الأسبوع:
2025-04-18@22:06:52 GMT

دَعِ المُؤذِّنَ وشأنه أثابَك الله.. !!

تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT

دَعِ المُؤذِّنَ وشأنه أثابَك الله.. !!

الأذان هو إعلامٌ بدخول وقت الصلاة. يقول القُرطُبي: «الأذان -على قلة ألفاظه- مُشتمِلٌ على مسائل العقيدة». وعن معاوية أن النبي ﷺ قال: «إن المؤذنين أطول الناسِ أعناقًا يوم القيامة». وعن البَراء بن عازِب أن النَّبي ﷺ قال: «إن الله وملائكتهُ يُصلُّون على الصَّفِّ المُقَدَّم، والمؤذنُ يُغْفَر له مدَّ صَوتِه، ويُصدِّقهُ مَنْ سَمِعَه مِنْ رطبٍ ويابسٍ، وله مِثلُ أجْرِ مَن صلَّى مَعه».

وعن عُقْبَة بن عامر قال: سَمِعتُ رسول الله ﷺ يقول: «يَعْجَبُ ربُّك عزَّ وجَلَّ مِن راعي غنم في شظيةٍ بجبلٍ يؤذِنُ للصلاةِ ويُصلِّي، فيقول الله عز وجل: انظروا لعبْدي هذا، يؤذِّنُ، ويقيمُ الصلاة، يخافُ مِنِّي! قد غفرتُ لعبدي وأدخلْته الجَّنَّة». ومن أسفٍ أننا الشعب الوحيد تقريبًا الذي لا يُعجِبهُ (أحيانًا) صوتُ المُؤذِّن.. فلم أسمع في دول الخليج أو غيرها مَن سَخِر من صوت المُؤذِّن، وقد لاحظتُ أن أغلب المؤذنين في «السعودية» مثلًا من كِبار السِنِّ والعَجائز وأغلبهم لا يتمتَّع بصوتٍ عذب باستثناء مؤذني الحَرمين الشَريفين.. فممَّا أُضيفَ إلى الأذان وليس مِنهُ التَغَنِّي واللَّحنِ فيه بزيادةِ حرفٍ أو حرَكة أو مدٍّ مُبَالَغ فيه، وهذا مكروه. فإن أدَّى إلى تغييرِ معنى فهو مُحرَّم.. وعن يَحْيى البَكَّاء قال: «رأيتُ ابنِ عُمَر يقول لرجلٍ: إني لَأَبغَضُكَ في الله. ثم قال لأصحابه: إنه يتغنَّى في أذانهِ ويأخذُ عليه أجرًا».. ولكنِ الآن أصبحت مِهنة المؤذِّن إحدى وظائف الدولة التي يتم التعيين فيها بمعرفة وزارة الأوقاف حَسْبَ حاجتِها مِمَّن تنطبقُ عليهمُ الشروط. فلم يعُد تقاضي أجرٍ عن الأذان أمرًا سيئًا. كما لَمْ نَطَّلِع على نوايا مَن يعمل مؤذِّنًا هل أراد وجهَ اللهِ فقط أم وطلبًا للمال الذي يُغنيهُ عن السؤال وليس بمقدوره أداء عملٍ يدويٍّ أو جهدٍ شاقٍّ. فلماذا يَسخرُ بعضُنا ويَصفُ صوتَ المؤذِّن الذي لم يَهبهُ الله صوتًا جميلًا بأنه مثل «الجِعير»؟!! قال الله تعالى: ﴿يا أيها الذينً آمنوا لا يَسخَرْ قومٌ مِن قومٍ عَسَى أن يكونوا خيرًا منهم﴾ (الحجرات:١١). وكم من أصواتٍ قبيحةٍ مَلأَتِ الفَضاء بالغناءِ الرَديء ليلًا ونهارًا. وهل كلُّ شيء لدينا كاملٌ ولم يَبْقَّ إلَّا صوتُ المؤذن لنَهزَأ به.!! لا شكَّ إن كان صوتُ المؤَذِّن حسنًا ونديًّا فهذا يكون أفضل. وإن كان غيرَ ذلك فهذا رجلٌ يُنبِّهُكَ لوقتِ الصَّلاةِ فقط، ويسْتغرق الأذان دقيقتين تقريبًا، فلماذا لا تتَحمَّلْهُ وتُردِّدَ وراءَهُ الشَّهادتين بتدبُّرٍ وخُشُوع، وإذا قال «حَي على الصَّلاة»، قُلتَ: «لا حول ولا قوة إلَّا بالله»، وكذلك إن قال «حَيَّ على الفلاح»، قلتَ: «لا حول ولا قوة إلَّا بالله»؟!! وإذا ذَهَبْتَ إلى المَسْجِدِ مُلبِّيًا نداءَ الحَقِ يُفَضَّلَ أن تَشكُرهُ وتدعو له أن يتقبَّلَ اللهُ عمله.. وأن يتَقبَّلَ مِنكَ صَلاتَك.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

