الأسبوع:
2024-07-06@01:56:22 GMT

الحريديم وصناعة الكذب

تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT

الحريديم وصناعة الكذب

تدير الدعاية الصهيونية العالم إعلاميًّا عبر التركيز على قضية معينة تُلفت إليها الأنظار بعيدًا عن أعمال إجرامية ترتكبها ولا تريد أن يُسلَّط الضوء عليها.

مارستِ الصهيونية الإسرائيلية تلك الأفعال منذ اغتصابها فلسطين وإعلان قيام دولتها في العام 1948. ولكن بعد نجاح كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس) في إلحاق أكبر عملية إذلال بالجيش والأمن الإسرائيلي في السابع من أكتوبر الماضي، كثَّفت إسرائيل من إنتاج وترويج مثل العشرات بل والمئات من هذه الأعمال التي يُقصَد بها لفتُ الأنظار أيضًا عن الإجرام الإسرائيلي الذي فاق كل حدود التوقع والخيال البشري والإنساني.

وجاءت حكاية تجنيد الحريديم، أو خريجي المدارس الدينية في إسرائيل، كي تحتل صدارة الصحف وكل البرامج الفضائية، حتى ينشغلَ العالم عن قتل وتجويع وتعذيب أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، بل وعمليات الاغتيال المنظمة التي يرتكبها جهاز الموساد في الخارج.

والحريديم يشكلون 13% من سكان إسرائيل، وهم رجال وشباب وأطفال يتخرجون في المدارس والمعاهد الدينية التي تدرس التوراة والتلمود وتتمسك بتفسير نصوصها بشكل أكثر تشددًا، يستند إلى أن اليهود هم شعب الله المختار، وأن جميع الأجناس الأخرى هم أغيار يُستباح قتلهم واغتصاب نسائهم، بل والحصول على جائزة بدخول الجنة لكلِّ مَن يقتل عربيًّا أو مسلمًا مثلًا في كل أراضي فلسطين أو خارجها.

وهم يعتقدون أن العرب والمسلمين أنجاس، ويجب التطهُّر بعد لمسهم، ولا يجب دفن موتاهم في مقابر المسلمين، ولا يؤمنون أبدًا بإمكانية التعايش معهم إلا في إطار تحيُّن الفرص لامتلاك القوة للقضاء عليهم وتدميرهم.

ووفقًا للتقارير والتحقيقات المنشورة في الصحف الإسرائيلية نفسها، فإن تحركات الحريديم تتطابق تمامًا مع أفكار قديمة صنعها الحاخامات حول وجود هيكل سليمان، وهو المكان الذي كان يحكم منه نبي الله سليمان عليه السلام تحت المسجد الأقصى، وهم مَن كانوا وراء جميع أعمال الحفر أسفل المسجد والتي تهدد بتدميره من خلال تلك الأنفاق التي تضرب أساسات المسجد.

ولأن الكيان الإسرائيلي قام على كذبة كبرى هي احتلال فلسطين لأنها أرض بلا شعب ولأنها أرض الميعاد، فقد بدأ مبكرًا خداع العالم بحكم هذه الدولة المصنوعة من خلال اتجاهين: الأول، هو إعلان علمانية الدولة، وتصدير ذلك لكل الأوساط الإعلامية والسياسية والدبلوماسية في العالم، والثاني، دعم المجموعات الدينية المتطرفة من خلال: توفير مرتبات ومساكن وكل ألوان الدعم الخاص لهم، والسماح لهم بزيارة المدارس وكتائب الجيش والتجمعات الثقافية والاجتماعية لنشر أفكارهم التي ينسبونها للتوراة والتلمود، وذلك لحماية الدولة الدينية وتجميع شعبها حول فكرة العقيدة التوراتية التي حافظت على أن الصراع مع العرب والمسلمين هو صراع وجود وليس صراع حدود.

ووفقًا لما نُشر بالصحف الإسرائيلية فإن هناك 68 ألف شاب في سن التجنيد بين الحريديم يرفضون أداء الخدمة العسكرية، ولكنهم يحرِّضون على مدار الساعة على قتل الفلسطينيين أينما كانوا، والاستمرار في الحرب والعمليات الإجرامية في غزة. كما أنهم يجنِّدون مجموعات بشكل شبه يومي تمنع قوافل الإغاثة على المعابر من الدخول إلى أبناء غزة، وتهجم مجموعات أخرى على الفلسطينيين في منازلهم بمدن الضفة الغربية، واحتلال بيوتهم واغتصاب أموالهم وزروعهم وكل ما يملكون.

يضاف إلى ذلك قيادتهم للمجموعات التي تقتحم أسبوعيًّا المسجد الأقصى وتقيم الطقوس اليهودية بداخله.

والحريديم (الأكثر تشددًا وتطرفًا بين جميع أديان العالم) لم توقِّع عليهم الولايات المتحدة الأمريكية أو دول أوروبا أيَّ عقوبة، ولم توجِّه لهم لومًا عندما يقتلون العرب الفلسطينيين أو يطالبون بإبادتهم. بينما تسارع وسائل الإعلام في تلك الدول لتحميل المسلمين في كل العالم المسئولية عن انفجار داخل مدنهم قبل التحقيق، فالعرب والمسلمون جميعهم إرهابيون في نظر وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية والإسرائيلية، ولكنَّ هؤلاء المتوحشين القتلة لا يمكن توجيه اللوم لهم أو مطاردتهم باعتبارهم مجموعات إرهابية.

