الأسبوع:
2024-11-26@01:58:44 GMT

الحريديم وصناعة الكذب

تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT

الحريديم وصناعة الكذب

تدير الدعاية الصهيونية العالم إعلاميًّا عبر التركيز على قضية معينة تُلفت إليها الأنظار بعيدًا عن أعمال إجرامية ترتكبها ولا تريد أن يُسلَّط الضوء عليها.

مارستِ الصهيونية الإسرائيلية تلك الأفعال منذ اغتصابها فلسطين وإعلان قيام دولتها في العام 1948. ولكن بعد نجاح كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس) في إلحاق أكبر عملية إذلال بالجيش والأمن الإسرائيلي في السابع من أكتوبر الماضي، كثَّفت إسرائيل من إنتاج وترويج مثل العشرات بل والمئات من هذه الأعمال التي يُقصَد بها لفتُ الأنظار أيضًا عن الإجرام الإسرائيلي الذي فاق كل حدود التوقع والخيال البشري والإنساني.

وجاءت حكاية تجنيد الحريديم، أو خريجي المدارس الدينية في إسرائيل، كي تحتل صدارة الصحف وكل البرامج الفضائية، حتى ينشغلَ العالم عن قتل وتجويع وتعذيب أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، بل وعمليات الاغتيال المنظمة التي يرتكبها جهاز الموساد في الخارج.

والحريديم يشكلون 13% من سكان إسرائيل، وهم رجال وشباب وأطفال يتخرجون في المدارس والمعاهد الدينية التي تدرس التوراة والتلمود وتتمسك بتفسير نصوصها بشكل أكثر تشددًا، يستند إلى أن اليهود هم شعب الله المختار، وأن جميع الأجناس الأخرى هم أغيار يُستباح قتلهم واغتصاب نسائهم، بل والحصول على جائزة بدخول الجنة لكلِّ مَن يقتل عربيًّا أو مسلمًا مثلًا في كل أراضي فلسطين أو خارجها.

وهم يعتقدون أن العرب والمسلمين أنجاس، ويجب التطهُّر بعد لمسهم، ولا يجب دفن موتاهم في مقابر المسلمين، ولا يؤمنون أبدًا بإمكانية التعايش معهم إلا في إطار تحيُّن الفرص لامتلاك القوة للقضاء عليهم وتدميرهم.

ووفقًا للتقارير والتحقيقات المنشورة في الصحف الإسرائيلية نفسها، فإن تحركات الحريديم تتطابق تمامًا مع أفكار قديمة صنعها الحاخامات حول وجود هيكل سليمان، وهو المكان الذي كان يحكم منه نبي الله سليمان عليه السلام تحت المسجد الأقصى، وهم مَن كانوا وراء جميع أعمال الحفر أسفل المسجد والتي تهدد بتدميره من خلال تلك الأنفاق التي تضرب أساسات المسجد.

ولأن الكيان الإسرائيلي قام على كذبة كبرى هي احتلال فلسطين لأنها أرض بلا شعب ولأنها أرض الميعاد، فقد بدأ مبكرًا خداع العالم بحكم هذه الدولة المصنوعة من خلال اتجاهين: الأول، هو إعلان علمانية الدولة، وتصدير ذلك لكل الأوساط الإعلامية والسياسية والدبلوماسية في العالم، والثاني، دعم المجموعات الدينية المتطرفة من خلال: توفير مرتبات ومساكن وكل ألوان الدعم الخاص لهم، والسماح لهم بزيارة المدارس وكتائب الجيش والتجمعات الثقافية والاجتماعية لنشر أفكارهم التي ينسبونها للتوراة والتلمود، وذلك لحماية الدولة الدينية وتجميع شعبها حول فكرة العقيدة التوراتية التي حافظت على أن الصراع مع العرب والمسلمين هو صراع وجود وليس صراع حدود.

