معركة "الطلاق بالإكراه" في أزمات الزواج الإخواني
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
قبل انطلاق صرخاته واستغاثاته عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أرسل الإرهابي الهارب عماد عرب، عشرات الرسائل الخاصة إلى قيادات وشيوخ ورموز جماعة "الإخوان" وحلفائهم وناشد الجميع تمكينه من رؤية ابنه الصغير "عثمان" وحمايته من "تصرفات" والد زوجته الشيخ القيادي حسين حلاوة، صاحب المناصب والعضويات القيادية المتعددة في الكيانات الإخوانية والمتأخونة التي تحمل صفة "الإسلامية" في "عدد من الدول الأوروبية".
البداية كانت في الخامس من أغسطس 2015 عندما أعلن الإرهابي الهارب عماد الدين محمد عرب أنه حقق أهم أحلامه بعقد الزواج من ابنة الشيخ والقيادي الكبير حسين محمد محمد حلاوة، ودعا جموع "الإخوان" وحلفاءهم في دولة الملاذ اﻵمن لحضور حفل "الإشهار" ومشاركته أفراحه بالزواج من "بنت العائلة الإخوانية التي يفتخر كبيرها بأنه من تلاميذ "القرضاوي" الذين حصلوا على ثقة التنظيم الإخواني الدولي وتم تكليفه بالعديد من الأعمال والمناصب الدينية في اليمن وأيرلندا ودول أخرى، والأهم هو أن الشيخ القيادي وعددًا من أفراد الأسرة يحملون جنسية دولة أوروبية!!
وجاءت الرياح بما لا تشتهي السفن واندلعت نيران الخلافات الساخنة بين الزوجين وارتفعت ألسنتها لتعلن عن عراك إخواني تفشل قيادات "الجماعة" في احتوائه، ويصبح الأخ الحالم بحياة زوجية سعيدة وإقامة مستقرة وجنسية ثانية "محرومًا من رؤية ابنه" ومطلوبًا للشرطة ومُلاحقًا بالدعاوى القضائية في محاكم أيرلندا ومتهمًا بالخروج على قواعد السمع والطاعة الإخوانية، فيلجأ إلى نشر الاستغاثات والشكاوى عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
الإرهابي الهارب عماد عرب
في السادس عشر من مارس 2024، كتب الإرهابي الهارب عماد عرب منشورًا عبر "الفيسبوك" يستعرض فيه محطات الخلافات الزوجية التي تحولت إلى عراك إخواني وتراشق بالاتهامات بين فريقين من أعضاء الجماعة، وقال: "أعرفكم بنفسي أنا أخوكم عماد عرب زوج بنت الشيخ حسين حلاوة.. الحقيقة أنني أتعرض منذ سنوات للتهديد والتضليل والاعتداء والحرمان من ابني والاستخدام غير الأخلاقي وغير الشرعي للقوانين لحرماني من ابني وفرض أسلوب حياة لا أرتضيه". وأضاف: "منذ العام 2015 والسيدة سمية حسين هي زوجتي وحتى هذه اللحظة ولم يقع أبدًا أي نوع من أنواع الطلاق الشرعي المُعتبر". وتابع قائلًا: "في العام 2018 وأثناء تجديد الإقامة في دولة أيرلندا وعلى غير الحقيقة أرسلت السيدة سمية رسالة عبر البريد الإلكتروني إلى مسئول الهجرة تبلغه على خلاف الحقيقة أن علاقة الزواج انتهت مما أوقف إجراءات إقامتي على الفور لسنوات".
ولم يقدم الإخواني عماد عرب في استغاثاته المتكررة توضيحًا لمسار المعارك بينه وبين زوجته بعد أن أوقفت إقامته لسنوات، ولكنه قال: إن زوجته أنجبت طفله الأول "عثمان" في العام 2020، وانتقل بهما إلى "دبلن" عاصمة جمهورية أيرلندا بالقرب من أهلها" بادعاء أن هذا الانتقال كان "محاولة لتقليل حجم المشاكل"، ثم زعم أن زوجته كانت غاضبة في بيت والدها الشيخ قبل شهر أبريل 2022 وعادت لعدة أيام "لأسباب لا يعلمها" وكانت تطلب له الشرطة مرة ومرتين، وبعدها لجأت للمحكمة بادعاء أنه "يُشكل خطرًا عليها وعلى ابنه" وحصلت على قرار يلزمه بعدم التعرض لها مع توفير سكن ودعم مالي، ثم ذهب إلى المحكمة بعد سبعة أشهر ووقع على اتفاق يقر بموجبه بالموافقة على رؤية ابنه مرتين في الأسبوع.
وفي الثامن من مارس 2024، نشر الإخواني الهارب فيديو من أمام حضانة أطفال في أحد المراكز الإسلامية بمدينة دبلن، وقال إنه جاء إلى الحضانة "لزيارة ابنه، ولكن الأم وهي مديرة الحضانة تمنعه من رؤيته". وأشار إلى أن هذا المنع تكرر قبل ذلك عدة مرات.
وفي التاسع عشر من مارس 2024، كشف عماد عرب جانبًا من الهجوم الإخواني الذي يستهدفه، وقال: "أما عن الرسائل التي ترتدي لباس الواعظين وتطالبني بوقف حملة استعادة ابني فلقد صدمني منطقها الخسيس، وأريد أن أسألهم: منذ متى أصبحتم آمرين بالمنكر ناهين عن المعروف؟!.. هل مهمتك عندما تجد أخًا مسلمًا يئن ويصرخ أن تُخرسه أم أن ترفع عنه الظلم؟.. هل مصلحة الدعوة وشكل الدعوة هذه تكون في تسلط المجرمين ومبدلي الدين؟". وفي المقابل كتب الإخواني الغاضب كلمات الشكر والثناء لمن قال إنهم تواصلوا معه لدعمه.
وتتكرر منشورات وفيديوهات الإخواني عماد عرب التي يرى "الإخوان" وحلفاؤهم أنها تمثل تطاولًا على "رموز الدعوة" ومنها قوله: "الجماعات الإسلامية كانت لفترة طويلة بابًا لتسلق أناس ليس لهم علاقة بجوهر أفكار تلك الجماعات ولم يرتبطوا بها إلا كباب للصعود الاجتماعي والوظيفي، وهؤلاء الوظيفيون ومع مرور الوقت تمكنوا من مفاصل هذه الجماعات وأصبح الحفاظ على مكاسبهم ومكانتهم هو الحفاظ على الجماعة وعلى الإسلام، بمعنى أنهم برروا لأنفسهم دفاعهم عن بقائهم وتحكمهم وتسلطهم على تنظيمات دعوة الله"
وعلى الجانب اﻵخر، زعم إخواني هارب أن السبب الرئيس في الخلافات بين عماد عرب وأسرة زوجته، هو انحيازه إلى أحد الأجنحة الإخوانية المتمردة على الحرس القديم والتي يتعارض منهجها مع ارتباطات أسرة صهره الشيخ القيادي، وأشار الإخواني الهارب إلى منشورات عماد عرب "التكفيرية" التي أعلن فيها تأييده لقيادات تنظيم القاعدة والخلايا الإخوانية المسلحة، وكذلك إصراره على تحدي قيادات التنظيم بمنشورات الترحم على "القيادي أيمن عبد الغني، صهر خيرت الشاطر"، رغم علمه بأنه قضى السنوات الأخيرة من حياته في صراعات مع قيادات التنظيم الإخواني بالخارج، كما زعم إخواني آخر أن أقوال أحد أبناء أسرة عماد عرب في تحقيقات إحدى قضايا "تهريب الأموال وتمويل الإرهاب"، تسببت في أضرار كبيرة لقيادات "الإخوان" بالخارج وانعكست سلبًا على علاقة عماد عرب بأصحاب القرار في الجماعة.
وفي الرابع والعشرين من مارس 2024، زعم الإخواني عماد عرب أن مجهولين حاولوا اختراق حسابه على "الفيسبوك" للاستيلاء عليه، ثم استهدفوه بعدة بلاغات لتعطيله ومنعه من المطالبة بابنه ونشر الاستغاثات التي تزعج خصومه، وتمكنوا من حذف عدة منشورات قديمة من حسابه.
وهكذا تنتهي تجربة من تجارب "زواج الإخواني من إخوانية"، وتُعلن عن فشل قيادات التنظيم في حل المنازعات الأسرية البسيطة التي تتحول إلى أزمات خانقة تتكرر كثيرًا بعد "زواج إخواني فاشل"، وتكشف بعضًا من كواليس الأزمات الناتجة عن فتاوى "الطلاق والخلع" التي يتم استصدارها من مجالس "الإفتاء" الخاضعة لسيطرة "الإخوان" والتنظيمات الإرهابية في أوروبا، وما خفي كان أعظم!!
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: من مارس 2024
إقرأ أيضاً:
القبض على المتهم بهتك عرض طفل بالإكراه في أكتوبر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ألقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة، القبض على بائع خضار المتهم بإستدراج طفل وهتك عرضه بالقوة بقطعة أرض فضاء تحت تهديد السلاح الأبيض والتعدي عليه بالضرب بدائرة قسم شرطة ثان أكتوبر.
تلقي المقدم كريم سمير رئيس مباحث قسم شرطة ثان أكتوبر بمديرية أمن الجيزة، بلاغا من عامل برفقته نجله 11 سنة، يتهم بائع خضار بإستدراج نجله والتعدي عليه جنسيا وهتك عرضه بالقوة بقطعة أرض فضاء تحت تهديد السلاح الأبيض والتعدي عليه بالضرب بدائرة القسم.
وعقب تقنين الإجراءات واستصدار أذن مسبق من النيابة العامة أمكن ضبط المتهم واقتياده إلي ديوان القسم وتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة وتولت النيابة العامة مباشرة التحقيقات.