ما حاجة روسيا لمحطة قمرية مشتركة مع الصين؟
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
وافقت الحكومة الروسية مؤخرا على مشروع القانون الذي يقضي بإبرام الاتفاقية الموقعة مع الصين بشأن إنشاء المحطة القمرية المشتركة.
يذكر أن الصين درست الخبرات التي اكتسبتها من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في مجال غزو الفضاء الكوني، ورسمت طريقا خاصا بها، حيث حققت إنجازات كبيرة، بدءا من إرسال أول رائد صيني إلى الفضاء وإنشاء محطة الفضاء المدارية الصينية، وانتهاء بإرسال أجهزة فضائية إلى القمر والمريخ، وإضافة إلى ذلك أنشأت 3 مطارات فضائية والمطار الرابع قيد الإنشاء.
وتعمل الصين في الوقت الراهن على تطوير مركبة فضاء مأهولة من جيل جديد من طراز "مانجو" (مركبة الحلم) وتخطط لإرسال وحدات إضافية إلى محطتها المدارية، بما في ذلك التلسكوب الفضائي.
وقد حققت إلى حد الآن 5 بعثات قمرية، وكانت الغاية منها تجربة العمل في مدار القمر، وتحقيق الهبوط الآمن على سطحه، وقيادة الروفرات، وإعداد خارطة ثلاثية الأبعاد لسطح القمر، وإيصال عينات من الصخور القمرية إلى الأرض، وتحقيق أول عملية التحام أوتوماتيكية في مدار القمر في إطار بعثة "تشانغ آه-5"، وإرسال قمرين صناعيين إلى مدار القمر، بهدف ترحيل الإشارات الواردة من وإلى المسابير والروفرات العاملة على سطح القمر ومداره.
ومن بين الخطوات الهامة على طريق استصلاح القمر وتحقيق الإنجازات المستقبلية إنشاء المحطة القمرية العلمية الدولية، وهو مشروع مشترك بين روسيا والصين بالتعاون مع أذربيجان، وبيلاروس، والإمارات العربية المتحدة، وباكستان، وجنوب أفريقيا. هذه فرصة لتعزيز الكفاءات في بناء المحطات والوحدات الفضائية وإمكانية لتوطيد العلاقات بين الدول مع احتمال مواصلة العمل على تحقيق مشاريع فضائية أخرى.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمتخصصين الروس، في مثل هذا التعاون الوثيق، أن يتعلموا من زملائهم الصينيين الخبرات المنهجية والدقيقة للغاية لتحقيق برنامج الفضاء، ودعم المزيد من الرحلات الاستكشافية.
وفقا لخارطة الطريق الخاصة بمشروع إنشاء المحطة القمرية الدولية، سيتم بناء القاعدة على خمس مراحل. المرحلة الأولى هي بناء مركز القيادة والبنية التحتية للطاقة والاتصالات. وهنا سيكون دور روسيا بالدرجة الأولى هو إطلاق مشروعيها الفضائيين "لونا-26" و"لونا-"27. وسيتم الربط بينهما في برنامج واحد مع البعثتين الصينيتين Chang'e-6 وChang'e-7. وترتبط المراحل الأربع المتبقية بشكل أساسي بإجراء التجارب العلمية، وجمع عينات التربة ودراستها مباشرة على سطح القمر. ونتيجة لذلك، ينبغي أن تصبح المحطة القمرية مركزا علميا يجمع بين الاستكشاف والإنتاج والمعالجة ودراسة مجموعة واسعة من عينات التربة القمرية والنيازك من سطح القمر.
وهذا المشروع لا مثيل له، لذلك لا يزال من الصعب الحديث حول كيفية تقاسم العمل فيما بين الجهات المشاركة فيه، ومن المتوقع الحصول على مزيد من البيانات حول الكفاءات والقدرات التي ستستخدمها روسيا وكذلك حول التمويل، بعد إبرام الاتفاقية وتطوير البرنامج بشكل أكثر تفصيلا.
وهنا يمكن القول إن المحطة القمرية العلمية الدولية يمكن أن تصبح أهم مشروع فضائي في القرن الحادي والعشرين، ولا يمكن أن نتخلى عن المساهمة فيه.
المصدر: تاس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: المحطة القمریة
إقرأ أيضاً:
لوقف الاعتماد على الصين..أوروبا تطلق 47 مشروع تعدين
قال المفوضية الأوروبية اليوم الثلاثاء، إنها وافقت على 47 مشروعاً استراتيجياً لضمان الوصول إلى المواد الخام الحيوية في الاتحاد الأوروبي.
ويتطلع الاتحاد الأوروبي إلى زيادة إمداداته من المعادن الرئيسية مثل الليثيوم، والمنجنيز، والكوبالت، وهي معادن حيوية للعديد من الصناعات الجديدة، مثل بطاريات السيارات الكهربائية، والرقائق الإلكترونية. وتعتمد الدول الأوروبية حالياً بشدة على الاستيراد من دول مثل الصين للحصول عليها.
وتأتي الخطوة بعد عام تقريباً من صدور قانون المواد الخام الحيوية للاتحاد الأوروبي الذي دخل حيز التطبيق في أيار (مايو) الماضي، لمساعدة الاتحاد في المنافسة العالمية لاستخراج ومعالجة وإعادة تدوير هذه الموارد الحيوية.
الصين تبلغ الاتحاد الأوروبي بالاستعداد لتعزيز التواصل - موقع 24أبلغ وزير الخارجية الصيني وانغ يي، مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس، بأن بكين مستعدة لتحسين التواصل مع التكتل وتعزيز التفاهم المتبادل والعمل معاً على تحقيق المزيد من الاستقرار للعالم.
وقال ستيفان سيورن نائب رئيس المفوضية الأوروبية للازدهار والاستراتيجية الصناعية: "اليوم حددنا 47 مشروعاً استراتيجياً ستساعد، لأول مرة، في تأمين إمداداتنا المحلية من هذه المواد الخام. هذه لحظة مميزة للسيادة الأوروبية باعتبارها قوة صناعية".
وتوجد المشاريع التي اعتمدتها المفوضية في 13 دولة من دول الاتحاد الأوروبي وتغطي 14 من 17 مادة خام حيوية حددها قانون المواد الخام الحيوية للاتحاد الأوروبي. ويركز 22 مشروعاً على الليثيوم، و12 على النيكل، و10 على الكوبالت، و11 على الغرافيت، و7 على المنغنيز.وتوجد 3 مشاريع منها في ألمانيا في حين تتركز البقية في إسبانيا، وفنلندا، وفرنسا.
وفق المفوضية وهي الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، من المتوقع وصول قيمة الاستثمارات في المشاريع الاستراتيجية الـ47 ، إلى نحو 22.5 مليار يورو (24.3 مليار دولار) لتدخل حيز التشغيل.
كما أشارت المفوضية إلى أن من المقرر منح هذه المشاريع التراخيص اللازمة في أقل من 27 شهراً، بدل المدة المعتادة التي تتراوح بين 5 و 10 أعوام.