«عندما بكتْ رموز النخبة السكندرية المثقفة في حفل تأبين حبيبهِم الذي غاب ياسر الشرقاوي».. عندما اكتشفنا أننا نحب هذا الرجل أكثر مما كنا نظن فسالتِ الدموع على وجوه الجميع، رجالًا ونساءً دون مواراة أو خجل. إنها دموع المحبين الذين جاءوا صائمين في نهار رمضان ليشاركوا أسرةَ الفنان الراحل في تأبينِ عزيزِهم الذي غاب عنَّا وعنهم.
بينما كانتِ الكلمات تتوالى محمَّلةً بالحب والذكريات الطيبة لهذا الرجل دون رياء أو مجاملة، كنت أتساءل هذا السؤال الساذج الذي يراودني دائمًا منذ الصغر: لماذا لا نشعر بالقيمة الحقيقية لمشاعرنا تجاه البعض وهم أحياء؟ فإذا رحلوا اكتشفنا أن في قلوبنا لهم قدرًا لا يوصف من الحب والتعلُّق، وأن في رحيلهم خسارةً ما بعدها خسارة. ماذا بينك وبين
الله يا ياسر ليبكي كل هؤلاء من أصحاب الأسماء اللامعة والقامات العالية وهم يتلون شهادتهم فيك؟!! لم يسلم أحد من هذا الضعف البشري الحميد التلقائي، كنا جميعًا نبكيك جهرًا أو في مكنون أعماقنا، أو فلتقل إننا كنا حينها نبكي على أنفسنا لأننا فقدناك وافتقدناك. في رحاب كلية التجارة العريقة جاءت تلك الدعوة السبَّاقة من عميد الكلية الوفي الأستاذ الدكتور السيد الصيفي كي نشارك جميعًا في تأبين صديقنا الذي غاب بجسده وبقي في قلوبِ محبيه حاضرًا للأبد.كنا نظنه تأبينًا سيمرُّ مثل غيره من أمسيات الوداع التقليدية، فجاء اليوم مختلفًا في كل شىء. القاعة تمتلئ بالشخصيات العامة وأبناء وأهل وأحباء ياسر، نجلس جميعًا في صمت وتركيز ممتزج بالحزن والدموع نشاهد فيلمًا تسجيليًّا أعدَّه صديقه الوفي الشاعر المبدع أحمد قدري عن بعض لقطات من حياة الفنان. لم يتمكن أغلبنا من مداومة النظر طويلًا، فكلُّ لقطةٍ تحمل ذكرى جميلةً عشناها معه، ولكنها في النهاية (حياةٌ) تنتهي حين يشاء صاحب الأقدار. رحم الله الإنسانَ الطيب ياسر الشرقاوي، وهنيئًا لروحه الطاهرة بحبِّ المخلصين الذين شاركوا في تأبينه بكلماتٍ ودعواتٍ من القلب لا محل فيها لكذبٍ أو رياء، نرجو أن تكون من نصيبه إن شاء الله فيرزقه الله جنةَ الخلد بدعاء الصائمين المحبين المودِّعين له. يرحل الرجالُ يا ياسر وتبقى سيرتُهم. فالمجد لمَن فاحت من ذكراه العطورُ.. .. .. إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية: البابا تواضروس اهتم بتوظيف الوسائل الحديثة لضمان وصول" كلمة الله" إلى جميع الأجيال
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نشرت الصفحة الرسمية للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، تحت عنوان “مواكبة الزمان لخدمة الإيمان .. البابا تواضروس الثاني خليفة مارمرقس الـ 118”، عندما دخل مارمرقس الرسول إلي الإسكندرية، استخدم المخراز الذي أصاب يد أنيانوس قائلاً: " أيها الإله الواحد، كانت تلك اللحظة بداية لتحول عظيم، إذ بشره مارمرقس بالإيمان المسيحي، لتبدأ رحلة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وأضافت الصفحة الرسمية في ما نشرته منذ قليل، في الذكري الـ"12" لتجليس قداسة البابا ، بان قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، يسير علي نفس الدرب في عصرنا الحديث، فقد اهتم قداسته بتوظيف كل الوسائل الحديثة لنشر الكلمة الإلهية، وأسس موقع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ليكون منصة للجميع، وقام بعمل اجتماعات zoom مع الأساقفة والكهنة، لمتابعة الخدمة داخل وخارج مصر، كما أقام فعاليات متميزة تجمع الأساقفة، الرهبان، الشباب، لضمان أن تصل كلمة الله بأحدث الطرق إلي جميع الأجيال .
464300961_970961908405194_4473513770903787112_n 465596369_981607944007257_7046581879381900944_n