نجحت إذًا إسرائيل (ومِن ورائها أمريكا) في نقل الاهتمام العالمي من مجازر غزة إلى تلك الطواقي التي يلبسها شباب مهووس دينيًّا يطالب بإبادة العرب والمسلمين لأنهم أنجاس.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

«زايد العليا» توقع مذكرة تفاهم لإنشاء ورشة لإنتاج وصناعة حلول السمع

أبوظبي/ وام
وقعت مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، مذكرة تفاهم، مع شركة توبلاند لأدوات أصحاب الهمم ولوازمهم، ممثلة عن شركة ابتكارات وي هير الخاصة المحدودة، بشأن إنشاء ورشة لإنتاج وصناعة حلول السمع عالية الجودة، تشمل سماعات الأذن الطبية بنوعيات مختلفة وأجهزة الشحن الخاصة بها، وذلك بهدف تلبية احتياجات أصحاب الهمم من ذوي الإعاقة السمعية من الأجهزة المساعدة لهم.
وتحمل السماعات علامة النحلة المميزة لمنتجات أصحاب الهمم، وهو شعار مصنّع في دولة الإمارات بواسطة مؤسسة زايد العليا.
وقع المذكرة عن مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم عبد الله الحميدان الأمين العام للمؤسسة، وعن شركة توبلاند لأدوات أصحاب الهمم ولوازمهم، أندي فاولكنر الرئيس التنفيذي للشركة، بحضور عدد من قيادات الجانبين في مقر مركز إنتاج أصحاب الهمم التابع للمؤسسة بمنطقة الباهية في أبوظبي.
وبموجب المذكرة يلتزم الجانبان بالتعاون في تطوير سوق للحلول السمعية المصنعة بالمؤسسة، مع إضافة منتجات جديدة إلى تشكيلة التصنيع، وتجهز المؤسسة وحدة التصنيع وتصنع المنتجات بتوجيه من الشركة التي تقدم المواد الخام اللازمة.
ويتعاون الطرفان في وضع أفكار تسويقية بهدف توسعة الأعمال التجارية في المنطقة، على أن تقدم الشركة إلى المؤسسة المساعدة لإقتناء الآلات المناسبة لإعداد حلول التصنيع، إضافة إلى السعي لتحقيق بيع سنوي يتجاوز 10 آلاف وحدة خلال السنة الأولى.
ورحب عبد الله الحميدان، بتوقيع مذكرة التفاهم مع شركة توبلاند لأصحاب الهمم من خلال تقديم أحدث التقنيات والمنتجات والخدمات المساعدة لأصحاب الهمم.
وأوضح أن المؤسسة تهدف من إنشاء هذه الورشة لمواكبة التطور في عالم التكنولوجيا الحديثة، وتعمل على صقل مهارات أصحاب الهمم والارتقاء بقدراتهم وإمكانياتهم إلى مستوى يمكنهم من العمل والإنتاج في الكثير من المجالات بما يلائم متطلبات السوق المحلي والعالمي تحت مظلة منتجات النحلة ليصبحوا طلاباً منتجين وفعالين.
وأكد أن تعزيز توظيف أصحاب الهمم وإدماجهم في مختلف المجالات أمر أساسي لبناء مجتمعات شاملة، مشيراً إلى أن المؤسسة تعكف على تنفيذ استراتيجيات لإلحاق أصحاب الهمم بوظائف في العديد من القطاعات وتوفير فرص عمل لهم وإدماجهم في سوق العمل.
من جانبه قال أندي فاولكنر، إنه من خلال هذه المذكرة، ستوفر الشركة المزيد من فرص العمل لأصحاب الهمم في قطاع الصناعة من خلال منتجات مساعدة ميسورة التكلفة لهذه الفئة.

مقالات مشابهة

  • القصة الكاملة.. هكذا بدأ التقويم الهجري وأهميته الدينية والتاريخية
  • شيخ الأزهر: مأساة فلسطين هي مأساة العرب والمسلمين والعالم الحر
  • «زايد العليا» توقع مذكرة تفاهم لإنشاء ورشة لإنتاج وصناعة حلول السمع
  • دار الإفتاء توضح كفارة الكذب وشرط مهم للتوبة (فيديو)
  • افتتاح إذاعة صوت العرب وتدشين تمثال الحرية.. أبرز أحداث 4 يوليو
  • الحريديم يتعهدون بتحدي التجنيد الإجباري.. نفضل الموت على الخدمة في الجيش
  • غزة.. إعادة التفكير في كل شيء تقريبًا!
  • تجنيد «الحريديم» في جيش الاحتلال الإسرائيلي يثير أزمة داخل تل أبيب
  • زعيم المعارضة الإسرائيلية يتوجه بطلب إلى الجيش
  • اتحاد العمال: جميع بلاغات العطل الرسمية تشمل القطاع الخاص