن.
وأشار فتحي إلى أن مدن الجبل الأخضر تتميز بجودة هواء تتراوح بين الجيدة والمعتدلة، وفق معايير منظمة الصحة العالمية، موضحاً أن كثافة الغطاء النباتي في هذه المنطقة تلعب دورًا كبيرًا في تقليل تأثير الغبار الصحراوي المنقول عبر الرياح الجنوبية، إلى جانب الحد من انبعاثات الغازات الناجمة عن الأنشطة البشرية.
وبيّن فتحي أن مؤشر التلوث في ليبيا شهد تحسنًا ملحوظًا في عام 2024، حيث انخفض متوسط مؤشر جودة الهواء (AQI) إلى 81 ميكروجرامًا على المتر المكعب مقارنة بـ 95 ميكروجرامًا العام الماضي.
ودعا مدير إدارة النظم الجغرافية إلى ضرورة المحافظة على الغطاء النباتي وإطلاق حملات تشجير، خاصة في المدن الساحلية والصحراوية، مؤكدًا أن مثل هذه المبادرات ستسهم في تحسين جودة الهواء والبيئة الصحية في ليبيا بشكل عام.
الوسوم#بنغازي الهواء الليبي بيئة ليبيا ليبيا