الأذان هو إعلامٌ بدخول وقت الصلاة. يقول القُرطُبي: «الأذان -على قلة ألفاظه- مُشتمِلٌ على مسائل العقيدة». وعن معاوية أن النبي ﷺ قال: «إن المؤذنين أطول الناسِ أعناقًا يوم القيامة». وعن البَراء بن عازِب أن النَّبي ﷺ قال: «إن الله وملائكتهُ يُصلُّون على الصَّفِّ المُقَدَّم، والمؤذنُ يُغْفَر له مدَّ صَوتِه، ويُصدِّقهُ مَنْ سَمِعَه مِنْ رطبٍ ويابسٍ، وله مِثلُ أجْرِ مَن صلَّى مَعه».
وعن عُقْبَة بن عامر قال: سَمِعتُ رسول الله ﷺ يقول: «يَعْجَبُ ربُّك عزَّ وجَلَّ مِن راعي غنم في شظيةٍ بجبلٍ يؤذِنُ للصلاةِ ويُصلِّي، فيقول الله عز وجل: انظروا لعبْدي هذا، يؤذِّنُ، ويقيمُ الصلاة، يخافُ مِنِّي! قد غفرتُ لعبدي وأدخلْته الجَّنَّة». ومن أسفٍ أننا الشعب الوحيد تقريبًا الذي لا يُعجِبهُ (أحيانًا) صوتُ المُؤذِّن.. فلم أسمع في دول الخليج أو غيرها مَن سَخِر من صوت المُؤذِّن، وقد لاحظتُ أن أغلب المؤذنين في «السعودية» مثلًا من كِبار السِنِّ والعَجائز وأغلبهم لا يتمتَّع بصوتٍ عذب باستثناء مؤذني الحَرمين الشَريفين.. فممَّا أُضيفَ إلى
الأذان وليس مِنهُ التَغَنِّي واللَّحنِ فيه بزيادةِ حرفٍ أو حرَكة أو مدٍّ مُبَالَغ فيه، وهذا مكروه. فإن أدَّى إلى تغييرِ معنى فهو مُحرَّم.. وعن يَحْيى البَكَّاء قال: «رأيتُ ابنِ عُمَر يقول لرجلٍ: إني لَأَبغَضُكَ في الله. ثم قال لأصحابه: إنه يتغنَّى في أذانهِ ويأخذُ عليه أجرًا».. ولكنِ الآن أصبحت مِهنة المؤذِّن إحدى وظائف الدولة التي يتم التعيين فيها بمعرفة وزارة الأوقاف حَسْبَ حاجتِها مِمَّن تنطبقُ عليهمُ الشروط. فلم يعُد تقاضي أجرٍ عن الأذان أمرًا سيئًا. كما لَمْ نَطَّلِع على نوايا مَن يعمل مؤذِّنًا هل أراد وجهَ اللهِ فقط أم وطلبًا للمال الذي يُغنيهُ عن السؤال وليس بمقدوره أداء عملٍ يدويٍّ أو جهدٍ شاقٍّ. فلماذا يَسخرُ بعضُنا ويَصفُ صوتَ المؤذِّن الذي لم يَهبهُ الله صوتًا جميلًا بأنه مثل «الجِعير»؟!! قال الله تعالى: ﴿يا أيها الذينً آمنوا لا يَسخَرْ قومٌ مِن قومٍ عَسَى أن يكونوا خيرًا منهم﴾ (الحجرات:١١). وكم من أصواتٍ قبيحةٍ مَلأَتِ الفَضاء بالغناءِ الرَديء ليلًا ونهارًا. وهل كلُّ شيء لدينا كاملٌ ولم يَبْقَّ إلَّا صوتُ المؤذن لنَهزَأ به.!! لا شكَّ إن كان صوتُ المؤَذِّن حسنًا ونديًّا فهذا يكون أفضل. وإن كان غيرَ ذلك فهذا رجلٌ يُنبِّهُكَ لوقتِ الصَّلاةِ فقط، ويسْتغرق الأذان دقيقتين تقريبًا، فلماذا لا تتَحمَّلْهُ وتُردِّدَ وراءَهُ الشَّهادتين بتدبُّرٍ وخُشُوع، وإذا قال «حَي على الصَّلاة»، قُلتَ: «لا حول ولا قوة إلَّا بالله»، وكذلك إن قال «حَيَّ على الفلاح»، قلتَ: «لا حول ولا قوة إلَّا بالله»؟!! وإذا ذَهَبْتَ إلى المَسْجِدِ مُلبِّيًا نداءَ الحَقِ يُفَضَّلَ أن تَشكُرهُ وتدعو له أن يتقبَّلَ اللهُ عمله.. وأن يتَقبَّلَ مِنكَ صَلاتَك.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
حزب الله: اشتبكنا من المسافة صفر مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في صور
أعلن حزب الله، عن اشتباكه من المسافة صفر مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في كمين معد مسبقًا عند أطراف بلدة شمع في قضاء صور، وتحقيق إصابات مؤكدة، حسبما أفادت قناة القاهرة الإخبارية، في نبأ عاجل.