لا سلاح يُسلّم.. والمُحتلّ لا يؤتمن

 

 

المقاومة لا تركع، ولن تساوم، ولن تضع سلاحها مهما اشتدت المحن، ومهما تعاظمت التضحيات، لأن من حمل روحه على كفه، ومن ودّع أهله ذات فجر دون أن يدري إن كان سيعود، لا يمكن أن يخضع في منتصف الطريق، ولا يمكن أن يبادل سلاحه بسلامٍ زائفٍ أو أمانٍ ملوّث بالذل. ما يجري في غزة ليس معركة فقط، بل امتحان للأمة بأسرها، اختبارٌ لضمير العالم، ومواجهة بين الحق المجروح والباطل المدجج بالسلاح والإجرام. ولكننا نؤمن، إيمانًا لا يتزعزع، أن وعد الله حق، وأن المظلوم المنتصر حتمًا، ولو بعد حين. قال الله تعالى: “وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ”
من يطلب من المقاومة أن تسلّم سلاحها الآن، في لحظة يُذبح فيها الأطفال، وتُبتر فيها أطراف الأمهات، وتُقصف فيها البيوت فوق ساكنيها، إنما هو إما خائن باع آخر ما تبقّى من نخوة، أو أحمق لم يفقه شيئًا من دروس التاريخ. هل يُعقل أن يُطلب من المقاوم أن يُلقي سلاحه مقابل أن يتوقف عدوه عن قتله؟ أي منطق هذا؟ وأي جنون؟ إن منطق الذل لا نعرفه، ومنهج الركوع لا نؤمن به، نحن أمة كُتب عليها الجهاد منذ أن وُجد الباطل، ولسنا طلاب كراسي ولا باعة كرامة، بل نحن طلاب حق، نحمل السلاح لا لنموت فقط، بل لنحيا أعزاء، ولتُكمل الأجيال القادمة الطريق. قال الله سبحانه: “كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ”
إن غزة اليوم لا تطلب منّا البكاء، ولا تشتكي، ولا تتوسّل، بل تصرخ فينا أن نثبت، أن نكون أوفياء للدماء التي سالت، أن نكون كما وعدنا أنفسنا وأبناءنا أن نكون: أحرارًا لا نساوم، جنودًا لا نخذل، رجالًا لا نبيع القضية في سوق الذل والمصالح. في كل طفل يُستخرج من تحت الركام، في كل أمٍّ تحتضن قطعةً من جسد ابنها، في كل مقاوم يقف في نفقٍ مظلم يترقب ساعة الاشتباك، هناك رسالة واحدة: لن نُهزم… ولن ننكسر… ولن نستسلم.
نحن في اليمن، بكل أطيافنا وقوانا الحيّة، نقف إلى جانب فلسطين ومقاومتها، لا نُساوم في ذلك، ولا نطلب مقابلاً، لأن فلسطين ليست قضية سياسية عابرة، بل هي بوصلتنا الإيمانية، قضيتنا الوجودية، رمز كرامتنا ومعنى صمودنا. ونعلم أن الله معنا، كما كان مع من سبقنا من المجاهدين: “كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ”
