مواجهة ساخنة داخل مجلس الامن..
السودان والامارات.. اللعب على المكشوف..!!
ملف متكامل بالأدلة والبراهين يثبت تورط ابوظبي فى دعم المليشيا..
توقعات بان تسعى الامارات لاستمالة بعض الدول بالمال والصفقات..
الهندي عزالدين : الشكوي ستكون لها تداعيات كبيرة داخل مجلس الأمن..
تقرير _ محمد جمال قندول
اخيرا قرر السودان محاصرة الامارات أكبر داعمي مليشيات الدعم السريع، سياسيا ودبلوماسيا وتقدمت حكومة السودان رسميا عبر مندوبها الدائم بمجلس الأمن السفير الحارث ادريس بشكوى في ضد دولة الإمارات العربية المتحدة لدعمها التمرد بالسودان بالمال والسلاح.


وقدمت البلاد ملفا متكاملا بالأدلة والبراهين التي تثبت تورط الامارات في دعم مليشيا الدعم السريع مستغلة بعض دول الجوار عبر مطاراتها وتزويدها بالمرتزقة .

فريق من القانونيين
وستنتظر الخرطوم من مجلس الأمن ان ياخذ الشكوى بشكل جدي ويبدأ في دراستها وتكوين فريق من القانونيين للتقصي على أرض الواقع ثم التحقيق مع الامارات ودول الجوار ليخرج بقرار، وقد تاخذ الإجراءات بشكلها الاعتيادي وقتا ولكن قطعا سيخرج مجلس الأمن بقرار حاسم.

ومن المتوقع أن تتحرك أبوظبي لمحاصرة الشكوى ولو باستخدام المال المباشر او الصفقات التجارية ،وقد تجد اصطفافا من دول أوروبا تحديدا التي تظهر بشكل ضعيف مقابل المال.

هل تتراجع أبوظبي ؟!
ويقول استاذ العلوم الدولية د. سيف عبد القيوم بان خطوة الخرطوم حيال تقديمها الشكوى ضد الامارات وان تأخرت ولكنها تمثل إنتصارا للسيادة الوطنية وتعزيزا للمجهود العكسري العامل على استعادة كرامة وسيادة الشعب السوداني على كامل أراضيه والتي شهدت على جسارة وقوة الجندي السوداني بالدفاع عن أرضه وكرامته .

ويواصل محدثي في معرض التعليق ويذهب الي ان الخطوة من شأنها ان تجعل أبوظبي تراجع حساباتها اتجاه دول الإقليم خاصة التي تضمها جامعة الدول العربية وتحرم عليها ميثاقها الاعتداء على الدول الاعضاء.

الاسافير تحتفل
وفور انتشار تقديم الحكومة السودانية لشكوي بحق الامارات ابتهج السودانيون بهذه الخطوة واعتبروها بمثابة استعادة الكرامة مطالبين الحكومة بضرورة متابعة الشكوى لحسم تطاول الامارات.

وتم تداول التصعيد الاخير لحكومة السودان في منصات التواصل الاجتماعي، والمتابع لمداخلات السودانيين وتحديدا في منصتي فيس بوك واكس يلمس بوضوح حجم الكراهية التي بدت تتمدد من المواطنين تجاه الامارات بعد احداث الخامس عشر من أبريل.

الملف السوداني
ويطالب مراقبون بتصعيد أكثر حدة وذلك بان تقدم الخرطوم شكوي لدي محكمة العدل الدولية ضد أبوظبي
ولاول مرة تقف الامارات متهمة داخل مجلس الأمن الدولي وهو امر يري دبلوماسيون انه محرج وقد يفضي لإعادة التفكير جديا من الإدارة الإماراتية في تعاملها مع الملف السوداني.

وبالمقابل وصف خبراء سياسييون الشكوي بالمهمة لانها جاءت بمثابة تنوير للمجتمع الدولي ممثلا في مجلس الأمن والأمم المتحدة حمل تفاصيل تورط دولة الإمارات في الحرب ببلادنا والتى سبق وان اكدتها لجنة خبراء حظر السلاح في دافور التابعة بمجلس الأمن والمكونة بموجب القرار 1591 فقد حوي ذلك التقرير معلومات من مصادر متعددة بما فيها مصادر من داخل مليشيا الدعم السريع نفسها عن شحنات سلاح وذخيرة وعتاد حربي وصلت للدعم السريع عن طريق مطار (أم جرس) في تشاد ومعبر (ام دافوق) بافريقيا الوسطي واوصت حينها لجنة الخبراء بمعاقبة الدول الَمتورطة بحظر السلاح في دافور.

