شخصيات إسلامية.. بشر بن الحارث الحافي، رحمه الله
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
هو بشر بن الحارث بن عبدالرحمن بن عطاء المروزي ثم البغدادي، المشهور: بالحافي، الإمام، العالم، المحدث، الزاهد، الرباني، القدوة، شيخ الإسلام، ويصدق عليه قول النبي ﷺ: «ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس»، (سنن ابن ماجه، 4102)
ولد سنة اثنتين وخمسين ومئة، وارتحل في طلب العلم، فأخذ عن: مالك بن أنس، وشريك، وحماد بن زيد، والفضيل بن عياض، وإبراهيم بن سعد وأبي الأحوص وخالد بن عبد الله الطحان والمعافى بن عمران، وغيرهم.
كان رأساً في الورع والإخلاص، وضرب أروع الأمثلة في محاسبة النفس، وعلاج أمراضها، وكان رحمه الله قدوة في الجمع بين العلم والعمل. قال بشر بن الحارث: لا أعلم أفضل من طلب الحديث لمن اتقى الله، وحسنت نيته فيه، وقال إبراهيم الحربي: ما أخرجت بغداد أتم عقلاً من بشر، ولا أحفظ للسانه، كان في كل شعرة منه عقل، ما عرف له غيبة لمسلم، ما رأيت أفضل منه.
ومن أجود ما قاله، رحمه الله: إذا أعجبك الكلام، فاصمت، وإذا أعجبك الصمت، فتكلّم. قصد بذلك، رحمه الله، أن يخالف الإنسان هواه، وأن لا يتبع شهوته، وكان شديد المحاسبة لنفسه، وكانت توجيهاته ونصائحه دواء للقلوب، وقال، رحمه الله: لا تجد حلاوة العبادة حتى تجعل بينك وبين الشهوات سداً.
وقال الدارقطني عنه «زاهد، جبل، ثقة، ليس يروي إلا حديثاً صحيحاً»، وكان يحسن الظن بالناس، ويتهم نفسه بالقصور، جاء رجل إليه فقبله، وجعل يقول: يا سيدي أبا نصر، فلما ذهب، قال بشر لأصحابه: رجل أحب رجلاً على خير توهمه، لعلّ المحب قد نجا، والمحبوب لا يدري ما حاله. قالوا:« وكان سبب تركه النعل أنه جاء مرة إلى حذّاء فطلب منه شراكا لنعله فقال: ما أكثر كلفتكم يا فقراء على الناس”
من أقواله: ليس أحد يحب الدنيا إلا لم يحب الموت، ومن زهد فيها أحب لقاء مولاه، وقال: ما اتقى الله من أحب الشهرة، وقال: لا تعمل لتذكر، اكتم الحسنة كما تكتم السيئة، وقال: بحسبك أن أقواماً موتى تحيا القلوب بذكرهم، وأن أقواماً أحياء تعمى الأبصار بالنظر إليهم، فرحم الله بشراً ورضي عنه.
وقال أبو بكر المروزي سمعت بشراً يقول الجوع يصفي الفؤاد ويميت الهوى ويورث العلم الدقيق وقال أبو بكر بن عثمان سمعت بشر بن الحارث يقول إني لأشتهي شواء منذ أربعين سنة ما صفا لي درهم، وعن حمزة بن دهقان قال قلت لبشر بن الحارث أحب أن أخلو معك قال إذا شئت فيكون يوماً فرأيته قد دخل قبة فصلى فيها أربع ركعات لا أحسن أصلي مثلها فسمعته يقول في سجوده اللهم إنك تعلم فوق عرشك أن الذل أحب إليّ من الشرف اللهم إنك تعلم فوق عرشك أن الفقر أحب إليّ من الغنى اللهم إنك تعلم فوق عرشك أني لا أوثر على حبك شيئاً فلما سمعته أخذني الشهيق والبكاء فقال اللهم أنت تعلم أني لو أعلم أن هذا هاهنا لم أتكلم.
وأتى بشر الحافي باب المُعافى بن عمران، فدَقَّ الحافي عليه الباب، فقيل: من؟ فقال: بشر الحافي، فقالت له بُنَيْةٌ من داخل الدار: لو اشتريت لك نعلاً بِدَانِقَيْنِ (أي: سدسا درهم) لذهب عنك اسم الحافي.
