كتبت" الراي الكويتية": توحي التطورات في الميدان والديبلوماسية أن لبنان تَحَوَّلَ أسيرَ حربيْن، «تشغيلية» في غزة و«مُشاغَلة» في الجنوب، ولن يُفرج عنه تالياً في الأمد المنظور وسط مؤشرات متزايدة إلى توسع نطاق الحرب مع إسرائيل والانزلاق أقلّه إلى «أيام قتالية» قاسية، وإلى بقاء دولته في موتٍ سريري بسبب التمادي في اختطاف «الرئيس العتيد» وجعْل انتخابه رهينةً في انتظار المقايضات الكبرى على تخوم «اليوم التالي» لصمت المدافع في الشرق المسكون بالكثير من الأشرار.


ففي بيروت التي تخبو فيها مَظاهر الحياة وينكّس الفرحُ بـ «روزنامة» الأعياد طقوسَه، لا صوتَ يعلو فوق قرع طبول حربٍ بدأت في 8 تشرين الأول ومرشَّحة لِما هو أدهى من «التراشق» بالصواريخ والغارات على طرفيْ الحدود بين لبنان وإسرائيل وما هو أبعد، فيما لا تعدو الدولة كونها مجرد «صندوق بريد» بين الخارج و«حزب الله» صاحب اليد العليا، وسط تسليمٍ منقطع النظير بديمومة «الرأس المقطوع» للجمهورية والحكومة العاجزة والبرلمان المشلول، إلى ما بعد غزة وربما إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية.
مصادر على تماسٍ وثيقٍ مع مجريات الحرب على جبهة جنوب لبنان أبلغت إلى «الراي» انه لم يَعُدْ مستبعَداً تَدَحْرُجُ كرة النار إلى حربٍ أكثر اتساعاً، بعدما أيقن «حزب الله»، الذي لن يسكت، ان غالانت العائد من محادثات في الولايات المتحدة، قرر استخدام العصا الغليظة عبر أوامره لجيشه بالتصعيد وعلى نحو غير معهود ضد الحزب ومراكزه في لبنان وسورية، وكل مَن له علاقة من كوادره في الميدان.
وفي تقدير المصادر ان غالانت عاد من الولايات المتحدة ببطاقتين، واحدة حمراء مرفوعة أمامه إزاء أي مغامرةٍ بشن حربٍ على لبنان، وثانية خضراء لا تمانع إطلاق يده في المواجهة مع «حزب الله» حصراً، وهو ما باشره عبر توسيع دائرة بنك أهداف جيشه (بعلبك، الهرمل وحلب) وإعلانه على نحو نافر الانتقال من الدفاع إلى الهجوم وعزمه على استهداف «حزب الله» في لبنان وسورية وفي بيروت وأي مكان آخَر إذا اقتضى الأمر.
وتلاحظ المصادر عينها وجود «لسانيْن» في إسرائيل حيال الجبهة مع لبنان، فرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المهتمّ ببقاء رأسه فوق الماء تَدارُكاً لغرقٍ يُنْهي حياتَه السياسية لا يميل إلى تصعيد المواجهة مع «حزب الله» على عكس وزير دفاعه غالانت الذي دأب أخيراً على إصدار أوامر لجيشه ألهبتْ المواجهةَ على امتداد الأسبوع الماضي، وعلى نحو أوحى بان جبهة جنوب لبنان على قاب قوسين من الانفلات.
وثمة مَن يعتقد في بيروت أن «حزب الله» فَهْمَ الرسالة وقرر الرد عليها بـ «أقوى منها»، فهو استهدف في الأيام الأخيرة نقاطاً في إسرائيل تبعد نحو 20 كيلومتراً عن الحدود اللبنانية، وتالياً فإنه سيرد على التمادي الإسرائيلي حتى لو تدحرجت الأمور إلى ما هو أسوأ، وسط تقديراتِ دوائر مراقبة بأن الأسوأ الذي تدفع إليه إسرائيل قد يكون على شكل «أيام قتالية» تستدرج مَن بيدهم الحل والربط إلى «ضمانات» تريدها تل أبيب على حدود لبنان الشمالية.
ورغم هذه المحاكاة لِما يضمره الميدان، فإن أوساطاً واسعة الاطلاع في بيروت على صلة بالقنوات الديبلوماسية تحدثت لـ «الراي» عن مؤشرات يجب عدم الاستهانة بها وترتبط بحدود «لعبة النار» وكوابحها، ومن بينها الحرص المتبادل بين إسرائيل والحزب على الاستمرار في تحييد المدنيين والبنى التحتية، وتَجَنُّب إسرائيل في «اغتيالاتها الجوية» أي مسؤولين لـ «حزب الله» لا مهام قتالية لهم، واقتصار الاندفاعة الإسرائيلية على مواجهة الحزب لا لبنان، وتالياً سقوط نظرية «العصر الحجري»، لِما يملكه الطرفان من قدرات تدميرية هائلة، على تَفاوُتها.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله فی بیروت

إقرأ أيضاً:

الخارجية الإيرانية: واثقون من سلمية برنامجنا النووي وسنرد على المواجهة بالمواجهة

أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الاثنين، أن الأمن ليس شيئًا يمكن استيراده وعلى دول المنطقة ألا تعتمد على أطراف ثالثة لتوفير أمنها، مؤكدا سلمية البرنامج النووي لبلاده.

وخلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي، وفي تعليق له على المحادثات المهينة بين ترامب وزيلينسكي، بالإضافة إلى نهج السياسة الأمريكية، اعتبر بقائي أن سلوك ترامب مع زيلنسكي تحذير للجميع بأن لا يصبح الاستعلاء هو المحدّد للعلاقات.

