النائب الاوروبي بيلامي: الشعب اللبناني رهينة صراعٍ لا يرغب به وتأجيل البلدية مؤشّر سيّء
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
زار النائب الفرنسي في البرلمان الأوروبي فرانسوا – كزافييه بيلامي، بيروت ليومين، ووضع الزبارة في خانة المتابعة الميدانية للمرحلة المقلقة التي يعيشها لبنان، بالتزامن مع الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه شعبه.
وتحدي ل" نداء الوطن" عن لقائه البطريرك الماروني في بكركي الاحد فقال: "تحدّثنا عن الوضع المقلق عند الحدود الجنوبية للبنان، وأهمية الحفاظ على السلام في لبنان كما في باقي دول العالم".
"من الصعب توقّع ما سيؤول اليه الصراع بين "حزب الله" واسرائيل"، وفقاً لبيلامي الذي يؤكد أن "لبنان لن ينعم بالسلام إلا عندما يستعيد سيادته، وهنا أؤكد دعمي للنداء الذي أطلقه البطريرك الراعي وشدّد فيه على ضرورة أن يتمتّع لبنان بالحياد".
وجدّد بيلامي تأييده لضرورة "تنفيذ القرار الدولي 1701، وأيضاً، بشكل بديهي، تطبيق القرار 1559 الذي ينصّ على نزع سلاح الميليشيات".
أضاف: "لكن المشكلة أنّ اليوم هناك على الأراضي اللبنانية ميليشيا مسلّحة، تتصرّف كحزب سياسي ولكنّها في الواقع قوّة عسكرية موازية، وأقصد حزب الله، الذي ينفّذ مصالح إيران، ويهدّد بجرّ لبنان الى حرب لا تتناسب مع ما يريده اللبنانيون، لو كان بوسعهم تقرير مصيرهم".
تابع: "إذاً التحدّي الأكبر بالنسبة لنا هو العمل على أن يستعيد لبنان سيادته، لأننا إذا أردنا تحقيق السلام في المنطقة، لا بدّ من الالتزام بقرارات الأمم المتحدة، التي تدعو الى نزع سلاح الميليشيات في لبنان"، وهنا يعترف بيلامي أنّ هذه ليست مسألة سهلة وعلى المجتمع الدولي أن يلعب دوره في هذا الشأن.
في ما يتعلّق بملف الشغور الرئاسي في لبنان، يقول بيلامي: "للأسف لم نلمس أيّ خرق في هذه الأزمة، رغم جهود اللجنة الخماسية. وقد سنحت لي الفرصة أن أناقش هذا الأمر مع عدد من النواب اللبنانيين والمجموعات السياسية خلال زيارتي هذه الى بيروت. وأنا أرى أنّ الملف لا يزال مجمّداً".
تابع: "لبنان بلد ديمقراطي، وهو أعجوبة ديمقراطية في هذه المنطقة، ومن الضروري احترام نصوص الدستور. لا يمكننا أن نطالب القوى الديمقراطية في لبنان بالتنازل عن الدستور ولا عن انتخاب رئيس. ولا أرى أنّ هناك حاجة للإجماع على شخص الرئيس من أجل انتخابه. بل بكل بساطة يجب انتخابه من قبل مجلس النواب، هذا هو الدستور، لذا يجب أن نسمح للبرلمان بحصول عملية الانتخاب، وهذا دور النواب، أي الاجتماع وانتخاب الرئيس الذي يحظى بغالبية الأصوات".
وبحسب بيلامي: "بالنسبة للقوى الخارجية، مثل فرنسا، وبالنسبة للجنة الخماسية، ليس المهم تأييد مرشّح رئاسي معيّن، بل الأهمّ هو دعم مبدأ انتخاب الرئيس واحترام الدستور، اضافة الى الحفاظ على حقّ أعضاء البرلمان وواجبهم ودورهم في انتخاب رئيس للجمهورية".
كما الانتخابات الرئاسية، كذلك الانتخابات البلدية والاختيارية، هي استحقاق مهمّ في نظر النائب الفرنسي في البرلمان الأوروبي فرانسوا - كزافييه بيلامي، الذي اعتبر أنّ احتمال تأجيلها سيكون "مؤشّراً سيئاً جدّاً. فنحن ندرك أهمية احترام الدستور اللبناني والديمقراطية في البلاد وخيارات الناخبين اللبنانيين. حالياً، في ظل هذه الأزمة التي تشهدها البلاد، هناك حاجة الى تقوية البلديات والحفاظ على فعاليتها ودورها في دعم الشعب اللبناني. لذا أعتقد أنّها ستكون فكرة سيئة للغاية، حرمان البلديات من هذه اللحظة الأساسية بالنسبة لحياتها الديمقراطية".