ووفقًا لما نُشر بالصحف الإسرائيلية فإن هناك 68 ألف شاب في سن التجنيد بين الحريديم يرفضون أداء الخدمة العسكرية، ولكنهم يحرِّضون على مدار الساعة على قتل الفلسطينيين أينما كانوا، والاستمرار في الحرب والعمليات الإجرامية في غزة. كما أنهم يجنِّدون مجموعات بشكل شبه يومي تمنع قوافل الإغاثة على المعابر من الدخول إلى أبناء غزة، وتهجم مجموعات أخرى على الفلسطينيين في منازلهم بمدن الضفة الغربية، واحتلال بيوتهم واغتصاب أموالهم وزروعهم وكل ما يملكون.

يضاف إلى ذلك قيادتهم للمجموعات التي تقتحم أسبوعيًّا المسجد الأقصى وتقيم الطقوس اليهودية بداخله.

والحريديم (الأكثر تشددًا وتطرفًا بين جميع أديان العالم) لم توقِّع عليهم الولايات المتحدة الأمريكية أو دول أوروبا أيَّ عقوبة، ولم توجِّه لهم لومًا عندما يقتلون العرب الفلسطينيين أو يطالبون بإبادتهم. بينما تسارع وسائل الإعلام في تلك الدول لتحميل المسلمين في كل العالم المسئولية عن انفجار داخل مدنهم قبل التحقيق، فالعرب والمسلمون جميعهم إرهابيون في نظر وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية والإسرائيلية، ولكنَّ هؤلاء المتوحشين القتلة لا يمكن توجيه اللوم لهم أو مطاردتهم باعتبارهم مجموعات إرهابية.

نجحت إذًا إسرائيل (ومِن ورائها أمريكا) في نقل الاهتمام العالمي من مجازر غزة إلى تلك الطواقي التي يلبسها شباب مهووس دينيًّا يطالب بإبادة العرب والمسلمين لأنهم أنجاس.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

بالفيديو.. لندن تشهد لقاء وتكريم أطول امرأة في العالم التركية روميسا التي تناولت الشاي مع أقصر امرأة بالعالم الهندية جيوتي

احتفالاً بالذكرى السنوية لموسوعة “غينيس” للأرقام القياسية.. لندن تشهد لقاء وتكريم أطول امرأة في العالم التركية روميسا جيلجي (مترين و 15.16 سم) التي تناولت الشاي مع أقصر امرأة بالعالم الهندية جيوتي أمجي (62.8 سم)وتعاني التركية جيلجي، من حالة نادرة تسمى “متلازمة ويفر”، والتي تسبب نموا متسارعا وتشوهات هيكلية في الجسم، في حين تعاني الهندية أمجي من التقزم.الشرق للأخبار – السودان إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • العالم إلى أين؟.. أمريكا تكشف لأول مرة نوع الصواريخ التي سمحت لأوكرانيا استخدامها لضرب العمق الروسي
  • أكبر 10 دول تنتج الجزر بالعالم.. الجزائر والمغرب يتصدران العرب
  • تايمز: رفض الحريديم التجنيد ينذر بإحداث شرخ في الحكومة الإسرائيلية
  • ترامب الذي انتصر أم هوليوود التي هزمت؟
  • 300 مليار دولار لمكافحة تغير المناخ سنوياً.. ما القيمة التي يشكلها هذا المبلغ مقارنة بقطاعات أخرى؟
  • «أسوشيتدبرس»: إسرائيل تلاحق مواطنيها العرب المعارضين لحرب غزة
  • بالفيديو.. لندن تشهد لقاء وتكريم أطول امرأة في العالم التركية روميسا التي تناولت الشاي مع أقصر امرأة بالعالم الهندية جيوتي
  • الرئيس الكولومبي: هدف حرب الإبادة التي تمارسها “إسرائيل” في غزة منع قيام وطن للفلسطينيين
  • كيف أثرت السردية الدينية حول نهاية العالم على فوز ترامب؟
  • تحذير إسرائيلي من تراجع كفاءة الجيش مع إصرار الحريديم على عدم الخدمة العسكرية