وقال: لكن المهم هو أن الأمن مسألة نابعة من الداخل، ويجب على دول المنطقة أن تعتمد على نفسها لضمان الاستقرار الإقليمي، دون تعليق الآمال على أي طرف ثالث.”

فلسطين

وفي الشأن الفلسطيني، أوضحت الخارجية الإيرانية أن الضفة الغربية جزء من فلسطين ولا يمكن التشكيك بمليكتها للشعب الفلسطيني ومحاولة تغيير اسم الضفة الغربية لن يلغي الحقائق على الأرض، في إشارة إلى قرار لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأمريكي تغيير اسم الضفة الغربية.

وأشارت إلى أنه لا جدال في أن الضفة الغربية وغزة جزء لا يتجزأ من فلسطين التاريخية، ولا يمكن إنكار ذلك أو تغييره، مضيفة أن هذا القرار يكشف عن نوايا الساسة الأمريكيين في المشاركة في جرائم الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، لكنه أكد أن مثل هذه المؤامرات لن تنجح أبدًا.

لبنان

وفيما يخص الملف اللبناني، شدد بقائي، على أن عدم انسحاب الصهاينة من جنوب لبنان هو احتلال واستمرار للعدوان وانتهاك لسيادة لبنان.

وبشأن الاعتداءات المتواصلة على لبنان، قال بقائي “نكث العهود من قبل الكيان الصهيوني ليس أمرًا جديدًا، وفي هذه القضية تحديدًا، ينبغي تذكير الجهات الضامنة لهذه العملية بمسؤولياتها، فهي ملزمة بمحاسبة الاحتلال وإجباره على الانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة. كما أن مجلس الأمن يتحمل مسؤولية واضحة في هذا الشأن. ما يحدث الآن ليس سوى استمرار لنهج العدوان والاحتلال، ويجب احترام سيادة لبنان.”

 وأشار إلى أن العلاقة بين إيران ولبنان تاريخية وقائمة على الاحترام المتبادل، حيث تتمتع إيران بعلاقات جيدة مع مختلف المكونات اللبنانية.

وأوضح أن علاقة إيران مع المقاومة اللبنانية وثيقة، مؤكدًا أنها جزء لا يتجزأ من لبنان وتساهم في دعمه، لافتا إلى أن العلاقات بين البلدين لا تزال قوية، وإذا صدرت بعض التصريحات، فإن الطرفين يمتلكان القدرة على الحوار بانفتاح، كما أكد أن اللقاءات التي عُقدت مع المسؤولين اللبنانيين كانت إيجابية وبنّاءة.

الملف النووي

وردًا على الادعاءات المتعلقة بالقضايا النووية الإيرانية، صرّح بقائي قائلاً: “لقد طُرح مرارًا خلال المفاوضات خيار الدبلوماسية مقابل البدائل الأخرى.

وأضاف إن إيران التزمت دائمًا بالنهج الدبلوماسي ولم تتبع أبدًا سياسة المواجهة في هذا الصدد، لأنها على يقين بالطبيعة السلمية لبرنامجها النووي.”

وفي تعليق على تصريحات رافائيل غروسي ضد إيران، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية “نتوقع من مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن يلتزم بمهامه الرسمية.

وأضاف أن “إبداء الرأي بناءً على التخمينات لا يندرج ضمن صلاحياته ولا يساعد في حل القضايا. هذه الادعاءات لا تستند إلى أي حقائق واقعية.”

وتابع “البرنامج النووي الإيراني أثبت مرارًا التزامه بالإطار الدولي وبالاتفاقيات الخاصة بالضمانات ومعاهدة عدم الانتشار النووي (NPT).

وأشار إلى “أن الوكالة لديها جميع الوسائل اللازمة لمراقبته، واستخدام مثل هذه التصريحات غير البنّاءة لا يخدم أي غرض، مضيفا نحن ندرك أن هذه التحركات تأتي في سياق رغبات بعض الدول الغربية، مما يدل على أن مصدر هذه التقارير هو دوافع سياسية، سننتظر لنرى ما سيحدث في الاجتماع القادم لمجلس المحافظين وسنتخذ موقفًا بناءً عليه.”

وفيما يتعلق بخطط الكيان الصهيوني لتقسيم سوريا، شدد بقائي على أن “إيران ترفض بشكل قاطع أي محاولة للمساس بوحدة الأراضي السورية، مضيفا يجب على جميع دول المنطقة أن تكون يقظة تجاه هذه المؤامرات، وألا تسمح للكيان الصهيوني بالمضي قدمًا في مخططاته لنشر الفوضى وزعزعة الاستقرار.”

مقالات مشابهة

  • نقطة تحوّل... هكذا تنظر إسرائيل إلى زيارة الرئيس عون للسعوديّة
  • قائد بحرية قوة الرضوان..إسرائيل تغتال قيادياً في حزب الله بجنوب لبنان
  • موقع أكسيوس الأميركيّ: لهذا السبب لا تزال إسرائيل في جنوب لبنان
  • إسرائيل تعلن اغتيال شخصية محورية في حزب الله
  • إسرائيل تعلن اغتيال مسؤول في حزب الله بجنوب لبنان
  • إسرائيل تغتال مسؤولا كبيرا في حزب الله
  • "حماس" تحذر: إسرائيل تدفع الأمور إلى "نقطة الصفر"
  • الخارجية الإيرانية: واثقون من سلمية برنامجنا النووي وسنرد على المواجهة بالمواجهة
  • ما هي استراتيجية حزب الله بعد استعراض "ملعب بيروت"؟
  • قريبا في شوارع بيروت.. ليرة باص أول حافلة كهربائية في لبنان تعمل على الطاقة الشمسية (صور)