أحدث زيارة لبيلامي الى بيروت، تسبق استحقاق انتخابات البرلمان الأوروبي بعدما اختاره "حزب الجمهوريين الفرنسي" ليكون على رأس لائحة مرشّحيه في السباق المرتقب في شهر حزيران المقبل.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی لبنان
إقرأ أيضاً:
صناعة البطل : العمدة الذي أرعب الرئيس.
بقلم : رشيد الشمري ..
ولان العداء في اروقة السياسه لايظهر في العلن بل في دهاليز السياسة ، فان الصراعات السياسية لا حدود لها وتعود جذورها عندما فاز “اكرم امام اوغلو” رئيساً وعمدة لبلدية اسطنبول وبهذا فقد انهى هيمنة حزب العدالة والتنمية على المدينة التي استمرت 25عاما، فهو الفارس الذي ارعب رئيس حزب العدالة والتنمية، ونظرا لاهمية اسطنبول كعاصمة اقتصادية فهي تعتبر صراع انتخابي مهم ، والسؤال هنا من هو “العمدة الذي ارعب الرئيس؟ وهل نحن امام صناعه بطل جديد، ففي عام 2019 فاز برئاسة بلدية اسطنبول محققاً ضربة لحزب العدالة والتنمية كون العاصمة تمثل 40٪ من الاقتصاد التركي وان من يسيطرعليها فهي تمكنهُ من الفوز بالانتخابات، وممكن ان ينافس وبقوة على الرئاسة التركية ولهذا فان رجب طيب عمل المستحيل حتى يطعن في شرعية انتخابات البلدية التي فاز بها “اوغلوا” وبفارق كبير عن منافسيه ولهذا يعتبرهُ اوردوغان اخطر عدواً بالنسبة لهُ لان اوغلو له شعبيه كبيرة وسط الشباب وينافسه في انتخابات 2028، وبفوز اوغلو عام 2019 بدء بفتح ملفاة فساد “حزب العدالة والتنمية” الذين حكمَوا البلديه انذاك حيث اكتشف ان الحكومة السابقة في اسطنبول كانت تصرف ملايين الدولارات على جمعيات قريبه من اوردوغان وعائلتهِ وحزبه، وبمرور الزمن اصبح تحول “حزب العدالة و التنمية “الى اداة بيد الرئيس ليمسك من خلالها على كل مفاصل الدولة، وعندما نتحدث عن الشرق الاوسط الجديد وانسحاب ترامب من التحالف مع اوربا فان الاخيرة ستكون مكشوفه بعد الانسحاب وبما انه تركيا تعتبر ثاني اكبر قوة بعد الولايات المتحدة الامريكية في” حلف الناتو” فكل دول المنطقة بحاجة للتحالف معها لأهمية الموقع التركي في المنطقة، ولكي تحقق اورباتحالفاً مع تركيا فهذا لا يتحقق في ظل حزب التنميه والعدالة وقربه من روسيا ولذالك فان المخابرات الاوربيه هي تتناغم مع حزب الشعب الجمهوري وتعمل على تمكينه من الفوز وبروزه كقوة جديدة كونه حزب علماني ومنفتح وبهذا ان تركيا رغم كونها دولة مترامية الاطراف لكنها مخترقة مخابراتياً، وبعد الرفض الاوربي لدخول تركيا في الاتحاد الاوربي فهي اصبحت مستقلة بالراي السياسي ثاراً لكرامتها ، مما جعلها تسحر الشعوب المسلمة كون توجهها اسلامي ومعادي لامريكا شكليا ولكن هي في الحقيقة لها توجه سياسي ولان رئيسها يعرف اللعبه السياسة جيدا فهو يعرف اين يضع بلده في المكان الصح، ولكن بعد انهيار الاقتصاد التركي واضطرابات الليرة فان الشعب بد يسخط من النظام ويكون مسانداً وقريباً ولو بالخفاء من حزب الشعب الجمهوري وخاصة بعد اعتقال اكرم امام اوغلو فهو اصبح متصدرا للمشهد وبدء يظهر بصورة البطل، وان يكون منافساً شرساً قادم الايام وبامكانه الفوز لانه كسب تعاطف الشارع ، ولهذا المخابرات الاوربية تريد ان تصنع منه بطلا ليحقق فوزاً انتخابيا و ليشكل تحالفاً قوياً معها كونه ثاني قوة في حلف الناتو، وبهذا فان المخابرات الغربيه تكون قد ضمنت حليفاً جيداً وضربت عصفورين بحجرٍ واحد فهي تريد التخلص من حزب العدالة وابعاد تركيا من الحضن الروسي.
رشيد الشمري