الأسبوع:
2025-02-07@09:16:42 GMT

الحريديم وصناعة الكذب

تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT

الحريديم وصناعة الكذب

تدير الدعاية الصهيونية العالم إعلاميًّا عبر التركيز على قضية معينة تُلفت إليها الأنظار بعيدًا عن أعمال إجرامية ترتكبها ولا تريد أن يُسلَّط الضوء عليها.

مارستِ الصهيونية الإسرائيلية تلك الأفعال منذ اغتصابها فلسطين وإعلان قيام دولتها في العام 1948. ولكن بعد نجاح كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس) في إلحاق أكبر عملية إذلال بالجيش والأمن الإسرائيلي في السابع من أكتوبر الماضي، كثَّفت إسرائيل من إنتاج وترويج مثل العشرات بل والمئات من هذه الأعمال التي يُقصَد بها لفتُ الأنظار أيضًا عن الإجرام الإسرائيلي الذي فاق كل حدود التوقع والخيال البشري والإنساني.

وجاءت حكاية تجنيد الحريديم، أو خريجي المدارس الدينية في إسرائيل، كي تحتل صدارة الصحف وكل البرامج الفضائية، حتى ينشغلَ العالم عن قتل وتجويع وتعذيب أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، بل وعمليات الاغتيال المنظمة التي يرتكبها جهاز الموساد في الخارج.

والحريديم يشكلون 13% من سكان إسرائيل، وهم رجال وشباب وأطفال يتخرجون في المدارس والمعاهد الدينية التي تدرس التوراة والتلمود وتتمسك بتفسير نصوصها بشكل أكثر تشددًا، يستند إلى أن اليهود هم شعب الله المختار، وأن جميع الأجناس الأخرى هم أغيار يُستباح قتلهم واغتصاب نسائهم، بل والحصول على جائزة بدخول الجنة لكلِّ مَن يقتل عربيًّا أو مسلمًا مثلًا في كل أراضي فلسطين أو خارجها.

وهم يعتقدون أن العرب والمسلمين أنجاس، ويجب التطهُّر بعد لمسهم، ولا يجب دفن موتاهم في مقابر المسلمين، ولا يؤمنون أبدًا بإمكانية التعايش معهم إلا في إطار تحيُّن الفرص لامتلاك القوة للقضاء عليهم وتدميرهم.

ووفقًا للتقارير والتحقيقات المنشورة في الصحف الإسرائيلية نفسها، فإن تحركات الحريديم تتطابق تمامًا مع أفكار قديمة صنعها الحاخامات حول وجود هيكل سليمان، وهو المكان الذي كان يحكم منه نبي الله سليمان عليه السلام تحت المسجد الأقصى، وهم مَن كانوا وراء جميع أعمال الحفر أسفل المسجد والتي تهدد بتدميره من خلال تلك الأنفاق التي تضرب أساسات المسجد.

ولأن الكيان الإسرائيلي قام على كذبة كبرى هي احتلال فلسطين لأنها أرض بلا شعب ولأنها أرض الميعاد، فقد بدأ مبكرًا خداع العالم بحكم هذه الدولة المصنوعة من خلال اتجاهين: الأول، هو إعلان علمانية الدولة، وتصدير ذلك لكل الأوساط الإعلامية والسياسية والدبلوماسية في العالم، والثاني، دعم المجموعات الدينية المتطرفة من خلال: توفير مرتبات ومساكن وكل ألوان الدعم الخاص لهم، والسماح لهم بزيارة المدارس وكتائب الجيش والتجمعات الثقافية والاجتماعية لنشر أفكارهم التي ينسبونها للتوراة والتلمود، وذلك لحماية الدولة الدينية وتجميع شعبها حول فكرة العقيدة التوراتية التي حافظت على أن الصراع مع العرب والمسلمين هو صراع وجود وليس صراع حدود.

ووفقًا لما نُشر بالصحف الإسرائيلية فإن هناك 68 ألف شاب في سن التجنيد بين الحريديم يرفضون أداء الخدمة العسكرية، ولكنهم يحرِّضون على مدار الساعة على قتل الفلسطينيين أينما كانوا، والاستمرار في الحرب والعمليات الإجرامية في غزة. كما أنهم يجنِّدون مجموعات بشكل شبه يومي تمنع قوافل الإغاثة على المعابر من الدخول إلى أبناء غزة، وتهجم مجموعات أخرى على الفلسطينيين في منازلهم بمدن الضفة الغربية، واحتلال بيوتهم واغتصاب أموالهم وزروعهم وكل ما يملكون.