أمريكا اليوم، ومعها كيان الاحتلال ومن خلفهم بعض الأنظمة العربية المتواطئة، يظنون أنهم قادرون على كسر إرادة المقاومة عبر الحصار والتجويع والتدمير والابتزاز السياسي. ويظنون أن التلويح بوقف القتل مقابل نزع السلاح سيُرهب المقاومين، لكنهم لا يعرفون من يواجهون. إنهم يواجهون رجالًا لم يعودوا يرون في الحياة قيمةً إن كانت دون كرامة، ولم يعودوا يرون في البندقية عبئًا بل شرفًا، ولم يعودوا يقاتلون من أجل أنفسهم فقط، بل من أجل كل حرٍّ على هذه الأرض.
إن دماء الشهداء التي نزفت في غزة، والتي سالت في جنين ونابلس والضفة وكل شبر من فلسطين، لن تذهب سُدى. إنّ أرواحهم تصرخ في وجه العالم الصامت، وتلعن كل من باع، وكل من سكت، وكل من تخلّى. هؤلاء الشهداء هم الشهود على المرحلة، هم من يكتبون بدمهم صفحة الخلاص، وهم الذين يعلّموننا أن الحياة لا تُقاس بعدد السنين، بل بعزّة الموقف. قال الله تعالى: “وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ”
وليعلم الجميع، أن غزة اليوم ليست وحدها، وأن المقاومة ليست جسدًا معزولًا، بل هي نبضٌ حيٌّ يسري في شرايين الأمة، وأن اليمن، وكل محور المقاومة، من لبنان إلى العراق إلى إيران إلى سوريا وكل الشرفاء في العالم، يقفون كالسد المنيع في وجه مشاريع الهيمنة والإذلال. هذه معركة واحدة، جبهة واحدة، وإن اختلفت الجغرافيا، لأن المعركة هي معركة هوية ووجود، لا مجرد حدود.
فليصمت المطبعون، وليرتجف الخائفون، ولينظر المتآمرون إلى عاقبة خيانتهم، فالتاريخ لا يرحم، والله لا يغفل، والحق لا يموت. نحن مع المقاومة، نحن مع غزة، نحن مع كل من يقف في وجه الطغاة، ولن نتراجع عن هذا الموقف مهما كلفنا، لأننا نؤمن أن هذه المعركة ليست فقط لأجل فلسطين، بل لأجلنا جميعًا، لأجل أن يظل في هذا العالم متّسعٌ للحرية، وكرامةٌ للبشر، وصوتٌ للحق.
وسيبقى سلاح المقاومة مرفوعًا، ما دام هناك محتل، وما دام هناك شهيد ينتظر، وأسير يتألم، وأرض مغتصبة، وحق مهدور.

مقالات مشابهة

  • اسكوبار الصحراء..سعيد الناصري يقول إنه ضحية مؤامرة بفعل فاعل لم يذكره
  • الرقيب رعد فايزعبدالله ابو صعيليك ووالدته في ذمة الله
  • خالد مصطفى الهندي ( أبو وليد) في ذمة الله
  • زيلينسكي يقول إن مبعوث ترامب “ينشر روايات روسية”
  • ترامب يقول إن اتفاق المعادن في أوكرانيا سيتم توقيعه الأسبوع المقبل
  • ابن فضل شاكر يقول إن والده بُرئ من تهمة قتال الجيش اللبناني
  • دعاء الخوف من صوت الصواريخ
  • لا سلاح يُسلّم.. والمُحتلّ لا يؤتمن
  • هل أقطع قراءة القرآن وأردد الأذان خلف المؤذن؟.. دار الإفتاء توضح
  • وزير الخارجية الإيراني يقول إنه سينقل رسالة من خامنئي إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين