وصل النقاش إلى ذروته وعلا صوت سيدتين ووصل إلى الامام الذى أمسك بالميكروفون وحثهما على التوقف باعتبار أن صوت المرأة "عورة" لم يكمل الشيخ وينتهز الفرصة لقول كلام مهم فى هذا المقام وهو أن للمساجد حرمتها، وأن الجميع يجب أن يدركوا ذلك، ناهيك عن أننا فى شهر فضيل يجب أن تسمو فيه الأرواح بعيدا عن التشاحن والتباغض والجدل على أتفه الأمور.
سبب"الخناقة" هو قيام إحداهن باصطجاب طفليها وهما ما بين سن الخامسة والسابعة من العمر وأجلستهما بجوارها، وهو ما دعا الأخرى إلى التنبيه عليها لإخراج الطفلين للجلوس فى الخارج فى المساحة التى خصصت للأطفال، حتى لايكتظ المكان بهم، وتتسبب حركتهم الزائدة فى تشتيت المصلين، وبين إصرار الأم على بقاء طفليها بجوارها وبين الحاح الأخرى على إخراجهما، احتدم النقاش حتى توقف عنوة بعد كلمات الإمام، بينما الام تردد ان هذه هى المرة الاخيرة التى تحضر فيها الى المسجد.
منذ أيام طالعت منشورا على صفحات التواصل الاجتماعي تصدرته صورة لأحد المساجد فى تركيا يصطحب فيها الشيخ طابورا طويلا من الاطفال وقد عنونت الصورة بكلمة "طابور اللبن والشيكولاته"، وكتبت احدى السيدات تجربتها فى المسجد، وقارنت ما حدث مع اطفالها وكل الاطفال، وكتبت تقول"هناك فرق كبير بين هذا المشهد وبين تلك السيدة التى تنهر الاطفال و"تبرق" لهم فى مساجدنا، وما بين التشكيك من قبل المعلقين من أن تكون الصورة لصلاة التراويح، وما بين استنكار البعض لـ"الدوشة"التى يحدثها الاطفال أثناء الصلاة، وبين تحمس البعض الاخر لضرورة تعويد الاطفال على ارتياد المساجد، دار نقاش كبير.
فى اعتقادى أن كل هذا الخلاف يعود فى الاساس الى عدم الفهم الصحيح لتعاليم وأخلاق ديننا الحنيف، فصلاة التراويح هى صلاة طويلة فى عدد ركعاتها وفى وقتها، وبالتالى الاطفال لن يتحملوا كل هذا الوقت بدون حركة أو كلام وهو أمر طبيعى، ومن ثم فإذا كنا نريد تعويد الاطفال على المسجد فليكن ذلك فى صلاة الجمعة أو صلاة العيد مثلا، أو فى أى صلاة أخرى، أما بالنسبة للسيدات ففى تصورى أنه يجب ألا تصطحب صغارها، حتى لاتتسبب فى تشتيت المصلين عن التركيز فى صلواتهم، وحتى وإن كانت تشتاق لأداء صلاة التراويح فى رمضان، فإذا لم تجد أحدا يرعاهم خلال هذا الوقت، فمن الافضل لها أن تمكث فى بيتها، وهذا أولى وأنفع لها وللآخرين.
أما النقطة الأهم فهي أن نحفظ للمسجد احترامه، فلا يجب بأى حال من الأحوال أن يعلو صوتنا فى جدل على أى من الامور، وحتى وإن كان هناك من التصرف ما يزعج البعض، فإنه يجب التنبيه عليه بصوت خفيض، أو السكوت تماما وهذا أفضل.
ليتنا نرعى الحقوق وندرك الحرمات.. فتلك هى أولى خطوات القبول.. وكل عام وأنتم بخير..
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
قانون العمل الجديد يحظر تشغيل الأطفال دون 15 سنة وبطاقة تثبت تدريبه حال عمله قبل الـ16
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تستمر لجنة القوي العاملة بمجلس النواب برئاسة النائب عادل عبد الفضيل في مناقشة قانون العمل الجديد المقدم من الحكومة ،حيث تقوم اللجنة بإجراء حوار مجتمعي حول كافة مواد القانون وقد انتهت اللجنة من مناقشة والموافقة علي جزء كبير من مواد القانون وفيما يلي ننشر أهم مواد القانون الخاصة بتشتغيل الاطفال وهي :
وافقت اللجنة علي المادة 61 التي تنص علي صاحب العمل الذي يقوم بتشغيل طفل أو أكثر مراعاة الاتي :
1 – تعليق نسخة تحتوي علي الاحكام التي يتضمنها هذا الفصل في مكان ظاهر بمحل العمل .
2- تحرير كشف موضح به ساعات العمل وفترات الراحة معتمدا من الجهة الادارية المختصة .
3- إبلاغ الجهة الادارية المختصة بأسماء الاطفال العاملين لديه والاعمال المكلفين بها وأسماء الاشخاص المنوط بهم مراقبة أعمالهم .
حيث وافقت اللجنة علي حظر تشغيل الاطفال قبل بلوغهم 15 سنة ومع ذلك يجوز تدريبهم متي بلغت سنهم أربع عشرة سنة بما لا يعوقهم عن مواصلة التعليم ، ويلتزم كل صاحب عمل يستخدم طفلا دون سن السادسة عشرة بمنحه بطاقة تثبت أنه يتدرب او يعمل لديه وتلصق عليها صورة الطفل وتعتمد من الجهة الادارية المختصة وتختم بخاتمها .
كما وافقت اللجنة علي المادة 63 والتي تنص علي ان يحظر علي الابوين أو متولي أمر الطفل بحسب الاحوال تشغيل الطفل بالمخالفة لاحكام هذا القانون والقرارات التنفيذية الصادرة له.