اللمّة العائلية.. طقوس تتجدّد في رمضان
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
خولة علي (دبي)
شهر رمضان الفضيل، فرصة مثالية لتجديد العلاقات، حيث يجتمع أفراد العائلة والأهل والأصدقاء على مائدة الإفطار في جو تسوده المحبة والود والإخاء والتسامح. وما يميز الشهر الفضيل، لقاء الأقارب على سفرة واحدة ليتجاذبوا أطراف الحديث وسرد القصص، في ظل طقوس روحانية تمنح الجميع فرصة للتآلف، باعتبار مأدبة الإفطار تقليداً متوارثاً يعزز التكافل وصلة الأرحام.
مودة وتآخٍ
ويذكر الإعلامي د. علي سالمين بادعام أن شهر رمضان يحمل في طياته العديد من الفرص لتعزيز الروابط الاجتماعية، وتجديد العلاقات بين الأهل والأصدقاء، ويُعتبر التزاور خلال هذا الشهر الكريم فرصةً ثمينة لتبادل المودة والتآخي، حيث تجتمع الأسر خلال شهر رمضان على مائدة الإفطار، لتناول الطعام وتبادل التجارب اليومية، ما يعزّز الروابط الأسرية، ويرسخ قيمة الشعور بالدفء والانتماء والدعم المتبادل.
تضامن وعطاء
يشير بادعام إلى أن التجمعات تُعتبر فرصة لتجديد العلاقات الاجتماعية مع الأصدقاء والجيران، حيث يتبادلون الزيارات وينظمون العديد من الأنشطة الاجتماعية مثل الإفطار المشترك والتجمعات العائلية، ما يعزز التواصل والتفاعل بينهم. وتوفر التجمعات في رمضان فرصة للتضامن والعطاء، حيث يتشارك الناس في تقديم الصدقات والتبرعات للفقراء والمحتاجين، ما يعزز الروابط الاجتماعية من خلال التكافل الاجتماعي، كما تسهم التجمعات الدينية بالمساجد في تعزيز الصلات الاجتماعية، حيث يلتقي المسلمون خلال صلاة التراويح، ويتشاركون في العبادة والتذكير بالقيم والتعاليم الإسلامية، ما يعزز الروح المعنوية والمبادئ الدينية المشتركة.
عادة تتجدد
يؤكد بادعام أن هذا التواصل بين الأقارب والأصحاب والجيران والاجتماع حول سفرة واحدة في رمضان، عادة مجتمعية قديمة عكف عليها الرجال من خلال إقامة وإعداد الإفطار الجماعي في ساحة المسجد قبل الأذان، فكل رجل يأتي بطبق من منزله ليتحلق الجميع حول سفرة واحدة لتناول الإفطار في أجواء لا تخلو من المحبة والأخوة والتكافل الاجتماعي، وهذه العادة مستمرة في البيوت الإماراتية حتى اللحظة، ويحرص الجميع على استدامتها.
اللمّة الحلوة
يرى محمد إبراهيم البلوشي، أن من أهم مظاهر الاحتفال بالشهر الفضيل اللمّة الحلوة، التي تجمع شمل الأهل والأقارب والمعارف والأصدقاء، وتعيد تواصلهم في جو يسوده التسامح والمودة والمحبة، ما يعزز الترابط الاجتماعي والأسري باعتباره من سمات الشهر الفضيل. فالزيارات والإفطار الجماعي من أساسيات وعادات الشهر الفضيل، لذا نجد المنازل في كامل استعدادها لاستقبال الزوار لمشاركتهم الإفطار، ما يعزز روح التواصل والتكافل والتضامن الاجتماعي بين الأقارب والأصحاب والجيران.
بيئة روحانية
وقال د. علي سالمين بادعام: «تزداد حركة التجمعات في مجالس الأحياء والبيوت في الإمارات، بين الأهل والأقارب والأصدقاء والجيران من خلال الولائم والإفطار الجماعي، أو عبر تبادل الزيارات بعد صلاة التراويح وحتى وقت السحور. وقد اعتدنا أن نجتمع مع أفراد العائلة، ونجمع شملهم في بيئة روحانية تتجدد فيها العلاقات الإنسانية والاجتماعية لنغرس في نفوس أبنائنا أهمية التواصل وصلة الأرحام، لتقوية ترابط الأسرة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: رمضان الإفطار الصيام المساجد الشهر الفضیل ما یعزز
إقرأ أيضاً:
طَعم خاص بالشهر الفضيل.. الأكلات الرمضانية والمشروبات التقليدية
يعد شهر رمضان فرصة ذهبية لتجربة أشهى الأكلات والمشروبات التقليدية التي تجمع العائلات وتضيف لمسة خاصة لأجواء الإفطار والسحور.