يضاف إلى ذلك قيادتهم للمجموعات التي تقتحم أسبوعيًّا المسجد الأقصى وتقيم الطقوس اليهودية بداخله.

والحريديم (الأكثر تشددًا وتطرفًا بين جميع أديان العالم) لم توقِّع عليهم الولايات المتحدة الأمريكية أو دول أوروبا أيَّ عقوبة، ولم توجِّه لهم لومًا عندما يقتلون العرب الفلسطينيين أو يطالبون بإبادتهم. بينما تسارع وسائل الإعلام في تلك الدول لتحميل المسلمين في كل العالم المسئولية عن انفجار داخل مدنهم قبل التحقيق، فالعرب والمسلمون جميعهم إرهابيون في نظر وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية والإسرائيلية، ولكنَّ هؤلاء المتوحشين القتلة لا يمكن توجيه اللوم لهم أو مطاردتهم باعتبارهم مجموعات إرهابية.

نجحت إذًا إسرائيل (ومِن ورائها أمريكا) في نقل الاهتمام العالمي من مجازر غزة إلى تلك الطواقي التي يلبسها شباب مهووس دينيًّا يطالب بإبادة العرب والمسلمين لأنهم أنجاس.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

أعاني من كثرة الكذب رغم المواظبة على الصلاة والقرآن.. رأي الشرع

أكد الشيخ أحمد وسام، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الكذب يعد كبيرة من الكبائر ويجب على من يقع فيه أن يتوب إلى الله عز وجل، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: "عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابًا".

حكم تأجيل الصلاة أثناء العمل وأداءها في المنزل.. الإفتاء توضحهل يجوز حمل المصحف أو لمسه بدون وضوء؟.. دار الإفتاء تجيب

جاء ذلك خلال رد الشيخ أحمد وسام على سؤال ورد في بث مباشر عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء المصرية على "فيسبوك"، حول حكم من يكثر الكذب رغم التزامه بالصلاة وقراءة القرآن، حيث أوضح أن المؤمن الصادق لا يكذب، لكن قد يقع في الكذب بسبب ضعف إيمانه ونقص التقوى، مشيرًا إلى أن التوبة الصادقة والالتزام بالصدق في الحديث يقي الإنسان من الوقوع في الأخطاء، لأنه يعلم أنه لن يستطيع إنكارها لاحقًا.

كما بيّن أن الشريعة الإسلامية أجازت الكذب في حالات محددة فقط، استنادًا إلى حديث أم كلثوم بنت عقبة رضي الله عنها، حيث قالت: "لم يُرَخِّص النبي ﷺ في شيء من الكذب إلا في ثلاث: في الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته والمرأة زوجها".

وفي ردّه على سؤال حول ما إذا كانت الكذبة تجعل الإنسان مذنبًا رغم محافظته على الصلاة وقراءة القرآن، أكد وسام أن الكذب يبقى من المحرمات حتى لو التزم الإنسان بالعبادات، موضحًا أن الصلاة الحقيقية ينبغي أن تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر، كما ورد في قوله تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ}.

واختتم حديثه بنصيحة قائلاً: "أقيمي الصلاة بخشوع حقيقي وستجدين أنها ستصرفك عن هذا السلوك المحرم".

مقالات مشابهة

  • الرئيس اللبناني يؤكد ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها
  • أعاني من كثرة الكذب رغم المواظبة على الصلاة والقرآن.. رأي الشرع
  • مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم الحلقة 3
  • رابطةُ العالم الإسلامي تعزي في ضحايا حادثة إطلاق النار التي وقعت في مدينة أوربرو بمملكة السويد
  • وزير الدفاع الأمريكي: سنجهز إسرائيل بالذخائر التي لم تُمنح لها سابقًا
  • وزير الدفاع الأمريكي: سنزود إسرائيل بكل الاسلحة التي تحتاجها
  • “مجموعة لاهاي” تحرص على معاقبة إسرائيل وحكامها على المجازر التي ترتكبها في حق الشعب الفلسطيني
  • احتلال جديد: أمريكا في غزة
  • الكذب ونظرية الحصان الميت!؟ (Dead Horse Theory)
  • «ترامب» يستقبل «نتنياهو».. ماهي «إسرائيل الصغيرة» التي تحدّث عنها؟