وكان لبشر الحافي ثلاث أخوات «مضغة، ومخة، زبدة» بنات الحارث، وأكبرهن مضغة. قال السلمي أخوات بشر مخة وربذة ومضغة. أخبار ذات صلة فتوى: هل قطرة العين تُفسد الصومَ؟ رمضان شهر التوبة واغتنام الأوقات للأعمال الصالحات
المصدر: صحيفة الاتحاد
إقرأ أيضاً:
الحارث: عملية سياسية شاملة تبدأ بعد وقف الحرب
قال السفير الحارث إدريس أمام جلسة الاجتماع الوزاري لمجلس الأمن حول السودان إن قوات الدعم السريع لن يكون لها دور في مستقبل السودان..
التغيير: الخرطوم
كشف السفير الحارث إدريس الحارث المندوب الدائم للسودان بالأمم المتحدة، عملية سياسية شاملة في البلاد يتم ابتكارها بعد وقف الحرب.
وأوضح أمام جلسة الاجتماع الوزاري لمجلس الأمن حول السودان أن قوات الدعم السريع لن يكون لها دور في مستقبل السودان.
وأكد الحارث الالتزام بعدم الإفلات عن العقاب بحق المنتهكين وسفاكي الدماء وتعزيز المسار العدلي الوطني، وفق ما أوردته الوكالة السودانية للأنباء الجمعة.
وتطرق الحارث في بيانه أمس الخميس إلى الموقف السياسي بالبلاد، منوها إلى أن السودان سيظل مرتبطاً مع جهود المجتمع الدولي والإقليمي بشأن أفضل السبل لوقف الحرب مجددا التزام الحكومة بحماية المدنيين.
وأشار إلى أن الاعتداءات الإرهابية والمذابح والجرائم التي ترتكبها قوات الدعم السريع المدعومة من المرتزقة الأجانب تتطلب أن يدعم مجلس الأمن والمجتمع الدولي حكومة السودان للتصدي لهذا العدوان مع الحرص على تنفيذ القرار 1591 في دارفور والقرار 2736 المتعلق بالملكية الوطنية لصنع السلام ووقف الحصار عن الفاشر والمدن الأخرى.
وأكد أن الحكومة ستضمن توصيل المساعدات الإنسانية وتطالب بزيادة حجمها.
وتطرق الحارث إلى زيارة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية السيد توم فليتشر إلى البلاد مؤخرا، وما تم من تفاهمات في المجال الإنساني وجهود الحكومة في المجال، ومطالبة الحكومة بأهمية وضرورة إدانة مليشيا الدعم السريع المتمردة لقيامها بخروقات حماية المدنيين؛ مما يردع تلك المليشيا من التمادي في فعلها.
وكشف الحارث عن المزيد من الأدلة التي برزت مؤخراً بشأن تزويد الدعم السريع بالدعم العسكري واللوجستي عبر دول الجوار براً وجواً واستخدام 5 مهابط سرية في مدينة نيالا جنوب دارفور بجانب المهابط الترابية المؤقتة مستغلة حالة الحرب التي رعتها ومولتها وعملت قصداً أو رصداً على تفاقمها واستمرارها.
وتطرق السفير السوداني إلى أدوار الإمارات، واستمراها وأساليبها في تزويد المليشيا بالأسلحة.
وتناول الحارث في البيان ملف المرتزقة الكولومبيين الذين شاركوا في الحرب إلى جانب المليشيا بعدد 160 فرداً، مشيرا إلى أن صحيفة وول ستريت جورنال وثَّقت أن الشركة التي استخدمتهم مقرها في أبوظبي.
ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 قتالاً عنيفاً بين الجيش وقوات الدعم السريع، بدأ في الخرطوم، وامتد إلى مناطق واسعة من دارفور وكردفان والجزيرة وسنار، وأدى إلى أزمات إنسانية كارثية.
الوسومالجرائم والانتهاكات حرب الجيش والدعم السريع حرب السودان مجلس الأمن