الحصار السياسي

من جهته قال المحلل السياسي والخبير الاعلامي الهندي عز الدين بان الشكوى قد تأخرت عدة أشهر وهي تمثل حلقة من حلقات الحصار السياسي والدبلوماسي والقانوني على دولة الإمارات لتدفع ثمن تورطها فى الحرب ضد الشعب السوداني .

ويضيف الهندي بان الشكوي ستكون لها تداعيات كبيرة ومؤثرة داخل مجلس الأمن رغم علاقات الامارات الجيدة بالاقطاب الخمس في مجلس الأمن ،واعتبر الهندي عز الدين الخطوة اول تحرك دولي من السودان ضد الامارات قال انه سيمثل حرجا بالغا للاعضاء الخمس الدائمين بمجلس الأمن ويحدد مواقفها تجاه الانتهاكات وجرائم الحرب المرتكبة بواسطة مليشا الدعم السريع.

تقرير _ محمد جمال قندول
الكرامة

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الدعم السریع مجلس الأمن داخل مجلس

إقرأ أيضاً:

ما بعد الفيتو الروسي 

 

ما بعد الفيتو الروسي 

ياسر عرمان 

 

أُشبع الفيتو الروسي تحليلاً وتخميناً بمعلومات صحيحة من مظانها الحقيقية وأخرى خاطئة عن قصد أو دونه من مختصين ومطلعين وأخرين قافزين بالزانة أو بالشباك، ليس لدي ما أضيفه ونحن نتعامل مع العلاقات الإقليمية والدولية في أخطر فترة يواجهها المجتمع والدولة السودانية الحديثة منذ نشأتها.

يجب ان نكون حذرين وصبورين في التعامل مع جيراننا الاقربين وفضائنا الحيوي وامتداداتنا في الجغرافيا السياسية والمصالح المتقاطعة سيما في البحر الاحمر والقرن الأفريقي وحزام الساحل الذي تشهد بعض بلدانه انهيار الدولة الوطنية مثلنا والاطماع في الموارد وغياب النواة الصلبة التي توحد التنوع وضبابية الرؤية وعدم وحدة القيادة.

الوطنيون حقاً يخشون على بلادنا من ثلاثة مصاير أولها اطالة امد الحرب وثانيها تقسيم شعبنا وارضنا وثالثهم الشيطان عودة النظام القديم في دولة هشة، وبحكم مشاركتي في قضايا الحرب والسلام وامتداداتها في العلاقات الاقليمية والدولية كتبت أكثر من عشرة مقالات في هذه القضية منذ بداية الحرب في محاولة للمساهمة في الحوار الهام بين قوى الثورة والتغيير حول كيفية الوصول إلى اطار متكامل وحزمة منسجمة لوقف وانهاء الحرب تضع الإغاثة قبل السياسية والحقوق الطبيعية قبل السياسية وتجعل من مخاطبة الكارثة الإنسانية وتطبيق مبدأ حماية المدنيين مدخلاً للعملية السياسية التي يجب ان تقوم في فضاء مفتوح قائم على حماية المدنيين ومشاركتهم وان تكون ذات مصداقية لا ان تقوم على الحلول التجارية السريعة القائمة على الربح والخسارة وغير المستندة على المبادئ والمؤقتة والهشة.

شهد الشهر الأخير بداية جديدة وصحيحة في أوساط القوى المدنية في التركيز على قضية حماية المدنيين ومخاطبة الكارثة الانسانية قبل الدخل في اي عملية سياسية لا توفر الامن والطعام والسكن والعلاج واتساع الفضاء المدني قبل الدخول في حوار يرقص على ساق قسمة السلطة.

 

ما بعد الفيتو الروسي

 

أصدر مجلس الأمن قرارين حول السودان ورغم انقسام المجلس فان الخمسة الكبار سمحوا بتمرير القرارين في شهري مارس ويونيو (٢٧٢٤- ٢٧٣٦)، عجز القرارين ناجم عن عدم توفر الآليات لتطبيقهم وعدم وجود بعثة سلام للفصل بين القوات والتحقق وصدروهما خارج الفصل السابع، ورغم ان الكارثة الإنسانية والنزوح واللجوء وجرائم الحرب في بلادنا هي الأكبر على مستوى العالم لكن يتهرب المجتمعين الاقليمي والدولي من التزاماتهم في ظل انقسامات حادة وقضايا أخرى تستأثر باهتماهم سيما أوكرانيا وغزة.