فمع أذان المغرب، تمتزج روائح الطعام اللذيذة مع الطقوس الرمضانية، حيث تزين الموائد بأصناف لا يمكن الاستغناء عنها في هذا الشهر الكريم.
التمر والشوربة – طبق رئيسي على موائد الإفطار، حيث يبدأ الصائم إفطاره بـ التمر لما له من فوائد في تعويض السكريات المفقودة، يليه طبق الشوربة الساخنة مثل شوربة العدس أو الدجاج.
???? السمبوسة – من أكثر الأكلات شهرةً في رمضان، فهي مقرمشة من الخارج ومليئة بالحشوات المتنوعة مثل الجبن، اللحم أو الخضار.
???? الكبسة والمقلوبة والمنسف – في دول الخليج، تعد الكبسة من الأطباق الرئيسية، بينما في فلسطين والأردن تشتهر المقلوبة والمنسف كوجبات دسمة تمد الجسم بالطاقة.
???? المحشي والملوخية – في مصر، لا تكتمل المائدة الرمضانية بدون طبق المحشي المصري والملوخية بالدجاج أو الأرانب.
???? البريك والحريرة – في المغرب العربي، يتميز المطبخ الرمضاني بأكلات مثل البريك التونسي وحساء الحريرة المغربي اللذيذ.
التمر هندي – مشروب رمضاني شهير يساعد في ترطيب الجسم وتعويض السوائل المفقودة.
العرقسوس – يتميز بطعمه القوي وفوائده العديدة للجهاز الهضمي.
الخروب – مشروب غني بالعناصر الغذائية، ينعش الجسم بعد الصيام.
قمر الدين – يُصنع من المشمش المجفف ويعتبر مصدرًا طبيعيًا للطاقة.
السوبيا – مشروب حلو المذاق منتشر في مصر والسعودية، ويقدم باردًا.
لا تكثر من الأطعمة المقلية والدسمة لتجنب الشعور بالخمول.
اشرب كميات كافية من الماء خلال ساعات الإفطار لمنع الجفاف.
تناول الفواكه والخضروات الغنية بالألياف لتعزيز الهضم.
لا تنسَ وجبة السحور، واحرص على أن تحتوي على البروتينات والكربوهيدرات المعقدة لمنحك طاقة تدوم طوال اليوم.
على الرغم من تطور وسائل الإعلام والتكنولوجيا؛ إلا أن مدفع رمضان لا يزال تقليدًا حاضرًا بقوة في العديد من الدول العربية والإسلامية، ليبقى شاهدًا على موروث شعبي يتناقل عبر الأجيال، وظل رمزًا متجذرًا في الذاكرة الثقافية للشعوب الإسلامية، حيث يجمع بين العراقة والروحانية، معلنًا بدء الإفطار والإمساك عن الطعام وقت السحور خلال الشهر الفضيل.
بداية انطلاق المدفع من القاهرة إلى العالم الإسلامييتفق المؤرخون على أن تقليد مدفع إفطار رمضان انطلق لأول مرة في العاصمة المصرية القاهرة، ليصبح فيما بعد جزءًا من الطقوس الرمضانية في دول عربية وإسلامية أخرى.
انتقل هذا التقليد إلى بلاد الشام، حيث كان يُطلق في القدس ودمشق ومدن أخرى، ومن ثم وصل إلى بغداد في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، لينتشر لاحقًا إلى دول الخليج العربي، حسبما ذكرت “ناشيونال جيوجرافيك”.
تاريخ مدفع الإفطاريعود تاريخ مدفع الإفطار إلى عصر المماليك، عندما قرر والي مصر في عام 1461 ميلادية، الظاهر سيف الدين خوشقدم، تجربة مدفع جديد في وقت غروب الشمس، فظن سكان القاهرة إنه إعلان لهم بالإفطار، فخرج الجميع شاكرين للسلطان.