 

الكارثة الإنسانية وحماية المدنيين مدخل لوحدة قوى الثورة والعملية السياسية:

 

الكارثة الإنسانية وتطبيق مبدأ حماية المدنيين تشكلان الحد الادني لوحدة قوى الثورة وأساس الحقوق الطبيعية في الحياة والإقامة، وفي نفس الوقت تشكلان المدخل الصحيح للعملية السياسية القائمة على حق الشعب في حقوقه الطبيعية قبل السياسية وهي تحرج المجتمعين الأقليمي والدولي وتذكرهما بالتزاماتهم المنصوص عليها في المواثيق الاقليمية والدولية والقانون الإنساني والدولي.

 

مجلسي الامن الأفريقي والدولي يوفران الإجماع:

 

في ظل الانقسام الذي يشهده مجلس الامن الدولي علينا العمل مع اعضاء مجلس الامن الأفريقي وتصعيد خطابنا حول الكارثة الانسانية وحماية المدنيين في ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ حتى يخرج مجلس الأمن والسلم الأفريقي بخارطة طريق ستجد القبول والإجماع في مجلس الامن الدولي كما جرت العادة في ظل الانقسام الحالي، بل يجب الدعوة لاجتماع في مقر الاتحاد الأفريقي بين مجلسي الامن الأفريقي والدولي كما تم من قبل وبعد اتفاق نيفاشا وقد عقد مجلس الامن الدولي اجتماع في نيروبي قبل الاتفاق وزيارة للخرطوم بعد الاتفاق ومن الضروري مشاركة الجامعة العربية في هذا الاجتماع.

 

المناطق الأمنة ام نزع السلاح؟ تقليص الفضاء المدني أم العسكري؟

 

مفهوم المناطق الامنة للمدنيين علينا طرحه في اطار توسيع الفضاء المدني وتقليص الفضاء العسكري وحق المدنيين في نزع السلاح من اماكن تواجدهم لا عبر تحديد مناطق معزولة تقلص الفضاء المدني وتوسع الفضاء العسكري ويجب ان يتم ذلك بتطبيق القانون الإنساني الدولي الذي يعطي المدنيين حرية الحركة ويطالب العسكريين بالخروج من المناطق المدنية حتى تكون آمنة، الأمن يعني انسحاب العسكريين وحصر تواجدهم وليس العكس، وفي اي ترتيبات مقبلة لوقف العدائيات او اطلاق النار سيطالب العسكريين بالرجوع لأماكنهم قبل الحرب برقابة وتحقق من بعثة السلام وهذا لن يتوفر إلا باتفاق الطرفين أو تطبيق الفصل السابع وفي الوضع الدولي الحالي وعدم الاهتمام بالسودان الحل هو في تصعيد الضغوط الداخلية والاقليمية والدولية معاً.

ولنا عودة.

الحقوق الطبيعية قبل السياسية

الإغاثة قبل السياسية

الثورة أبقى من الحرب

والنصر للجماهير

 

٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤

الوسومالفيتو روسيا مجلس الأمن الدولي ياسر عرمان

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يدعو جوبا لمنع عناصر الدعم السريع من دخول أراضيها
  • الفرصة سانحة.. الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان
  • الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة من الدعم السريع
  • الجيش السوداني يعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من الدعم السريع
  • حوار مع صديقي ال ChatGPTالحلقة (49)
  • العراق لمجلس الأمن: إسرائيل تسعى لتوسعة الصراع
  • ما بعد الفيتو الروسي 
  • مشروع قرار في مجلس النواب الأمريكي لحظر بيع الأسلحة للإمارات بسبب الدعم السريع
  • عضو السيادي الفريق أول ركن كباشي يؤكد حرص الحكومة على إحلال السلام ووقف معاناة الشعب السوداني
  • *10 أسئلة و ملاحظات مهمة حول المواجهة الشرسة بين روسيا وبريطانيا في مجلس الامن، بخصوص السودان